تأمل في التوراة بقلم أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2020, 07:02 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تأمل في التوراة بقلم أمل الكردفاني

    07:02 PM March, 15 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    وتنبثق التوراة من روح الديانات القديمة، محتفية بالكلمة، بالنطق، إذ الكلمة تحمل طاقتها، وكأنما تحتفي التوراة بالشعر...
    يقول يوحنا في إصحاح -إنجيله- الأول:(فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ).
    الكلمة هي اللوغوس ، المعرفة، العقل، الرمز.
    ويوحنا يطلعنا على مفهوم شديد العلمانية في ظاهره، إذ هو مستمد في الأصل من الإصحاح الأول في سفر التكوين Genesis. يشرح الراهب أيفانيوس المقامري: عنوان السفر في العبرية البدء (براشيت)، أما في السبعينية-أي الترجمة السبعينية- (التكوين).
    ففي بداية الإصحاح يأتي الفعل:(في البدء {عمل} الله السماء والأرض).
    عمل هنا كما يشرح أيفانيوس: خلق أو أبدع او أنشأ.
    فهو نشاط مادي، أما ما تلى تلك النقطة فلم يكن نشاطا مموهاً بل كان الكلمة: إذ الله لا يعمل، بل يقول، وكأنما القول جزءٌ من الله، جزء له اعتباره، :(لتفِض المياه...لتخرج الأرض نفساً حية..ليكن جلد في وسط المياه...الخ).
    وسنلاحظ ذلك الإحتفاء الشعري عند مبدع هذا السفر ، والاهتمام المكثف بإنطلاقة النص، تلك الانطلاقة الجذابة والمشوقة، إذ تحاول أن تمنع القارئ من ملاحظة الفراغات المنطقية فيه:
    ( في البدء عمل الله السماء والأرض، وكانت الأرض غير مرئية، وغير مهيأة، وفوق الغمر ظلام، وروح الله يرف فوق المياه. وقال الله: "ليكن نور" فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور وبين الظلام. ودعا الله النور نهاراً، والظلام دعاه ليلاً. وكان مساء وكان صباح، يوم واحد.

    (وفوق الغمر ظلام)، وهي لغة معكوسة، إذ الظلام يغمر لا يُغمر. لكنها لغة شاعرية، تفرز الغمر عن الظلمة، فتثبت أن الغمر (وهو اللا مدرك أو العدم)، له ذاتية تفصله عن الظلام (إذ هو المدرك بغيره). وهي كما أجبت إحدى السائلات عن معنى قصة كتبتها؛ إنني لا أكتب لأجل المعنى، بل لأجل الشعور. إن المعنى خشن، وخطي، وابتذالي، والشعور هلامي وغائم، والشعور أكثر اتساعاً من المعنى، لأنه المعنى المشعور الذي لا يمكن إمساكه ووصفه، ولأن الشعور، متدفق وفيَّاض وأما المعنى فمحدود ومتكلس. لم تكن بداية السفر لتحقيق المعنى بل لتحقيق اللوغوس، المعرفة الرمزية، وبداية المعرفة هي إدراك انتفائها فينا، أن ندرك أننا لا نعرف، ففوق الغمر ظلام.
    (وروح (ألوهيم، ادوناي، الرب، الله)..يرف فوق المياه)..
    وتخفي هذه الرمزية ثقل التساؤلات المختزلة في المعرفة الدنيوية مثل: وأين كانت المياه؟ وكلمة (فوق) التي هي ظرف يفترض الخضوع للمكان، أي للحدود.. ولكن النص التوراتي الشعري، يختبي خلف الرمز كمصادره القديمة؛ إذ يشير فراس السواح إلى أسطورة بابلية تقول:(في تلك الأزمان الأولى. لم يكن سوى المياه).
    ويشير إلى التناص القرآني:(وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) هود-٧.
    إن الماء هو اجتماع ذرتي هيدروجين بذرة أوكسجين، وهذا معنى به حمولات الكتلة، القوة، الحركة،المكان والزمان...إلا أن الرمز البابلي والتوراتي ليس كذلك، فالماء هو الحياة، إن روح الرب ترف على الحياة، تستشرفها، وتستقبلها، فالحياة هي المختباة أسفل روح الله، وهي تنكشف بالكلمة(باللوغوس). وقال الله: "ليكن نور" .. فكان نور.. فالحياة تتكشف بالوعي، وهي بالتالي تصوير لميلاد الإنسان. إن الكاتب التوراتي ومن قبله الأسطوري البابلي لم يفعل شيئاً سوى أنه أسقط الميلاد البشري على الله.
    البشري الذي يولد داخل سائل، تغمره الظلمة، يخرج إلى العالم، إلى النور، إلى الوعي بكينونته. إن كاتب التوراة كان يقصد الإنسان، أو كان يماثل بين الله والإنسان، ولذلك أخذ يرسم ما يعرفه عن ميلاد الإنسان بريشة مقدسة...فهل كان كاتب التوراة إنسانوياً. ينفي ذلك وهو يقول بأن الله خلق آدم على صورته...ليبعد الشبهة عن إسقاطاته البشرية.
    ورأى الله النور أنه حسن: وهي جملة تكررت كثيرا في الإبداع الأدبي للإصحاح الأول:
    (ودعا الله الجلد سماء. ورأى الله ذلك حسن.
    ومجتمعات المياه دعاها بحاراً. ورأى الله ذلك أنه حسن...الخ
    ثم يختم الإصحاح بتقييم شمولي:
    ورأى الله كل ما عمله فرآه حسن جداً).
    إن التقييم هنا ليس تقييم خلق، ولا تقييماً رياضياً هندسياً، ليس تقييم كمال مطلق، بل هو تقييم (فنان).
    يقول فلاسفة الفن، بأن الفن لا يُنجز وإنما يُترك.
    فالفنان لا يسعى لكمال العمل تقنياً، بل لكماله شعورياً، إن العمل الفني غير قابل للإكتمال، بل هو قابل للمزيد والمزيد من الإضافات والتعديلات والمحو...إن الفنان فقط يترك العمل الفني حين يشعر بأنه أصبح مشبعاً لظمئه الداخلي، أي لإحساسه وشعوره. الفنان لا يقول عن عمله أنه مكتمل، لأنه حينئذٍ ينتقص من قوته الإشباعية الروحية. إن الفنان ينظر لعمله ويقول فقط: (إنه حسن).
    والتقييم الإلهي لمنجزه الخلقي في التوراة هو تقييم فن، لأن الله لا يريد أن يبلغ بمنجزه الكمال المطلق، إذ لا يجوز أن يتساوى المخلوق بالخالق في كماليته. إن الله هنا يقيم أداءه على نحو جمالي إبداعي...ثم يعطي تقييما جمالياً إبداعياً شمولياً لما أنجزه على نحو متكامل (المنظومة، النسق).
    إنه حسن جداً.
    وحسن جداً تعني درجة أعلى من (حسن) فقط. إنه جداً، وتعني أن الله اكتفى بقدر محدد من كمالية ذلك التناسق الإبداعي، ليس عن ضعف بل عن قدرة. فهو رآه حسن..
    اي مشبعاً..
    ثم استراح في اليوم السابع.

    (يتبع).























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de