|
Re: لا تصنعوا من حمدوك ديكتاتوراً آخرا.. بقلم � (Re: عمر عيسى محمد أحمد)
|
Quote: لأخ الفاضل / عبد الغني بريش التحيات لكم
أثابكم الله خيراُ فقد قدمت لأبناء الشعب السوداني نصيحة غالية للغاية .. ولكن من عادة البعض من هؤلاء الأبناء أن يمجدوا الشخصيات والقادة والرموز السياسية بطريقة سخيفة وأعمى .. وذلك لمجرد أن ذلك الشخص يطابق مزاجه .. ولا يفكر إطلاقاُ في عواقب ذلك النوع من التملق الفارغ .. والبعض بمنتهى الضحالة يعتقد أن ذلك الرئيس الجديد أو ذلك القائد الجديد هو الذي يمثل الفارس المنتظر !.. وذلك قبل أن يعرف مقدرات ذلك القائد أو الرئيس الجيد .. وهؤلاء الذين يتملقون كل جديد قادم بالغناء والتصفيق والهتاف يتصفون بنوع من الغباء والبدائية والتخلف .. ولا يملكون تلك الفراسة التي تنقب في حقيقة تلك الشخصيات .. وحتى ولو كان هؤلاء القادة والرؤساء والملوك بقمة النجاح فلا يجوز للإنسان أن يمجد ويتغنى بالإنسان .. وخاصة في هذا السودان .. حيث لم يتواجد ذلك القائد السوداني الذي يستحق المدح والتغني منذ استقلال البلاد .. ومع ذلك فإن التجارب الماضية كلها تؤكد أن الرؤساء الذين حكموا السودان منذ الاستقلال كان يقف من خلفهم هؤلاء أهل الضحالة في العقول والمتملقين من الفنانين والمداحين .. وأصحاب الطرق الصوفية .. وتلك صورة تؤكد التخلف والبدائية في عقول البعض من أفراد الأمة السودانية .. وتجارب الخزعبلات كثيرة في الماضي .. حيث كل رئيس أو قائد أو رمز سياسي يحكم البلاد كان دائماُ يتبعه هؤلاء الغاوين !! .. شلة من الفنانين .. وشلة من المداحين ،، وشلة من أصحاب الطرق الصوفية .. وشلة من الدراويش أصحاب الجلاليب المرقعة !! .. وحيث التغني : ( يا أبو عاج أخوي !! .،، وحيث يا فارسنا ويا حارسنا ،، وحيث يا بشيرنا الما بينقدر !! .. وحيث الكثير والكثير من تلك الأناشيد التي تقدس وتمجد الأشخاص ) .. والمضحك في الأمر الذي تملق وتعجل يوماُ وتغنى : ( يا فارسنا ويا حارسنا ) قد ندم على ذلك التملق الذي خاب فيما بعد ثم غنى مجبراُ : ( لا فارسنا ولا حارسنا !! .. ) .. وتلك الوقفة السخيفة المشينة لم تشرف ذلك الفنان حين غني وفي نفس الوقت لم تشرفه حين تراجع !! .. فذلك الفنان بمنتهى التخلف قد أثبت بأنه ( متسول ) مثل ذلك الشاعر المتنبي الذي كان يمدح كافور الأخشيدي أملاُ في العطاء .. ثم هجاه حين فشل في المنال !!.. وتلك خيبة ما بعدها خيبة في الشاعر أو في الفنان .
ومع الأسف الشديد مازالت تلك الصورة البدائية المتخلفة شائعة وسائدة في البعض من أبناء السودان .. حيث الآن نجدهم يمجدون ذلك الحمدوك لمجرد أنه ذلك الرئيس الجديد .. والمعضلة الكبرى أن هؤلاء الذين يعبدون ويمجدون ( الشخصيات ) لا يملكون تلك الفراسة والمهارات العقلية السليمة التي تقيم فوائد ذلك التملق السخيف !! .. ودون أن يفكروا في العواقب يخلقون تلك الأصنام التي تعبد من منطلق الغباء والبلاهة .. والعاقل الفطن اللبق لا يقدس ولا يتملق مخلوقاُ مثله !!! .. فهؤلاء القادة بشر كالآخرين من البشر ولا يستحقون ذلك التملق والتقديس .. إن أحسنوا وأجادوا تلك الإنجازات التي هي من صلب واجباتهم يقال لهم : ( لقد أحسنتم جزاكم الله خيراُ !! ) .. وإن فشلوا في واجباتهم تلك يقال لهم ( لقد فشلتم في المهام فالمرجو أن تغادرونا !! ) .. وذلك دون التملق ودون تلك المناسك السخيفة وتلك الأغاني الفارغة .. وهي سنة الشعوب المتقدمة في العالم .
وفي الختام لكم خالص التحيات
|
شكرا الأخ/عمر عيسى محمد أحمد لا يمكن للسودان أن يتقدم خطوة واحدة للأمام لطالما هناك تقديس للأشخاص واتمنى أن تعي الناس هذه الحقيقة.. مع خالص التحايا..
|
|
|
|
|
|