لن يتوانى صاحب هذا القلم عن قول الحق ولو على انفسنا ومن نحب ، هكذا قلناها للمخلوع ورهطه يوم أن سكت الآخرون ، وسنقولها كلمة حق ونؤديها بحقها دون خوف ولا وجل . فيوم أن قلنا للمخلوع ارحل وعلام ننتخبك ، ونادينا بزوال الإنقاذ وبشرنا به يومها لم يكن كثير من يركب قطار الثورة الآن قد فكر ولو مجرد التفكير أن الإنقاذ ستذهب . عليه فإن انصاف الحلول لا تجدي ، وسياسة دفن الرؤوس في الرمال لن تنفع إذا وقعت الواقعة . والثورة التي حلمنا بها وبشرنا الناس بها ودفع الشباب أرواحهم ثمنا لها لا يمكن أن نتخلى عنها ونحن نراها تعاني الويلات بسبب من تولوا أمرها الآن خاصة في هذه الحكومة . فلنكن صريحين مع أنفسنا ومع من تولى أمرنا بعد الثورة أيا كان موقعة ، والصراحة تقتضي المكاشفة والوضوح وبالواضح أن ثورة لا يجد الناس أثرها في معاشهم فهي ثورة لم تكتمل ولم تحقق أهدافها ، والمسؤولية تقع على عاتق هؤلاء الذين يقودن البلاد الآن . لن يقنعني وزير المالية بكلامه وحلوله التي لم تحل شيئا ولا وزير التجارة المعتذر عن وعوده التي اخلفها ولم يستقيل وجالس على كرسيه بلا حياء او خجل . وأصلا وزراء أمثال فيصل والست أسماء لا في العير ولا في النفير ومثلهم كثر مثل وزير الزراعة والتربية وغيرهم ممن لم نسمع لهم صوتا ولم نر لهم عملا . كل هؤلاء الوزراء لا لزوم لهم ما دام المواطن يعيش ضائقة كبرى في معاشه من كل جانب . الأزمة تأخذ بناصة أختها من الخبز وحتي البترول ، والغلاء يضرب في الناس بلا هوادة ، والحكومة مكانك سر . ماذا في جعبة رئيس الوزراء غير هذه الزيارات والوعود ؟ كلام في كلام . والناس لا تأكل وعودا ولا تشرب كلاما . وكاذب من يقول أن هذا الشعب قام بثورته من أجل عيون ديمقراطية جوفاء وحرية فارغة المحتوى وسلام يستجديه المسؤولون من الحركات التي تقتات من العمالة وتتغذي من ثدي النضال الزائف . كيف يهضم المواطن خطاب الحكومة حول السلام ومتطلباته بمعدة خاوية ؟ وكيف يفهم ويمارس حريته وهو في لهاث خلف لقمة العيش ؟ معاش الناس هو الهدف من أي تغيير ، فإذا فشلت الحكومة في توفير مستلزماته فلا بقاء لها . والمطبلون والواهمون والخائفون من عودة الكيزان ويتملكهم رهاب الكيزان وعودتهم للحكم يتحججون ويبررون لهذا الفشل . والفشل يمشي برجليه وتراه عيانا بيانا في كل زاوية وكل ركن ، لا يحتاج لمصباح لكشفه إلا لهؤلاء . الآن ونحن ندخل في العام الثاني للثورة ، والحكومة لها أكثر من ستة شهور بالتمام والكمال لنا أن نسأل : أين المجلس التشريعي ؟ وأين حكام الولايات المدنيين ؟ وأين الخبز ؟ وأين البنزين والجازولين ؟ وأين تصفية وتفكيك النظام الفاسد ؟ وأين استرداد الأموال المنهوبة ؟ وأين محاكمة الفسدة واللصوص والقتلة ؟ أين الشفافية في طرح قضايا البلد ؟ أين عودة المفصولين تعسفيا ؟ أين السلام الذي وعدوا به في الشهور الستة الاولى للحكومة ؟ أين الرقابة على السلع وفي الأسواق ؟ أين الرقابة على الحدود ومنافذ البلاد لمنع المهربين . كل هذه الإسئلة لا أجابة واحدة تشفي غليل المتسائل . وبعد ذلك قولوا لي ما هو الفشل ؟ أقول لك هو هذه الحكومة . والله المستعان .
03-02-2020, 08:30 AM
عمر عيسى محمد أحمد
عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
( وكاذب من يقول أن هذا الشعب قام بثورته من أجل عيون ديمقراطية جوفاء وحرية فارغة المحتوى وسلام يستجديه المسؤولون من الحركات التي تقتات من العمالة وتتغذي من ثدي النضال الزائف ) .
الأخ الفاضل / زاهد زيد التحيات لكم وللقراء الأفاضل
أثابكم الله خيراُ .. تلك العبارة خفيفة في اللسان ولكنها عميقة في المعاني .. ولا يفهمها إلا من يعرفون حقاُ رغبة الشعب السوداني .. فهو ذلك الشعب الطيب الذي لا يطمع في هذه الدنيا إلا تلك الحياة الكريمة والبعيدة عن الشقاء والمذلة .. وتلك القائمة الطويلة التي تسأل عنها قد فشلت الحكومة الجديدة في تحقيقها وإنجازها .. والمشكلة الكبرى أن هؤلاء ( الوزراء ) والمسئولين في الحكومة الجديدة لا يملكون حتى تلك النخوة التي تجبرهم على ( الاستقالة ) وترك المناصب من منطلق الغيرة !.. وهي تلك الاستقالة الضرورية لإتاحة المجال لمن هم أكفى في المقدرات والانجازات !!! .. ولسان حال الشعب السوداني يقول : ( سبحان الله ) هؤلاء الوزراء في حكومة حمدوك يتشبثون بالكراسي أكثر من تشبث الوزراء في أيام البشير !! .. وكم كان يعجب الشعب السوداني لو أن هؤلاء ( الوزراء ) قد استقالوا من مناصبهم فورا وأقروا بذلك الفشل الكبير .. وذلك حتى يأتي آخرون من أبناء السودان من هؤلاء أصحاب الكفاءات والمقدرات .. والسودان بفضل الله تعالى يعج بهؤلاء أهل الكفاءات والمقدرات والجرأة في اتخاذ القرارات .. ولكن المعضلة الأساسية تكمن فيمن يجيد الفراسة عند الاختيار !.. ونحن مشكلتنا الكبرى تتمثل حين نتعامل عند الاختيار من منطلق المظاهر الجوفاء التي لا تبحث عن جوهر المهارات في ذلك الوزير المختار .. ومعظم هؤلاء الوزراء اليوم يكتشفهم الشعب بأنهم مجرد خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم .. مجرد أرقام عادية تدخل ضمن تعداد السكان .. وزراء لا يقدمون ولا يؤخرون في معالجة الأوضاع .. ولا يضير شيئاُ حالة التبديل للوزراء بالعشرات والعشرات عند الحاجة واللزوم .. وذلك حتى يتم اكتشاف الوزير المؤهل المطلوب .. وبالقدر الذي يضع الوزير المناسب في المكان المناسب .. وليس من الحكمة التمسك بهؤلاء الوزراء الفاشلين حتى النخاع .. والمشكلة ليست مشكلة مجاملات على حساب الأوضاع الخطيرة .. وفي نفس الوقت فإن الشعب السوداني لا يهمه كثيراُ أن يعامل هؤلاء الوزراء من منطلق العواطف والمجاملات .. لأنه شعب لا يعبد الأشخاص بقدر ما هو يريد تحسن الأوضاع في البلاد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة