أزكمت أنوفنا,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 07:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2020, 10:24 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزكمت أنوفنا,, بقلم إسماعيل عبد الله

    10:24 PM May, 08 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر





    ألأنقاذيون وعبر مسيرتهم الظلامية الطويلة ما يزالون يتحفوننا بالجديد والمثير والمدهش, بالأمس
    أخرجت لجنة التفكيك جزء من بقايا لحوم جثة الفساد المتعفنة لجماعة الهوس الديني, تغول على مساحات شاسعة و عقارات باهظة الثمن في أكثر مراكز عاصمة البلاد أهمية, لنساء و رجال إمتيازهم الوحيد في هذه الفانية أنهم يقربون إلى الدكتاتور عبر آصرة النسب والحسب والعمومة,
    لم يحدث هذا في كل مراحل الدويلة الموروثة من المستعمر من قبل أكثر من ستين عاماً, حتى الدكتاتور الأسبق (جعفر نميري) لم يكن فاسداً مالياً, و لقد بكى القاضي حينما استجاب لدعوى أرملته التي مثلت أمامه مطالبة إياه لأن يصدر حكمه في أنصبة ورثة الرئيس المرحوم, عندما
    اكتشف بأن النميري قد مات في منزل أسرته الممتدة المتواضع بإحدى أحياء مدينة أم درمان.

    أللجنة التفكيكية تعلم أن الرائحة النفاذة والكريهة التي تخرج من بقايا ألجثث (المتحللة),
    ستصيب رؤوس المواطنين الكرام بالدوار وبطونهم بالرغبة في الاستفراغ , لذلك اختارت منتصف الليل البهيم كي تنشر قذارة و وسخ هذه الجماعة الكاسدة والفاسدة والبائدة, وذلك لأن في الليل ستر وبه رعاية لمشاعر أطفالنا اليافعين الذين لا يدركون شيئاً عن ما فعلته هذه العصابة
    المجرمة بجسد الأمة من اغتصاب, وكما هو معلوم أن ناقلات النفايات في بعض المدن العالمية الشهيرة تبتديء عملها ليلاً, لكي تجنب الناس اضرار الروائح النتنة التي تخرج من مكبات النفايات, فخير فعلتي يا أيتها اللجنة الوطنية الجسورة.

    أفتضاح أمر الأسر الرئاسية البائدة يفتح الباب أمام العقل التحليلي ليعمل عمله, ولكي يطرح
    أسئلته المشروعة, كيف سمح نور الدائم المواطن البسيط الذي كان يجني رزقه من دكانه الصغير الكائن بسوق حي كوبر لنفسه كي تخوض مع الخائضين؟, هل فقط علاقة النسب مع الرأس الكبيرة كانت المبرر والدافع لتركه مصدر الرزق الحلال؟, وهل هو التماهي مع امبراطورية فساد شقيق زوجته
    الذي دانت له الدنيا بكل بهرجها وفتنتها؟ أم أن الأمر له جذر ثقافي و تاريخي ضارب في القدم يشجع الأبناء والأحفاد على استغلال النفوذ الحكومي؟.

    ألمتابع لمسيرة الدكتاتور يعلم أن رئيس الحكم البائد كان مفتوناً بثقافة أسواق المركز, هذه
    الأسواق التي غرست في أذهان الكبار والصغار أن الكسب الإنتهازي ما هو إلا شطارة وفهلوة وذكاء و وفرة في الحيلة, ففي هذه الأسواق تجد من يكتب شيكاً (طائراً) سيء النية لا يلتزم بالوفاء به, يعتبر عبقري زمانه و يحتفى به في مجتمعه وتفرش له الأرض بالزهر والورد, و تخضع
    له مطربات المدينة الخليعات والسافرات, فربما هذه الثقافة التجارية المركزية هي التي شجعت المفسدين من أصهار الدكتاتور وأقاربه, ليعتدوا على المال العام دون وازع أخلاقي ولا ديني يردعهم.

    لقد ظهر ألدكتاتور المعزول في فيديو نشر على منصات التواصل الاجتماعي, قبل سقوطه بعام أو
    يزيد في معية رجل الأعمال المشهور الذي انتقل إلى جوار ربه, بعد أيام قلائل من استقباله للطاغية الذي سجل له زياره معايدة ومطايبة سودانية عادية, تحدث الرئيس المعزول في تلك الزيارة المنزلية عن دهشته حينما كان في صباه الباكر, من الكيفية التي يربط بها تجار السوق
    العربي أوراق البنكنوت بالأحزمة وضخامة الكتل النقدية, تحدث عن ذلك بطريقة فكاهية أضحكت كل من بالصالون الذي يتبع لرجل الأعمال الشهير, السؤال: هل كان الطاغية يختزن ذاكرة حديدية لسنوات الفقر والبؤس الذي عاشه في الأيام الغابرة؟.

    هنالك إرث ثقافي وتجاري مبني على مفاهيم مغلوطة, ومرتكز على أسس غير أخلاقية ساهمت في إفساد
    رجال الدولة و وجهاء المجتمع, و هذا الإرث في الحقيقة هو مركزي الهوى والهوية والمنشأ, ولا توجد أية علاقة أو رابطة تجمعه بأسواق الأطراف, فهذه الثقافة الاقتصادية الصفوية هي التي شجعت السارقين والمتغولين على قوت الشعب في الاستمرار, فلو لم يجد أكلة المال العام دليلاً
    وهادياً ومرشداً تجمعهم به ثقافة مجتمعية واحدة, ترعرعوا عليها جميعهم ونشأوا على ترابها, لا يمكنهم التجرؤ على ارتكاب مثل هذه الفظائع بحق الأموال العامة للشعب, فهنالك فارق كبير بين من يعتبر بطلاً اقتصادياً ناجحاً في (السوق العربي), لمجرد كتابته شيك على بياض يعلم
    أنه لا يلتزم بما ورد فيه من أرقام وكلمات, وبين التاجر الذي يخاف الله ويخشى على نفسه من أن يقال في حقه أنه (حرامي) في أسواق مدينة (الجنينة).

    لكي لا يفسد رجالات الحكومات القادمات, على المنظومة الانتقالية اجتثاث الجذر الذي أسس للفساد,
    منذ بهاء الدين محمد إدريس وحتى نافع علي نافع, فهذا الجذر يرتكز على ثقافة شائهة تحتفي بالسارق والنصاب, و تحط من قدر أصحاب التجارة المشروعة ورواد المهن الشريفة مثل عارضي سلعة (الترمس), و الباعة الجائلين من حملة الأدوات المكتبية والملابس الجاهزة.

    لدي صديق وابن دفعة دائماً ما يذكّرني بنقطة انطلاقته الأولى في دنيا المال والأعمال, التي
    استهلها بحادثة سخيفة الموضوع لكنها عظيمة المغذى, تعرض لها عندما قرر ان يدخل السوق فاستدان كرتونة (ظهر), من أحد تجار الجملة بسوق نيالا الكبير وعرضها على الناس بسوق (الخور), مدخل سوق (أم دفسوا), فداست أرجل المارة على بضاعته المسكينة و دخل في حالة نفسية سيئة
    متناسبة مع سنه, لكن في الآخر نجده تاجر الجملة بأن منحه كرتونة أخرى دون مقابل رأفة بحاله, وكانت بمثابة النقلة النوعية له في عالم (البزنس) الذي وضعه على قائمة رجال أعمال التجارة العالمية.


    إسماعيل عبد الله

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de