في الخامس من ابريل الجاري اصدر حزبا الامة القومي برئاسة الامام الصادق المهدي والحزب الناصري بيانا مشتركا حثا الشعب السوداني الى الالتزام بالاجراءات الاحترازية وموجهات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الاتحادية لمكافحة فيروس كوروانا , واكدا على الا ضرورة لتعليق العمل بالدستور وفرض حالة الطواريء .. الى اخر ما جاء في البيان الذي سننشر رابط موقع النشر في نهاية هذه السطور.
لكن الاخطر في هذا البيان هو ما ورد في الفقرة الاخيرة والتي تتحدث عن الحوار الذي يجري في جوبا.
حيث حذر الحزبان من العملية السياسية التي تجري في جوبا حول السلام ووصفا العملية بانها تشكل خطرا على وحدة السودان وتماسك قواه الوطنية.
لم استغرب على المستوى الشخصي موقف الحزب الناصري واخواتها بنات البعث العراقي المقبور وما بقي من اذياله في السودان وبعض دول الاقليم.
غير انني اندهشت لموقف حزب الامة من السلام في هذه المرحلة تحديدا , واقول هذه المرحلة ببساطة لان مواقف حزب الامة التي طعنت الثورة في الظهر واحيانا في الصدر من خلال التحالفات التي ابطأت عملية التغيير كثيرة , لكنني لا اخال ان الحزب وزعيمه في حاجة لمثل هذه المواقف التي يعتبر معادية للوطن وغالب شعبه .
صحيح الرجل ظل يتحدث عن المعارضة ومع المعارضة و ابنه مساعدا للطاغية المخلوع عمر البشير طوال فترة القمع والابادة التي تمت في مناطق النزاع وفي انتفاضة سبتمبر وغيرها.
كما ان حارسه الشخصي ضابطا في جهاز الامن وياتمر باوامر اجهزة السفاح المخلوع.
وتصديقات استيراد سيارات المارسيدس لافراد العائلة واصهارهم لم ترفض طوال حكم المخلوع وظل يصادق على كل طلبية مع توصية بعدم تحصيل جمارك عليها .
لكن حزبا مرموقا (عمرا) ورئيسه له من التجربة في السياسة بل وفي فنون رئاسة الاحزب (اكثر من 40 عاما) اعتقد هذا الموقف او البيان لا يليق به من حيث التوقيت على الاقل.
بيد ان الاسئلة المشروعة التي من حق اي سوداني ان يسالها للسيد الامام :
* ماذا كانت تفعل ابنتكم ونائبك في حزبكم ! في جوبا مع وفد قوى الحرية والتغيير؟؟
هل ذهبت لتؤكد خطورة السلام على وطنك المتخيل ام ذهبت لتدفع بعملية السلام مع الرفاق في الحرية والتغيير كما هو معلن في البيان الذي صدر قبل يوم من سفر الوفد ؟؟
*ما الخطر الذي يشكله حوار جوبا لو حقق القصاص لضحايا الابادة الجماعية في دارفور وكردفان والنيل الازرق وغيرها من مناطق الابادة واعاد المشردين في مناطق النزوح وفي دول اللجوء في الجوار وفي بقاع العالم؟؟
*ماذا يضيركما اذا ما مثل السفاح المخلوع في محكمة عادلة ليأخذ جزاء ما اقترفت يداه الملتخطان بدماء الاف من ابناء الشعب السوداني في دارفور وجنوب كردفان وضحايا السدود وشهداء رمضان والااف بل الملايين من الضحايا الذين قضو في جنوبنا الحبيب وجريمة انفصال جزء من وطننا العزيز. ؟
*هل كان ازالة التهميش والاقصاء الممنهج يشكل خطرا على تماسك الدولة وعلى وحدتها ؟؟
ما اود ان أؤكده وقد يتفق معي كثيرون ان فشل منبر جوبا ستكون وبالا على السودان واول من يحترق بلظى تلك الكارثة ان حدثت لا قدر الله هذه الاحزاب التي لا عماد لها الا عماد البيوتات الواهية والتاريخ المتخيل وايدلوجية تقاتل من اجل احياء تاريخ جاهلية جهلاء ثبت خواء وعفن معتقديها وقد انتهى بعرابهم في جحر خزي وعار ,’واقسم لو حدثت لاحد رجالات وطني في احد هوامش السودان لنفشت بنات عمه شعرهن ولم يمشطن حتى تقوم الساعة حزنا واستنكارا على فعلة يفضل رضيع من تلك البقاع باطن الارض على ان تراه بنات عمه هكذا يخرج.
*هل ما زلت سيد الامام عند موقفك ان البشير جلدك ولا يمكن يجر في الشوك ؟؟ واذا كان ذلك هو ما زال موقفك اليس البديل هو استمرار القتل والابادة في الهامش السوداني العريض ؟؟؟
نص البيان:
بيان مشترك بين حزب الأمة القومي و الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حسن إبراهيم فضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست