الجيش السوداني.. الإشارة حمراء بقلم د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2020, 05:30 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجيش السوداني.. الإشارة حمراء بقلم د. ياسر محجوب الحسين

    04:30 AM February, 21 2020

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة





    يبدو أن مصيبة المؤسسة العسكرية السودانية لم تقف عند توريطها في الحرب العبثية التي يشتعل أوارها في اليمن؛ إذ تمور الساحة السياسية في السودان هذه الأيام بتحريض جدي وعلني ضدها كمؤسسة عريقة لها تقاليدها ونظمها الصارمة. فقد شهدت الخرطوم خواتيم الأسبوع الماضي تظاهرات ليست لأجل انعدام الخبز وشح الوقود، وإلا لكانت مبررة، لكنها حملت شعارات تحريضية ضد الجيش من جانب بعض أطراف المكون المدني في السلطة القائمة اليوم في السودان تضمنت تدخلا سافرا في قرارات اعفاء وترقية عدد من الضباط وهذا أمر مخالف حتى للوثيقة الدستورية التي شكلت أساسا لمؤسسات الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام الرئيس عمر البشير في ابريل 2019، فقد منحت تلك الوثيقة المكون العسكري وحده حق الانفراد بكل ما يختص بالقوات المسلحة السودانية.
    على القيادة السياسية المدنية أن تبتعد عن العبث بمؤسسة ظلت على طول تاريخها الطويل أهم ممسكات الوحدة الوطنية والوضع الجيوسياسي الذي عرف به السودان في عصره الحديث. وتاريخيا تعرف الدول الأخرى الميزات التي يتمتع بها الجيش السوداني؛ فقد عُرف عنه شراسة القتال وقوة الصبر وهما من السمات التي شهدت بها حروب شارك فيها مثل الحرب العالمية الأولى بصورة واسعة وفعالة منها إرسال قوات سودانية الى الحجاز. وفي الحرب العالمية الثانية شاركت فرق من الجيش في معارك بالمكسيك، كما شاركت قوات أخرى منه في عدة عمليات خارجية وداخلية انتهت بدحر العدو كما حدث للايطاليين عندما حاولوا احتلال مدينة كسلا شرقي البلاد، ذلك الانتصار الذي الهم رئيس الوزراء البريطاني تشرشل وجعله يعدل عن الاستسلام للألمان كما صرح بذلك لاحقا. وفي حرب أكتوبر 1973، ارسلت الخرطوم قوة قوامها لواء مشاة إلى سيناء. كما شاركت القوات السودانية في عمليات دولية تصب في مساعي حفظ السلام والاستقرار كما في لبنان ضمن ما عرف بقوات الردع العربية لحفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية.
    اضطراب وأخطاء سياسية فادحة تمسك بتلابيب الحكومة الانتقالية في الخرطوم، كان حصادها عنتا وكبدا معيشيا طالا السواد الأعظم من الشعب الذي تأمل خيرا بعد سقوط النظام السابق، وسط تراجع خطير عن القيم والأسس التي بنيت عليها شرعية الوضع السياسي القائم حاليا. فغدا الوضع اليوم معقدا وصعبا لدرجة بعيدة، خاصة في ظل رفع الدعم الحكومي عن السلع الأساسية بقرارات مرتبكة فيها كثير من التغبيش وعدم الوضوح. لقد أصبح مؤشر انعدام ثقة المواطن في الإجراءات الحكومية في تصاعد متوال. بل برزت معارضة شعبية لمنهج الحكومة في التعاطي مع القضايا الاقتصادية على وجه الخصوص.
    إن ما يعزز المخاوف من مصير مظلم للبلاد هو هشاشة الاقتصاد وتآكل النسيج الاجتماعي وضعف الاحزاب والقوى السياسية وارتباكها فضلا عن التدخل السافر في شأن الجيش.
    هناك مخاوف جدية تقف اليوم شاخصة من تكرار تجربة المعارضات العربية التي تسلمت السلطة بعد الاطاحة بالديكتاتوريات العسكرية وكانت سبب تدهور الأوضاع المروع في العراق وسوريا واليمن وليبيا. وتبين فيما بعد أن الديكتاتورية في العراق كانت أفضل من الديمقراطية الأمريكية التي جاءتهم على ظهور الدبابات، وهكذا الحال في ليبيا واليمن.
    فتلكم المعارضات التي حكمت أقعدتها تناقضاتها واختلاقاتها وعدم إلمامها بالعمل السياسي وغياب الرؤية السياسية. وفي كلتا الحالتين - العراق وليبيا - لم يتحول الحكم الشمولي إلى ديمقراطية زاهية، أو حتى الحفاظ على ما تحقق في السابق من تنمية واستقرار. وربما لا نقول شططا إن قلنا إن المعارضة السودانية التي تحكم اليوم تنقض غزلها بيدها فهي سبب الفشل المتنامي لمشروعها السياسي بعد سقوط النظام السابق. فهي ما زالت تراوح مكانها في دوامة الشعارات والخطب الديماغوجية، دون أن يكون لها مشروع بديل للحكم والإصلاح بعد وصولها إلى سدة الحكم. فلم تستطع اجتراح البديل الذي يريده الشعب بل لا تكاد تتبين الخط الفاصل بين إسقاط النظام السابق وبين عدم إغراق الوطن في الدماء والفوضى وربما إزالته من خريطة العالم.
    لقد ارتكبت مكونات الحكم الانتقالي الحالي أخطاءً كثيرةً بدت في البداية صغيرة وطبيعية وفي حد معقول لكن في عالم السياسة تلد الأخطاء الصغيرة الأخطاء الكبيرة إن لم يتم تداركها قبل أن تتكاثر. وإن كان ممكنا إصلاح الأخطاء الصغيرة في مهدها، إلا أنه يستعصي إصلاح الكبير منها، بيد أنه بينما يرتكب السياسيون الأخطاء الصغيرة، تدفع الشعوب ثمن الأخطاء الكبيرة.
    ورغم أنه ليس هناك ما يشير إلى إمكانية الاصلاح مع ازدياد تعقيد الاشكالات السياسية لكن الشجاعة الأعلى كعباً أن تعتمد الحكومة الانتقالية النقد الذاتي، بل المراجعة العميقة لأدائها، ومحاولة إعادة بناء ثقة الشعب فيها وذلك لعمري رأس المال الوحيد الذي يُؤسس عليه كل اصلاح وإلا فليُقم عليهم مأتم وعويل.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de