الحلقة الخامسة من جديد الاستاذة اسماء وعلمانية د. النعيم بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-20-2020, 11:09 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الخامسة من جديد الاستاذة اسماء وعلمانية د. النعيم بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    11:09 PM March, 20 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    عمل الأستاذة اسماء ومن معها فيما اسمته الحزب الجمهوري، هو نفس العمل في المركز.. هو عمل ينسب للأستاذ ويقوم على تشويهه وتشويه فكرته.. هو مواصلة ومحاولة فاشلة لتنفيذ بيان د. النعيم حول (هذا أو الطوفان).
    في الورقة التي تعرف ما اسموه (الحزب الجمهوري)، جاءت أول عبارة (الحزب الجمهوري حزب سياسي، هدفه الأساسي، احداث تغيير جذري في حياة افراد الشعب السوداني ليأتي المجتمع الصالح).. وحتى بالنسبة للحزب الجمهوري الذي نشأ في الاربعينات قال عنه الأستاذ أنه حزب ديني اذا صح التعبير.. ومجرد عنوان العمل في الحزب هو مناقض للأستاذ محمود ودعوته.. وانظر إلى هذا الادعاء الاجوف، هدف الحزب الأساسي هو (احداث تغيير جذري في حياة افراد الشعب السوداني ليأتي المجتمع الصالح)!! انا شخصياً، اعترف بدون أي تردد، انني انني بعيد جدا عن التغيير الجذري المنشود، رغم الفترة التي عشتها في كنف تربية الأستاذ، ولكنني اعمل من أجل هذا التغيير في نفسي، وانا على ثقة انه لن يكتمل إلا بعد مجيء قدوة التقليد كما وُعِدنا!! انتم يا اسماء من يقومون بتغيير جذري في حياة الشعب السوداني ليأتي المجتمع الصالح؟! انتم من ابعدتم الدين والتربية وجعلتم من حزبكم مجرد حزب سياسي كما هو التعريف اعلاه، تنسبون لأنفسكم هذا الفضل العظيم الذي لم يتم بين يدي الأستاذ؟! هذا ادعاء اقل ما يقال عنه انه مخجل!!.. وماهو التغيير الجذري الذي سيقوم به الحزب؟ تقول الأستاذة اسماء لصحيفة الجريدة 15 يناير 2014م، معرفة بالتغيير الجذري الذي يعنونه في التعريف بحزبهم، تقول: (والتغيير الجذري الذي نعنيه هو تغيير لم يسبق له مثيل منذ بدء النشأة البشرية.. هو تغيير تدخل به البشرية المعاصرة مرتبة الإنسانية.. وتلك مرتبة يتطلب دخولها قفزة اكبر من تلك التي حدثت لدى دخول الحيوان مرتبة البشرية وسيحدث ذلك، بفضل الله، ثم بفضل الفكر الصافي)!! واضح جداً أنهم يتحدثون عن التطبيق.. التطبيق الذي لم يتم على يدي الأستاذ، سيتم على يديهم هم وبواسطة حزبهم.. هل يوجد استخفاف بأمر الله اكثر من هذا؟! انت يا استاذة اسماء ستحدثين التغيير الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية؟! انت وصحبك من يقودون البشرية إلى مرحلة الإنسانية؟! تقول (يحدث هذا بفضل الله، ثم بفضل الفكر الصافي) ولكنك غيبت فضل الله لما غيبت الدين، واعتمدت على حزبك الذي لن تقوم للفكرة قائمة من دونه.. وفضل الله يا استاذة اسماء هو المسيح!! ثم اين هذا الفكر الصافي.. هل في موضوعكم هذا يوجد فكر صافي او غير صافي.. هل يمكن ان تقوم التبعية لدكتور النعيم على فكر مستقيم؟! هذا مستحيل.. إنه لأمر عجب، أن يدعو الإنسان لفكر د. النعيم ويتبع له، ومع ذلك يتحدث عن القمم العوالي من دعوة الأستاذ محمود محمد طه لبعث الإسلام.. هذا تخليط لا معنى له، ويدل دلالة قوية على فكر مشوش وتبعية للآخر لا تقف لتنظر في أمرها، وفيما تدعيه.. د.النعيم قال بوضوح أن من يتلقى التمويل يعمل لمصلحة الممول، وهذا حق، وإن اوهمتم انفسكم بخلاف ذلك.. والحق الأكبر انك لا تستطيع أن تخدم سيدين في وقت واحد، فإما الله أو اهواءكم، خصوصاً أنه تعالى قال أنه أغنى الشركاء عن الشراكة، ومن اشرك به شيئاً فهو يترك نصيبه لشريكه.
    علمانية النعيم:
    الأستاذة اسماء تقول انها علمانية، وتؤيد د. النعيم.. وعلمانية النعيم علمانية خاصة به، وهي تقوم على معارضة جميع اديان السماء، وتنسف اركان الإسلام الأساسية نسفاً تاماً، وفي مبالغة من الجرأة، ودون ايراد اي دليل.. ولقد رصدنا بعض اقوال النعيم الأساسية، وعرضناها في موقع سودانيز اونلاين، في اربعة حلقات.. ثم عرضناها في (الصالون) الموقع الخاص بالجمهوريين.. والأستاذة اسماء تعلم هذه الاقوال، وحتى لو لم تكن تعلمها فلا عذر لها في أن تؤيد أمراً لا تعلمه.. ونحن هنا سنعيد بعض اقوال د. النعيم، ونطالب الأستاذة اسماء ان تعلن بوضوح وجه تأييدها لها.. وقد عهدنا من انصار د. النعيم انهم يؤيدونه بصورة عامة، فعندما نرجعهم الى اقواله المحددة، ونطالبهم بشهادتهم حولها امام الله وامام الناس يصمتون!! فلا واحد من مؤيدي د. النعيم، دافع عن نقطة واحدة من نقاطه، وهذا أمر يدعو للحيرة.. واقوال د. النعيم لا تقوم على اي منطق موضوعي، بل هي ضد البداهة، ولا تستقيم مع التفكير العقلي السليم، فمن أجل ذلك لا يمكن أن يكون تأييدها يقوم على قناعة فكرية، فليس فيها ولا فكرة واحدة.. هي فقط هدم للدين، دون أي منطق.. فإذا كان تأييد المؤيدين لد. النعيم لا ينطلق من قناعة فكرية، وبالطبع هو لا ينطلق من قناعة دينية _ فما هو السبب في هذا التأييد.. ماذا عند د. النعيم، فيخيف به هؤلاء النفر، أو يجعلهم طامعين إلى الحد الذي معه لا يجرؤون على قول كلمة حق واحدة حول مزاعمه الباطلة.. نحن هنا نورد بعض اقوال د. النعيم ونسأل عنها الأستاذة اسماء ونرجو أن تجيب بوضوح، والانصراف عن القضية هو اجابة واضحة تدل دلالة قوية على مدى الخوف أو الطمع، وتوكد توكيداً قاطعاً أن القضية ليست قضية فكر.
    يحق لد. النعيم أن يقول رأيه بوضوح ضد الدين، ويبين اسبابه في ذلك، فالحرية مكفولة له في ذلك، حتى من حيث الدين.. يستطيع أي انسان أن يكفر بالله تعالى، وهذا من حقه ديناً، يقول تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).. وقد مضى عهد النفاق فلا مبرر له، يقول المعصوم: (رحم الله قريشاً: اما إيمان صراح، أو كفر صراح).. ولكن د. النعيم يريد أن يجعل الكفر ايمان، ويخلط الدين بعدم الدين، بصورة لا تجوز على طفل!! وحتى في هذا هو ليس اصيلاً!!
    والآن يا استاذة اسماء اليك موقف د. النعيم من الله تعالى، لنرى رأيك فيه هل هو صحيح كما يفترض من تأييدك لد. النعيم ام هو خاطيء.. يقول د. النعيم عن الإيمان بالله: (أنا لا افكر في سبب ايماني بالله. هذا الموضوع لا يهمني اطلاقاً. بل أنا لا افكر فيه حتى. ولا اهتم أن اوضح اسباباً لذلك. أنا لا احتاجه، لأدافع عنه امام اي شخص، وبالمناسبة هذا هو السبب الذي قادني الى قناعتي السياسية بوجوب تطبيق الدولة العلمانية..).. فالنعيم يصرح انه ليس في حاجة للإيمان بالله (أنا لا احتاجه) وموضوع الإيمان بالله لا يهمه اطلاقاً، ولا يفكر فيه حتى.. وهذا السبب هو الذي قاده إلى القناعة بوجوب تطبيق الدولة العلمانية.. فتطبيق الدولة العلمانية عنده يأتي بسبب عدم حاجته لله، وهذا منطلقه.. فهل الذين يؤيدونه لهم نفس المنطلق، وإلا فلماذا يؤيدونه؟! القضية ليست دولة علمانية وإنما هي في الأساس شعور بعدم الحاجة إلى الله وعدم الإهتمام بالإيمان به تعالى، ومن يؤيد د. النعيم، أو يؤيد دولته العلمانية، فلابد أنه يؤيد منطلقه هذا.. فالقضية ليست خطر الهوس الديني كما حاولتم أن تصوروها في البيان، وإنما هي ما زعمه د. النعيم، وايدتموه فيه عن علم أو عن جهل.. ويقول النعيم: (لأكون واضحاً، انا لا اهتم كثيراً بأن اقنع الناس الذين لا يؤمنون بالله، بأن الله موجود. هذا ليس واجبي.. بالنسبة لي شخصياً هذا أمر ليس من اولوياتي، أنا لا اهتم ان اصبح كل العالم مسلمون، أو ظلوا مسيحيين، بالنسبة لي هذا موضوع غير مهم).. فعند د.النعيم وجود الله أو عدم وجوده أمر غير مهم، وهو موضوع ليس من اولوياته!!.. فلدكتور النعيم مبدأ سماه (الواسطة البشرية)، وهو مبدأ يحدد موقفه من الله بصورة قاطعة.. يقول مثلاً عن هذا المبدأ: (ولكن الأمر فيما يخصني هو أن هذا هو موقفي! وهذه بالطبع هي عقيدتي في كيفية حدوث الأشياء في الكون. فأنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بطريقة متجاوزة للوجود المادي أو خارقة للطبيعة. إن الله يفعل في الوجود عبر الواسطة البشرية.. فالبشر هم الذين يتصرفون ويتخذون المواقف.. إننا نحن البشر من نفعل أو نفشل في الفعل..).. فالنعيم لا يحتاج إلى الإيمان بالله، والله نفسه عنده لا يعمل بصورة تتجاوز الوجود المادي، أو خارقة للطبيعة.. فهو تعالى عنده مثله مثل أي كائن مقيد بالمادة وبقوانين الطبيعة!! واخطر من ذلك كله النعيم يجعل الفاعلية للبشر فهم الذين يفعلون أو يفشلون في الفعل، وهذا هو مفهوم الواسطة البشرية عنده.. فالبشر هم من يفعلون وليس الله.. وهذا بالطبع هو نقيض تصور الأديان السماوية لله، وهو نقيض الفكرة الجمهورية بالذات.. فحسب التوحيد الله تعالى يفعل بذاته، ويفعل بالواسطة.. وحتى فعله بالواسطة، هو تعالى الفاعل الحقيقي فيه.. يقول تعالى: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى).. ويقول: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ).. ويقول: (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)، يعني خلقكم وخلق لكم افعالكم.. هذه هي وحدة الفاعل وهي معنى الإله.. فالإله يعني تنزل الله لمنطقة الفعل.. ووحدة الفاعل هي اصل التوحيد، وهي ما جاء به جميع النبيون، في معنى ما جاءوا بـ (لا إله إلا الله).. يقول المعصوم: (خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله).. والوجود المادي والطبيعة، اللتين زعم د. النعيم أن الله لا يعمل بطريقة تتجاوزهما، هما نفسهما فعل الله.. وفي هذا الزعم د. النعيم جاهل حتى في مستوى التفكير العلمي المادي.. وقد تجاوز العلم نفسه المادية، وبرهن بصورة قاطعة أنها لا وجود لها إلا في وهم العقول.. واستطاع العلم منذ اكثر من قرن أن يرد المادة إلى طاقة.. وفي نظرية الإنفجار العظيم برهن العلم على أن هنالك وقت لم تكن فيه المادة موجودة، وأنها لم تظهر إلا بعد الإنفجار.. ولم تكن قوانين الطبيعة المعروفة الآن موجودة.. فالنعيم جاهل في الدين وجاهل في العلم، ومصيبته الكبيرة أنه جاهل ويدعي العلم.. فموقف د. النعيم هذا من الله، موقف كاف جداً، في التدليل على أنه ضد الدين بصورة جذرية.. ولكنه لم يقف عند هذا الحد، بل ذهب ليذكر تفاصيل عديدة في مناقضته للدين، والدين الإسلامي بصورة خاصة، والفكرة الجمهورية بصورة أخص.. وفي إطار مفهوم الواسطة البشرية يقول د. النعيم: (فكل ما يدخل في فهم البشر وتجربتهم ليس منزلا من الله)!!.. وهذا يعني أن جميع أفعال البشر، وتجاربهم ليس لله فيها دخل، فهم الذين يفعلون كما يعبر النعيم وليس الله.. وبالطبع هذا نفي قاطع لمفهوم الألوهية، وهو يترتب عليه أن الدين من حيث هو ليس منزلاً من الله وإنما هو من فعل البشر، وذلك لأنه (يدخل في فهم البشر وتجربتهم).. والنعيم لا يذكر أي سبب موضوعي لموقفه هذا، وهو فقط يقرر، ويقرر ببساطة شديدة في أخطر أمور الوجود.. مفهوم النعيم هذا ينبني عليه الكثير جداً، وأخطر ما ينبني عليه مفهومه عن أن الدين صناعة بشرية، وهذا أمر ينبني بالضرورة على مفهومه عن الواسطة البشرية!! فهذا الغاء تام للأديان السماوية.. وفي هذا الإطار، يصل د. النعيم، إلى الحد الذي ينفي معه وجود الإسلام!! اسمعه يقول: (ليس هنالك شيء اسمه الإسلام بالمفهوم المجرد!! إن الإعتقاد بأن الإسلام مفهوم أو فكرة، ليس أمراً مجدياً، وغير معين.. لكن الناس يعتقدوم ذلك).. بالطبع الإسلام مفهوم وفكرة، وهذا أمر بداهة.. والإسلام ليس أمراً مجرداً وإنما هو أمر موضوعي موجود خارجنا فمحمد صلى الله عليه وسلم كنبي ورسول حقيقة موضوعية.. والقرآن بين دفتي المصحف حقيقة موضوعية.. وجميع التعريفات للإسلام والإيمان والشريعة حقائق موضوعية يدركها العقل.. فبمجرد وجود مسلمين ينفي أن الإسلام مفهوم مجرد، وينفي أنه موضوع ذاتي.. وإذا صح مفهوم النعيم الباطل جداً، فهو ينطبق على العلمانية، وأي فلسفة أخرى.. من البداهة أن اللغة بطبيعتها ظاهرة اجتماعية، وهي وسيلة التواصل بين أفراد المجتمع، وتقوم على الاصطلاح الذي فيه الكلمات والجمل تعبر عما يصطلح المجتمع على استخدامها في التعبير عنه.. فالنص اللغوي، دائماً قابل لأن يكون مفهوماً لجميع أفراد المجتمع الذين يعرفون لغة النص.. وكل هذه أمور بداهة.. وفي إطار مغالطاته الفجة يقول د. النعيم: "فالقرآن لغة بشرية وبالتالي هو نتاج تاريخي، وفهمه أيضاً نتاج تاريخي..".. هذا ليدلل على أن القرآن عنده ليس من الله!! ولكن القرآن في حقيقته ليس لغة بشرية، فالله تعالى لا يتحدث بلسان!! والقرآن إنما تنزل وصب في قوالب اللغة العربية، لنفهم نحن الذين نفهم عن طريق اللغة، يقول تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).. فهو جعل عربياً بعد أن لم يكن.. وحقيقة القرآن في أم الكتاب، عند الذات.. ومن مغالطات النعيم الفجة قوله: "ولكني أحب أن أوضح وجهة نظري بصراحة كما يلي: ليس هناك إسلام!! وبالطبع هذا نوع من المغالطة يتورط فيه المسلمون، كما يتورط فيه الآخرون، الذين يتجهون للحديث عن تعريف محدد للإسلام.. وذلك لأن أي واحد منا عندما يتحدث عن معنى الإسلام يتحدث عن فهمه هو للإسلام.. وليس عن الإسلام كما هو"!! ويقول: "لا يمكننا الحديث عن دين متسق، سواء أن كان ذلك ديناً كتابياً، مما نسميه الأديان الثلاثة الابراهيمية أو أي دين آخر.. إن كلمة (دين) كلمة مشكلة للغاية".. النعيم يعتبر كل الناس يغالطون إلا هو!! مع ان الصورة على عكس ذلك وزعمه بأن من يتحدث عن الإسلام يتحدث عن فهمه هو للإسلام، زعم شديد البطلان.. فالمسلمون يتحدثون عن فهم واحد مشترك بينهم للإسلام، ومأخوذ من القرآن ومن الحديث ومن اللغة.. وكلمة دين ليست مشكلة كما يزعم النعيم وإنما المشكلة النعيم نفسه..
    وفي مواصلة لزعمه ان القرآن ليس منزلاً من الله يقول د. النعيم: "فنحن نعتقد أن القرآن منزل من الله.. ولكن كيف نعرف أن (المصحف) الذي نقرأه هو في الواقع ما اوحي من الله؟! إنها مجرد عقيدتنا أن هذا النص تم تداوله من جيل لجيل وسط المسلمين طوال الألف وخمسمائة عام الماضية ولذلك مفهوم الإجماع البشري هو في الواقع أمر حاسم وهام لامكانية الاعتراف بالقرآن كنص شرعي ومهيمن"!! وأيضاً هذه مغالطة فجة، فالمسلمون لا يؤمنون بأن القرآن منزل من الله بسبب الاجماع البشري، وإنما بسبب إيمانهم بأن محمد صلى الله عليه وسلم نبي، اوحى إليه الله تعالى القرآن، عن طريق ملك الوحي جبريل.. ويقول النعيم: "إن السلطة التي يستمدها نص القرآن تنبع من تعاقب الإجماع، الإجماع عليه بين الأجيال، كما اسميه، وليس بكونه ببساطة منزل!! نظراً لأننا لم نره ينزل.. إننا لم نستلم ملفاً مرفقاً مع رسالة الكترونية وقيل لنا هذا هو القرآن"!! بالطبع الأمر كله على عكس ما يقول النعيم فسلطة القرآن عند المسلم تأتي من أنه كلام الله ولذلك هو مقدس عند المسلمين.. وإذا كان النعيم يحتاج للإيمان بالقرآن، أن يراه ينزل أو يستلم ملفاً مرفقاً مع رسالة الكترونية، فهذا لعدم إيمانه.. ولكن المؤمنون آمنوا به منذ البداية لعلمهم بصدق المعصوم، ولإعجاز القرآن.. وهو إعجاز كان، ولا يزال، ولن ينفك.. وقد سبق أن ذكرت للنعيم ما اورده د. زغلول النجار، وغيره ممن كتبوا عن الإعجاز العلمي للقرآن، من أن بعض الغربيين آمنوا بالإسلام، لأن بعض ما ورد في القرآن من حقائق علمية لم يكن من الممكن أن تعرف في القرن السابع الميلادي، ولم تعرف إلا في القرن العشرين!! وكمثال لهذه الحقائق قوله تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ).. المسجور يعني الملتهب ناراً، والمعروف عند الناس أن النار والماء لا يجتمعان، ولذلك لم يسع الأوائل من المؤمنين، إلا الإيمان في فهم الآية.. أما اليوم فقد أصبح معلوماً بصورة علمية، ومصورة، أن بعض قيعان البحار تكون ملتهبة ناراً، لزمن طويل، بسبب البراكين التي تثور تحتها.. فإذا كان النعيم لا يؤمن إلا بما يراه، فهل يؤمن بوجود الذات الإلهية المطلقة؟! هل يؤمن (بالمفردة) التي بانفجارها تكون كوننا المعروف؟! لقد كانت كتلة (المفردة) أقل من الصفر، ومن هذه الكتلة الضئيلة جاء الكون كله بما فيه من مجرات ونجوم وكواكب وثقوب سوداء، هل يؤمن النعيم بهذا الذي يقوله العلماء عن الانفجار العظيم.. هل رأى النعيم (الكوارك) أو حتى (الالكترون)، وهي جزيئات، حسب نظرية عدم اليقين لهايزنبيرج، من المستحيل رؤيتها، أو حتى معرفة موضعها وسرعتها فى آن معاً.. النعيم يجعل عقله المحدود جداً، حكماً على الوجود، فما لا يراه غير موجود!!
    وإذا كان الله تعالى خلق الطبيعة وقوانينها، فكيف تقيده، بحيث لا يعمل إلا في إطارها؟! هل يمكن أن يكون هنالك خلل في الفكر أكثر من هذا؟! ما هو رأي النعيم في أنه حسب نظرية الإنفجار العظيم، أنه قبل الإنفجار، أي قبل 13و7 مليار سنة، لم تكن هنالك طبيعة، ولا قوانين طبيعة، بالمعنى الذي نفهمه من كوننا؟!.. والإنسان استطاع ان يتجاوز قوانين الطبيعة، ففي السفر إلى الفضاء مثلاً تم تجاوز قانون الجاذبية.. ولقد انتهت الحتمية السببية في مجال العلم بصورة قاطعة، وأصبحت جزء من العلم الكلاسيكي.. أما السببية في العلم الحديث، فهي مجرد احتمال احصائي!!
    نحن هنا نسأل الأستاذة اسماء، هل توافق على موقف د. النعيم هذا من الله؟ ولا نطالبها بكثير قول، عليها فقط أن تقول أنها توافق أو لا توافق.. ونسألها أليس موقف د. النعيم هذا هو النقيض تماماً لما تدعو له الفكرة الجمهورية؟
    د. النعيم له رأي في المعصوم، وفي القرآن، وفي الشريعة، وهو في جميع آرائه هذه ينطلق من مبدئه الأساسي (الواسطة البشرية).. فطالما أن البشر هم الذين يفعلون في زعمه، فالقرآن وجميع ما جاء به الأنبياء، هو فعل البشر.. ونحن هنا نورد بعض اقواله التي يكذب فيها كذباً فاضحاً، ومخجلاً، ولا يجوز على من له ابسط الالمام بالإسلام.. يقول النعيم:
    (مفهوم جريمة الحد ابتدعها الفقهاء، ولا يوجد في القرآن أي ذكر لهذا المفهوم).
    (بالمناسبة مفهوم جريمة الحد نفسه، مفهوم صاغه وابتدعه الفقهاء.. وليس هنالك أي ذكر لهذا المفهوم في القرآن).
    (إن النسخ الذي حدث كان خياراً اتخذه الفقهاء الشرعيون والقضاة.. لا يوجد نص في القرآن يقرر النسخ).
    هل من يكذب بهذه الصورة في الأمور البديهية يمكن أن يكون صادقاً في أي شيء؟! ويا جماعة د. النعيم هل تصدقونه في كذبه هذا؟! من المستحيل أن يكون أي واحد منكم يجهل أن د. النعيم في أقواله هذه يكذب على الله ويكذب على الناس.. فما السر في هذا الخنوع الذي يجعلكم تعجزون عن القول بأنه كاذب حتى في مثل هذا الأمر الصارخ.
    ويقول النعيم (سوف اواصل لأحاول اعطائكم فكرة عما يعنيه القرآن بالنسبة لي، واوضح وجهة نظري التي اقول بها ان القرآن ليس مصدراً للتشريع ولا للشريعة).
    (إن الفكرة التي تقول أن القرآن هو المصدر المباشر أو الأساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة وغامضة، وتسبب اشكالية حقيقية).. اليست الفكرة الجمهورية يا استاذة اسماء تقول بأن القرآن هو المصدر الأساسي للتشريع؟ وهل الفكرة الجمهورية مضللة وغامضة كما يزعم د. النعيم.
    (أعتقد أن الغموض والابهام عنصر اساسي وجوهري في القرآن، بل هو مقصود، بالصورة التي لا يمكننا معها ازالته، وهذا يؤكد عندي أن القرآن لا يصلح أن يكون مصدراً للتشريع أو القانون).
    (الشريعة الإسلامية لم تكن ابداً اساساً لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب أن تكون أساساً له).
    (دولة المدينة هي دولة سياسية وليست دينية.. هي معادلة سياسية بين قطاعات وقوى سياسية واجتماعية في واقع معين).
    والنعيم يقول بوضوح تام أن مرجعيته ليست دينية، حتى في التحريم والتحليل، فهو يقول:
    (فيما يخص هذا الموضوع، وهذا هو الموقف الذي اتبناه واقدمه في هذا الكتاب، وهو اني اريد أن اقول ان أي سياسة عامة أو تشريع عام لا يمكن تبنيه بالرجوع إلى المرجعية الدينية. ومعنى ذلك انك اذا اردت ان تمنع العلاقات الجنسية المثلية بين الأفراد من الجنس الواحد، لا يمكنك أن تفعل ذلك بسبب أنها حرام، وتقول للناس لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين).. لاحظ أنه يقول (لا يمكن)!! والواقع العملي أن أصحاب الأديان في سياستهم العامة وفي التشريع يرجعون إلى مرجعيتهم الدينية.. وبصورة خاصة في قضية الحلال والحرام.. المسلمون يمتنعون عن المحرمات لأنها محرمة عند الله، وليس لأي سبب آخر.. والنعيم بقوله هذا يريد أن يجعل المرجعية في السلوك والأخلاق هي العقل المجرد وليس الدين.. وهذا ما يفعله عملياً عندما يدافع عن المثليين.. فالأخلاق عند النعيم نسبوية تقوم على رغائب البشر، وليس هنالك حلال وحرام عنده بصورة ثابتة.. الأخلاق عند د. النعيم نسبوية ذاتية، فهو يقول مثلاً: "النظرة المستبصرة للنسبوية الأخلاقية قد ساهمت مساهمة ايجابية في نشر التفاهم بين الثقافات وتعزيز الاحترام المتبادل، وروح التسامح والتعاون بين الناس في العالم.. وبإختصار فإن النسبوية الأخلاقية تعني أن الأحكام تنبني على التجربة، والتجربة يفسرها كل شخص حسب تربيته أو تربيتها الثقافية".. ويقول: "وعليه فإن النسبويين الأخلاقيين يعارضون ادعاءات وجود صنف واحد مطلق من الأخلاق، أي أن هناك قيم أخلاقية مطلقة وثابتة يمكن على هداها الحكم بصحة أو خطأ ممارسات أو قيم بعينها للثقافات المختلفة" وعلى أساس هذه النسبوية الأخلاقية كل ما تراه الجماعات المختلفة في ثقافاتها صحيح أخلاقياً فهو صحيح أخلاقياً.. وإذا كانت هنالك جماعة ترى أن السرقة، أو المثلية، أو الزنا أمور صحيحة، فهي أمور صحيحة طالما أن هذه هي رؤيتها.. والذاتية الأخلاقية هي نسف تام لجميع أسس الأخلاق.. فالأخلاق لا بد أن تكون موضوعية، وتأتي للفرد من خارجه، وإن تعارضت مع هواه، والمعصوم يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به).
    وعن كذب النعيم المباشر بالنسبة للفكرة الجمهورية، هو يقول: (الفكرة الجمهورية تهدف إلى التزام الإسلام لدى كل مسلم وليس لإقامة دولة تزعم أنها إسلامية، في مغالطة وخداع للشعب) هو يعلم تماماً أن الفكرة تدعو لدولة إسلامية، ويصم هذه الدعوة بأنها مغالطة وخداع للشعب.. ولا يبين كيف أنها مغالطة وخداع للشعب، وإنما هو فقط يقرر كما هو الشأن عنده دائماً.. فهل يا أستاذة اسماء الفكرة لا تدعو لدولة إسلامية تقوم على القرآن والقرآن وحده؟
    وكنموذج لكذب النعيم على الله وعلى كتابه، نورد قوله: (القرآن دائماً يخاطب الفرد المسلم والجماعة المسلمة، ولا يخاطب مؤسسة أو هيئة يمكن وصفها بأنها الدولة، ولا يستقيم من الناحية المنطقية أن يخاطب القرآن غير الإنسان المكلف شرعاً).. هذا كذب وبهتان عظيم.. والأدلة على كذبه من القرآن لا حصر لها.. يقول تعالى مثلاً: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ).. ويقول: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)...الخ
    وفي اساءة للأستاذ محمود يقول د.النعيم: (لا يمكن لأي مؤسسة بشرية أن تحقق الحياد، والمساواة، وحقوق المستضعفين، وهذا هو خطأ جوهري في زعم الدولة الدينية.. هنالك من يدعي أن الدولة الدينية خالية من الفساد، والغرض، والهوى، وأنا (عبد الله أحمد النعيم) أقول من يزعم هذا اما مضلل لنفسه أو مخادع للناس، لا يمكن أن يتم ذلك لبشر وأنا اصر على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية).. والنعيم يعلم تماماً أن ما قاله ينطبق على دعوة الأستاذ محمود أكثر من أي جهة أخرى، فهي وحدها من تبشر بأن دولة المسيح المقبلة خالية من الفساد والغرض والهوى.. والنعيم يعلم ذلك تماماً، فعبارة (اما مضلل لنفسه أو مخادع للناس) مقصود بها الأستاذ محمود بالذات.. والنعيم لا يورد أي سبب موضوعي لزعمه، إنما هو فقط يقرر (أنا عبد الله أحمد النعيم أقول) وهذا هو شأنه دائماً، ومن أجل ذلك اقول بأنه لا توجد أي فكرة في اقوال النعيم.. ومن قال لك أن الطبيعة البشرية لا يمكن معها تحقيق الحياد، والمساواة، وحقوق المستضعفين؟ ماهو دليلك على ذلك؟ هو لا يورد أي دليل، وإنما هو مزاج شخصي، وهو مزاج يدل على طبيعته هو لا الطبيعة البشرية.. عجيب أمر النعيم هذا: هل أمر الحياد والمساواة وتحقيق نصرة المستضعفين، أمر منكر حتى يقال عن صاحبه انه مضلل لنفسه أو مخادع للناس؟! كل إناء بما فيه ينضح!!
    هذا قليل من كثير جداً.. وهل من يكذب بهذه الصورة يمكن أن يرجى منه أي خير؟! ومن يتبعه في ماذا يتبعه؟ في الكذب والبهتان؟!.. وقد فشل جميع انصار د. النعيم في أن يقولوا الحق ولو في كذبة واحدة من كذباته، هل نطمع في أن تخالفهم الأستاذة اسماء، وتقر بكذب النعيم؟!
    هل د. النعيم مسلم؟! وإذا كان مسلماً ما هو إسلامه.. هل هو الإسلام المتعارف عليه بين جميع المسلمين؟! الإسلام، في حده الأدنى الذي يشترك فيه جميع المسلمون، هو أن محمد صلى الله عليه وسلم، هو رسول الله، موحى إليه عن طريق ملك الوحي جبريل، والقرآن بين دفتي المصحف هو كلام الله الذي جاء به الوحي الملائكي.. دون هذا الحد لا يوجد إسلام.. فماهو إسلام د. النعيم؟ اسمعه يقول: (عندما اقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا اتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما اتحدث عن الإسلام الشخصي الذاتي، ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتياً. لا يمكن له ابداً أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبداً أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان)!! إذاً فإسلام د. النعيم هو إسلامه الذاتي الشخصي والذي يختلف عن إسلام بقية المسلمين، كما قال (فإني لا اتحدث عن الإسلام بصورة عامة أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين).. والإسلام عند جميع المسلمين هو موضوعياً وليس ذاتياً.. هو الموضوع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وله اركانه المحددة، وتعاليمه الواضحة.. وللرسول صلى الله عليه وسلم وجود موضوعي، وللقرآن وجود موضوعي، وللشريعة وجود موضوعي، وهكذا الحال بالنسبة لكل شيء يتعلق بالإسلام.. فزعم د. النعيم بأن الدين يجب أن يكون ذاتياً، هو زعم باطل بداهة، فمن المستحيل أن يكون الدين ذاتياً، طالما أنه يقوم على أسس خارج الأفراد، ويمكن أن يشترك فيها عدد من الناس.. ومجرد أن يقول د. النعيم أن إسلامه ليس (الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين) فهذا اعتراف بأن الإسلام موضوعي، يشترك فيه جماعة من الناس.. المهم أن إسلام د. النعيم ليس الإسلام المعروف الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.. وهو قد زعم في ندوة في الاسكندرية أنه صاحب رسالة، ولا ندري هل رسالته هذه هي إسلامه هذا الذاتي؟! ومن ناحية مبدئية الذاتي لا يمكن أن يكون رسالة للآخرين، ولكن تخليط د. النعيم جعلنا نسأل السؤال..
    وفي توكيد لمعنى الذاتية عند النعيم، هو يزعم أن لا شيئ يأتي من خارج الانسان، حتى التدخل الروحي لا يكون من خارج الإنسان، اسمعه يقول :"عقيدتي أنا: أنه في تدخل روحي حيحصل .. لكن التدخل الروحي حيحصل من خلال الانسان وليس من خارج الانسان دي عقيدتي أنا!! قد تكون صالحة ولا باطلة، لكن دي عقيدتي أنا!! البفتكر أنو حأحصل تدخل روحي خارق دي عقيدتو!! أنا لأني بفتكر أن التدخل لروحي بحصل من خلال ارادة الانسان واخياره وممارسته، عندي رأي في أنو أنا كيف أغير ممارستي، لتحقيق التدخل الروحي المطلوب!! الآخر البنتظر التفاعل الخارجي الينتظر".. مجرد كلمة تدخل تعني أن الأمر يتم من خارج الإنسان، الأمر الداخلي ليس فيه تدخل.. التدخل الروحي أو الفكري أو الديني، لا يكون إلا من خارج الانسان!! خلاف هذا أمر مستحيل.. والنسبة للدين بالذات التدخل لا يتم إلا من خارج الإنسان.. يأتي رسول فرد ينقل رسالة ربه لعباده.. فالرسول وما ينقله بالنسبة للآخرين خارج.. والرسول نفسه تأتيه النبوة عن طريق ملك الوحي وهو بالنسبة للرسول خارج.. وحتى التعليم في المدرسة من المستحيل أن يكون من الداخل وحده.. فالتلميذ يتلقى العلم من المعلم، فالمعلم بالنسبة للتلميذ خارج، وكذلك الحال بالنسبة للدرس.. فكل تلقي لابد أن يقوم على علاقة بين خارج وداخل، ومن المستحيل أن يقوم على داخل دون خارج كما يزعم النعيم.. والنعيم في عباراته هذه يتحدث عن عودة المسيح، ويزعم أن امرها يتعلق بالداخل ( وليس من خارج الانسان).. يقول النعيم عن موضوع المسيح: "نحن عندنا عقيدة المسيح!! يعني بننتظر الإنقاذ من الانسان الخارق، يمكن في انسان خارق، ويمكن حانقذنا لكن: في النهاية لحدي ما يحصل ده، أنا بقول، وما زلت ارددها، وبقولها تاني: لو ما كل واحد فينا بقى مسيح، ما في مسيح حإجي اغير فينا حاجة" !! هو يقول: (نحن عندنا عقيدة المسيح)، من أين أتت هذه العقيدة، هل من الداخل ؟! قطعا لا!! عقيدة المسيح أتت من القرآن ومن الأحاديث النبوية وهي خارجنا.. يزعم النعيم (لو ما كل واحد فينا بقى مسيح ما في مسيح حاجي اغير فينا حاجة)!! هل يمكن ان يصبح كل واحد مننا مسيح؟! ومن عنده؟! هذا هو الأمر المستحيل!! وإذا كان الأمر كما يصوره النعيم لماذا لم يصبح هو مسيحا؟! أم تراه أصبح!! قوله (ما في مسيح حاجي اغير فينا حاجة)، هو قول يعارض به الله تعالى، الذي وعد بارسال المسيح ليغير كل فساد الأرض الى صلاح.. هذا الذي يقوله النعيم لا يستقيم مع العقل، ومخالف للبداهة، ومع ذلك يجد من يعجب به، ومن هؤلاء الأستاذة اسماء!! فقد علقت عن اعجابها بندوة النعيم التي ورد فيه هذا القول، بقولها: (شكرا جزيلا د.عبدالله على هذه اللحظات الشيقة وربنا اجزيك عننا خير!! يعني جمعتنا جمعة افتكر متقريفين ليها زمن طويل).. لا تعليق..
    والآن نحن نسأل اتباع د. النعيم هل إسلامكم هو الإسلام العام كما هو عند عامة المسلمين؟! الإسلام الذي يشترك فيه جميع المسلمين رغم الاختلافات بينهم؟ إذا كان الأمر كذلك فمن المفترض أن لا تؤيدوا د. النعيم، اما إذا كان اسلامكم هو إسلام النعيم الذاتي، وهذا مستحيل لأن ذاتي تتضمن عدم مشاركة الآخرين.. ولكن يمكن أن تؤمنوا بـأن لد. النعيم إسلام ذاتي، وأن الإسلام بصورة عامة مبدئية بطبيعته ذاتي، وعلى ذلك يكون لكل منكم إسلامه الذاتي.. هذا أمر مستبعد جداً!! ولكنهم يؤيدون د. النعيم، ود. النعيم يزعم أن الإسلام بطبيعته ذاتي، وقد كرر هذا القول، وزعم أنه من المستحيل أن يكون الإسلام موضوعياً.. فعلى اتباع د. النعيم أن يوضحوا للناس ماذا يؤيدون في إسلام النعيم الذاتي.. على كل قد سبق أن اوردنا مبدأ (الواسطة البشرية عند النعيم)، والذي يزعم فيه أن الله لا يفعل، وإنما الناس هم الذين يفعلون أو يتركون.. وعلى هذا الزعم فالدين ليس من عمل الله، وإنما هو من عمل الناس، الذين يفعلون.. ود. النعيم لا يتركنا للتدليل والاستنتاج وإنما يقول صراحة وبكل وضوح أن الدين من حيث هو صناعة بشرية وإذا ربطنا هذا الأمر بزعمه أن الدين ذاتي، فهذا يعني أن كل فرد يصنع دينه بنفسه، وحسب زعمه من المستحيل أن يكون الأمر خلاف ذلك!! وهذا هو جوهر علمانية د. النعيم.. اسمعه يقول: (كمسلم، فأنا دائماً اطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن اؤكد علمانية الدين، هذه، التي اتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطلق، اخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق بنفس المستوى، على الثقافة.. فأنا، عندما اتحدث عن الدين والثقافة، إنما اتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن اعادة صنعه من قبل البشر).
    من نص د. النعيم تتوكد النقاط التالية:
    الدين عنده علماني.. وعلماني تعني أنه يقوم على العقل المجرد فقط، ويتعلق بالحياة الدنيا فقط، ولا علاقة له بالغيب.
    2-الواسطة البشرية هي العامل الأساسي في الدين، فلا سبيل إلى اعتناق الدين أو فهمه والتأثر به والتأثير فيه إلا عبر الواسطة البشرية.. فحسب د. النعيم الواسطة البشرية هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف ديننا.. وكما رأينا الواسطة البشرية مفهوم خاص بد. النعيم، ويعني به أن الإنسان هو الذي يفعل، وليس الله.. وهذا توكيد لعلمانية الدين، فالفاعل فيه الإنسان وليس الله.
    3-وفي تحديد أوضح قال د. النعيم (الدين من صنع البشر)..
    والنقاط الثلاثة تعني أن الدين موضوع ذاتي يصنعه البشر وهو علماني يعتمد في كل شيء على العقل المجرد، ولا علاقة له بالله ولا بالغيب.
    4-ولتوكيد المعنى أكثر يقول د. النعيم أن الدين عنده مثل الثقافة (فأنا عندما اتحدث عن الدين والثقافة، إنما اتحدث عنهما بنفس المعنى).. وحرصاً على توكيد المعنى يقول (أي بمعنى ان كلاهما من صنع البشر).
    5-وبما أن الدين من صنع البشر ومثل الثقافة يمكن إعادة صناعته من قبل البشر، كما تصنع الثقافة.. وقد اعاد النعيم صنع الإسلام، حسب الطلب الغربي وبالمواصفات التي يريدها الغرب.. فأنتج ما اسماه الإسلام الليبرالي، ليجعل من الإسلام مجرد ظاهرة ترتبط بالثقافة الغربية أو بالكيفية التي يريده الغرب أن يكون بها.. فهو قد أعاد صناعة الإسلام تحقيقاً لمصلحة الغرب، وهدماً لجميع أسس الإسلام كما هي عند المسلمين.. فكما رأينا دين النعيم دين لا علاقة له بالله .. فاتباع د. النعيم _اسماء والآخرين_ عندما يؤيدون علمانية د. النعيم يفترض فيهم أنهم يؤيدون رأيه هذا المبدئي.. وبالطبع الأمر خطير جداً، وينبغي ان يقوم على الوضوح التام اما أن تكون مع الإسلام أو تكون مع د. النعيم، أو قل إسلام النعيم الذاتي.. ولا يمكن الجمع بين الاثنين.
    ونحن نسأل اسماء.. بما أنك تؤيدين النعيم، وتؤيدين علمانيته، هل أنت فعلاً تؤيدين موقف النعيم هذا من الدين؟! ويجب أن يكون واضحاً التهرب من الاجابة هو اجابة، يفهمها الجميع.. وعدم الاجابة هو اضعف المواقف، لأنه يجعل صاحبه مجرد تابع ليس له رأي.. وانت تتحدثين عن الطاعة بفكر والمعصية بفكر، وتتحدثين عن معصيتك للقياديين بفكر.. الآن نريد ان نرى مبدأ الطاعة بفكر والمعصية بفكر مطبق على موقفك من د. النعيم..إذا كنت تطيعينه بفكر، بيني للناس ما هو الفكر في طاعتك له؟
    ولكي اكون أكثر وضوحاً أكرر: هل د.النعيم، حسب اقواله المذكورة مسلم؟! اعني مسلم بالمعنى المفهوم للإسلام، يؤمن بالله ورسوله، ويؤمن بأن القرآن هو كتاب الله الموحى به لمحمد صلى الله عليه وسلم عن طريق ملك الوحي جبريل؟! هذا هو الإسلام الذي عليه جميع المسلمين.. وهو مفارق له بصورة كلية، ويعلن ذلك.. ارجو أن تكون هنالك اجابة واضحة، دون التواء، اما أن د. النعيم مسلم بالمعنى الذي ذكرناه، او هو غير مسلم.. وحتى اذا كنت تؤيدين الإسلام الذاتي الذي يتحدث عنه د. النعيم، فعليك أن توضحي ذلك بكل صدق ووضوح.
    الأمر كله يبعث عن الحيرة!! ما الذي يؤيده اتباع د. النعيم في اقواله؟! وإذا كانوا صادقين لماذا يرفضون الاجابة الواضحة المحددة عندما نسألهم عن اقواله المحددة؟! هل هنالك اي شيء، في الدنيا، يجعل الإنسان يضحي بدينه، إلى هذا الحد؟! د. النعيم لايؤمن بالحساب.. وهو يزعم أن مفهوم الحساب مفهوم بشري، صنعه اصحاب الأديان من اجل تقوية العقيدة في دينهم.. فهل انتم، الذين تتبعون د.النعيم لا تؤمنون بالحساب أيضاً؟! ألا تخافون الله؟! أم تراكم تقولون كما قال الذين من قبلكم سيغفر لنا (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).
    عجيب أمر النفس البشرية!! كيف يعلم الإنسان الحق ويحيد عنه؟! وكيف يعلم الباطل الصارخ وينتمي إليه؟! هذه الظاهرة الغريبة متوفرة عند بعض النفوس البشرية، ولقد قال عنها تعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ*وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)
    من المؤكد أن تشويه الفكرة الجمهورية باسمها، اسوأ بكثير جداً من تشويه المعارضين لها.. فعندما يتحدث الفرد الذي كان في وقت من الأوقات جمهورياً، ثم تخلى عن الفكرة، أو انحرف عنها، فإن الناس يصدقون أقواله أكثر من تصديقهم لأقوال الأعداء الظاهرين، ويعتبرونهم من الجمهوريين رغم مفارقتهم، بسبب انتمائهم القديم.. وقد حذر الأستاذ محمود من هذا التشويه الداخلي، مرات عديدات، فهو قد قال مثلاً:
    1-ويكون هناك التحريف الآخر، المن النوع التاني: تحريف من ينتسب إلى الجمهوريين!! تحريف الأصدقاء!! ودا اسوأ من تحريف الأعداء
    2-الفكرة غريبة، وغرابتها راح تظل قائمة!! وراح يدخلوها ناس يتكلمو باسمها، وماهم منها!! وينسبو لينا وماهم مننا.
    3-يمكن الخوف من التحريف البجي من الناس البينتسبو للجمهوريين ويتحدثو بحديث غير حديث الجمهوريين.
    4-مافي ابداً خوف من عدم اقبال الناس علينا، لكن في خوف من أنو الناس يقبلو بالصورة اللي يجتاحو الفكرة كلها، ويدخلو فيها أفكار ماها منها، وينسبوها ليها، وما تكون في القامات الروحية لتصحح ما ينسبوه ليها.
    5-نحن بنعتقد، دي عقيدة راسخة فينا: أننا_نحن ولا انتو_ ما بننصر الحق!! الحق ناصرو الله!! الإنسان الخير هو البنصر الحق في نفسه!! انت ما بتنصر الحق، لكن بتنتصر بالحق!! والله هو ناصر الحق!! وفي آخر الأمر الصورة دي بتوضح أكتر مما كانت في ماضيه!! لمن ربنا قال: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ).. (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) دي صورة!! اوضح منها (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)!! كأنو: الله ناصر الحق بصورة حاسمة، وواضحة!! لكن إذا كنت انت وانا، عايزين نكون في الزمرة الناصرة للحق، يبقى نتعرض لرحمة الله أن يستعملنا استعمال صالح في نصرة الحق)
    من هذا المنطلق أكتب ما كتبت، وأنا عند نفسي صادق في ما أقول، وأرجو الله أن أكون صادقاً عند ربي، وأن يتمم صدقي عنده، فضلاً ومنة منه تعالى.. وأنا عندما أكتب ابغي للآخرين الخير بصورة واضحة، ولا اشك ولو للحظة انني ادعوهم إلى الخير وأعرف هذا الخير.. فيا أستاذة اسماء!! أنا لست عدوك.. بالعكس تماماً أنا حريص كل الحرص على خيرك وخير اخوانك الآخرين، وقد بينت في جميع ما كتبت هذا الخير بوضوح، لا لبس فيه.. عدوك يا أستاذة اسماء، هو نفسك في المكان الأول!! وهذا أمر واضح جداً.. وعدوك في المكان الثاني هو من يزين لك ما انت فيه من مفارقة واضحة، وهذا لا يمكن أن يكون ممن يطلبون لك الحق والخير.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في2/3/2020























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de