|
حا تسقط و حا نعرس كنداكة بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal
|
12:52 PM February, 22 2020 سودانيز اون لاين عمر عثمان-Omer Gibreal-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
الحفل صاخب و الالات الموسيقية تعزف فهذا زفيرا و هذا عفير و الصوت يعلو و ينخفض و شباب يتوقف ثم ينط الى اعلى منتشيا مسرورا و المغنى ينفعل مع المايك مائلا الى ادنى , و شاب يطيل النظر الى فتاة ربما تكون زوجته فى يوم ما و طفله تتراقص فى بهجة و دعة و تصور ما يحدث , و اخر يبدو قلقا يهمس لصديق جواره متى ينتهى هذا الهرج , و شائب يشتم هذا الصوت و تلك الكلمات دون معنى , و اخر ما ان ينتهى من عشائه يهب واقفا مودعا بالانصراف , و اطفال صغار يتربصون ما تبقي فى الصحون ليصيبوا منها شئ لانفسهم و معهم اكياس يهبون على ما تبقي من اكل و مهرج يهز اكتافه و اردافه يلتف حوله صبيه يصفقون و يهمسون و يضحكون . و العريس و العروس نهاية معاناة مع تجهيزات هذا الحفل و هذا الجمع و بداية حياة جديدة مملوءة بالامل و كثير من التوجس , و انا فى ركن قصي اراقب كل ذلك الصخب و ارسم مقالا فى خيالى ,
مجموعة من الذكريات منها الحزين و منها السعيد , و تذكرت ذلك الشاب الذي يتشقلب و يقفز ثم تتلو القفزة قفزة اخرى فى الهواء و يصيح حا تسقط و حا نعرس كنداكة و شباب من حوله يقفزون بحركات رشيقة و بهلوانية و ينشدون ما ينشده هذا الشاب و طفل يدخل الى هذا الزحام و يكرر معهم , ثم تقابل هذه الاناشيد بشابات فرحات حا تسقط و حا نعرس شفاته , و شائب يضرب كف بكف غاضبا و يقول ضعنا العرسنا ست البيت العواسه , ايام جميله ايام ما قبل سقوط الرئيس و بعده , و عريس يحضر مع عروسه و يبيت مع عروسه وسط زحام الثوار و الخوف من الرصاص , شباب بنى مجد عظيم , شباب شجاع ملئ بالحيوية و الشجاعة و المغامرة و الامل , و شاب صغير يمكسك مايك و يخرج ملايين البراكيين من داخله هنا موكب و هناك نشيد و هناك مسرح وطن صغير يضم الجميع كحلم جميل انتهى بكابوس فض الاعتصام و طريق من الشوك نسلكه الان .
ثم طفل ما زال يتعلم فى المشى يضرب بيديه الصغيرتين فى رجلى فأفيق مخلوعا و كأنه يريد ان يسألنى عن المستقبل و اشير الى شبح هناك فى الظلام يقطع حتى احلام اولئك الشباب , الطريق شائك مؤلم و نحن عاجزون امام اداء هؤلاء الذين قدمناهم كخبراء فما اشقى البدايات و ما اقسي النهايات و الثورة مستمرة طالما هناك وعى و حا تسقط و حا نعرس كنداكة بكل تاكيد.
[email protected]
.
|
|
|
|
|
|