باريس التطبيع سيكون فقط لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبذلك نعود للمجتمع الدولي و للمؤسسات المالية بغرض النظر في إعفاء الديون و جدولة المتبقي و للحصول على قروض مُيسرة و على التكنولوجيا و لفتح الباب أمام رؤوس الأموال و الشركات العالمية للإستثمار في السودان ، باختصار نحن لن نحصل على أموال في مقابل التطبيع و إنما نخرج من الحصار لنتمكن من التعامل و التعاون مع العالم لنتستخرج و نستغل ثرواتنا و إمكانياتنا الهائلة لأجل رفاهيتنا ، و القول بأن "هناك دولا طبعت مع إسرائيل و لم تستفد شيئا من التطبيع" هو كلام فارغ و مضلل لأن الإنتعاش الإقتصادي في أي دولة مرتبط بصحة و سلامة الخطط و السياسات التي تتبناها الدولة و ليس بالتطبيع من عدمه و معروف أن إسرائيل و أمريكا لا تدفعان في مقابل التطبيع، و المساعدات الأمريكية إن وجدت لا تزيد عن عدة ملايين من الدولارات و هي لا تكفي لخلق الانتعاش الاقتصادي و الذي يحتاج لمليارات بالإضافة لسياسات سليمة متكاملة للإنتاج و التصنيع و الإدارة و التعليم و البنى التحتية و حتى الصحة و الضرائب و الأمن و القضاء إلخ ، لذلك فشل بعض الدول المطبعة لا علاقة له بالتطبيع و إنما بسياساتها ، اما في الحالة السودانية فهناك عامل حاسم يمنع الإنتعاش الاقتصادي بحظر دخول رؤوس الأموال و الشركات و التكنلوجيا إلى البلد كما يمنع الحصول على القروض الميسرة كالآخرين و هذا العامل هو وجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب و لن يستطيع السودان تحقيق أهدافه الاقتصادية مهما كانت سياساته و خططه سليمه ما لم يُحذف إسمه من هذه القائمة التي تخنقه و قد اشترطت أمريكا لحذفه من القائمة التطبيع مع حليفتها إسرائيل، و لذلك أعتقد أن خطوة البرهان كانت صحيحة و تصب في المصلحة الوطنية بعيدا عن المواقف العاطفية التي لم تحرر شبرا من فلسطين علاوة على أنها أضرت بنا جدا إذ ضحينا على مدى عقود بمصالح ٤٠ مليون سوداني لأجل ٤ ملايين فلسطيني و قد قام بهذا العمل الغبي شلة من العروبيين و الاسلامويين حكموا البلد منذ الإستقلال و دفعوا به إلى اتون حرب كلفتنا الكثير لأجل قضية لا تعني أكثر أهل السودان و كان يكفيهم موقف مبدئي داعم للقضية الفلسطينية بدون أن يجعلوا من السودان جزءا من الصراع، خاصة و أن السودان ليس بلدا عربيا متجانسا و إنما هو موطن لاعراق و ثقافات و أديان و لغات لا تعنيها جميعها القضية الفلسطينية، السودان وطن للجميع بالتساوي و من يرى أن القضية الفلسطينية هي قضيته بسبب دينه او لعروبته فليذهب إلى فلسطين لينصر قضيته و ليحارب باسمه و لا يزج بالسودان و شعبه في حرب خاسرة يدفع ثمنها الجميع حصارا و تجويعا و ترويعا بالضربات العسكرية و تمزيقا للنسيج الإجتماعي بالاستقطاب الديني و العرقي العنيف و تاخيرا عن الركب الحضاري، زد إلى ان الفلسطينيين أصحاب القضية بالأصالة هم أفضل حالا منا في كل مؤشرات التنمية البشرية و معسكراتهم أفضل من عمارات الرياض و كافوري . و اخيرا اعتقد ان العروبيين و الإسلامويين هم ايضا بحاجة لسودان قوي اقتصاديا و عسكريا و مستقر أمنيا و سياسيا، سودان يكون له وزن إقليميا و عالميا يستطيع أن يؤثر في الأحداث و يدفع بوزنه لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، و مشوار بناء السودان القوي يبدأ بالتطبيع و الخروج من العزلة الدولية، و إلا فهيا نحارب إسرائيل بجوعنا و جهلنا و فقرنا، هيا نحاربه بالعكاكيز و المساويك و الخطب الحماسية و القصائد الهجائية و بالمظاهرات و الشتائم في وسائل التواصل الاجتماعي، قد ننتصر و نحرر فلسطين و القدس . [email protected] FB_IMG_1581594882831.jpg
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة