عندما نادينا تجمع الوهميين منذ أول ساعة لظهوره المدعوم خليجياً واسرائيلياً، نادينا بأن تكون مقاومة النظام رهناً بالعمل الجماعي، كنت أعلم أن هذا الجسم الغريب قد أُنشئ لسياقة الثورة في اتجاه أحادي مركزي، وذلك لتحقيق اجندة خارجية معروفة للكافة، وعندما رفض التجمع الوهمي مشاركة قدامى القضاة في الثورة (طمت بطني) من الثورة برمتها فقد ادركت بسرعة أن الأمر قد خرج عن سيطرة الشعب الثائر ودخل في حوزة العمالة الأجنبية، مع ذلك ناديت بأن يكون رئيس مجلس السيادة من قيادات الهامش، لتكون تلك ضربة قاضية لأي حديث حول التهميش وبداية حقيقية لنهاية الإقصاء الجهوي الذي ساد منذ الاستقلال. مع ذلك رفضوا، فناديت بمؤتمر جامع ، ليتشارك الجميع (في المركز والهامش) سويا حول إدارة الفترة الانتقالية، وهكذا يكون للمهمشين دور مماثل لغيرهم وليس (تمومة جرتك) كما يحدث دائماً. وتوقعت الرفض وقد حدث، فمن الواضح أن الدول الاجنبية التي تدير السودان عبر عملائها لديها مفاهيم أخرى لمستقبل السودان. حكومة الحمام الغمران الفاشلة، لم تكتفِ بذلك بل هي تحاول اليوم التعامل مع القوى المسلحة ككلب يُرمى له بالعظمة وعليه أن يجري خلفها ويلتقطها ويتصبر بلعقها، بل وتهدد قوى الهامش بأنها ستقوم بتعيين الولاة. وكأنما الله تعالى قد أنزل لهم صكاً بملكية السودان، وصكاً آخر بعبوديتنا. لو كنا نقبل بالعبودية (الحامضة) لقبلنا بها في عهد الكيزان وهي (مملحة ومتبلة). ولكنهم قوم لا يعقلون بل لا يكادون يفقهون قولاً. الحمام الغمران يقود السودان نحو التفكك، وهم يعلمون ذلك. ونحن نعلم ذلك، ويقودون السودان نحو فشل الفترة الانتقالية التي تحولت لتمكين شلة من مطاريد الشيوعيين القدامى البؤساء. وإذا كان الكوز هو غائط البشرية فهذه الشلة رائحته العفنة. ندرك ذلك وهم يعلمونه كما يعلمون آباءهم إن كانوا لآبائهم يعلمون. التعامل مع القوى التي حملت السلاح حتى استطاعت وضع البشير تحت طائلة القانون الجنائي الدولي ،ثم تعامل القحاطة معها بهذا القرف يشي بعدم فهم ودراية لواقع ما بعد الثورة، واقع إما ان ينطلق إنطلاقة صحيحة أو فإن التاريخ سيعيد نفسه من جديد. إما أن يتشارك كل السودانيين حكم هذا البلد كتفاً بكتف وزنداً بزند، وإلا فالحشاش يملا شبكتو، ولا يوجد احد أرجل من احد. استمرار التعامل بقرف مع القوى الثورية والقوى الشبابية بل وحتى الدعم السريع ، يعني أن هؤلاء الأطفال سيوردون أنفسهم للمهالك، فالبلد لا تتحمل جهالات السيطرة المطلقة، ولا ديموقراطية كاذبة ومزيفة وصورية. عدم وجود حساسية تجاه الواقع السوداني، واستمرار الشيوعيين على نفس منوال سلفهم الكيزان من التهافت على السلطة لن يخدم مصالح الجميع. ما يخدم مصالح الجميع، يعرفه الجميع، وهو التعامل باحترام ومساواة بين من يحملون الجنسية السودانية. ومناقشة آليات تعزيز تلك المساواة لبناء دولة القانون والمؤسسات. القانون الذي يقرر الحقوق والواجبات والمؤسسات التي تخضع وتطبق وتنفذ القانون. بغير هذه المؤسسية، فستظل إدارة الدولة تحت صراع من يستطيع إقصاء الآخر وقضم أكبر قطعة من الكيكة...وفي النهاية لن يعضوا سوى أصابعهم ندماً كما فعل الكيزان اليوم وكنا من قبله لهم من الناصحين وما كانوا يحبون الناصحين. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة