لخرطوم 21 يناير 2020 – أقرت الحكومة السودانية بعدم توفر احتياطي نقدي من العملات الحرة لإيقاف استمرار انخفاض العملة المحلية، لكنها أبدت أملا في ارتفاع قيمتها قريبًا.
وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في مقابلة بثتها قنوات محلية ورصدتها "سودان تربيون" مساء الثلاثاء، إن "بنك السودان يعاني خللا هيكليا بينما ساعد شح خزينته من العملات الأجنبية المضاربين في السوق الموازي للعملة".
كما اتهم من قال إن لديهم مصالح شخصية بالاستفادة من هذه الأزمة.
وبلغ سعر صرف الدولار يوم الإثنين 102 جنيها سودانيا في رقم قياسي غير مسبوق، لكن حمدوك أشار الى أن الرقم أخذ الثلاثاء في التراجع وبلغ 95 جنيها.
وأعلن رئيس الوزراء السوداني عن إجراءات اقتصادية من شأنها تحسين قيمة العملة المحلية، بينها هيكلة البنك المركزي ليتبع لمجلس الوزراء بدلًا عن المجلس السيادي مع سن قانون خاص، وضبط المضاربين بالطرق الأمنية بصرامة.
وقال وزير المالية إبراهيم البدوي الذي شارك في المقابلة بمعية وزير الصناعة مدني عباس إن انخفاض قيمة العملة المحلية، تسبب في محددات عدم وجود رصيد من العملات الأجنبية في البنك المركزي وعدم وجود صندوق تثبت استثماري وعجز الميزان التجاري. لكنه عاد وأشار إلى أن عجز موازنة العام الفائت البالغة 142 مليار جنيه لها دور في الأمر.
وأعلن الوزير عن تهريب في الذهب بمقدار يصل إلى 450 كيلو جرام يوميًا ــ نحو 25 مليون دولار، وأرجع التهريب إلى أن السعر المحلي غير مجزي مما دعاهم للتفكير في إنشاء بورصة للذهب تعمل طوال اليوم، توقع إعلانها قريبًا.
وقال البدوي أنهم اتفقوا مع عدة مؤسسات لتكوين آلية تعمل على شراء الذهب بالسعر العالمي بالعملة المحلية وزيادة إنتاج الذهب بحوالي 2 طن، وتوريد الشركات المصادرة حصائل الصادر إلى وزارة المالية وهي مبالغ قدرها من 10 إلى 15 مليون دولار يوميًا.
وكشف الوزير عن اقتراب موعد تحرير أسعار الصادرات لتكون بالسعر العالمي مع إنشاء بورصات لكل السلع التي تصدر إلى خارج البلاد، ومنح المغتربين الذين يحولون العملات الحرة بالطرق الرسمية حوافز دون أن يكشف عنها.
الخبز والمواصلات
وأكد رئيس الوزراء في المقابلة، توفر مخزون للسلع الضرورية يكفي حاجة البلاد لأكثر من شهر، وأشار إلى أن أزمة الخبز سببها سوء توزيع الدقيق وليس شحه.
ويضطر السودانيين يوميًا للوقوف ساعات أمام المخابز للحصول على خبز يكفيهم وأطفالهم، بطريقة اعتادوا عليها، نتيجة استمرار الأزمة لأكثر من عام.
وتوقع حمدوك انتهاء أزمة المواصلات قريبًا دون أن يحدد وقت محدد، حيث قال إن شركة مواصلات الخرطوم (حكومية) تعاقدت مع شركة إماراتية لجلب باصات جديدة، كما جارى العمل لمعالجة طرق العاصمة الرديئة، التي أكد على أنها مرتبطة بالأزمة.
وقال وزير الصناعة والتجارة، مدني عباس مدني، إن أزمة الخبز ستنتهي في غضون ثلاثة أسابيع، توقع قبلها بدء عمل آلية مراقبة لتوزيع حصص دقيق المخابز في كل إنحاء البلاد والتي من شأنها أن تُنهي الأزمة.
لا تغيير وزاري
ورفض حمدوك الإقرار بضعف أداء بعض الوزراء، برغم تعالي الشكاوى من بطء إجراءات بعض الوزارات في تصفية رموز النظام السابق الذين حصلوا على وظائفهم بموجب ولائهم السياسي.
وقال إن المسؤولية في مجلس الوزراء جماعية، لكنه عاد وأكد على استعداده لإجراء تعديل وزاري محدد حال اقتضت الضرورة، بيد أنه طالب بمنحهم وقت إضافي لتقييم أداء عملهم.
وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير – الائتلاف الحاكم، قد رفعت توصية قبل أسابيع إلى رئيس الوزراء تطالبه فيها بإقالة وزير الزراعة لتسببه في فضل الموسم الزراعي بمشروع الجزيرة، وهو أكبر مشروع زراعي في البلاد.
وقال حمدوك إن إقالة الوزراء تتم عبر التشاور مع الائتلاف الحاكم، لعدم رغبته في أن تكون بيديه سُلطة مطلقة، علاوة على التقيد بالوثيقة الدستورية التي منحت رئيس الوزراء سُلطة تعيين الوزراء بعد ترشيحهم من الائتلاف.
وأبدي رئيس الوزراء تحفظه على عبارة "شكرًا حمدوك"، التي يكثر مؤيديه من استخدامها في أحاديثهم وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وأرجع تحفظه إلى عزمهم تنفيذ برامج الفترة الانتقالية لبناء مؤسسات تنهي سلطة الأشخاص.
واقترح حمدوك إنشاء مفوضية تعمل على معالجة أزمة ولاية البحر الأحمر، بعد تجدد العنف القبلي فيها أواخر الشهر الفائت.
واعتبر التفاهمات التي توصلت إليها الحكومة مع الحركات المسلحة في ملف السلام؛ إنجاز يمكن أن يوصل إلى توقيع اتفاق قبل انتهاء المدة التي حددتها الوثيقة الدستورية بستة أشهر تنتهي قبل نهاية الشهر المقبل.
العنوان
الكاتب
Date
حمدوك- السودان لا يملك احتياطي نقد أجنبي لإسعاف الجنيه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة