لقد اشتهر السيد أحمد سليمان المحامي بالكثير من تلك المواقف الطريفة .. وهو كان من أذكى الشخصيات السياسية السودانية .. وكان في ذلك الوقت عضواُ بارزاُ في الحزب الشيوعي السوداني .. ومن نكات وطرائف المحامي ( أحمد سليمان ) تلك القصة الطريفة التي وقعت في أيام حكم الفريق عبود .. حيث اجتمعت الأحزاب السودانية وقررت أن ترفع مذكرة للفريق إبراهيم عبود تطالب فيها بتسليم السلطة فوراُ للمدنيين في البلاد .. وقد وقع في تلك المذكرة المئات والمئات من زعماء وأعضاء تلك الأحزاب السودانية .. وكان من أول الموقعين في تلك القائمة من الرموز السياسية البارزة .. الحسيب النسيب السيد على الميرغني والسيد الجليل عبد الرحمن المهدي .. والسيد صديق عبد الرحمن المهدي والسيد إسماعيل الأزهري والسيد محمد أحمد محجوب والسيد عبد الخالق محجوب وغيرهم من الرموز والزعماء البارزين .. وكان أيضاُ من بينهم السيد أحمد سليمان المحامي .
وبعد أن استلمت حكومة عبود تلك المذكرة الجريئة بدأت في تلك الاعتقالات التي شملت الكثيرين من الأعضاء البارزين وغير البارزين .. ولكنها تجنبت بطريقة مكشوفة اعتقال السيد على الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي .. وحين جاء الدور لاعتقال المحامي أحمد سليمان جرت تلك الوقفة الطريفة التي أصبحت مشهورة مع مرور الأزمان .. حيث سأل الضباط والعساكر الذين جاءوا لاعتقاله قائلاُ أريد أن أسألكم أمراُ قبل أذهب معكم ،، هل اعتقلتم السيد على الميرغني ؟؟؟ .. فقالوا ( لأ ) .. وهل اعتقلتم السيد عبد الرحمن المهدي ؟؟؟ .. فقالوا ( لا ) .. فقال ضاحكاُ : ( فلما ذلك الخيار والفقوس في الاعتقالات ؟؟؟ ) .. وأنتم تعلمون جيداُ أن فاتحة الأسماء في تلك القائمة تبدأ باسم الحسيب النسيب السيد على الميرغني .. وخاتمة الأسماء في تلك القائمة تنتهي باسم السيد الجليل عبد الرحمن المهدي .. وأنا قد وقعت اسمي في منتصف القائمة تحوطاُ وسياجاُ ,, فكيف وصلتم لأسمائنا قبل أن تقتحموا الأبواب من الأعلى أو من الأسفل ؟؟ .. فضحك العساكر ثم تم اعتقاله .. ورغم تلك الاحتجاجات المنطقية السليمة فقد تم حبس هؤلاء الزعماء والرموز في السجون بجنوب السودان .. ولم يأتي الانفراج لهؤلاء الزعماء والرموز إلا بعد انتفاضه أكتوبر المجيدة ,, وهي تلك الانتفاضة الأولى في مسار الانتفاضات بالسودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست