جبل موية غرب سنار بثمانية وعشرون كيلو متر، يضم مجموعة من القرى المتفرقة، يعيش إنسانها الفقر، و الإهمال، كسائر الحال في طول البلاد وعرضها.
يمتد انبوب مياه من مدينة سنار، ويصب في حوض مساحته 10×10 متر بعمق 6 امتار، تُسحب المياه منه بواسطة حبل، ايّ والله بحبل، وما ادراك ما الدلو!
يروى هذا الحوض إنسان، وحيوان عشرات القرى علي حد سواء.
سقط شاب، ومات غرقاً في هذا الحوض اللعين، عله يجد رشفة ماء يبل بها الريق، ففاضت روحه الطاهرة التي ستشكو للبارئ الديان حيف، وظلم ثلاثين عِجاف.
لا اتحدث عن قرية في اطراف دارفور، او النيل الازرق، او كردفان، او الشمال الاقصى، او شرقنا الحبيب، فتلك شعوب، وامم تعيش علي ضفاف قرون خلت، اتحدث عن قرية في مرمى حجر من الخرطوم العاصمة، وتقع في طرف سبابة عاصمة السلطنة الزرقاء التي تشير إلي عراقة التاريخ، و الماضي التليد.
عجزت دولة كاملة ان تبني صهريج، او خزان مياه آمن يوفر للمواطنين المياه، ويحفظ ارواحهم.
دولة بدد كهنتها المال في الملذات، فتطاولوا في البنيان، و تزوجوا من النساء مثنى، وثلاث، ورباع، فعافهم الشعب، فكانت النهاية في سلة مهملات التاريخ القذر، تلاحقهم اللعنات.
علي حكومات الاقاليم ان تولي حياة المواطنين الإهتمام، وتضع في اولوياتها القضايا الاساسية متمثلة في الخدمات، وعلي رأسها مياه الشرب التي يعاني من نقصها كل الريف السوداني.
الف رحمة، ونور علي روح الشهيد الغريق " العطشان" إبن قرية فنقوقة، إحدى قرى جبل موية بولاية سنار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة