مأزق الطائفية في السودان حينما قرر الاستعمار تمليك احد السيدين ( عبدالرحمن المهدي والسيد علي الميرغني ) اي بجعل أحدهما ملكا كانت الظروف الذاتية لكلا السيدين والموضوعية بالنسبة للمجتمع آنذاك شبه مناسبة ،لأن تعليم الكتاتيب كان يأخذ المنحى الديني ، ولكن تأخر الإنجليز في إعلان ملك للسودان مع عامل الزمن زاد عدد الخريجين ولم ينظر الإنجليز إلى طبيعة الأسرة الممتدة في السودان وقوة العلائق بين أفراد العائلة السودانية ، فوجود الخريج الأفندي في العائلة كان محفز لكثير من الصبية في مناطق الحضر بالتالي بدأت تنبت بذرة الوعي الأكاديمي في المدن الكبيرة وبالتالي ضعفت هيمنة الطائفة على الشباب في المدن مع مراعاة الاختلاف بين الطاىفتين فطائفة الأنصار تستمد وجودها من قاعدة أنصار المهدي وهي طاىفة رغم كبرها فهي محدودة في جماعة انصار المهدي وتستمد قوتها من التناسل العائلي سبب تمسكها لفترة طويلة يرجع لشخصية الصادق المهدي وقيادته السياسية والروحية كما أن حضوره كمثقف أكسفوردي جذب قطاعات أخرى من خارج دائرة الأنصار إلى تاييده الخطأ الذي وقع فيه الصادق والذي كانت له تبعاته فيما بعد هو المصاهرة السياسية والاجتماعية مع جماعة الإسلام السياسي حيث كان الصادق يأمل في الاستفادة من قواعد الإسلاميين في تكبير الحصة الانتخابية ولكن الصادق نسي انه يتعامل مع واحد من ذكى رجال السودان الا وهو د. حسن الترابي الذي استطاع بدهاء احتواء الصادق دون أن يعطيه الاحساس بهذا الاحتواء فعاش الصادق فترة النميري بعد المصالحة ظل الترابي وكانت سياسة وقع الحافر على الحافر وبدأ كيان الأنصار نسبة للتظاهر الاجتماعي ولعدم وجود منهج وبرنامج فعلي لحزب الأمة الذي كان يعتمد على راتب المهدي ( د ينبغي أحد ويقول لحزب الأمة نهج الصحوة او برنامج الصحة ، ولكن حقيقة الأمر ان نهج الصحوة هو نسخة محدثة لبرنامج الجبهة الإسلامية ) وقد وضح ذلك جليا في رفض الصا دق لإلغاء قوانين سبتمبر والتي قال عنها قبل الانتفاضة انها لا تسوى قيمة الخير والذي كتبت به بل إنه طلب إيداعها للتصويت عليها في البرلمان ليس ممارسة للديمقراطية بل لأن الأغلبية الميكانيكية في البرلمان الحزبي الأمة والجبهة القومية ، هذا التصاهر توج بانقلاب ٣٠ يونيو ، أو في حقيقة الأمر هو تتويج لجبهة الميثاق الاسلامي في الستينات. وهنا ضاعت طائفة الأنصار، وبمباركة دخلت معظم ببوتات الأنصار في تحالف مع المؤتمر الوطني، كانت وفاة الترابي الفجاىءية كارثة ليست على الصادق المهدي فقط بل على كل كيان الأنصار حيث فقد الإمام البوصلة نتيجة لان المساكين على السلطة ابعد ما يكونو عما تم الاتفاق عليه بين الصهرين، وقد وضح ذلك جليا في أثناء الثورة حيث ظهر الانشقاق بين الشباب المستنير الثائر من كيان الأنصار وبين الموقف المتخاذل جدا لقيادات الأنصار في قمة الهرم وخاصة في بيت المهدي بكل تفرعاته الان وضع طائفة الأنصار على محك كبير جدا فقد استقطبت الحركة الإسلامية معظم قواعد الأنصار في منطقة الثقل في دارفور ترغيبا وتمويلا ، حيث أصبح الراتب يتلى فقط في القبة في جامع السيد عبد الرحمن بودنوباوي ان محاولات الصادق المهدي لتجميع الأنصار في عصر الديجيتال حيث يمكنه عن طريق الوسائط الحديثة مخاطبة كل قواعده في مختلف بقاع العالم ، ولكنه لجأ إلى مقاولي الانفار من مصاهريه لإثبات انه مازال رقم في السياسة السودانية ونواصل الحلقة القادمة الحديث عن طائفة الختمية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة