نحن في عصر العجائب !.. عصر لا توجد فيه مناسك الاستحياء !,, وتلك الجرأة في الدول قد فاقت الحد والمعقول .. الدبلوماسية في عالم الماضي كانت تمثل نوعاُ من التلميحات التي تفضل قراراُ عن قرار .. لباقة في الممارسات كانت توحي بالمرغوب ولا تأمر مباشرةُ بالأصابع .. ولكن الدبلوماسية في عالم اليوم بين الدول قد تحولت إلى أوامر صريحة ومشروطة لا تقبل المساومة !.. وتلك الشروط والفروض فيها ألكثير والكثير من الإذلال والمهانة .. ومكانة الدول تحددها القوة أو الهيمنة أو السيطرة أو الثراء أو تلك العقول النابغة في أهلها .. وهي تلك العدد التي تعطي الأحقية في الكلمة لبعض الدول رغم صغر أحجامها وفي نفس الوقت يفرض الاستماع والسمع والطاعة لدول أخرى رغم كبر أحجامها !! .. ومن مهازل هذا العصر دول صغيرة تضع أقدامها فوق رقاب دول عملاقة .. دول صغيرة في مساحاتها لا تعادل القرية الواحدة ،، وفي تعداد سكانها لا تعادل تجمع سوق من الأسواق .. ورغم ذلك هي التي تنهى وتأمر وتلك الدول العملاقة تطيعها في إذلال !! .. صورة معكوسة تمثل منتهى التجريح للكرامة والكبرياء .. والعلل الأساسية تكمن في مقدرات الإنسان في تلك الدول .. فقد تكون تلك الدول عملاقة في مساحاتها وعملاقة في تعداد سكانها ولكنها قد تشتكي من قلة الكفاءات في أهلها .. كما قد تشتكي من ضحالة العقول في إنسانها .. وتلك هي اللعنة الكبرى التي تلاحق معظم الدول المتخلفة في هذه الأيام .. والظاهرة اليوم تتجسد عياناُ في بلادنا ( السودان ) .. حيث الأوامر ترد من الخارج لقياداتنا ثم ذلك السمع والطاعة !! .. ويتجلى ذلك التخبط الصريح في خطوات وتصريحات القادة دون إحساس بالكبرياء !.. الشعب السوداني يريد منهجاُ يخرج البلاد من تلك الهاوية الوشيكة .. والدول من حولنا تريد أن تسري على السودان أجنداتها الخاصة .. وهي تلك الدول التي لديها مشاكلها وحساباتها الإقليمية والعالمية .. ولديها تصفياتها البينية الخاصة !! .. وتلك التصفيات والمعارك ليست للسودان فيها ناقة ولا جمل .. ولكن تلك الدول تطلب من السودان أن يلبي طلبها رغم أنفه .. وإلا فالويل ثم الويل .. وخاصة والسودان يشتكي من تردي الأحوال ومن سوء المقدرات الاقتصادية .. ولأول مرة في التاريخ يضطر السودان أن يحارب من أجل الآخرين في الخارج ,, وذلك تحت شروط تلك الدول .. وتحت ظروف الحاجة والفاقة !.. كما أنه لأول مرة يقطع السودان العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول من منطلق الأوامر الصادرة من دول أخرى !.. وذلك تحت الحاجة الشديدة ( للدولار ) .. ومن المهازل الكبرى أن رئيس البلاد في ذلك الوقت قد تنازل بمنتهى البساطة عن سيادة الدولة وعن كرامة الأمة !! .. ولم يستحي حين وافق على شروط الآخرين بمنتهى البساطة !.. وتلك كانت لطمة كبرى في جبين الأمة السودانية .. فكان لابد من الشعب السوداني أن يرفض تلك الصورة المهينة .. وأن يطالب برحيل ذلك الرئيس المهزوم في داخله وكبريائه .. فجرى ما جرى .. حيث كانت تلك الهبة والانتفاضة الشعبية الكبرى في البلاد .. وكان الشعب السوداني يتأمل ويتمنى أن تنتهي حالة المذلة والمهانة برحيل هؤلاء الأذلاء في الماضي .. ولكن جرى في البلاد بعد الانتفاضة ما لم يكن في الحسبان .. حيث تواصلت الأحوال بنفس الوتيرة الخائبة .. وحيث أن هؤلاء ( البدلاء ) في القيادات يمارسون نفس الطاعة لهؤلاء وهؤلاء .. ويستجيبون لشروط الآخرين بمنتهى الخنوع والإذلال والركوع .. زمرة من القادة الجدد الذين يجلبون العار للبلاد .. ولا يشبهون الثوار في المواقف الرجولية والتضحيات .. وليست لديهم تلك العزيمة القوية لمواجهة الصعاب والتحديات .. مجرد كائنات ضحلة في عقولها تسلقت الأكتاف !.. وتلك كائنات تدخل في مسميات البشر وهي تفتقد تلك الخصلة .. وقد وجدت السانحة في غفلة الظروف والأحوال .. وهؤلاء القادة الجدد قد مثلوا الخيبة في الساحات الجديدة .. حيث ذلك الموهوم يركض متخاذلاُ ليسجد تحت أقدام اليهود الأنجاس .. وحيث ذلك الأبله يعود للبلاد وهو يبشر بأنه قد شارف على الحصول لتلك الصدقات .. والكل يستجدي دون خجل أو حياء .. وتلك حالة برمتها لا تشرف الأمة السودانية الأبية .. ولم يضحي هؤلاء الشهداء الأبرار الأبطال من أجل تلك المهازل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة