العاصمة السودانية تشهد حالة استثنائية غريبة لأول مرة !!
قرار الحظر التام بذلك القدر الذي يمنع اللقاءات العفوية كان صعباُ على الشعب السوداني .. ولأول مرة في تاريخ العاصمة السودانية يكتفي الناس بالتواجد في بيوتهم بطريقة غير معهودة ومسبوقة في تاريخ السودان .. وفي أحياء العاصمة السودانية كان الهدوء غريباُ نوعاُ ما في عرف الشعب السوداني .. حيث لا أصوات للمساجد .. ولا أصوات للحفلات والمناسبات .. ولا تتواجد أصوات هؤلاء البياعون المتجولون في شوارع الأحياء .. وقد انعدمت تلك اللقاءات الضرورية بين أفراد الشعب السوداني في مناسبات السراء والضراء .. لا يلتقي أهل أم در مع أهل الخرطوم والخرطوم بحري إلا عبر الهواتف .. ولا يلتقي أهل بحري بأهل أم در والخرطوم إلا عبر الهواتف .. وبالمختصر المفيد فإن تلك اللقاءات الاجتماعية قد توقفت كلياُ بين أهل العاصمة السودانية .. وحتى في حال الوفيات فإن أهل الخرطوم لا يملكون الحيلة أن يعزوا أهل أم در وأهل بحري إلا عن طريق الهواتف .. والعكس كذلك لهؤلاء أهل أم در وأهل الخرطوم بحري .. فقد توقفت كلياُ ظاهرة التواصل الاجتماعي في مدن العاصمة السودانية !.. وتلك صورة صعبة للغاية في نفوس الشعب السوداني .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي واكب كثيراُ في الماضي حالات الحظر والتجوال في مراحل كثيرة عبر التجارب السياسية .. وحينها رغم تلك القرارات الحاسمة والجازمة كان الناس لا يلتزمون كثيراُ بإتباع تلك التحذيرات بالقدر الذي يمنع التجمعات واللقاءات اليومية بين الناس .. وخاصة في داخل الأحياء .. حيث كانت تتم تلك التجمعات العفوية بين الجيران في المتاجر والمجالس .. كما أن أداء الصلوات في المساجد كان يفرض ذلك اللقاء الجماعي بصورة لا تمنع المظاهر الاجتماعية ولا تمنع لقاء الجار بالجار .. ولكن هذه المرة فإن الأمر يختلف كلياُ عن تجارب الحظر السابقة .. حيث ذلك الهدوء الشامل الغريب الذي قد ساد معظم أرجاء العاصمة السودانية .. وقد سكتت أصوات المساجد في الأحياء لأول مرة في تاريخ السودان الحديث .. كما سكتت أصوات تلك الحفلات في المناسبات .. وأغلقت المتاجر في الأحياء بالقدر الذي يمنع لقاء الجار بالجار .. وقد اختفت زيارة الناس للناس .. والأسر السودانية أصبحت منفردة تتواجد في دائرتها الخاصة طوال الساعات .. لا ضيوف تطرق أبوابها ,, ولا زائر يطرب ألبابها .. هدوء وسكون شامل يغطي كافة أرجاء العاصمة السودانية .. وخاصة منذ المغارب واختفاء الشمس وطوال الليالي .. ورغم ذلك الهدوء الشامل إلا أن ذلك لا ينفي تواجد الشواذ كالعادة .. حيث أن الإنسان في بعض الأحيان يسمع تلك الأصوات القليلة النادرة القادمة من جهات بعيدة لجماعة يصلون في مسجد من المساجد عبر مكبرات الصوت .. وتلك صورة تؤكد أن هنالك من يرفض قرار التجمعات في المساجد .. كما أنها صورة تؤكد أن المجتمعات السودانية لا تخلو كلياُ من أمثال هؤلاء ( الصنج ) الذين لا يفقهون شيئاُ في أحوال الدنيا ولا يفقهون شيئاُ في أحوال الدين .. والبعض منهم قد يكون لديه تلك النزعة السياسية البغيضة .. وعلى كل حال يقول الجميع : ( ما علينا ) .
ونعود مرة أخرى لسيرة الأحوال في أرجاء العاصمة السودانية .. وهي تلك الأرجاء التي خليت كلياُ من مظاهر الناس ذهابا وإياباُ .. والأصوات فيها قد خمدت كلياُ إلا تلك الأصوات في داخل البيوت .. حيث أحاديث الأهل مع الأهل .. ولكن من الظواهر العجيبة التي تلفت الانتباه أن الصبية في الأحياء لم يلتزموا كلياُ بذلك الحظر المشدد .. وكان صعباُ عليهم أن يقبلوا ذلك النوع من القيود الصارمة التي تمنع التجمعات والحراك كلياُ .. ولذلك فإن الصبيان في الأحياء المتنوعة كانوا يتواجدون خارج البيوت في الأحياء طوال الليل .. وكانوا يجلسون جماعات وجماعات وهم يتداولون الأحاديث والونسة .. وذلك دون أن يبالوا إطلاقاُ بمخاطر الفيروس المتوقعة في مثل تلك التجمعات
أعلنت وزارة الصحة السودانية يوم السبت 18/04 / 2020 تسجيل إصابات جديدة بفيروس الكورونا المستجد .. بالإضافة إلى 4 وفيات .. ووفق وزارة الصحة السودانية فقد سجلت ولاية الخرطوم عدد 27 إصابة من أجمالي الحالات المسجلة .. ومن بينها عدد 2 إصابات لأجانب لاجئين .. وبلغت الحالات في الولايات الأخرى عدد 3 حالات .. 2 حالة بولاية النيل الأبيض .. وحالة واحدة في ولاية الجزيرة .. وفيما يتعلق بالوفيات المسجلة فقد توفيت سيدتان ورجل واحد بولاية الخرطوم .. وبذلك يرتفع إجمالي عدد الوفيات المسجلة بالسودان حتى الآن عدد 10 .. والمحصلة النهاية حتى آخر الإحصاءات فإن كامل عدد الإصابات بفيروس الكورونا بالسودان هو عدد 66 مصاباُ ,, وعدد الوفيات هو 10 وفيات . ووفق قرار مجلس الوزراء يبدأ يوم السبت 18 / 04 / 2020 تطبيق الإغلاق الكامل في كل أنحاء ولاية الخرطوم لفترة 21 يوماُ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست