اخاطبك كاحد ضباط الجيش العاديين، وانت تسكن ميسات الضباط، وتحضر قعدات الكتشينة، والضمنة، ولمة النادي، والونسة، والدردشة همساً، وجهراً، عن احوال الجيش، وما آلت إليه احواله.
إن تعمدت انه لا خلل اصاب الجيش، وانه بخير فانت كوز، "وكمان مندس"، لأن الكيزان، وحدهم لا يرون العوجة في رقبة جيشنا العظيم.
انت تعلم علم اليقين كيف تمت السيطرة علي الجيش، بإحالة آلاف مؤلفة من الضباط، والصف، والجنود الوطنيين، لأجل التمكين للدولة الرسالية الكذوبة.
انت تعلم علم اليقين بان المؤسسة العسكرية هي ملعب حصري للكهنة تجار الدين الكيزان، الملاعين، وسدنتهم حتي الآن.
لا تزال آلة النظام الهالك تعمل داخل هذه المؤسسة بعلمك، او بدون علمك، ولنا في تصريحك بعد آخر كشف تمت فيه إحالة عدد من الضباط، بأنك لا علم لك بالكشف، وللأسف يتذيله توقيعك، كما كان يجلس علي هذا الكرسي، المجرم الحرامي البشير، وهو آخر من يعلم بامر جيشه، لا لشيئ لأنه كانت تشغله إمور السرقة، والمجون، حتى حاصرته هتافات الثوار، في قصره، ضعيفاً، ذليلاً.
إن كنت تسير في نفس الطريق، فستؤول بك السبل إلي نفس المصير، وبئس الخاتمة.
انت تعلم، ونحن نعلم كيف كان يتم تعين القادة في مفاصل الجيش، فبدلوا القوانين، لصالح التمكين، وجاءوا بمنسوبي الجبهة الإسلامية، وادخلوهم ببوابة الفنيين، التي اصبحت كالسرطان الذي نخر جسد هذه المؤسسة الفتية.
انت تعلم كيف تتم عملية تعين الملحقين العسكريين، والآن جميعهم، يعملون، وبنسبة مائة بالمائة هم كيزان " إسلاميين من الصف الاول" وقد عينهم المخلوع، والادهى والامر تتم ترقيتهم، والثورة في عامها الثاني، وجميعهم عبارة عن ماخور فساد في جسد هذه المؤسسة.
انت تعلم حال جيشك قبلنا، لكنك تخشى كما كل الذين تعمي بصائرهم زخارف السلطة، وبريقها، ويسيطر عليهم الخوف من زوالها، الذي هو آت بلا شك اليوم، او غداً.
اراك قد إعتمدت مبدأ المماطلة، والتسويف، في اكبر قضية تخص هيكلة القوات المسلحة، وإحقاق الحق، في احد بنود، وإستحقاقات الثورة المجيدة، وهي العدالة، ورفع الظلم عن شريحة كبيرة تم سحقها من ضباط، وضباط صف، وجنود، ابعدهم النظام السابق قسراً، وهيكلة القوات المسلحة، التي اصبحت ضرورة ملحة، لأجل التغيير، وبناء هذه البلاد التي تقف علي حافة الإنهيار الكامل.
امر هيكلة القوات المسلحة يحتاج الي قرارات فورية، وصادقة، بالبدء في إحالة كل عناصر النظام البائد من الإسلاميين، من مفاصلها، وإستبدالهم بضباط وطنيين، ورفد القوات المسلحة بالشباب القادرين علي العطاء من المحالين تعسفياً، لصالح المشروع الجهنمي المسمى بالتمكين، و إبطال كل قوانين النظام البائد، التي تم تفصيلها من اجل تصفية القوات المسلحة، وتحسين ظروف اسر من فارقوا الحياة، ومن منهم علي قيد الحياة.
امامك فرصة تاريخية، لأن تُذكر في صفحاته الناصعة، الوقت في السلطة معدود بعمر الإنسان مهما بلغ من قوة، ونفوذ، وتبقى صحف التاريخ.
دفن الرؤس في الرمال لا ينفع، ومداراة الحقيقة لا تفيد، فتكمن الشجاعة في الإعتراف لا الإنكار، والبدء في العمل الصادق الذي لا تخطئه العين.
انت حتي تاريخ هذه اللحظات يعتبرك طيف واسع من الشارع السوداني بأنك مجرم، ومتواطئ في عدد من الجرائم، آخرها فض إعتصام القيادة.
فهل لك ان تبيض صحيفتك، وتحرر للشعب السوداني جيشه، الذي هو حامي حماه، ليستوعب كل الوضع الشاذ، الذي نعيشه، من مليشيات، وترتيبات امنية، تشمل إستحقاقات السلام المنتظر؟
هل لديك الرغبة في ذلك، ام انك حلقة من حلقات المكر، والدهاء الكيزاني الجهنمي، الذي ستقتلعه الثورة المجيدة، التي لم ينقطع مخاضها بعد؟
اخيراً عليك ان تفهم، ومن معك، ان إرادة الشعوب لا تقهرها ايّ قوة علي الارض مهما تعاظمت، والثورات لا تموت مهما تآمروا، فعليك ان تأخذ بناصية الشعب السوداني العظيم، فاجزم انك لن تخسر ابداً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة