ظاهرة إغتيال الخصوم السياسيين..هي ظاهرة جديدة وغريبة لم يشهدها المسرح السياسي في السودان بهذا التدبير الاحترافي من قبل. فقد تعرض موكب رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك إلي محاولة تفجير سيارته عن بعد في شوارع الخرطوم بالقرب من جسر كوبر...وقد نجا حمدوك ومن معه ...وبقيت الأسئلة الشائكة والبحث عن الفاعل الحقيقي...وهو بحث لن يطول في ضؤ المعطيات المتوفرة ومنها اصحاب السوابق في ارتكاب مثل هذه الجرائم.. صحيح هناك اغتيالات كانت تتم بدم بارد داخل سجون ومعتقلات( الانقاذ ) ...واغتيالات اخري أكثر فظاعة كانت تشنها الطائرات الحربية علي القري الآمنة في أحراش الجنوب واعالي جبال النوبة سهول ووديان دارفور ...الا اننا كنا نعرف الفاعل وهو الحاكم الدكتاتور المستبد بدعاوي الامن والنظام ....فكان يكذب..ونحن نعلم انه يكذب وكذلك العالم الحر الذي رصد ووثق كل شيئ ولن يتنازل عن محاكمته في لاهاي. لقد فرضت علي القوات المسلحة ، المغلوبة علي أمرها، حروب أهلية كثيرة في الجنوب والشرق والغرب ...كانت نتائجها كارثية...كانت هناك مآسي واحزان وحسرات في القلب ودموع في العين لن يسكتها الزمن مهما طال..وكان جزء كبير من اهل هؤلاء الضحايا يعيشون ببننا ...في العاصمة المفتوحة...وفي الاقاليم المكتظة بالسكان...ولكنهم لم يفكروا أبدا في الانتقام بزرع العبوات الناسفة او القنابل الموقوتة بين الحافلات والباصات او التجمعات السياسية او الرياضية او الاحتفالية...بل لم يتعرض قادة الانقاذ انفسهم لمثل هذه المحاولات رغم زياراتهم الميدانية لتلك المناطق المنكوبة...ليس خوفا ولا جبنا...ولكن حتي لا يأسسوا لظاهرة سياسية جديدة ومستهجنة من الشعب السوداني...ظاهرة الاغتيالات للخصوم السياسيين. ما حدث لموكب رئيس مجلس الوزراء السوداني في شوارع الخرطوم...هو حادث طبق الاصل لما حدث للرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شوارع أديس أبابا...والفاعل واحد في الحالتين.. ان أسوأ ما افرزته فترة حكم الانقاذ في نفوس قادتها ومنتسبيها هو هذا الحقد والحسد والغدر والخيانة الذي تكنه للشعب السوداني الذي رفض حكمهم الفاسد...ويبقي علي قادة الفترة الانتقالية غي مجلسي السيادة والوزراء اصدار القوانين والتشريعات التي تحمي الثورة ورموزها...ولن ترضي عنكم ( الانقاذ) ولن يسكت لها حس او صوت او غدر او خيانة مادمتم علي سدة الحكم الذي كانوا بعتبرونه ملكا ابديا لهم ولو علي دماء الشهداء ودمار البلد. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة