صائدات البمبان والميارم والكنداكات والحكامات هن من صنعن ميلاد الحرية والحضارة في السودان عبر بطولات خالدة سجلها المتاحف والكتب . خلد التأريخ أسمائهن فأرتبطت المرأة السودانية بجميع الثورات من أجل الحرية . خاضت حواء السودان نضالا شرسا من أجل حقوقهن المدنية والسياسية في سودان ما بعد الاستقلال ، وقاومت الاعتقالات والتعذيب والقوانيين الماسة بكرامتهن والممارسات المهينة طيلة فترة حكم الإستبداد وعهد الجبهة الإسلامية حتى ضربت في ثورة ديسمبر أروع مثال بطولي أدهش العالم . بفضلهن الذي لا ينكر تحققت للشعب السوداني حريته ، وإعترافا بدورها الثوري وحقها الأصيل نصت الوثيقة الدستورية على نسبة مشاركة المرأة السودانية 40% في كآفة مستويات سلطة الدولة رغم أن هذه النسبة أقل من نصيب الرجل ب 10% إلي أنها خطوة نحو المساواة المرجوة . ولكن للأسف وعند التطبيق الفعلي بدأ التنصل عن العقود فأسقطت نسبة تمثيلها في المجلس السيادي فنالت 10% فقط واقل من ذلك في مجلس الوزراء وها نحن مقبلون على ولاة الولايات فظهر نصيب المرأة 0% . سقط شعار الثورة في تحقيق عدالة المرأة في حقوقها المكتسبة بنضالها ، ومن حقها أن تفتح النار على محاصصات الحرية والتغيير حتى تعود إلى مسار الثورة الصحيح .
إن صمتت نساء قحت عن حقها فلا سبيل للأخريات أن تعلي من صوتها لتكمل ثورتها وتنال السلطة من نصيبها المكفول بالوثيقة الدستورية .
إن حرمان المرأة السودانية من نيل حقوقها الدستورية يعكس عن أزمة عميقة في تطور الوعي السياسي في البلاد ودليل على أن الساسة هم العائق أمام تطور مجتمعاتنا .
فهل نحن مقبلون نحو ثورة جديدة للمرأة السودانية من أجل الحقوق المدنية والسياسية ؟
مها طبيق 20/إبريل/2020
العنوان
الكاتب
Date
ثورة جديدة ضد الساسة السودانيون تقودها المرأة بقلم مها طبيق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة