منذ الأمس بالمساء وحتى هذه اللحظات يدور الجدل بين بعض الناس حول ذلك الإفتاء الشرعي لعلماء السودان الأفاضل .. والذين أفتوا بأن اليوم الأول لشهر رمضان لعام ( 1441 ه ) هو يوم السبت غداُ الموافق ( 25/04/2020 ) .. وكان ذلك الإفتاء مقترناُ بالكثير من الحقائق والأدلة الشرعية والفلكية .. وذلك بالقدر الذي يبرر القرار المنفرد عن الآخرين من الدول .. ورغم ذلك فإن البعض من الناس يرى أن ذلك الإفتاء الشرعي يخالف الإفتاء الشرعي بالمملكة العربية السعودية .. وهي بلاد الحرمين الشريفين .. كما أنه يرى أن ذلك القرار والإفتاء يخالف معظم القرارات والإفتاء في أكثر الدول الإسلامية .. ولكن الفيصل الذي يبطل ذلك الجدال يكمن في ذلك الحديث الشريف الذي يقول : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين !) .. وتلك الإشارات صريحة للغاية في الحديث الشريف .. وهي إشارات تؤكد مائة في المائة أن المناطق فوق وجه الأرض تتفق أو تختلف في رؤية الهلال عند البزوغ .. وإرشادات الحديث الشريف تطابق مع كافة النظريات العلمية الفلكية التي تؤكد أن بعض المناطق فوق وجه الأرض قد تشاهد الهلال المولود الجديد بالعين المجردة بينما أن مناطق أخرى فوق وجه الأرض لا تستطيع أن تشاهد ذلك الهلال في نفس اليوم وفي نفس اللحظات والساعات .. وبالأمس فإن تلك المراصد الفلكية قد أكدت بأن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة في مساء الأربعاء ممكنة في معظم دول آسيا بما فيها المملكة العربية السعودية .. وكذلك ممكنة في شريط ضيق على الساحل الشرقي لدولة السودان .. ولكن تلك الرؤية بالعين المجردة مستحيلة في كافة دول أفريقيا بما فيها دولة السودان .. ولا يمكن رؤية الهلال الجديد في كافة مدن السودان بالعين المجردة .. وعليه فإن العقل والمنطق السليم يقبل ذلك الإفتاء دون أي جدال .. وهو ذلك القرار والإفتاء الذي يؤكد بأن يوم السبت هو أول يوم لصيام شهر رمضان بالنسبة لدولة السودان .
الفكرة الخاطئة والشائعة لدى البعض من الناس هي الاعتقاد بضرورة إتباع دولة المملكة العربية السعودية بغض النظر عن رؤية الهلال محلياُ أو عدم الرؤية .. ولكن ذلك الحديث الشريف صريح وواضح في الإشارات والمعنى .. حيث ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) .. ولم يشترط ذلك الحديث الشريف إطلاقا بالصوم إتباعاُ لأهل الحرمين الشريفين .. لأن الحقائق الشرعية والقياسات الفلكية تؤكد بأن المناطق والدول تختلف في رؤيتها للهلال بالعين المجردة .. وفي الإمكان رؤية الهلال الجديد المولود في دولة السعودية بالعين المجردة في الوقت الذي فيه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة في دولة السودان .. والحقائق الفكية تؤكد أن هنالك مناطق فوق وجه الأرض تستطيع أن تشاهد الهلال المولود الجديد بالعين المجردة قبل يوم من مشاهدة الناس للهلال في السعودية .. وبنفس القدر هنالك دول أخرى فوق وجه الأرض لا تستطيع أن تشاهد الهلال المولود الجديد بالعين المجردة إلا بعد يوم كامل من مشاهدة أهل السعودية لذلك الهلال بالعين المجردة .. والمجال في ذلك مفتوح بسعة لا تفرض التقيد بالمناطق .. وكثيراُ ما يحدث في العالم أن بعض الدول تختلف أيام صيامها ،، كما تختلف أيام أعيادها .,. وتلك الاختلافات في الأيام تطابق ما يرمي إليه الحديث الشريف .. والدين الإسلامي يسر في ذلك الجانب .. وبالقدر الذي يقول إذا غم عليكم .. أي إذا تلبدت الأجواء بالسحب الكثيفة والغيوم واستحال رؤية الهلال الجديد إكمال عدة الشهر .. والمعروف للكافة أن تلك السحب قد تتكاثف وتتلبد في دولة من الدول دون أن يكون الأمر كذلك في الدول الأخرى .. مما يؤكد أن الأحكام الشرعية في ذلك الجانب لا تتقيد بالتقليد الأعمى والمحاكاة حرفا بحرف .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست