التاريخ والادلة تثبت ان مصر سقطت جزئيا او كليا في اول احتلال بسقوط الاسرة 14 عام 1690 ق م وهو بدء احتلال الهكسوس لجزء صغير من كمت بالاسرة 15 في 1674–1535 ق م وفي خلال نفس الفترة توسع الهكسوس في اماكن اخري في كمت بالاسرة 16 في 1660-1600 ق م وايضا بالاسرة 17 في 1580-1549 ق م وتحررت اجزاء كمت المحتلة من الهكسوس بالاسرة 18 عام 1549 ق م. واستمر استقلال كمت حتي سقوط الاسرة 20 عام 1077 ق م
ثم سقطت كمت مرة اخري في احتلال متواصل للاسر 21 و22 و23 من 1069 ق م. ثم تحررت بالاسرة 24 عام 732 ق م. وسقطت كمت في فترات متقطعة لاحتلال الاسر 25 و27 و29 وعادت كل مرة وحررت نفسها بالاسر 26 و28 و30. وبعد سقوط الاسرة 30 عام 343 ق م سقطت كمت في احتلال متواصل حتي عام 1952م اي ل 2295 سنة متواصلة
لذلك جملة زمن احتلال كمت هو 2295 عام زائد فترات احتلال الهكسوس بالاسر 14 و15 و16 و17 وكذلك العموريين والليبيين والكوشيين والفرس 21 و22 و23 و25 و27 و29 لتصبح الجملة الكلية لاجمالي وقوع كمت جزئيا او كليا تحت الاحتلال هي = 139 سنة (الهكسوس في اجزاء متفرقة) + 337 سنة (الاسر 21 و22 و23) + 79 سنة (الاسرة 25 الكوشية) + 121 سنة (الاسرة 27 الفارسية الاولي) + 18 سنة (الاسرة 29) + 2295 سنة (فترة متواصلة) = 2989 سنة. ويجدر بالذكر ان الكمتيون حرروا وطنهم من المحتلين ست مرات وهذا رقم قياسي علي مستوي العالم.
كمت بالرغم من خطورة اهمية موقعها الجغرافي الذي جذب العديد من الغزاة والمحتلين تتمتع بمميزات كبيرة منهم الدفاعات الطبيعية المنيعة المتمثلة في البحرين المتوسط والاحمر والصحاري المحيطة وكذلك بالترابط المناطقي الذي يمنع اي مجموعات وافدة من الانحشار بين الكتل السكانية الكمتية ككيان جديد. وهذا يفرض علي الاجانب الدخول كافراد وليس كمجموعات. كما ان تاريخ وحضارة كمت قوية وعريقة ولها اثار باقية تعينهم علي التحرر وتحفظ لهم خط العودة لحالهم الطبيعي الاول قبل الاحتلال.
وبالمقارنة كمت مع جنوب وادي النيل نجد ان ما يدعي اليوم كردفان وكذلك النصف الجنوبي لدولة حضارة كرمة اعلي الشلال الرابع سقط في يد عصابات مختلطة من الهكسوس (وهم خليط خيالة تركمنغول ومرتزقة مشاة عموريين) مع رقيق الفولاني البيضان من شمال افريقيا والرقيق السودان من غرب افريقيا تحت الاحتلال منذ عام 1500 ق م. بينما ظل شمال الشلال الرابع تحت حماية كمت من احتلال ونهب ورق هذه العصابات. ثم سقطت اقاليم كرمة بالكامل وكافة اقاليم جنوب انهار النيل ودارفور والشرق تحت احتلال ورق عصابات الهكسوس والفولاني الابيض والاسود منذ عام 1000 ق م. ولازالت اقاليم انهار النيل والشرق ودارفور تسيطر عليه مجموعات الفولاني البقارة البديرية الكردافة الكواشة وهم يمثلوا امتداد لاحتلال عصابات الهكسوس والفولاني الاولي تحت مسميات وادعاءات غير صحيحة ومختلفة بالاستقلال وعدم وجود احتلال.
لذلك فان اقاليم جنوب انهار النيل والشرق ودارفور قد وقعوا في احتلال جزئي او كامل لمدة كلية متواصة قدرها 3520 سنة وهذا اكثر من جملة فترات احتلال كمت الجزئي والكامل المتقطعة ب 531 سنة. وانكار احتلال اقاليم جنوب انهار النيل والشرق ودارفور بواسطة مخلفات الهكسوس التركمنغول مع العموريين الاعراب مع الفولاني لا يفيد في علاج الاوضاع.
يؤكد هذا وجود خلل كبير في الشخصية والهوية التي تعرف الان باسم السودانية وهو اسم صنعه والصقه المحتلين بالمنطقة منذ 200 عام فقط وهو لا يعني الاصلاء بالمنطقة بل يؤكد استمرار الاحتلال الذي ينفوا وجوده بلا معني. فهل يمكن للشخصية والعقلية الوطنية في جنوب وادي النيل مواجهة حقائق ونتائج الاحتلال والرق وعلاجهم بدلا من انكارهم والتهرب منهم؟
من المؤكد ان تاريخ الرق في جنوب وادي النيل لازال له اثار عميقة وقوية ومتجاهلة وقوي مجتمعية وسياسية فاعلة باقية وهذا يجعل الاعتراف باستمرار الاحتلال وتاريخ الرق امرا مرفوضا ومتستر عليه. السودان مستعمرة من زمن طويل وتم تجهيل وتضليل شعبه. والمروجون لان جنوب وادي النيل والشرق ودارفور مستقلين احرار منذ غزو الهكسوس والفولاني هم اما اقلية يعرفوا الحقيقة ويدعموا الاحتلال واستفادوا من الرق او الاغلبية يكرروا بلا فهم ما تقوله وسائل الاعلام ومقررات الدراسة.
لكي يتمكن شعب بدون ارث حضاري قوي من امتصاص وهضم ودمج عصابات الغزاة يحتاج لعمل مركزي قوي. لكن في كمت الاندماج يكون طبيعي وسريع. لكن في جنوب وادي النيل الطبيعة الجغرافية تسمح لان تصبح يوما وتجد قرية جديدة بالجوار وسرعان ما تطلق علي نفسها اسم قبيلة وتخترع تاريخ ونسب وهمي. لذلك جنوب وادي النيل ليس بقوة مصر الحضارية ولا مناعتها الدفاعية الطبيعية وهذا يعني ان امتصاص وابتلاع الاجانب ودمجهم تماما في النسيج الوطني لو تطلب في مصر 50 سنة فانه يتطلب في جنوب وادي النيل 500 سنة وجهد مركزي منظم وقوي. يجب علي منتجات الهكسوس والفولاني واليهود السودان التوقف عن الاساءة لكمت بتاريخ احتلال اثبت للعالم بطولتهم وقوتهم ومناعتهم الوطنية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة