السّلام فى السّودان ما بين التّصوُّر و الواقع بقلم عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2020, 05:16 AM

عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
<aعبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
تاريخ التسجيل: 08-18-2019
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السّلام فى السّودان ما بين التّصوُّر و الواقع بقلم عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)

    04:16 AM February, 27 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    شهد السودان منذ ميلاده كدولة حديثة صراعاً حول نظام الحكم و كيفية إستيعاب بنيه فى مؤسساته المختلفة, لحسم هذه القضايا جرت العديد من المفاوضات و العديد من إتفاقيات السلام منذ الإستقلال لكنها كانت فاشلة , منها مفاوضات الدائرة المستديرة 1965 , و أكبر المساعى لإحلال السلام كانت عبر إتفاقية إديس أبابا 1972 و إتفاقية السلام الشامل 2005 , الإتفاقية الأولى فشلت بأكملها , أمّا اتقافية نيقاشا حققت إحدى مضامينها فى النصف الأوّل من كُتَيّب الإتفاقية و بينما فشل النصف الثانى الذى أحتوى على البرتوكولات الملحقة .
    هناك قصة تُحْكَى " أنّ عدداً من الأشخاص المكفوفين أرادو معرفة الفيل و تحديد هويته , وفى نهاية الأمر قرروا الذهاب إلى حديقة الحيوانات للوقوف على الحقيقة بأنفسهم, بعد وصولهم كانت الطريقة الوحيدة للتحقق عن الفيل هى اللمس بالأيدى طالما أنّهم لا يبصرون , و أخيراً كل واحد منهم وضع يده على جزء مختلف من الفيل , فمنهم من لمس الأذن , آخر الذيل , و ثالث وقف على الخرطوم و هكذا , بالتالى أكتسب كل واحد منهم تصور معيّن عن جزء محدد من الفيل , بعد هذه الزيارة أصبح موضوع الفيل من أكثر المواضيع جدلاً و إختلافاً لأنّ كل شخص له تصور يختلف عن الأخر , فتعسر عليهم تعريف الفيل تعريفاً يتوافق مع الحقيقة المشاهدة , هذا أشبه شىء بالصراع فى السودان.
    السلام ( بمعنى التعايش السلمى ) يتولّد فى العقول أولاً , فلذلك لا بدّ لهذه العقول أن يكون لديها تصوّر مُوحّد عن حياتهم الجمعية , و السلام كحقيقة عالمية لا يقبل التّشّييُّء ( لا يمكن إعتباره شيئاً معيناً أو تحقيقه إجرائياً) , بالتالى لا يمكن إنجازه جملة واحدة , و من ناحية أخرى الصراع لا يُعتبر نقيضاً موضوعياً للسلام , لكن حسمه وتسويته أيضاً يحتاج لتوحيد الرؤية كضرورة منهجية لإحلال السلام إذا جاز التعبير. بالتالى السلام كان و مازال قيمة نادرة فى السودان و عسير التحقق لأسباب ترجع لطبيعة هيكل الصراع فى السودان . و هذا الصراع ( السودانى -السودانى) فى الأصل قام على تصدع البنية الإجتماعية والمعرفية للكُتل البشرية ( المجموعات المختلفة فى تصورها لذاتها و الآخرين).
    مناقشة قضايا السلام تحتاج لكل قطاعات المجتمع لعكس تصوراتهم حتى يتم تحديد خطوط التصدع, لم يكن الساسيون وحدهم ينظّرون ( تنظير) للسلام , إذن ليس هناك برتوكولات من نوع خاص لإحلال السلام وإرسائه, البرت إنشتاين العالم الفيزيائى القُح نظّر للسلام حين قال " لم يكن السلام مسلّمة أخلاقية فحسب كما كان فى الماضى, إنّما السلام , مع هذا التقدم التقنى الهائل, صار مسألة موت أوْ حياة, بالتالى إحلال السلام أصبح واجباً أخلاقياً على الكل " كان إنشتاين قد واكب الحرب العالمية الثانية, لعلّ فظائعها قد علّت دواخله . وفى مقابلة مع إمراءة أُميّة (لا تقرأ و لا تكتب ) من جنوب السودان فى إستبيان عن إتفاقية أديس أبابا قالت بلهجتها المحلية : " الفرق ما بين الإنسان الجنوبى و الشمالى هو فرق له قُدسية إلهية لأنّه من صنيعة ربنا, و الشماليون يجب أن يقتنعوا بشراكتنا معهم فى الوطن , و كل هذا يستوجب إلتزام أخلاقى" . المقارنة ما بين مقولة إنشتاين و هذه المراءة تستوقف المرء للبحث عن دوائر المفاضلة و التمييز بين تفكير " الإنسان الأُمّى و العالم" فى قضايا السلام , إذ تتلاشى الفروقات فى مفاهيم السلام عندما يهتف الناس طلباً له , هذا هو السلام الذى يجعل من كل الناس شركاء معرفة , فقط لأنّه ضرورة حيوية و وجودية .
    إتفاقيتا أديس أبابا 1972 و نيفاشا 2005 تُعتبران من أكبر المحاولات لتحقيق السلام فى السودان, و كلتاهما واجهتا إنهياراً لنفس الأسباب: فشلت إتفاقية أديس أبابا لطغيان الأبعاد الإنطباعية على الموضوعية , أما إتفاقية السلام الشامل نجح فيها الجزء الذى حُسمت فيه العوامل الوجدانية عن طريق إنفصال الجنوب بالتالى لم تُعد هناك حرب ما بين الجنوب و الشمال ( هذا هو السر فى الإلفة ما بين الجنوب و الشمال بعد الإنفصال رغم وجود عناصر نزاع فى منطقة أبيى ) , أما الجانب الأخر من الإتفاقية الخاص ببرتوكولى جنوب كردفان و النيل الأزرق, فشل هذا الجزء من الإتفاقية لعدم مقدرة الأطراف على حسم الأبعاد الوجدانية ( و هذا هو السر فى تعسر المفاوضات مع عبدالعزيز الحلو حالياً) لأنه يمتلك تجارب فى هذا المجال تجعله حذراً أكثر من غيره, و يُحتمل أن يكون ذلك سبباً فى إنهيار أى إتفاق مستقبلاً ما لم يوضع له إعتبارات موضوعية.
    رُزقنا كسودانيين نعماً لا تُحصى و لا تُعد , فلا تجعلوا لعنة الموارد تصيبنا , و من مقولاتنا المأثورة " لو النفوس أّتّطايبت العنقريب يشيل عشرة" لكننا لم نجد لهذه المقولة واقعاً يستوعبها , من حظوظ السودانيين أن كل 20 مواطن سودانى( 4 أسرة فقط) تقابلهم (1,000,000) متر مربع من الأراضى المتاحة , و لكنّ لمّا لمْ تطب نفوسنا ضاقت بنا الأرض بما رحبت . فى حين إنّه فى سنغافورة كل 8,883.5 نسمة يتزاحمون فى 1 كيلو متر مربع من الأراضى ( كل فرد نصيبه فقط 112 متر مربع).و لكن طابت نفوسهم فأتّسعت بهم الحياة.
    علينا بالإستفادة من تجارب الشعوب التى سبقتنا , و يجب تصفية العوامل الإنطباعية التى ظلت تعمل كمحرّك أساسى للصراع الأهلى فى السودان , و من أميّزها تعدد الإنتماءات و أوّلها الإنتماء الإثنى و القبلى, و بالتالى يصعب إحلال سلام حقيقى ما لم تتوفر بعض الشروط منها :-
    تحقيق التوافق ما بين مكونات الحكومة الإنتقالية على كل المستويات و هذا شرط قاعدى لا يمكن تجاوزه.
    التمهل فى إجراءات التفاوض والشروع الفورى فى التطبيق البنود المتفق عليها ما أمكن , هذا من شأنه تطبيع العلاقات المتنافرة .
    تبنى نظام الحكم الفدرالى لإدارة التنوع الثقافى السودانى وهذا سيفتح سُبلاً للخيارات المتعددة لإدارة الدولة بأطيافها الإجتماعية و الإثنية و الدينية التى يستحيل أن تدار بواسطة نظام ذى توجه أيديولوجى.
    و على المدى الطويل, سودنة الهوية على معطيات الواقع وتحويل العلاقات الإثنية و ترشيدها ثم تصفيتها بواسطة قادة القبائل إذ هم أكثر الناس تأهيلا لتنفيذ هذه المهمة.
    إنشاء جسم متخصص للتطبيق الفورى لعميات الدمج الإجتماعى.
    إنشاء جسم تخصصى للإشراف على مشاريع التنمية لتقييمها و تقويمها قبل التنفيذ , و ذلك للتعامل مع حساسية الصراع( conflict sensitivity) ( لأنّ بعض المشاريع التى تُطرح لحل مشكلة التنمية تتحول إلى عناصر صراع جديدة فى ظروف معينة )
    ( ما يمكن التوصل إليه فى مفاوضات جوبا هو بمثابة إكتشاف شفرة الدخول فقط , و الجلوس بزوايا مختلفة لإعادة توجيه النظر, يا تُرى هل هذا سيُغيّر من تصوراتنا؟؟؟؟ )
    عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
    رسائل الثورة (26) 28/2/2020

    [email protected]
    facebook:Abdurrahman Salihمجموعة رسائل الثورة























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de