الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحقيقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2020, 11:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحقيقي








                  

01-17-2020, 11:29 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-17-2020, 11:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    بوست من إرشيف سنة 2017 ـ 2019 لزميل المنبر الأخ حيدر Jini

    ابكريق تحل ذكرى رحيله و نحن نقترب من اخر سوفاته!ابكريق تحل ذكرى رحيله و نحن نقترب من اخر سوفاته!

    وقد كان فوت الموت سهلا فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعر
    فأثبت في مستنقع الموت رجله وقال لها من تحت أخمصك الحشر …..
    غدا غدوة والحمد نسج ردائه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر …….
    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر …..
                  

01-17-2020, 11:39 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: قائد الثورة السودانية الحقيقي
    كتّرت المحلبية يا دكنور :)
                  

01-17-2020, 11:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: محمد البشرى الخضر)

    واليوم 17 يناير يوافق ذكرى رحيل قائد آخر من كبار قواد الثورة السودانية الحقيقيين. الأستاذ الفنان مصطفى سيد أحمد المقبول.
                  

01-17-2020, 11:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    مُصطفي يا عِطر المسافات وطعم الغُنا الحي .. بقلم نضال عبدالوهاب


    10:38 AM January, 17 2020

    سودانيز اون لاين
    نضال عبدالوهاب-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الزمان 17 يناير 1996 .. أحد الصباحات الكئيبة والمملوءة حُزناً .. كانت عادة والدي عليه الرحمة أن يفتح ( الراديو ) بصوتٍ عالي للإستماع لنشرة اخبار السادسة والنصف صباحاً كعادة معظم السودانين من الذين شبوا في زمان سطوة الإذاعة وصوت ( هُنا أمدرمان ) .. ولعل أُذني لم تهتم بأخبار المُذيع وهو يتلوا نشرة الأخبار إلا عندما أتاها وهي تتغافل الأستماع نعيِ مُصطفي سيد أحمد .. ( توفي بالدوحة العاصمة القطرية الأستاذ الفنان مُصطفي سيد أحمد بعد صراعِ طويل مع المرض وقد أسلم الروح لبارئها فجر اليوم .. ) .. جاءني هذا الخبر كحُلم وأنا لا أزال تحت الغِطاء والدنيا شتاء .. نعم كان مصطفي مريضاً بالفشل الكلوي ( المُزمن ) كان الكل يعلم هذا ويتابع حالته الصحية علي أمل أن يتم شفاءه وتجري له عملية لزرع الكلي .. وبرُغم تدهور الحالة الصحية له لفترات متقطعة إلا أن تخيل أن يغادر باكراً لم يكن ضمن أجندة العقل الجمعي لكل معجبيه وعشاقه .. كانوا يمنون أنفسهم برؤيته مجدداً يصدح من مسرح المكتبة القبطية أو المسرح القومي أو القاعة أو في قعدات اصدقائه أو بيوت الأفراح .. نزلت دمعات ساخنات وأنا من تحت الغطاء وترحمت عليه .. لكن اكاد أتذكر تفاصيل ذلك اليوم .. عندما إلتقيت ليلاً بمنزل لاصدقائي وكان الكل حزيناً أذكر أنني ذكرت لحظات تلقي الخبر للصديق الدكتور ( هُشام عمر النور ) وكان معظم الناس قد عرفوه بذات الطريقة من ( الراديو ) فقال لي ( هُشام ) ما براك ( كُلنا أخدنا لينا بكية من تحت البطانية ) ..
    اكاد أجزم أن معظم أبناء جيلنا قد وعوا وتشكل عميق وجدانهم من أغنيات وصوت مصطفي سيدأحمد في المدارس الثانوية والجامعات .. لذلك كانت رابطة معجبي مصطفي سيد أحمد معظمها من هذه الشريحة .. كان مصطفي رمزاً يتسلل من بين أغنياته وكلماتها العاشقين والثوريين معاً ! .. كان غناؤه نفساً للمقاومة وضد الإستبداد .. ولذلك حاربه وبشدة كهنوت وعاهات الإنقاذ .. حتي خرج تحت بند البحث عن العلاج ولكنه كان مقاوماً ومعارضاً شرساً للنظام وجلاديه ..
    علي المستوي الشخصي يرتبط عندي غناء مصطفي بفترة من أخصب فترات حياتي ونحن نتلمّس الوعي ونحاول ان نكون في مسار التغيير منذ زمانٍ باكر من عُمر النظام الهالك الباطش .. ولا شك أنني واحد من كثيرين جداً نتشارك تلك الوجدانيات .. وإن كان هنالك من هُم اكثر تبتلاً في محراب العشق والتيه بهذا الأسطورة ! ..
    يفتقدك الجميع أستاذ مُصطفي سيد أحمد .. فقد ذهب أخيراً من سرقوا حريتنا فأسترديناها منهم بثورة كنت أنت أحد من عملوا لها وحفروا عميقاً في مسارها ..
    فليرحمك الله ..
    وصٓحِي الموت سلام .. ما يغشٓاك شر ..

    نضال عبدالوهاب ..
    17 يناير 2020 .
                  

01-17-2020, 12:31 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    الأستاذ محمود ختم نضاله المجيد بالمطالبة بإلغاء قوانين الجلد "التي وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله".


    ومصطفى سيد أحمد غنى رائعة محمد الحسن سالم حميد "يا زمن حظر التجول" وفيها مأساة الحكم على ود عجبنا بالجلد عندما خرق ذلك الحظر ليحضر عيش لضيفه من الفرن المجاور.



    وشباب السودان وشاباته ثاروا على تجار الدين وعلى أحكام الجلد، خاصة جلد النساء، كما يظهر في هذا الفيديو
    نحن قدامنا الصباح .. حي نبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
    قراءة نانسي عجاج

    ــــــــــــــ

    شوفتا العلاقة يا ود البشرى؟؟ عشان ما تقول لي كترت المحلبية!!
    وما تنسى تشيل الوردة الفوق
                  

01-17-2020, 01:11 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    الحبيب ياسر الشريف
    تحية طيبة
    الثورة الحقيقية البتعرف قدر السودان والسودانيين ما جات لسه
    صدقت عقاب مايو 1969 وبابكر عوض الله في قح ت ديل يحتفلو او يقيمو فكر ووعي الاستاذ محمود محمد طه
    شيوعي ولي بعثي ولا ناصري وانت قائل يا سر في شيوعي ولي بعثي ولي ناصري
    قرا رؤية السياسية العميقة للحزب الجمهوري لحل مشاكل السودان او حتي واعي بيها
    لو قرو
    كتاب اسس دستور السودان من 1955 ما كانو انتهو في جحر ضب خرب هم والكيزان الان في 2020
    لو قرو كتاب مشكلة جنوب السودان الازمة والحل ما كان انفصل الجنوب
    وهسة واضح الجهل المخزي في تراهات الحوار مع الحركات حتي بعد جون قرنق ايضا وضعنا في الطريق الصحيح
    يا د ياسر شريف دي ما ثورة اطلاقا ولا افرازتا في البورد او في السودات تجعلها في مستوى الرؤية الوطنية السودانية للقادة الكبار ديل
    محمود محمد طه والدكتور قرنق
    ده فجر كاذب جديد حتي يختفي علم مايو 1969 من كل السودان والنلفزيون
    والثورة لمن تجي بحدث بريقا ضجة الضو في المكان ذى ما قال خطاب حسن احمد في البنت الحديقة
    https://top4top.io/
    ديل قاعدين في الساتنق تانك بتاع الانقاذ وفي 18 ولاية وكل مرة تنفر ليهم البلاعة في محل ويضيعو في الوقت الثمين لا عندهم مشروع ديمقراطي فدرالي وطني ولا احترمو المشاريع الموجودة وصفرو والعداد وقاشرين بي فضائية العربية والجزيرة والشعور المتاصل بالدونية فيهم حيال مصر والعرب لازال قائم وهم في ازرل العمر
    الثورة التي لا تحترم رموز السودان الوطنية عبر العصور من اركماني الي جون قرنق مرورا بالمهدي والاستاذ محمود مجرد خواء مزخرف والزمن بينا
    الثورة ثورة وعي وبصيرة تعيد هويتنا الحضارية والسياسية الحقيقية من الاول
    صدقت تلفزيون قح ت ده يجيب اقوال او محاضرات للاستاذ محمود او جون قرنق ديل اختلاف مقدار بس من الكيزان
                  

01-17-2020, 01:12 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-17-2020, 02:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    سلامات يا عادل وشكرا

    الثورة السودانية لم تكتمل بعد بدليل أن عقوبات الجلد كما في هذا الخبر من يوم أو يومين لا تزال تمارس في سودان الثورة:

    متى تتوقف مثل هذه المحاكمات وعقوبات الجلد؟؟متى تتوقف مثل هذه المحاكمات وعقوبات الجلد؟؟

                  

01-17-2020, 03:04 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    اذا عايز تجرب الثورة دي
    خلي الاخوان الجمهوريين يمشو يسجلو الحزب في مسجل الاحزاب وهسة الحمدالله خلو قضاة الدرك الاسفل من النار قاعدين لحدي ما انتهت فترتهم وفضل رئيس المحكمة الدستورية الما بستحي فاضل ليه سنة

    والحاجة الثانية خلي الاخوان يمشو ياطالبو بي راديو بس FM يغطي السودان عشان الاذن السودانية تسمع فكر وكلام وطيب واعي في السودان
    شوف بس التحرك في الاثنين ديل حايفضح الثورة المزيفة دي
    بعدين ما تنسي علم مايو القاعد في ركن التلفزيون ده نبهت من قبل يناير 2020 اذا العلم ده ما ختفي مافي ثورة في عروبيين مازومين ورجاغين ماساين البلد مع المؤتمر الوطني وقاعدين في راس الناس
    والله جلد الناس ده سببو ازمة القضاء
    وذى ما قلت ليك ازمة السودان في المركز ولازالت النوع المنبت في المركز والطاري في الهامش علي حساب المكون الطبيعي السوداني والعراق دساس وهي تظرية سلوكية وليس لها علاقة باللون
    المشكلة جينية عديل يا د ياسر
    وقديما حذر بن خلدون من تعليم الفئات الاجتماعية المتدنية وغردون علم 67 من الرقيق المحرر في المركز كما ذكر ابو القاسم حاج حمد في كتابه القيم السودان وجدلية التركيب وحيستمر ازلال شعوب السودان في المركز والهامش لحدي يصحو ويعرفو قيمة جون قرنق ومحمود محمد طه والفدرالية والمشوار طويل فعلا
                  

01-17-2020, 03:49 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: adil amin)

    اليوم 17 يناير يوافق رحيل الفنان الأسطورة محمود عبد العزيز ــ الحوت في عام 2013.. وأنا أعتبره أحد رموز الثورة السودانية. يذكر الناس أنه قد تعرض أيضا لعقوبة الجلد فقابلها وهو مرفوع الرأس.

                  

01-17-2020, 04:54 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-17-2020, 06:31 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Kostawi)

    Quote: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحقيقي

    😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
    مباااالغة .....
                  

01-17-2020, 06:40 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Kostawi)

    قوانين وبلد فضيحة..

    مشوار الثورة لسه بعيييد جدا..
    الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد كما أشار الأستاذ عادل امين.
    قد تكون هذه الثورة هي بداية الطريق لثورة السودان الحقيقية

    ستاتي... مهما طال المشي.. حتما ستاتي
                  

01-17-2020, 10:29 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Dr. Ahmed Amin)

                  

01-18-2020, 04:31 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    الثورة الحقيقية تبدا اول حاجة نفكر ثم نتحرك ونتحرر من ثقافة القطيع
    1- علم مايو1969 ده بمثل الاقلية المشوهة في السودان ...ما يلزم ثورة الوعي البصيرة في السودان التي ترد الهوية الحضارية للسودان
    ترفع الثورة علم الاستقلال فقط في كل بيوت السودان وترجعو بي المحكمة الدستورية
    المضحك يا ياسر
    انتهت مدة قضاة بن خلدون والمحكمة الدستورية فاضية هسة وانتهت مدة ال8 قضاة وفضل رائيسا المنزوع الحياء والضعيف اخلاقيا باقي ليه سنة وغير مؤهل فنيا العطل العدالة في السودان من تاسيس المحكمة ولم يحمي الدستور ولا الشعب من بطش نظام الانقاذ المجرم
    وين راح بروفسر معتصم المتخصص في المحكمة الدستورية من زمن انتخابات 2010 وفوز البشير المضروب
    ده جمهوري شجاع قدم طعن في ولاية البشير واهليته للحكم من 2010 وفضح قضاة الدرك الاسفل من النار ديل
    وناس ابو الحصين الكيس الفاضي وزعيط ومعيط قاشرين في بوستك بي مخهم الضيق والغبي
    والله ديل ما يزحو من البوست ده لا اطلع اصلهم وفصلهم هنا
    https://top4top.io/
    اذا عرفت منو ابناء السفلة في السودان ومن اي مكونات اجتماعية هم بتفك شفرة المركز والاقليات التي حكمت السودان بالانقلابات ومشاريع الصرف الصحي المصرية علي حساب المشاريع الوطنية والوطنيين
    وبتمسحو بي الكريمات احدي هسة ومكنشين في علم بابكر عوض الله
    العرق دساس يا د ياسر شريف وانت طبيب تعرف العامل الجيني في الصوفية واهل السلسلة واهل الطريق ديل بوليهم الله والشعب السوداني النظيف واهل الرجس والسفاهة تولهيم المخابرات المصرية والامريكية بالانقلابات والمحاصصة

                  

01-18-2020, 04:46 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: adil amin)

    Quote: الطريق ديل بوليهم الله والشعب السوداني النظيف (بالانتخابات الحرة ) من الاستقلال واهل الرجس والسفاهة تولهيم المخابرات المصرية والامريكية(( بالانقلابات والمحاصصة))


    وشوف الان الفرز الكوني كيف عبر اعل وعي في العالم ((القران الكريم)) كلام الله الواضح

    وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)
    اهل الرجس = الاخوان المسلمين المصرية والسلفية السعودية = التنظيم الماسوني الدولي للاخوان المسلمين = اسلاميو
    اهل السفاهة = الشيوعي والبعثي والناصري انقلاب 1969 المخابرات المصرية =علماينو
    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ (13)
    وكلاهما مضر وساقط ويلهث الي الخارج المجرم اكثر من الداخل المحترم
    اهل الطريق
    وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
    1- السيد عبدالرحمن المهدي = الانصار
    2- السيد علي الميرغني= الختمية
    3- الاستاذ محمود الجمهوريين
    4- الدكتور جون قرنق الكوشي النظيف=المهمشين في كل السودان الواعين
    والليلة 18 يناير 2020 وقلت احتفل في بوست د ياسر الشريف والاخوان الجمهوريين
    عارف نلفزيون واعلام ق ح ت المهبب ذى اكل المستشفيات ما بقدر يجيب اي حاجة عن الاستاذ محمود او الفكرة الجمهورية حتي يلج الجمل في سم الخياط
    وما عارف الدخل د عمر القراي مع الناس ديل شنو ؟؟
    واهديك واهدي اهل ناس حياة الفكر والشعور
    مدحة اهل الطريق للصاقي الجيلي عليه رحمة الله
                  

01-18-2020, 05:34 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: adil amin)


    محمود، محمد، طه، ما أعظم الأسماء...محمود، محمد، طه، ما أعظم الأسماء...

    محمود محمد طه ما أعظم الأسماء

    الشاعر: أزهري محمد علي

    بعزى فى السجان
    ويواسيه بى بسمه
    ويحكيلو طول الليل
    عن باكر الاسمى
    يوم يرجف الجلاد
    ويضحك ابو اسماء
    محمود محمد طه
    مـا أعظم الأسماء
    *** *** ***
    يا أبوى صباح الخير
    من آخر الاعماق
    انا حالى غيرك غير
    فى منتهى الأشواق
    يا مستجير بالله
    من كل زيف ونفاق
    ومعصوم بِسر الله
    وحق اليقين ميثاق
    لله شئ لله
    باب الكريم ما ضاق
    الدم فداه الدم
    ودم الحقيقة يُراق
    أعصم رؤى الاطفال
    من لعبة الاوراق
    لسه الحبل ممدود
    ومشدود وثاق فى وثاق
    ومن تحتو واقف هو
    فى كامل الإشراق
    طائر خفيف الروح
    فى واسع الآفاق
    يغزل خيوط النور
    من بسمته الرقراق
    ويمرق عفيف الإيد
    من حافة الإملاق
    ينزع مشاعر الخوف
    من رعشة الشناق
    ويشهد صعود الروح
    بى نشوة العشاق
    من حيز المحدود
    لى مطلق الإطلاق
    عند إنتفاء الضد
    حيث البصر ما زاغ
    *** *** ***
    إنت بتروح وين
    يامستبد ياعاق
    من غضبة الطوفان
    ومن شعبنا العملاق
    يوم تشخص الابصار
    ويلتف ساق بى ساق
    وبيناتنا يبقى الحق
    ومكارم الأخلاق
                  

01-18-2020, 05:54 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    من بوست بتاريخ 22 يناير 2004
    أعظم الشهداء.........في ذكراه يكتب تاج السر حسينأعظم الشهداء.........في ذكراه يكتب تاج السر حسين
    أعظم الشهداء.........في ذكراه يكتب تاج السر حسين

    كتبت هذه القصيدة فى ذكرى استشهاد الأستاذ المفكر الخالد / محمود محمد طه، الذى أعدم شنقا فى 18/1/1985 ، وهى مهداة الى أرواح جميع شهداء الفكر والرأى فى جميع أنحاء العالم، والى الساهرين المدافعين عن الحرية والديمقراطية، أينما كانوا.
    ..........................................................................

    (أعظـــــم الشـــــهـــداء)

    ثابت علــى المــــــبدأ
    رهيب فى بسمتك تتحـــدى
    لما القناع من هيبتك أنزاح
    طرفك لا رمش لا أرتد
    ......................................................
    مكتوف الأيادى ، واقف عديل ما أنهد
    مجنزر ،فى هيبة تقدل، شامخ فى السماء الممتد
    بى صمتك حاكمــت الجهـــل والحاكمـــوك بالــردة
    ......................................................
    (أستاذ) العصـور سيرتك نقية وعطرة
    للأحــرار منار وخــلدت أروع ذكــرى
    حوضك صافى مافيهو مــوية عكــــــرة
    أخجـلــت القــدام أهــل المديح والشكـرة
    وأهديت الزمان (اسمى) وأعظم (فكرة)
    .........................................................
    ترياق للنفوس من نشأتك، ولى آخر الأيام
    افنيت العمـــر تبنى وتجدد وتنشرالأســـلام
    بالفهم الصحيح والدعــوة والاعلام
    أدواتك حروفك وسـلاحــك الأقـــلام
    نظــراتك معــانــى وحكم وكــــلام


    فى صمتك ،عميق ، ما بهمك الأعدام
    وفى حزنك تأمــــل، ساكـن معـاك دوام
    همـــك صـــلاح الكون، والـدنيا تبقى سلام
    ..................................................................
    أتباعــك (رجــال) ثابـتـين دوام قـــــدام
    طاهرين الأيادى صادقين لسان وكرام
    حافظين الوصية – دائما – صيام وقيام
    لو الموت ( شريعتك)، كان لاقوه فى (الاحرام).
    .......................................................................
    منو القبلك شهد بى روعتو الأعداء
    مـنـــو المشى (للشنـق) وفــى بســـمة أتحدى
    منو المشت النجوم فى دربو تستهدا
    منو النزلت شمــــوس العـــــزة تستجدا
    وأنزوت خلف السحاب، عشان اكتب، سطر، اهداء
    قليل لو قلنا فى وصفك عظيم
    أو قلنا أنك، أعظم الشهـــــــداء
    .........................................................................

    كلمات: (أخوالبنات) - تاج السر حسين – دبى – 13/1/2004


                  

01-18-2020, 07:34 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    الأستاذ محمود محمد طه ولعبة الموناليزا: عفيف اسماعيلالأستاذ محمود محمد طه ولعبة الموناليزا: عفيف اسماعيل

    *الأستاذ محمود.. ولعبة الموناليزا..

    عفيف إسماعيل
    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=624981

    كان بيت جدّي لأمّي «عبد الله خير السيد» المبني بالطين، بالحيّ الأوسط في وسط مدينة «الحصاحيصا»، رحيماً بنا، حيث ولدت، بقرب جدتي «عطانا» التي لا تعرف القراءة والكتابة لكنها كانت معلمتي الأولى. من حكاياتها الشيقة تعلّمت أسرار الكتابة الإبداعية ومسرح المرأة الواحدة، وتخصيب الذاكرة الانفعالية وشحذها. يسكن معنا في ذات المنزل الرحيب الأخوال «خير السيد عبد الله خير السيد» وأسرته، و«عبد العزيز عبد الله»، و»نصر الدين خير السيد»، إلى جانب الديوان المفتوح للإقامة غير المشروطة لكل الأقارب والأصدقاء وخاصة الطلاب الذين يتم قبولهم بمدارس الحصاحيصا، منهم في ذاك الزمان ابنا العمومة «عبد الرحمن بابكر» و«الحاج السرّاج».

    بالجوار بيت الجد «رزق الله عبدو» وأسرته الكريمة التي تركت ملمحاً أسهَمَ في تشكيل تكويني على المستوى الإنساني والمعرفي، فالخلوة المفتوحة على مدار اليوم لكلّ عابر سبيل، وليالي الذِّكر الصوفيّ كلّ يوم اثنين وخميس؛ حيث كنتُ أقوم مع بقية أطفال العائلة بتقديم الخدمات للضيوف منذ ما بعد صلاة المغرب حتى منتصف الليل، وتشمل تجهيز المكان، أولاً رشّ رمله بالماء، ثم فرش البروش، وملء الأباريق ذات اللون الفضي اللامع التي تقف متراصة بانتظام سِيمِتري مثل كائنات هاربة من مركبات فضائية. ثم بعد ذلك تقديم الشاي والزلابية حتى موعد العشاء حيث نقوم بمساعدة كلّ هذه الحشود لغسل اليدين ما قبل وما بعد التهامهم «الفَتّة» الحارة.

    هبةً لا تُقدّر بقيمة كان الخال «محمود رزق الله» بالنسبة لي، فهو أولُ مستنيرٍ أعرفه، وهو أول طالب يلتحق بالجامعة من بين الأخوال والأعمام، مهتمّ بالتعليم والثقافة وتنشِئة الصغار بحسّ سليم، منه تعلّمت قراءة المجلات المصوّرة المختلفة وكان يرسلني لجلب الجرائد وما يصله بالبريد من مجلات وكتب من خارج السودان. علّمني لعبة الشطرنج وعمري أحد عشر عاماً، وعندما هزمته لأول مرة بعد شهر كامل من اللعب والمراقبة المستمرّة في إحدى إجازاته الطويلة من الجامعة، ابتسم تلك الابتسامة الفخورة أكثر من ابتسامة مهزوم، أظنّ أنه قد أهداني ذاك النصر المبكر لتعزيز الثقة بالنفس، وتطبيق تلك المقولة الشائعة وهي: «الحوار الغلَب شيخو». وعلّمتني لعبة الشطرنج دورساً عمليّة في الحياة بعد ذلك؛ أن أخطّط لكلّ خطوة وأدرس أبعادها وعواقبها بدقة، وأن أكون جاهزاً دائماً بخطّة بديلة، وبديلاً إسعافيّاً يقلّل الخسائر إذا فشلت الخطة البديلة، ثم خطّة محكمة رابعة لاستعادة التوازن، وخامسة للسير إلى الأمام بلا توقّف مثل بيدق الشطرنج، الذي عندما يصل إلى المربع الثامن يمكن يصير ما يريد. وعندما أُهزم فيها تصير الرقعة واضحة في الذّهن بكل النقلات الخاسرة، فأراجعها خطوة بخطوة حتى أتعلّم من فداحة الخسران، وصار ذلك منهاجي الحياة منذ طفولة باكرة حتى تلمّست أهداب فكر إنسانيّ تعلّمت منه «النقد والنقد الذاتي» بأسُس التخطيط العلمي.
    عندما التحَقَ الخال «محمود رزق الله» بمعهد الدراسات التكنولوجية بالخرطوم كانت عودته كلّ أسبوع أو أسبوعين فرحةً غامرةً لنا. قبل أن يذهب ليُنادِم أصدقاءه في المساءات؛ خاصة زميل دراسته في الحصاحيصا الأستاذ الجليل «ياسين عنتر»، يكون قد جمّلَنا بهداياه وكانت في الغالب كتباً ومجلات ملوّنة ننتظرها بفارغ الصبر.

    في إحدى المرّات جلب إحدى المجلات المصريّة وكانت مرفقة بالعدد الخاص هديّةٌ عبارة عن صورة بحجم كبير للوحة دافنشي «الموناليزا». جمعَنا في غرفة الديوان؛ شقيقه «النور» وشقيقي «عاكف» و»فضل جابر»؛ ابن الخالة «التايَة بت الشريف». شرَح وأفاض عن جماليات اللوحة وتاريخها الشهير، وعندما أحسّ بألا مجال كي تسكن هذه المعلومات الغزيرة عقولنا الصغيرة سألَنا: هل هناك من يعرف لعبة «الموناليزا»؟ فكانت إجابتنا الجماعية بالنفي المؤكد والتشوّق لمعرفة لعبة جديدة.

    فقام بهدوء وعلّق اللوحة على منتصف حائط الديوان، وأمرَنا بأن نقف ثلاثتنا في مقابلة اللوحة وكلٌّ منا على بُعد متر من الآخر، وسألنا: «أين تنظر الموناليزا؟» فأجاب كلّ منّا بأنها تنظر إليه! قال لنا: «تبادلوا مواقعكم». فكانت الإجابة نفسها. ثم جعلَنا واحداً واحداً نسير من ركن الغرفة إلى الركن الآخر، وكانت عينا «الموناليزا» تتابعاننا بهدوء. فصارت تلك لعبتنا لشهور، بعد أن أخبرْنا بها كلّ أطفال الجوار الذين يدخلون من الباب في كافة الأوقات بالمشي جيئةً وذهاباً أمام عينَي «الموناليزا».
    الخال «محمود رزق الله»، ذهنه منجمٌ لا ينضب، غنيّ بالأفكار النابضة والمثمرة. وهو ما زال طالباً في الثانوي العالي طلب من الخال «عبد العزيز عبد الله» أن يبني له سبّورة على حائط الديوان. لم يستغرق الأمر بين يديه الماهرتين أكثر من ساعة فاستوت خضراء ذات غبشة أسمنتية. بعد يومين دهنها الخال «محمود رزق الله» باللون الأسود. في نهاية الأسبوع كانت جاهزة للاستعمال بعد أن أعلن عن فصلٍ للكبار لتجويد اللغة العربية وتعليم الإنجليزية. فتجمّع الأخوال والأعمام في باحة الديوان في طقس عامر بالودّ والمرح والمحبّة ينهلون من فيض معرفته ما فاتهم في محطات الحياة.

    طفل ظامئ الذهن يسابق خطوات مجهول ما، لم أبدأ دراستي الابتدائية بعد، وقد سبقَني شقيقاي «عاطف وعاكف» إلى المدرسة، وكنت أنتظر عودتهما كلّ يوم بفرح وغيرة خفية عندما أراهما يحملان الكرّاسات الكتب والألوان والأقلام في شنط «الدّمّور» الصغيرة، وأتمنى ذاك اليوم الذي لا يريد أن يأتي كي أصير مثلهما؛ أحمل الشنطة وأكتب وأقرأ. فصرتُ أجلس القرفصاء في مؤخرة فصل تعليم الكبار، أمامي على الأرض مساحة مجهّزة بالرمل للكتابة عليها، وكذلك كان يفعل شقيقي «عاكف» الذي تجاوز مرحلة معرفة الأبجدية العربية وكان مهتماً بفكّ طلاسم اللغة الإنجليزية، فصرنا نتنافس في ذلك. التقط الخال «محمود رزق الله» هذا الشغف المبكر، وصار يوجّه إلينا الأسئلة عندما يعجر الكبار عن فكّ حروف كلمة أو نطق جملة في اللغتين، وكانت الإجابة تأتي منا ثنائية الصوت مبهورة الأنفاس ومليئة بالإصرار؛ كلّ منّا يريد أن يسبق الآخر في الإجابة الصحيحة. فيصفّق لنا الجميع. ويضحكون جميعاً أيضاً عندما أحاول بتعثّر قراءة عنوان الكاتب الجنوب أفريقي «آلان باتون»؛ «اِبْكِ يا بلدي الحبيب»، بنُطْق الفعل «اِبْكِ» منسوباً إلى «الأب» وليس «البكاء».

    إلى جانب كتاب «آلان باتون» يزخر بيتنا بمطبوعات دار التقدّم ودواوين الشعر لعل أبرزها في ذلك الوقت هو ديوان عنتر بن شداد. وكذلك كانت كلاسيكيات روايات الأدب الفرنسي والمجلات المصرية وبناء الصين، تتوزّع في الدواليب وعلى عتبات الشبابيك. ولا أنسى ديوان شاعرة البطانة «شغبة المرغُمابيّة»، الذي حفظه شقيقي «عاكف» عن ظهر قلب وأكسبه قدرة النظم والقراءة بصوت عالٍ منذ عمر مبكر.

    في العام الثاني للخال «محمود رزق الله» بالجامعة بدأت تظهر في بيتنا بغزارة كتبٌ ذات أغلفة فقيرة الصناعة والألوان وخالية من الصور، لكن خطوط عناوينها تشبه كتابة الخال «محمود رزق الله» على السبّورة. حاولتُ قراءة بعضها لكنها استعصت عليّ. أغلب الظنّ ليس لصعوبة لغتها أو محتوى موضوعاتها بل لعامل الخوف في غيبوبة رهبة الاعتقاد الذي كان يتسرّب إلى روحي عندما يحتدم النقاش حولها بين الكبار من الأهل والجيران، وينتهي في الغالب بجملة محفوظة بأن كاتبها الأستاذ «محمود محمد طه» كافرٌ ولا يصلّي! كان الخال «محمود رزق» صبوراً ودوداً يجادلهم بصفاء وهدوء وعقلانية، ويجلب مزيداً من كتب الإخوان الجمهوريين حتى تخرّج في الجامعة.
    فور تخرُّجه تم توظيفه مباشرة كمهندس مكانيكي في مشروع «الرهد الفاو»، وصار يأتي بالعربة «الميركال»، زرقاء فخمة تتهادى بين غبار شوارعنا التي لا تتناسب وجدّة العربة. كعادته فرّق راتبه الأول بين الأهل والأصدقاء، وعندما يعود في نهايات الأسبوع يصبح للعطلة معنى مختلف وطعم آخر بوجوده الذي لا يفتر عن إنتاج ما يُفرح ويفيد الناس من حوله، بعد شهور قليلة في وظيفته الأولى نظم رحلة إلى مشتل «قُنِب» لشراء شتلات لتشجير شارعنا في الحي، ورافقه فيها شقيقه الخال «النور رزق الله» وشقيقي «عاطف إسماعيل» والخال «الزين بيّن» وصديقه الحميم «ياسين عنتر» وصديق الأسرة ابن «الحلاوين» الذين يسكن معهم في نفس الحوش «سيف محمد أحمد» الذي كان يعمل في شرطة الحصاحيصا. ذهبوا جميعاً سعداء بآمال الغد، تسبقهم الحياة حافية مثل طفلة ممراحة، عادوا برضوض وكسور وجروح نازفة وحزن راعف لا يهدأ وفجيعة لا تمّحي، لقد اختطف طريق الموت الخال»محمود رزق الله» بين «الحصاحيصا والخرطوم» في منحنى قرية «البطاحين» الشهير بكثرة الحوادث المرورية. لا أدري كيف احتملتنا حزناً يهدّ العمر ويسمّم الأيام ويجعل كلّ شيء بلا طعم. نزفت المدينة الصغيرة دموعها عليه، وأخذ جزءاً من قلبي الصغير معه، لكنه ترك بذرة مضيئة بعقلي تنمو، تشغلها تلك الكتيّبات فقيرة الصناعة والألوان.

    صار الخال «فضل الله قسم السيد»، الشهير بـ»الشائب» والمساند سياسيّاً لقوى اليسار، الوريثَ الشرعيّ لتركة الخال «محمود رزق الله» الفكريّة بعد رحيله، فهو معروف باحترام الاختلاف بقوّة الحجّة وحبّ الجدل التي اكتسبها من عمله النقابي وسط عمال محالج الحصاحيصا، وأيضاً من صداقته الحميمة وجلساته المستمرّة بحكم الجيرة والصداقة لأحد الإخوان الجمهوريين المعروفين بالمدينة وضواحيها وهو «أحمد البدوي». فصار ضليعاً في تفسير الآيات القرآنية بطريقة غير مألوفة لعقلي الصغير، ويدافع عن الأستاذ «محمود محمد طه» بضراوة وتمكُّن وإقناع. بعد أن صارت موضوعات تلك الكتيّبات فقيرة الصناعة والألوان تحتلّ زمناً مقدّراً من جلسات العائلة الأسبوعية، أصبحتُ شغوفاً بمتابعة تلك الحوارات المستمرّة بدقة، وأتذرّع بجلب الماء والشاي كي أبقى أطول فترة ممكن بقرب حلقة النقاش التي لا مكان فيها للصغار ووجودهم المزعج للكبار حتى ولو كانوا صامتين.
    يوماً بعد يوم، صارت مُخيّلتي الصغيرة تنسج من محيطها المقرّب للأستاذ «محمود محمد طه» شخصيةً أسطورية عملاقة، قطعاً هو أطول من جدي «عبد الله خير السيد» الملقب بـ «جبل بيلا» لطوله الفارع، وأضخم أيضاً من جارَيْنا في الحي «ود الأزرق» و»أبو نورة» مجتمعَين. أحياناً أُلبِسه شخصيات الأبطال اليونانيين والهنود التي تعرضها ملصقات العروض السينمائية، وأتخيّله يأخذ منهم وسامته.

    أسراب الحمَام الأبيض انتشرت في طرقات مدينة الحصاحيصا في ذاك النهار ، بوجوه مشرقة نضرة لشابات وشباب الجمهوريين وهم يوزّعون كتيّباتهم فقيرة الصناعة والألوان. تزامَن دخولي إلى بيتنا الطيني عائداً من المدرسة الغربية الإبتدائية ، مع دخول بعض اليمامات من باب السنط ذي الصرير المميّز؛ يمامات لم يفررن من قسورة، بل انبثقن من اطمئنان ثيابهنّ البيضاء المغسولة بحُسن الخُلق والتواضع والبهاء الداخلي الذي تعكسه مرايا وجهوهن المشرقة، وخلقت أرواحهن الرهيفة من الألق والمهابة جسارةً لا تعرف معنى لكلمة «المستحيل»، نساء فارعات يشبهن النساء الجميلات اللاتي أعرفهن من خالات وعمّات وجارات وبناتهن، لكنهن يختلفن عنهنّ بذاك التوثّب ومثابرة الخطو الواثق الذي لا يشبه زمانهنّ المقهور بحصار الموؤودات. جلسن في «الراكوبة» الفقيرة إلى جانب جدّتي لأمي على «البنابر» العارية ببساطة لا تتناسب مع نصاعة بياض ثيابهما النقية مثل ندف الثلج. قالت لي جدّتي بصوتها المرحاب:
    - أدّي المدرّسات ديل موية.
    ذهبتُ إلى «الفضّية»؛ حيث تحتفظ أمي بطقوم مذهبة لا تخرج إلا في الأعياد والمناسبات الخاصة، وأحضرت الماء وأذني تنصت إلى حديثهن البسيط مع جدتي التي أشعلت نار قهوتها. سألتهنّ أن يعطينني بعضاً من الكتيّبات التي بأيدهن، فنظرن إليّ في وقت واحد ثم إلى بعضهنّ بابتسامة عرفتُ منها أنهنّ يحاولن تقدير عمري، ثم مدّت لي إحداهن كتابين. حتى لا تغيّر رأيها أردفتُ سريعاً سائلاً:
    ـ هل يمكن أن أحضر ندوة الأستاذ محمود محمد طه بكره في نادي العمال؟
    تبادلن ذات النظرات المبتسمة، وقبل أن أسمع إجابتهن قالت لي جدّتي بصوت حاسم أعرفه:
    ـ ما تغَلِّب المدرِّسات يا ولدي وتَخَوْتِن راسهن بأسئلتك الكتيرة ومسيخة دي، خلّيهِن يرتاحَن من الحرَّاية دي شوية.

    سرتُ مبتعداً، وكنت أحسّ بابتساماتهنّ ونظراتهنّ تلاحقني، فاعتبرتُ ذلك إذناً لي كي أحضر الندوة في الغد على الناصية الشرقية لبيتنا؛ أي على بعد خمسمائة متر فقط.

    نجوم سماء ذاك الليل لم تنَم، وكذلك مخيّلتي الصغيرة التي صارت ترسم صورة الأستاذ العملاق السّمت؛ هل سيأتي راكباً حصاناً أبيض أيضاً؟ لا! ضخامة جسمه لا يحتملها الحصان! إذاً سيأتي على ظهر جمل! لا! الجمال التي رأيتها لن تستطيع الوقوف إذا جلس بثقله عليها! إذن سيأتي راكباً على ظهر فيل! لم أرَ فيلاً في حياتي!! إذن سأرى الفيل والأستاذ محمود محمد طه!

    رسمت خطّة محكمة كي أدخل نادي العمال الذي لا يدخله الأطفال، سأرتدي جلباب العيد الأبيض وحذاء العيد الأسود، وأضع عمامة أبي على رأسي وأحمل الكتابين بيدي، فمن يراني سيظنّ أنني زغب صغير أتى مع أسراب الحمام الأبيض. تسلّلت في ذات الليل الذي لا يريد أن ينتهي كي أجرّب ارتداء العمامة، لم أفلح في إحكامها، وكلما حاولت لفّها على رأسي تصير مثل أمعاء خروف يعرضها جزار للبيع بالجملة! كيف يفعلها أبي في أقل من نصف دقيقة؟ إذن لا بديل غير طاقيّة، لا أحد سينتبه إليّ! أليس كذلك؟ خشيت أن تراني جارتنا «مريم طويل» فتطلق دعابتها المأثورة عندما ترى جسدي النحيل يجول وسط الجلباب وتقول لأمي:
    ـ أنا ما كلّمتك؟! إنتي قنعانة من ولدك دا ولا شنو؟! ما تلبِّسيه الجلّابية دي! يوم بيجي العُصَار ينفُخَا ويشيله معاه.

    كان ليلاً طويلاً مثقلاً بالاحتمالات والهواجس!
    ونهاراً أطول منه ومملاً بالمدرسة!
    ومهام الغداء بعد العودة من المدرسة لا تنتهي! مهامّ تبدأ مع توقيت بثّ عالم الرياضة بإذاعة أمدرمان حوالي الساعة الثانية وخمسة وأربعين دقيقة، ولا بدّ أن أكون حاضراً لمدة ساعة كاملة لتقديم الخدمات من إحضار الماء البارد والشاي، وتجهيز أباريق الغسيل وبروش الصلاة وأخذ الصحون الفارغة وجلب أخرى مليئة.
    أخيراً تخلّصت من عبء الانتظار، بعد ساعة تبدأ الندوة!!
    وقفتُ على عتبة بيت الجد «محمد آدم»؛ المنزل الذي وضعتُه كمهرَب في خطّتي ، فهو يجاور نادي العمّال من الناحية الجنوبية، ويقابل نادي الهلال من الجهة الغربية. إذا سألني أحد الأقارب أو الجيران عن زيِّي الممّيز سأقول له إنني ذاهب لأشتري طعمية شهية من «حسن حنتوب» ببوفيه نادي الهلال. والشمس تتكئ ببطء في جهة الغرب إلى المغيب، انتبهتُ إلى أنّ أسراب الحمائم البيض قد بدأت تتقاطر صوب النادي، لكن ليس بينها شخص عملاق! أو فيل مربوط في عمود الكهرباء! خشيت أن يفتضح أمري إذا لم أدخل سريعاً وأذوب بين بيضاء السرب.

    وجدت الجموع قد تحلّقت في دائرة كبيرة وقوفاً في منتصف باحة النادي، وهناك من ينشد بترانيم نورانية وصوت صدّاح، ويردّد الجميع معه بتنغيم رخيم يغزو القلب من جهة المحبة. لم أرَ شخصاً يختلف حجمه عن الآخرين! فقلت لنفسي كالعادة سيأتي الشخص المهم مع البداية الفعلية للندوة، فصرتُ أتحرّك خلف الدائرة المتزاحمة، وكلما وجدت فرصة كي أطلّ لأرى ما يحدث أجد في الجهة المقابلة وجهاً صبوحاً مليئاً بالبِشْر يبتسم بلطف عطوف، حوله هالة من الصفاء يعكسها حزن طفيف بعينين رأتا ما لا يُرى! فصرتُ أطوف حول الدائرة الممغنطة بالنشيد الروحي، وكلما وجدت فرصة كي أطلّ من بين الجموع أرى ذات الوجه الصبوح وصاحبه المتلفّح بثوب أبيض ناصع، مثلما يفعل جدّي، يحتل روحي بلطف ابتسامته والنظرة الثاقبة من عين رأت ما لا يُرى. قلت لنفسي: لا بأس سألعب لعبة الموناليزا مع هذا الرجل حتى يأتي الأستاذ محمود عند بداية الندوة. سأتحرّك الحركة الأولى عكس عقارب الساعة وأطلّ ثلاث مرات، ثم مع عقارب الساعة وأطل ثلاث مرات.
    ـ هكذا ـ
    صار بيننا خيطٌ لا مرئيّ، لعدة دورات صرتُ أطوف بالدائرة ألعب لعبة الموناليزا مع عينيه اللتين رأتا ما لا يُرى وابتسامته العطوفة التي تهدهد المثكول، حتى اكتشف أمري مدير الدار وأخذني بلا رأفة إلى بيتنا قبل بداية الندوة بدقائق.

    عدت إلى البيت لأجد جريدة مفتوحة على صورة من كان يلعب معي لعبة الموناليزا قبل قليل، ومكتوب تحتها الأستاذ «محمود محمد طه»!!
    ومنذ ذاك اليوم صارت تلك الكتب فقيرة الصناعة غنية المعاني والمحتوى بعضاً من زادي لاحتمال الحياة. ومحبة جامحة لا تفتر تنضح من قلبي وتتدفق صوب الخال «محمود رزق الله» ملهم ذهني للتفتح والاستبصار بين طيّات دياجير الكون.
    الآن،
    بعد كل هذه السنوات ما زالت متيّماً حدّ الوله بتلك اللحيظات القصار الماتعة بنادي العمال بمدينة الحصاحيصا!!
    لحيظات مرَرْن بسرعة الأطياف!!
    الطفل الظامي الذهن، يحظى حظوة العمر بلعبة الموناليزا مع الأستاذ «محمود محمد طه».
    تلك اللحيظات التي لا تنتمي إلا إلى بريق قطرة مطر في لسان تائه ظمآن مثلي!!
    خلال سنواتي في الحياة التي تشبه حال مركب شراعي يعبر مثلث «برمودا»، كلّما ادلهمّت الأهوال حولي أستدعي تلك اللحيظات القصار بطاقاتها السحريّة اللامرئية المشحونة بدفء إنسانيّ نادر وغريب، لحيظات تجعل الجسد يتشظّى عائداً إلى مكوّناته الأولى، يرشح ويشعّ ويلتصق بكلّ جزئيات الكون، ثم يعود ليتخلّل كلّ الكائنات ويعبرها بلا أثر مشهود يدلّ عليه، ثم يتخلّل الحيويات التي عشتها متعدّد الأحوال من تراب وصلصال متجوّل في أرواحي من فضاء إلى فضاء، ومن ضياء إلى ضياء، فأتوحّد به معه فأُولَد بعد كلّ نيرڤانا من جديد.

    *عفيف إسماعيل، كتاب "نثراتٌ من عطر الغائبين" ، دار الريم للنشر والتوزيع- الخرطوم ٢٠١٨م
    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp؟aid=624981

                  

01-18-2020, 07:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    وابتسم الأستاذ محمود محمد طه فى وجه الموت بقلم محمد الحسن محمد عثمان


    01:05 AM January, 17 2020

    سودانيز اون لاين
    محمد الحسن محمد عثمان-الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    قاضى سابق

    mailto:mailto:[email protected]:[email protected]





    ما أحوجنا فى هذه الايام ان نسترجع ذكرى رجال من قادتنا من الذين ضحوا بارواحهم ثباتا على المبدأ وتضحيه من أجل الوطن ونحن فى أيام يتوارى فيها القاده حتى عن اتخاذ موقف او الثبات على مبدأ ماأحوجنا لاستعادة سيرة رجال فى قامة محمد أحمد الريح الذى رفض الاستسلام وظل يقاتل حتى ضرب المبنى الذى كان بداخله فانهار عليه المبنى… وعبد الخالق محجوب الذى تهندم للموت وكانه ذاهب لعرس.

    وفاروق حمد الله الذى فتح صدره للرصاص وقال الراجل بيضربوا بقدام… وبابكر النور الذى ظل يهتف وهو يضرب بالرصاص عاش كفاح الشعب السودانى … ورجال الانصار الذين قاتلوا فى شرف فى 76… واولادنا السمر فى الجبهه الشرقيه الذين ضحوا من أجلنا ولانعرف حتى اسماؤهم وكانوا على استعداد لمواصلة الدرب لولا خيانة قياداتهم السياسيه.

    انه الشعب السودانى سيستعيد يوما سيرته الاولى وسيتجاوز قادته الأقزام ويزيل كل هذا العبث الطافى.



    ومحمود من القاده النادرين الذين عاشوا ماأمنوا به لم يكن فكرهم فى جانب وحياتهم فى جانب آخر…ولو كان قادتنا من أمثال محمود لارتفع صوتهم فى احداث ميدان المهندسين فمحمود كان منزله من الطين فى الحاره الأولى الثورة لم يكن له قصر فى الاسكندريه او شقه فاخره فى القاهره تجعله يختبىء ويفقد صوته عندما تقتطع مصر جزء من وطنه حلايب وشلاتين أو يتوارى عن الانظار عندما يغتال المصريون اطفالنا ويكشفون عورات نساؤنا فى القاهره ….لم يشبع محمود فى الطعام فقد كان نباتيا واختلف مع الذين نادوا على التركيز على افكار الرجل وليس اعدامه وماقيمة الفكر اذا لم يصمد صاحبه ويقبل التضحيات فى سبيله وهل كان الفكر سيلقى كل هذا الزخم ويصمد اذا انهار صاحبه وتاب فى مواجهة الموت … وهل كان الجمهوريين من تلامذته سيرفعون صوتهم اذا انكسر معلمهم …. واين الاب فيليب غبوش الذى هدده نميرى بالاعدام فقال كما ورد على لسانه (قلت ياود يافيلب احسن تلعب بوليتيكا) فلعب الاب فليب بوليتيكا وتاب على روؤس الاشهاد فكسب حياته وضاع فكره .. ويبقى اننى ليس جمهوريا ورايت الاستاذ محمود لاول مره فى ساحة المحكمه كانت الساحه السياسيه فى عام 85 مائجه بعد أحداث اضراب القضاه فى83 وخروج نميرى من هذه المواجهه مهزوما واعلانه بعدها لقوانيين سبتمبر فى محاوله منه لتشتيت الانظار عن تراجعه ومن ناحيه اخرى كان نميرى مرعوبا من الثوره الايرانيه التى اطاحت بالشاه رغم حماية امريكا له فارعب نميرى المد الاسلامى واراد ان يلتف عليه ويتقدم هذا المد …واصدر الاستاذ محمود محمد طه منشور هذا …. او الطوفان



    وقد ذكر الاستاذ فى هذا المنشور ان قوانيين سبتمبر جاءت فشوهت الاسلام فى نظر الاذكياء من شعبنا وأساءت لسمعة البلاد فهذه القوانين مخالفه للشريعه ومخالفه للدين

    وفى فقره اخرى: ان هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسيه دينيه كانت من العوامل الاساسيه التى ادت لتفاقم حرب الجنوب وطالب الاستاذ بالغاء قوانيين سبتمبر وحقن الدماء فى الجنوب واللجؤ للحل السياسى والسلمى.



    تم القبض على الاستاذ محمود وتقديمه لاحدى محاكم العداله الناجزه وقاضيها المهلاوى وهو شاب صغير السن كان قاضيا بالمحاكم الشرعيه وهو قريب النيل ابوقرون مستشار رئيس الجمهوريه وأحد مهندسى قوانيين سبتمبر وكان المهلاوى يعوزه الإلمام بقانون الاجراءت الجنائيه وقانون الجنايات وهذا مايفسر ارتباكه فى ذلك اليوم عندما مثل امامه الاستاذ محمود الذى احضر لمجمع المحاكم بامدرمان ومعه مجموعه مدججه بالسلاح احاطت بالمحكمه … كان الاستاذ يرتدى الزى الوطنى وفى الصفوف الاماميه كان المحامون الوطنيين الذين اعتدنا رؤيتهم فى مثل هذه المحاكمات السياسيه متطوعين مصطفى عبد القادر فارس هذه الحلبات (شفاه الله) وامين مكى مدنى والشامى والمشاوى وعلى السيد وآخرين

    استمع المهلاوى ومن ربكته نسى ان يحلف المتحرى مع انه الشاهد الوحيد وارتجل الاستاذ كلمته الخالده التى ردد فى بدايتها رايه فى قوانيين سبتمبر كما جاء فى المنشور واضاف: أما من حيث التطبيق فان القضاة الذين يتولون المحاكمه تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا اخلاقيا عن ان يمتنعوا عن ان يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطه التنفيذيه تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسين ولذلك فانى غير مستعد للتعاون مع أى محكمه تنتكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت ان تكون اداه من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتمثيل بالمعارضين السياسيين (وماأشبه الليله بالبارحه ياأستاذ) وشكر الاستاذ المحاميين الوطنيين للتطوع عن الدفاع عن الجمهوريين واضاف ان الجمهوريين سيتولون مباشرة قضاياهم بانفسهم



    واصدر المهلاوى حكما باعدام الاستاذ محمود



    فحين يسود الرعب والوهن

    ويبطىء الشهود والقضاء والزمن

    ينفلت القاتل والمقتول يدفع الثمن



    أيدت محكمة استئناف العداله الناجزه الحكم وايده نميرى الذى قال انه بحث فى كل كتب الفقه فلم يجد للاستاذ مخرجا وهذا لا يعقل فكيف رجع نميرى فى ايام معدوده كل كتب الفقه ونميرى لا تمكنه مؤهلاته العقليه من قراءة كتاب المطالعه الاوليه بدون ان يخطىء عشرات الاخطاء.



    جاء يوم 18/1/1985م يوم التنفيذ تقاطر المئات نحو بحرى واغلبهم كان يعتقد ان الاعدام لن يتم لاسباب شتى وبعضهم بين مصدق ومكذب لكل هذه المهزله ان يعدم بشر لاصداره منشورا .. اوقفت العربات للقادمين من الغرب عند خط السكه حديد وساروا على الاقدام متجهين نحو سجن كوبر …. دخلت ساحة الاعدام بسجن كوبر وهى ساحة واسعه فى مساحة ملعب كرة قدم ووجدت مجموعه من الناس جلست على الارض فى الجانب الشرقى وفى الجانب الشرقى كانت منصة الاعدام تنتصب عاليه فى الجانب الجنوبى منها صفت كراسى تحت المنصه مباشره فى الصف الاول مولانا فؤاد الامين رئيس القضاء والمكاشفى طه الكباشى رئيس محكمة استئناف ما أطلق عليه المحاكم الناجزه وبجواره الاستاذ عوض الجيد مستشار رئيس الجمهوريه ومولانا النيل ابو قرون مستشار رئيس الجمهوريه وبجوارهم مولانا محمد الحافظ قاضى جنايات بحرى ومولانا عادل عبد المحمود وجلست فى الصف الاول وكنت اقرب الى المنصه وفى الصفوف الخلفيه ضباط شرطه وسجون… وعلى الحائط الغربى وعلى مسافه من المنصه اصطف الجمهوريين المحكوم عليهم بالاعدام كانوا يلبسون ملابس السجن ذقونهم غير حليقه يبدوا عليهم التشتت وكانوا مقيدين …رجال الامن منتشرين والشرطه باسلحتها منتشره فى المكان …كان هناك رجل طويل القامه بصوره ملفته اسمر اللون يحمل شنطه فى يده يقف خلف المنصه مباشره ونفس هذا الرجل رايته فى المحاكمه … المكاشفى كان يتحرك متوترا ويتبسم حتى والسن الذهبيه تلمع فى فمه .



    احضر الاستاذ محمود محمد طه يرتدى زى السجن مقيد الرجلين مغطى الوجه بغطأ احمر… اقتيد حتى سلم المنصه حاول السجانان الممسكان به مساعدته فى الصعود الى المنصه ولكنه لم يعتمد عليهم تقدمهم وبدأ يتحسس السلالم بقدمه ويطلع درجه بعد درجه



    انتصب الاستاذ محمود واقفا فوق المنصه وهو مغطى بالغطأ الاحمر … تلى مدير السجن من مكرفون مضمون الحكم وتلى أمر التنفيذ ….الاستاذ محمود ذو 76 سنه واقف منتصب .. حبل المشنقه يتدلى بجواره …قرىء عليه أمر تنفيذ الاعدام عليه ويمسك المكاشفى بالميكرفون ليسمع الاستاذ آخر كلمات فى هذه الدنيا فيسب الاستاذ محمود ويشير اليه فى كلمته بهذا المرتد الذى يقف امامكم .. وتستمر الكلمه زمن والمكاشفى يزبد ويرقى .. يطلب السجان من الاستاذ محمود ان يستدير يمينا .. ويستدير الاستاذ ويواجهنا تماما يتم كشف الغطاء عن وجه الاستاذ .. يبتسم الاستاذ وهو يواجه القضاة الذين حكموا باعدامه ابتسامه صافيه وعريضه وغير مصنوعه .. وجهه يشع طمأنينة لم أرها فى وجه من قبل …قسماته مسترخيه وكانه نائم …كان يشوبه هدوء غريب …غريب ..ليس فيه ذرة اضطراب وكأن الذى سوف يعدم بعد ثوانى ليس هو … والتفت الى الجالسين جوارى لارى الاضراب يسودهم جميعا .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يقع ..عوض الجيد يكتب حرف نون على قلبه عدة مرات .. والنيل يحتمى بمسبحته فى ربكه (النيل تعرض لاتهام بالرده فى عهد الانقاذ وتاب) كان الخوف والرعب قد لفهم جميعا والاستاذ مقيد لاحول له ولاقوه …ولكنه الظلم جعلهم يرتجفون وجعل المظلوم الذى سيعدم بعد لحظات يبتسم !!التف الحبل حول عنق الاستاذ محمود كان مازال واقفا شامخا (قيل ان الشيخ الترابى حضر مره قطع يد سارق فاغمى عليه) وسحب المربع الخشبى الذى يقف عليه الاستاذ وتدلى جسده (وكذب من قال انه استدبر القبله) هتف الرجل طويل القامه الواقف خلف المنصه .. سقط هبل .. سقط هبل ردد معه بعض الفغوغاء الهتاف .ويحضرنى صلاح عبد الصبور فى ماساة الحلاج



    صفونا .. صفا .. صفا

    الاجهر صوتا الاول والاطول

    وضعوه فى الصف الاول

    ذو الصوت الخافت والمتوانى

    وضعوه فى الصف الثانى

    أعطوا كل منا دينار من ذهب قانى

    براقا لم تمسسه كف

    قالوا صيحوا زنديق كافر

    صحنا زنديق كافر

    قالوا صيحوا : فاليقتل انا نحمل دمه فى رقبتنا

    صحنا:فاليقتل ان نحمل دمه فى رقبتنا



    كان هناك من هتف من بين الجمهور شبه لكم .. شبه لكم

    تم القبض عليه وتم ضربه اما رئيس القضاء اوقفهم مولانا محمد الحافظ (عرفت من الاستاذ بشير بكار الدبلوماسى السابق انه هو الذى هتف) خرج الحضور من القضاة عن طريق سجن كوبر….وعندما مروا بزنزانات المعتقلين السياسيين كان هتافهم يشق عنان السماء



    محمود شهيد لعهد جديد … لن ترتاح ياسفاح … مليون شهيد لعهد جديد … لم يغطى على هذا الهتاف حتى أزير الطائره التى يقودها فيصل مدنى وحملت جثمان الشهيد لترمى به فى وادى الحمار (وهذا حسب ماتسرب لاحقا) وكان محمود شهيد لعهد جديد .. وسقطت مايو



    بعد 76 يوما من اعدام الاستاذ



    هادئا كان آوان الموت

    وعاديا تماما

    وتماما كالذى يمشى

    بخطو مطمئن كى يناما

    وكشمس عبرتها لحظة كف غمامه

    لوح بابتسامه

    قال مع السلامه

    ثم ارتمى وتسامى

    وتسامى……وتسامى



    # نشر المقال قبل سنين عديده نعيد نشره بمناسبة ذكرى اعدام الاستاذ محمود محمد طه له الرحمه

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-18-2020, 08:08 AM)

                  

01-18-2020, 08:10 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    في ذكرى استشهاد الاستاذ محمود محمد طه شهيد الفكر والحرية الأول في السودان ال 35 بقلم :- اسماعيل ا


    06:42 AM January, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل احمد محمد (فركش)-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    عند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الثامن عشر من يناير 1985م، الموافق للسادس والعشرين من ربيع الآخرة من عام 1405هـ، صعد الأستاذ محمود درجات السلم إلى المشنقة تحت سمع وبصر الآلاف من الناس، وعند ما رفع الغطاء الذي كان علي رأسه قبيل التنفيذ، أسفر وجهه عن ابتسامة وضيئة لفتت الأنظار، فانفتحت، بهذا الموقف الأسطوري، وبهذه الابتسامة، دورة جديدة من دورات انتصار الإنسانية على الخوف من الموت.
    فى السادس من أبريل 1985م سقطت سلطة مايو أمام انتفاضة الشعب السودانى ، وفى 18 نوفمبر 1986م أصدرت المحكمة العليا السودانية حكمها بابطال أحكام المحكمة المهزلة ومحكمة الاستئناف المزعومة بحق الاستاذ محمود. وقد أعلنت منظمة حقوق الإنسان فيما بعد يوم 18 يناير يوما لحقوق الإنسان العربي (المصدر موقع الفكرة الجمهورية)
    كان وراء إعدام الأستاذ محمود محمد طه عراب الإسلاميين الترابي وهو الذي دبر محاكمته عندما علم ان فكر الاستاذ محمود محمد طه خطر على الإسلاميين وانه سوف يهزمهم في كل ميادين المعرفة لذا دبر هذا الحكم الباطل بالاتفاق مع النميري الذي صادق على إعدام الأستاذ محمود محمد طه صعد الشيخ السبعيني من عمره الي المشنقه بكل شجاعة وعندما كشف الجلاد الغطاء عن وجه الاستاذ وجد الاستاذ مبتسمآ وهو ورافع راسه الي الأعلى شامخا بكل عزة وكبرياء وعندها دخل الخوف الي قلوب الجلادين وقاضي المحكمة المسيسة التي تنصلت عن الشريعه وعن الحق..
    كان إعدام الأستاذ محمود محمد طه حدث عالمي تناولته كل القنوات العربية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية التي خصصت يوم 18 يناير من كل عام هو يوم حقوق الإنسان..
    بعد تنفيذ حكم الإعدام على الاستاذ محمود محمد طه أصبح الجمهوريين يواجهون الاعتقالات بكل صدر رحب كما عودهم الاستاذ وتم إيقاف كل نشاطاتهم السياسية والفكرية وتم مصادرة كل كتب الاستاذ وأصبح الحزب الجمهوري محظورا عن أي عمل سياسي او فكري بقرار من المحكمة ولكن كانت تقام الفعاليات في مركز الاستاذ بمدينة الثورة أمدرمان برغم من عدم سماح الأمن لهم ببمارسة الفعاليات وكان يتمزاعتقتل مجموعة من الجمهوريين واستمر هذا الحال وطالب الجمهوريين بحقهم الدستوري في ممارسة نشاطاتهم مثلهم كثائر القوى السياسية الأخرى ولكن جماعة الهوس الديني ممثلة في المحكمة الدستوري رفضت ذلك وظل الجمهوريين على هذا الحال ولم يتازلوا عن حقهم وصبروا على ذلك لأنهم يعلمون ان جماعة الهوس الديني سوف يقتلعون اقتلاعا من جزورهم وده الشئ الذي تنبأ به الاستاذ محمود محمد طه في آخر أيامه قبل التنفيذ.
    ظل الحزب الجمهوري يشارك في كل الحركات الجماهيريه مع بقية القوى السياسية برغم من حظره وشاهدنا استاذه اسماء محمود محمد طه تتوسط الجماهير في مسيرة سلمية دعا لها الحزب الشيوعي السوداني قبل عامين من الان وايضا شارك الجمهوريين في ثورة ديسمبر المجيده 2018. واعتقل عدد من الجمهوريين في إيام الثورة مشاركة الجمهوريين كانت مملموسه من أجل اسقاط النظام البائد.
    ايام الاعتصام بالقيادة كانت هنالك خيمة للجمهوريين كانت تقدم فيها ندوات فكرية وسياسية تتناول القضايا الراهنة.
    درج مركز الاستاذ محمود محمد طه بمدينة الثورة الاحتفال سنويا بذكرى اعدام الاستاذ محمود محمد طه واليوم
    يصادف الذكرى 35 لإعدام الأستاذ محمود محمد طه وسوف تكون فعالية كبيرة حيث سيتم تقديم ندوة وذكريات عن الاستاذ وانشاد عرفاني.
    اليوم تمر الذكري 35 لإعدام الاستاذ والبلاد تعيش في أوضاع سياسية معقدة بعد اسقاط نظام الإنقاذ الذي دمر هذا البلد العظيم طيلة ال 30 عامآ السابقة.
    الان هنالك مفاوضات تجري في مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان بين الحكومة الانتقالية ممثلة في مجلس السياده والجبهة الثورية حول ملف السلام الذي يشكل راس الرمح في استقرار الدولة السودانيه لان بعدنا يتحقق السلام وتقف الحروبات في اقاليم السودان سوف تتحقق التنمية المتوازية في ربوع السودان وسوف ينتعش الاقتصاد اتمنى ان يصل المفاوضون الي حل حول القضايا العالقة بين كافة الأطراف.
    في رأي زيارة دكتور حمدوك رئيس الوزراء السوداني الي مدينة كاودا بعد الدعوة التي قدمها له الفريق عبدالعزيز الحلو تعتبر خطوة كبيرة في تحقيق السلام لان الحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو لها وجود في الميدان ولها قضايا عادلة تجاه مواطن جبال النوبة والنيل الازرق واصبحت تدافع عن هذه القضايا طيلة حكم نظام الإنقاذ وما ذالت. وتعتبر زيارة حمدوك هي الأولى لمسؤول حكومي بوزن رئيس وزراء وده باكد لنا أن حكومة حمدوك لها الرغبة الأكيده في تحقيق عملية السلام. اتمنى ان تمتد الزيارات لمنطقة جبل مره لملاقاة عبد الواحد محمد احمد النور رئيس حركة تحرير السودان لكي تكتمل عملية السلام في كافة ربوع السودان.
    في رأي حكومة حمدوك أمامها تحديات كبيرة لتحقيق تطلعات وطموحات هذا الشعب العظيم الذي اتي بهذه الحكومة عبر ثورة ديسمبر المجيدة التي ضحى من أجلها الشهداء بدمائهم من أجل تحقيق الدولة المدنية التي تسعنا جميعا بمختلف مكوناتنا.
    يبقى لابد من حكومة حمدوك ان تضع خطط ومعالجات جزرية لحل الازمة الاقتصادية. كلنا امل ان حكومة دكتور حمدوك قادرة ان تتخطى هذه التحديات وتحقق الدولة المدنية التي ظللنا نحلم بها طيلة ال٣٠ عامآ السابقه فقط علينا دعمها لان هذه الحكومة تحتاج لوقت كافي حتى تستطيع أن تعالج كل هذه التحديات لأنها استلمت دولة منتهية اقتصاديا وسياسيا لذا علينا ان نعطيها فترة من الزمن وفي رأي فترة الحكومة الانتقالية التي حددتها الاتفاقية بين قوي الحرية والتغيير والمجلس العسكرى الانتقالي غير كافية فهى تحتاج مزيدا من الوقت.
                  

01-18-2020, 09:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-18-2020, 09:53 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-18-2020, 10:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-18-2020, 10:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-18-2020, 10:23 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-18-2020, 10:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-18-2020, 01:15 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: قد تكون هذه الثورة هي بداية الطريق لثورة السودان الحقيقية

    دي ما ثورة اطلاقا ده انقلاب ممرحل يفتح السودان علي الفوضى الخلاقة وليس له ادني علاقة بي البرنامج الوطنية السودانية الحقيقية اطلاقا بل مشي فيها بالاستيكة ولغي اخر منصة حقيقية لبناء سودان جديد وصفر العداد وقعد يمشط الانقاذ بي قملا
    لحدي هسة يضيع في الزمن
    ومر اليوم يا ياسر الشريف
    ولم يحتلفو في الاعلام السوداني بالمستوي المطلوب لذكري رحيل الاستاذ محمود لان 95% من الشعب السوداني والشباب اقل من 40 لا يعرفون شيئا عن الاستاذ محمود والفكرة الجمهورية ديب مبارين جماعة عبدالناصر وصدام حسين وبعاعيت مايو 1969 ذاتتهم
    وكل يوم يمر بفضح المستكعين والبواتيكات اعجيبة من ق ح ت لي الجبهة الثورية لي فلان وعلان
    ومحمود محمد طه عنده برنامج سياسي وااااااضح ومن 1955
    الدولة الديمقراطية الفدرالية الاشتراكية المكونة من خمسة اقاليم فقط ومستمر لحدي الليلة
    ومن المحيط لي الخليج ما في اذكى واوعي وانظف واعمق من مفكرين وزعامات السودان الاصيلة
    عبدالرحمن المهدي
    السيد علي الميرغني
    الاستاذ محمود
    د جون قرنق
    والامر ده حيبينو الزمن
                  

01-18-2020, 10:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: adil amin)

                  

01-18-2020, 10:47 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    الجزيرة مباشر السودان‎ war live.
    vor 10 Stunden ·
    Abonnieren
    #مباشر من #الخرطوم فعاليات إحياء الذكرى الخامسة والثلاثون لإعدام المفكر محمود محمد طه #السودان

                  

01-18-2020, 11:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    نقل الأخ الأستاذ عبد المنعم حسن الطيب، زميل المنبر، كتابة كان قد كتبها في العام 2016 إلى صفحته في الفيس بوك وقد استأذنته في نقلها إلى هذا البوست:

                  

01-18-2020, 11:30 PM

عبدالمنعم الطيب حسن
<aعبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4476

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا الدكتور يا سر الشريف؛
    فقد اسعدتني واسعدت البوست والتابعين بجميل من مديح وروائع من غناء؛
    ...............................
    ساتحدث الان عن شهيد الفكر والانسانية الاستاذ محمود محد طه؛ ساتحدث بمشاعر فتى في مرحلته الثانوية يرفل؛
    ساكتب هكذا عفو الخاطر؛ واعتذر مبكرا لو جاءت الكتابة اقل من قامة الاستاذ؛
    فهو رجل عظيم؛ وانسان وسوداني؛
    كالنخل قامة واستقامة واجمل مايكون؛
    باختصار كان جيلنا في تلك الفترة متفتحا مطلعا ومتابعا؛ وقارئا من الدرجة الاولي؛
    فقد قراءنا كل القصص الصغيرة والمجلات في طفلوتنا؛
    كانت مكتبة صديقي عمر بركات مليئة بالاطايب؛ وكنت قارئا نهما؛
    قرانا كل روايات احسان عبدالقدوس في المتوسطة ولك رويات نجيب محفوظ؛ في الثانوي؛قاليك يا دكتور ياسر؛ المساطيل المثقفين
    عملوا ندوة بعنوان
    نجيب محفوظ ولَّ ما نجيبوا؛
    وقبلنا على كتب الفكر والسياسة والفن؛ اذكر انني قرات كتب الاستاذ في تلك الفترة؛ وقرات الرسالة التانية؛
    واذكر ان صديقي الدكتور اسامة البشرى كان يقول عندما يسالوننا عن الصلاة كان يقول :انه يصلي صلاة الاصالة؛
    وكان لدينا اهتمامات كبيرة بالسياسة؛ اذكر انني نسخنا بخط اليد البيان الشهير للاخوان الجمهوريين؛.( هذا او الطوفان)
    ووزعناه في النادي والدكانين؛ وعلقناه في الجريدة الحائطية التي كنا ننشرها في النادي اسبوعيا؛
    كنت اكتب بابا ثابتا تحت اسم همسات دافئة؛
    اذكر اننا كنا في مدرسة الجيلي الثانوية وفي الحلة وفي النادي نتابع بشغف محامكة الاستاذ؛
    ولاحقا حكم الاعدام الارعن؛وكان يساعدنا في الاخبار الطازجة اخي بابكر الطيب احمد؛ المترجم وقتها بوكالة السودان للانباء؛
    كان ينقل لنا نبض العاصمة والحضر حول اعدام الاستاذ؛
    اذكر حتى الان كلمته عندما سالته عن راي الخرطوم ومثقفيها في اعدام الشيخ السبعيني؛ لمجرد انه عارض قوانين سبتمبر؛
    وطلع بيان باسم الجمهوريين؛ اذكر انه قال لي بالحرف: هنالك امتعاض عام من كل الشعب على هذا الحكم الجائر؛
    كنا نعتقد بمشاعرنا الطفلة آنئذن ان الاستاذ لن يتم اعدامه؛ وان روحه الطاهرة ستنجو في لحظات اعدام جسده لحظة التنفيذ؛
    كان الشعب يرفض المحاكمة والحكم؛ وكان يمني نفسه بمعجزات لخلاص الاستاذ؛ وروحه النقية؛
    فهو واحدا من افذاذ الشعب؛
    ومن انقى طلائعهم؛ وقادتهم وملهميهم؛
    به كل بساطة الشعب؛ وشجاعته وكارزميته؛
    وعندما تم الاعدام اذكر انني بكيت في سرا وعلانية؛
    ورايت امي وهذه سيدة امية علمها الزمن واحسن تعليمها؛ تبكي واذكر ان رايت خالتي يالقسمة زعلانة؛
    هذا الشعب الجزء من الشعب امكن ما سمع بالاستاذ حتى؛ ولكن الشعب العبقري يرفض الظلم والظلام؛
    ويرفض اراقة الدم السوداني الذكي؛ العطير؛
    لمجرد راي؛ وبيان...
    تبا لهم قضاءة السلطان المهلاوي؛ والمكاشفي؛
    كانت كلمات الاستاذ في المحكمة؛ منفستو عظيم لانسان راقي وشجاع؛ وبيان يكلب شعرة الجلد؛
    اذكر انني حفظت جزءا كبيرا من تلك المرافعة التي رفض فيها الاستاذ الاعتراف بالمحكمة؛
    وبقضاتها غير المؤهلين اصلا لمحاكمته؛
    وبقوانينها التي هي صناعة رديئة كتبها جهلاء بليل بهيم؛ ويطبقها قضاة جهلة وفي نفسهم غرض ومرض...
    وراهم الترابي الذي فشل في مقارعة الاستاذ بالحجة فكان لجوءه للسلطان ليقتص له من خصمه الفكري؛
    تبا لهم جميعا...
    الدم السوداني الذي والعطير نثره النميري من قبل في اعظم قادة الفكري السياسي الاستاذ عبدالخالق محجوب وصحبه الابارير؛
    وختمه بالاستاذ المفكر المهندس محمود محمد طه؛
    ولكن الشعب قال لا؛ وذهب الدجالون لمزبلة التاريخ؛ وسيظل الاستاذ واحدا من اعظم السودانيين؛
    وسيكتب التاريخ عنه بماء من ذهب وابريز عن رجل حكمة ومفكر كبير ومتجاوز؛
    شكرا صديقي الدكتور ياسر
    وتسلم؛
    وموعدنا في سودان الحرية والديمقراطية وسيادة حكم والقانون والعدالة الاجتماعية
    موعدنا في وش الفجر!!!

    .............
    مكتوب 2016
                  

01-19-2020, 00:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)

                  

01-19-2020, 01:08 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    في ذكرى الأستاذ محمود محمد طه

    عمر الدقير - رئيس حزب المؤتمر السوداني يكتب:

    "ما أكبر الفكرة، وما أصغر الدولة"، يقول محمود دوريش مشيراً لهذه العلاقة الإشكالية التي كانت منذ البدء من صميم التاريخ الإنساني وفي خضم الصراع الأبدي بين حرية الفكر واستبداد السلطة، خصوصاً السلطة التي تتلطّى بالدين لتستمدّ منه الشرعية التي لم تنلْها من المحكومين.

    قد تكون عبارة الحلّاج: "ركعتان في العشق لا يصح وضؤوهما إلا بالدم"، أيقونةً لهؤلاء الذين صدقوا مع أنفسهم وانسجموا مع أفكارهم وفضّلوا الذهاب إلى مصائرهم ببسالة، بدءاً من سقراط الذي تجرّع السُّم حتى آخر مفكرٍ حُرٍّ عُلِّق على أعواد المشنقة أو مثقفٍ شَحّ الأوكسجين في زنزانته.

    جاء الأستاذ محمود محمد طه من أقاصي الغربة - التي وصفها السهروردي القتيل بـ "الغربة الغريبة" - مُجاهِداً نفسه ومُعْمِلاً عقله، ومتمرداً على فقه النقل والقطعنة واعتبار السائد سيِّداً، ورافضاً الخضوع للترهيب سواء أتى من سلطة سياسية أو غوغاء اجتماعية.

    وقف الأستاذ محمود محمد طه معارضاً قوانين سبتمبر وهو يعلم أنه "ما في الموتِ شكٌّ لواقفٍ" .. أصدر منشوره الشهير منتقداً تلك القوانين، فوضع نفسه في "جفن الردى" وهو يعلم أن الردى "غير نائم" .. ولكن ما كان لمثله أن يتراجع عمّا يراهُ حقّاً وصواباً.

    في اليوم الثامن عشر من شهر يناير عام ١٩٨٥، لَوّحَ الأستاذ محمود بابتسامته الوضيئة وزلزل بثباته أعواد المشنقة .. اختار أن يواجه مصيره ببسالةٍ قلّ نظيرها في التاريخ الإنساني، رافضاً التراجع عن فكرته أو الإعتذار عن وعيه .. مضى لسبيله متحدياً هَوَس السلطة ولوثة عقلها، واستقرّ في ذاكرة الوطن وأفئدة الأحرار مصدرَ إلهامٍ في مقاومة الظلم والطغيان.
                  

01-19-2020, 01:12 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-19-2020, 01:29 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-19-2020, 01:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-19-2020, 09:30 AM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)
                  

01-19-2020, 06:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: عمر نملة)



    الصفحة الرسمية للحزب الجمهوري السوداني
    9 Std. ·

    #احتفالات_الذكري35_لاعدام_الاستاذ_محمود

    #الندوة_الفكرية_نحو_فكر_اسلامي_مستنير

    #تحديات_السلام

    المتحدثون

    الآستاذ خالد الحاج عبدالمحمود = ورقة بعنوان =السلام الشامل عند الأستاذ محمود

    الدكتور حيدر بدوي صادق اتصالات السلام في السودان من منظور تجديدي

    الآستاذ اتيم سايمون مسألة جنوب السودان في فكر الأستاذ محمود

    الدكتور سلمان محمد احمد سلمان ورقة بعنوان مطلب الفيدرالية بين الأستاذ محمود والساسة السودانين

    الزمان الأحد 19/ يناير

    المكان القاعة الكبرى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
    الخرطوم
                  

01-19-2020, 08:28 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    لأخ دكتور ياسر، ورواد ومساهمي هذا الخيط...
    هذا المقطع من إرشيف قناة "نجاة مصطفى الجيلي" ثم نشره في ١١ مارس ٢٠١٩، والمقطع في وقته كان تقرير عقب اعتقال أسماء محمود أيام حرة وشرة الثورة اسودانية... والمقطع عبارة عن تصوير ميداني مرافق لتقرير ميداني من القيادي الميداني الأستاذ علي موسى علي....
                  

01-20-2020, 07:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: مصطفى الجيلي)

    تسلم يا عزيزي مصطفى الجيلي وفي انتظار المزيد من إضافاتك المختارة

    دائرة الحدث من قناة سودانية 24

                  

01-20-2020, 11:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: الاحتفال بالذكري الخامسة والثلاثون لاستشهاد الاستاذ محمود - الافتتاح - منزل الاستاذ بامدرمان
    159 Aufrufe
    •19.01.2020
    7
    2
    Teilen
    Speichern
    Alfikra
    5460 Abonnenten
    الاحتفال بالذكري الخامسة والثلاثون لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه - الافتتاح - منزل الاستاذ بامدرمان
    اليوم الاول: السبت 18 يناير 2020
    زيارة بيت الاستاذ محمود محمد طه والمشاركة في الوقفة السنوية
    امدرمان - مدينة المهدية الحارة الاولي
    المصدر: الصفحة الرسمية للحزب الجمهوري السوداني
                  

01-20-2020, 12:36 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: الاحتفال بالذكري الخامسة والثلاثون لاستشهاد الاستاذ محمود - قناة سودانية 24
    49 Aufrufe
    •20.01.2020
    2
    3
    Teilen
    Speichern
    Alfikra
    5460 Abonnenten
    الاحتفال بالذكري الخامسة والثلاثون لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه - - قناة سودانية 24
    قاعة المؤتمرات الكبري
    وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
                  

01-22-2020, 05:17 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)

                  

01-22-2020, 10:48 AM

جمال ود القوز
<aجمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: كتّرت المحلبية يا دكتور :)


    والله ختفتها من خشمي ..

    الجمهوريين بيتهيأ ليهم إنه لو جعلوا سيرة استاذهم على السطح ..
    سيتغير موقعهم على خارطة السياسة السودانية .. !! ..
    لابد أن يغير الجمهوريين طريقة تعاطيهم مع الأمور ..
    لان الواقع واضح وبيقول غير مايتوهموا ...
    حقيقي الناس ملّت من كثرة الطرق على موضوع محمود محمد طه ده ..
    الرجل دفع روحه فداء قضية تخصه وفئة قليلة جدا بل لاتذكر من السودانيين ..
    فمحاولة تحميل الآخرين عبء الأمر ده أصبح شي ممجوج وبايخ ..

    حلوة جدا حكاية محمود قائد للثورة السودانية دي ...

                  

01-22-2020, 11:42 AM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: جمال ود القوز)

    Quote: حلوة جدا حكاية محمود قائد للثورة السودانية دي ..

    وين (الحقيقي) يا ود القوز .....؟؟؟؟؟
                  

01-22-2020, 12:35 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: جمال ود القوز)



    Quote: والله ختفتها من خشمي ..

    الجمهوريين بيتهيأ ليهم إنه لو جعلوا سيرة استاذهم على السطح ..
    سيتغير موقعهم على خارطة السياسة السودانية .. !! ..
    لابد أن يغير الجمهوريين طريقة تعاطيهم مع الأمور ..
    لان الواقع واضح وبيقول غير مايتوهموا ...
    حقيقي الناس ملّت من كثرة الطرق على موضوع محمود محمد طه ده ..
    الرجل دفع روحه فداء قضية تخصه وفئة قليلة جدا بل لاتذكر من السودانيين ..
    فمحاولة تحميل الآخرين عبء الأمر ده أصبح شي ممجوج وبايخ ..

    حلوة جدا حكاية محمود قائد للثورة السودانية دي ...


    الجمهوري ده حدكم ولا عندكم اضافة الجمهوري ده حدكم ولا عندكم اضافة

    الحرية لنا ولسوانا
                  

01-20-2020, 05:58 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    في نقاش مع قريبي الراحل عن محمود محمد طه قلت له انني اعتقد ان الاستاذ محمود كانت له قدرات خارقة.
    لم اقل خارقة ولكنني قلت في معناها له قدرات باطنية صوفية
    عمل كثيرآ على تدريب جسده وروحه ومعاشه ومعاده على اكتسابها وتطويرها وتنميتها دون اي ادعاءات او تلفيق.

    من الممكن ان تتفق او تختلف مع اطروحاته الفكرية ولكنك لن تستطيع ان تشكك في مصداقيته الاخلاقية
    ومبدئيته الفكرية وخياراته الوجودية والمعرفية التي كان
    جسده المعلق على انشوطة الجلاد عام 1985 ثمنا لها.

    هل في تاريخ الانسانية والبشرية من اختار ان يدفع حياته ثمنا لما يؤمن به بهذه الاريحية والوعي الكامل؟
    محمود من القلائل عبر التاريخ من فعل ذلك.
                  

01-20-2020, 07:07 PM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Adil Osman)
                  

01-20-2020, 07:18 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Adil Osman)

    سلإم يا عزيزي عادل عثمان

    لقد سعدت بطلتك في المنبر والتي افتقدتها كثيرا، كما سعدت بكلماتك عن الأستاذ محمود.

    أعتقد أن عظمة الأستاذ محمود، بالإضافة إلى ما ذكرته أنت، تكمن في أنه يبشِّر كل إنسان بتحقيق ما هو مركوز بداخله، فقد كتب في إهداء كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري":

    Quote: الإهـــــداء

    إلى الذي ظلت البشرية ..
    تنتظره
    وتترقب ظهوره ..
    إلى الإنسان!!
    ثم .. إلى الرجال والنسوان
    هل تحلمون به؟؟
    إنه فيكم!!
    يظهره القرآن ..


    وكتب في كتاب "رسالة الصلاة" تحت عنوان "المرحلة الرابعة من نشأة الإنسان:


    Quote:
    هذه المرحلة هي مرحلة الكمال، وهي لما تأت بعد.. وبدايتها أرفع من نهاية المرحلة الثالثة، ولا يدخلها الداخل إلا بقفزة من قمة منازل هذه المرحلة..
    لقد تحدثنا عن المراحل الأربع من نشأة الإنسان .. تحدثنا عن المرحلة الأولى، فقلنا: أن بدايتها في الأزل، حيث برز الإنسان في الجسد، في المادة غير العضوية - تلك التي نسميها، اصطلاحا، ميتة - ونهايتها عند دخول المادة العضوية في المسرح..
    وتحدثنا عن المرحلة الثانية، وقلنا: أن بدايتها عند ظهور المادة العضوية - تلك التي نسميها، اصطلاحا، حية - ونهايتها عند ظهور العقل.. ويتضح لنا، من هذا، أن الشبه كبير بين المرحلتين: الأولى، والثانية، فهما معا مرحلة الجسد الصرف، على اختلاف مستوياته، من ذرة بخار الماء، وإلى أعلى الحيوانات الثديية، ما خلا الإنسان ..
    وأما المرحلة الثالثة فهي تتميز عن المرحلة الثانية ببروز العقل من الجسد، وهو عنصر جديد، وخطير..
    وأما المرحلة الرابعة فهي تتميز من المرحلة الثالثة بدخول الحاسة السادسة، والحاسة السابعة، في المسرح، وتلك درجة جديدة، من درجات الترقي، تصبح بها الحياة البشرية شيئا جديدا، مختلفا عما ألفنا من قبل.. ولذلك فإنا نستطيع أن نقول: أن لدينا ثلاث مراحل لنشأة الإنسان: مرحلة الجسد الصرف، ومرحلة الجسد والعقل المتنازعين، وأخيرا مرحلة الجسد والعقل المتسقين.. ولقد تطورت، إلى الآن، الحياة على هذا الكوكب في مضمار المرحلتين: الأولى والثانية: فهي قد كان تطورها الأول تطورا عضويا صرفا، ثم لما بدأ بروز العقل، بفضل الله، ثم بفضل التطور العضوي الصرف، أخذت في تطورها الثاني، وهو تطور عضوي - عقلي.. وهذا الطور هو الذي نعيشه نحن الآن، وإني لأرجو أن نكون إنما نعيش في أخريات أيامه.. وسيجيء يوم، قريبا، يصبح التطور فيه عقليا صرفاً، في مقابلة البداية بالتطور العضوي الصرف، ذلك الذي كانت به بداية الحياة.. وأصحابنا الصوفية يقولون: النهاية تشبه البداية، ولا تشبهها.. والمؤرخون يقولون: التاريخ يعيد نفسه، ولكنه لا يعيدها بنفس الصورة.. وأحكم القائلين يقول: ((كما بدأنا أول خلق نعيده، وعداً علينا، إنا كنا فاعلين)).. وهو تبارك، وتعالى، لا يعيده بنفس الصورة لأنه من أسرار الألوهية، أنها لا تقف، ولا ترجع، ولا تكرر نفسها.. فلم يبق إلا ما قلنا.
                  

01-22-2020, 09:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ عمر نملة

    Quote: هل في تاريخ الانسانية والبشرية من اختار ان يدفع حياته ثمنا لما يؤمن به بهذه الاريحية والوعي الكامل

    الحلاج.... راجع كتاب الحقيقة والشريعة...وقد وعد الكاتب بافراد كتاب عن قصة الاستاذ الشهيد محمود محمد طة


    أشكرك على المداخلة وأعتذر أنني لم أعلق عليها ولا على مداخلتك الأخرى التي قمت بسحبها. وسأعود.
                  

01-22-2020, 07:12 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: حوار حول مشروع الاستاذ محمود محمد طه - برنامج فصاءات - تلفزيون السودان
    110 Aufrufe
    •Livestream vor 116 Minuten
    3
    1
    Teilen
    Speichern
    Alfikra
    5490 Abonnenten
                  

01-23-2020, 07:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    للأخ جمال القوز أقول أن الأستاذ محمود ليس فقط الملهم والقائد الحقيقي لثورة ديسمبر/أبريل المجيدة وإنما أيضا كان الملهم والقائد الحقيقي لانتفاضة مارس/أبريل 1985.

    أرجو متابعة المادة التالية


    أهنئ الأخ الدكتور مصطفى الجيلي على هذا الإخراج الرائع لمقال الأخ دكتور القراي في شكل فيديو.
    ـــــــــــــــــــــــــــ


    في الذكرى الثالثة لرحيل القائد الفذ: هذا هو جون قرنق!! .. بقلم: د. عمر القراي
    سودانيل
    نشر في سودانيل يوم 15 - 08 - 2010

    أول ما رأيت د. جون قرنق، رأيته يقف وهو في كامل زيّه العسكري، يحمل في يده قبعته العسكرية، وفي يده الأخرى حقيبة، في ركن نقاش، كنت أقدمه بكلية الزراعة في جامعة الخرطوم في عام 1983م.. وذلك بعد ان تخرجت من الجامعة بسنوات، وفرغت للتحضير للماجستير. وبعد أيام، حين بدأت الدراسة، كان د. جون من ضمن اساتذتي الأجلاء، وكان وقتها يعمل مديراً لإدارة البحوث العسكرية، قد تبرع للمشاركة في تدريس طلاب الماجستير، بلا مقابل.. واذكر بالإضافة الى د. جون، د. بابكر إدريس، ود. كامل ابراهيم حسن، وبروفسير فرح حسن آدم، والاستاذ الأمريكي الزائر د. براين ديسلفا، والذي ترك د. جون معه أوراق امتحاننا، حين قرر السفر للجنوب، لينشئ الحركة الشعبية لتحرير السودان.
    لم تمنع د. قرنق مكانته كأستاذ، أن يقف في ركن نقاش يؤمه الطلاب، ويتجافى عنه الاساتذة.. ولم يؤثر فيه، انه يلبس الزي العسكري، ويشارك طلابه المدنيين، الاستماع لمختلف وجهات النظر، التي كانت في الغالب، تهاجم الحكومة التي يعمل في جيشها.. كان الى جانب تواضعه الجم، حريصاً على سماع مختلف الآراء ووجهات النظر، ومهتماً اهتمام بالغ، بالشأن السوداني، وما يدور في ساحة الحوار الفكري والسياسي، الذي كانت جامعة الخرطوم في ذلك الوقت، رأس الرمح فيه.

    إلتقيت به بعد ذلك عدة مرات، في حوارات متفرقة، كان فيها مهتماً بان يعرف رأي الجمهوريين في مشكلة الجنوب، وكيفية التغيير.. أهديته كتابين احدهما باللغة الإنجليزية، كان الجمهوريون قد أصدروهم عن موضوع الجنوب، حين بدأ نميري موضوع التفسييم، وإعادة النظر في اتفاقية أديس ابابا. كان يبدي إحتراماً كبيراً للاستاذ محمود محمد طه، ويقف عند ما ينقل له من عباراته. وأذكر من العبارات، التي وقف عندها، وكررها أكثر من مرة، عبارة الاستاذ محمود (حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال).
    بعد ذلك تابعت مثل كثير من السودانيين، إذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان، التي كانت تبث من اثيوبيا، إذ طرح فيها قرنق نفسه كمفكر، وحركته كحركة ثورية، ذات برنامج واضح المعالم.. برنامج لا يرمي الى حل مشكلة الجنوب، رغم انها المشكلة الماثلة، وانما يرمي الى حل كل مشاكل السودان، على ضوء رؤية لسودان جديد، متجاوز لكل الولاءات القديمة، والتصورات الخاطئة، التي اليها ترجع كافة مشاكلنا. وحتى يضع الأسس للسودان الجديد، درس د. جون تاريخ السودان القديم والحديث، وتعرف على الثقافات العديدة المنتشرة في الشرق والغرب والشمال. وقرأ كثيراً لكل ما كتب السودانيون أو غيرهم عن السودان. وتعرف عن كثب، على افكار، ومواقف السياسيين الشماليين والجنوبيين، بمختلف احزابهم، وشتى رؤاهم. وكانت خلاصة فكرة قرنق، هي خلق سودان جديد، قادر على قبول، واستيعاب، ما به من تباين ثقافي.. وذلك من أجل قيام دولة حديثة، موحدة، قائمة على مبادئ حقوق الإنسان، يتقاسم فيها ابناؤها السلطة، والثروة، والمسئولية، في مساواة تامة، بغض النظر، عن اختلاف العنصر، والدين، واللغة، والجنس، والموقع الجغرافي، في أي مكان في هذه الرقعة المسماه السودان.
    كان نظام مايو يترنح تحت ضربات الفساد، والغلاء، وفشل مشاريع التنمية، والتناقض المزري بين المجاعة المعلنة، وتقطيع أيدي الجوعى، باسم القوانين الإسلامية!! وإمام المسلمين الذي كان يعدل له الترابي الدستور، ليجعله خليفة للمسلمين، مدى الحياة، ويوصي بالخلافة لمن يشاء بعده، كان يهرب اليهود الفلاشا الى اسرائيل، تعاوناً مع اليهود، الذين يحتم فهمه السلفي للاسلام قتالهم لا مواددتهم.. في هذه الظروف، أنشأ د. جون قرنق الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان، وبدأت المقاومة المسلحة من الجنوب، وألحقت بالنظام المتهالك هزائم منكرة.
    وحين قامت إنتفاضة مارس/أبريل 1985م، وأطاحت بنظام نميري، أُجهضت الانتفاضة بتولي الجيش بقيادة سوار الدهب السلطة. ورغم ان الخدعة جازت على كثير من المثقفين، واعتبروا الحكومة الجديدة من ضمن الإنتفاضة، إلا انها لم تجز على قرنق، فسمى حكومة سوار الدهب مايو الثانية ورفض التعامل معها. ولقد كان حدسه صائباً، إذ ان تلك الحكومة على قصر فترتها، سعت للتمكين للجبهة الإسلامية، وانتهى زعيميها بوظائف كبيرة في منظمات إسلامية دولية.
    وحين جاءت حكومة السيد الصادق المهدي المنتخبة (1986-1989م)، تصور بعض المثقفين ان قرنق سيوقف حركته، ويحضر للخرطوم، ليعمل عملاً سياسياً، أو يشارك في الحكومة. ولقد ذكر بعضهم ان د. جون يجب الا تكون له أي مشكلة مع النظام الديمقراطي. وتساءلوا: الحركة الشعبية لتحرير السودان تريد ان تحررنا من منو؟ لقد تحررنا من السفاح نميري، واقمنا نظاماً ديمقراطياً. ورد قرنق: (التحرير مش من منو. التحرير من شنو؟ التحرير من الفقر، والجهل، والمرض، والظلم)!! لقد كان يرى ببصيرته الثاقبة، ان الصادق المهدي لا يختلف عن الجبهة القومية الإسلامية في شئ.. وانه يواصل برنامجهم، ولهذا لم يلغ قوانين سبتمبر، التي بسببها أطاح الشعب بنظام نميري، رغم انه في الدعاية الانتخابية، كان يقول انها لا تساوي المداد الذي كتبت به!! ومع ذلك، ولأن قرنق كان يؤمن بالسلام، وبالوحدة، فقد عقد مع السيد الصادق اتفاقية كوكادام، ولما لم ينفذ السيد الصادق شيئاً من تلك الإتفاقية، عقد قرنق اتفاقية أخرى مع السيد محمد عثمان الميرغني في 1988م، ولكن ضغوط الجبهة الإسلامية، حليفة السيد الصادق في ذلك الوقت، منعته من الموافقة على اتفاقية قرنق-الميرغني. وحين رضخ لهم، شعروا بضعفه، وبقرب اتجاه السلام، إانقلبوا على حليفهم، واطاحوا به، وجاء انقلاب الإنقاذ 1989م.
    ومنذ بدايتها، اتجهت حكومة الانقاذ الى قهر المواطنين في الشمال، حتى لا تظهر اي معارضة، تعطل برنامجها الذي كان في الاساس، محاولة للقضاء التام، على الحركة الشعبية، واخضاع الجنوب للمد العروبي الإسلامي، الذي كان زعماء الجبهة الإسلامية، لجهلهم بحقائق الدين، وبقامة العصر، يظنون انهم يمكن ان يطبقونه في السودان. وحتى تحقق الجبهة الإسلامية، ذلك الغرض وجهت كافة امكانيات البلاد لشراء السلاح، ولاستيعاب اعداد كبيرة من المواطنين في القوات النظامية، وفي ما انشأته من الدفاع الشعبي. ولقد أدى تسخير الاقتصاد للحرب، الى افقار الشعب، بصورة لم تحدث له من قبل.. وتزامن هذا الافقار المتعمد للشعب مع تحويل موارد البلاد لأفراد الجبهة الإسلامية، فأثروا ثراء فاحشاً، تحت شعار "التمكين".. وحتى يقبل الناس مثل هذا الوضع، دون مقاومة، استعملت السلطة أبشع صور القمع والتعذيب في بيوت الأشباح.. ثم زادت من استعمال سلاح الافقار المنظم، حتى ينشغل الشعب بالقوت، عن أي عمل سياسي. وحتى توفر الكوادر البشرية، لهذه الحرب الضروس، التي ظنت حكومة الإنقاذ، انها ستقضي بها نهائياً على الحركة الشعبية، حتى انها اسمتها "نهاية المطاف"، اخذت تختطف الشباب من الشوارع، وتحملهم الى معسكرات التدريب، قسراً، لفترة وجيزة، ثم ترسلهم لميدان المعركة بالجنوب، دون تأهيل كاف. وكان من الطبيعي، أن يقتل هؤلاء الشبان بكميات كبيرة، حتى عمت المآتم معظم البيوت في العاصمة.. وكان لابد للحكومة من ان تجعل الشعب يقبل هذا الوضع الشاذ، فخرج عراب الحركة الإسلامية د. الترابي، بفكرة شيطانية لتحويل المآتم، الى حفلات عرس، إذ كان يخبر أهل الميت، بانه الآن في الجنة مع الحور العين!! ثم وظفت وسائل الإعلام، خاصة البرنامج الشهير "في ساحات الفداء"، لتشيع أكاذيب عن خوارق تحدث للمجاهدين في الجنوب.. مثل قتال القرود معهم، وسماعهم هتاف الملائكة، وشمهم ريح الجنة. ومع كل ذلك، هزمهم قرنق، واحتل مدن كبيرة، وسيطر على منطقة واسعة، مما اضطرهم للتنازل عن الطموح الديني بنشر الإسلام في الجنوب، الى قبول التفاوض بغرض تحقيق السلام. وحين وضعت الحرب اوزارها هزمهم قرنق هزيمة أخرى، أبلغ اثراً، وذلك حين سلمهم آلاف الاسرى من الجيش الشمالي وعجزوا هم ان يسلموه اسير واحد من الحركة الشعبية، لأنهم كانوا يقتلون كل من يقدرون عليه من الاسرى دون رحمة.
    وبعد حوارات كثيرة، برز فيها قرنق كسياسي متمكن، لم يستطع محاورية من الجبهة الإسلامية، رغم براعتهم في الخداع، ان يجعلوه يوقع اتفاقاً يمكنهم في المستقبل من التنصل، أو التزييف لما جاء فيه، تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في عام 2005م، واوقف نزيف الدم. ولكن قرنق الذي بذل حياته كلها من أجل السودان الجديد، لم ينعم به، ولا حتى ببدايته، فمات بصورة غامضة، لا زالت مجهولة، وربما كشف المستقبل أبعادها.
    ظل قرنق الى آخر ايام حياته، على طرحه للسودان الجديد الموحد، وطرح ضرورة تحرك مواطني الريف لأخذ حقوقهم بأنفسهم.. وفتح ابواب الحركة الشعبية لكل مواطني الهامش. وبالفعل سرت روح الحركة الشعبية، في جبال النوبة، وفي الإنقسنا، وفي شرق السودان، وفي دارفور. والى قرنق يرجع الفضل في ثورة هؤلاء البسطاء، ووعيهم بحقوقهم، وتشجعهم للوقوف للدفاع عنها. لقد أصبح د. جون قرنق دمبيور، هو رمز المواطن السوداني البسيط، الذي وعى بظلمه، وهب واقفاً للدفاع عن حقه، في الحياة الإنسانية الكريمة. ولقد أهّل قرنق لهذا الدور الفريد، مقدرته الفائقة على التضحية، والعيش مع البسطاء في الاحراش، لسنوات عديدة، وتقدم الصفوف في كافة المعارك التي خاضها الجيش الشعبي لتحرير السودان. وهذا بطبيعة الحال، خلاف السياسيين الآخرين، فقد درجوا على التمتع برغد العيش، ووثير الفراش، وحفظ انفسهم من المخاطر، وارسال ابنائهم ليتعلموا بالخارج، وارسال ابناء المواطنين ليموتوا في الجنوب.
    في عام 2002م زار د. جون قرنق الولايات المتحدة الامريكية. فقامت الجامعة التي نال منها درجة الدكتوراه، وهي جامعة ولاية أيوا بإيمس، بدعوته لتكريمه في حفل، رأى هو ان يكون مخاطبة للسودانيين الموجودين بالمنطقة وما حولها، عن الوضع السياسي في السودان، ورؤية الحركة الشعبية لمستقبل البلاد. ولقد إتصل بي الأخ ياسرعرمان، ودعاني لحضور تلك المناسبة، وكنت حينها أقيم في ولاية أيوا نفسها، في مدينة أيوا سيتي، التي تقع على مسافة تبعد ثلاث ساعات. وبالفعل حضرت تلك المناسبة القيمة.
    في بداية المحاضرة تحدث أحد اساتذة د. قرنق السابقين، وقرأ من آخر بيانات الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقال هذا ما يقوله قرنق، كقائد حركة تغيير، في وطنه، اليوم، وما يطرحه كحل لمشكلة بلده، بعد حوالي عشرين عام من النضال، فماذا كان يقول قرنق عندما كان طالباً؟ وكان يحمل أيضاً اطروحة قرنق للدكتوراه، وقرأ منها من المقدمة التي يلخص فيها د. جون مشكلة السودان، وتصوره العام لكيفية حلها، فضجت القاعة بالتصفيق، لما سمع الحاضرون من الانسجام التام، بين حديث قرنق الماضي حين كان طالباً، وتصوره بعد ان أصبح قائداً!! فعلق البروفسير بانه لا يعتقد بان هناك قائد لحركة تحرر وطني في أفريقيا، أو غيرها، يملك رؤية واضحة بهذه الصورة، سوى ان اتفقنا أو اختلفنا معه!!
    وعندما تحدث قرنق، أوضح قضيته بطريقته المعهودة ، وذكر ثلاثة سناريوهات وضعها في شكل معادلات وذكر من ضمنها خيار الاتفاق على السلام. ثم قال ما يمكن ترجمته كالآتي: "لقد قاومنا قوانين سبتمبر بدون تردد منذ اعلانها، واعترض عليها أيضاً بعض المثقفين، ولكن أكبر من قاومها، وقدم روحه فداء لنا جميعاً، وضعضع بذلك سطوة السلطة، وحرك الشعب بالثورة عليها، انما هو الاستاذ محمود محمد طه، فلنقف جميعاً اجلالاً لشهيد الوطن، ورمز عزتنا، وكرامتنا، ووحدتنا". وعلى اثر حديثه هذا، وقف الحاضرون الذين لا يقلون عن الخمسمائة شخص، فصفق قرنق وبدأوا جميعاً يصفقون، ثم بدأ أحدهم يترنم بحداء، بلغتهم مع الضرب على الارض بالقدم، وأخذوا جميعاً يرددون معه بما فيهم قرنق نفسه.. عرفنا فيما بعد انه نشيد، بلغة الدينكا، يقال عندما يموت زعيم القبيلة وهو يدافع عنها!!
    لقد عاش د. جون قرنق حياته كلها، يحمل قضية شعبه في قلبه، لم يساوم فيها، ولم يتهاون، ولم يهادن، ولقد قدم قضية الوطن على راحته الشخصية وحياة اسرته واهله. ولقد أحس الشعب بفطرته التي لا تخطئ بكل هذا، فاستقبل د. جون قرنق بصورة لم يستقبل بها زعيم سوداني قط. فعبر البسطاء والمهمشين، الذين يعيشون في اطراف العاصمة، في بيوت من الصفيح والكرتون لا يصلها الماء والكهرباء، عن فرحهم بالرجل الذي عاش حياته من اجلهم، وكان في ذلك رسالة لكافة الزعماء والسياسيين، لكنها لم تزدهم الا حقداً، وحسداً للقائد الفذ..
    لقد كان د. جون صادقاً فيما يعتقد، مؤمناً بالله وبالوطن، يعيش آلام الفقراء، ويحلم بعهد خلاصهم، وحريتهم، وأمنهم، ورخائهم. كان عمله كله صلاحاً، وخيراً للناس فجزاؤه بفضل الله عليه- ولا نزكيه على ربه – النعيم المقيم. إقرأوا ان شئتم قوله تبارك وتعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). فسلام على جون قرنق في الخالدين.



    د. عمر القراي
                  

01-23-2020, 07:48 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    مقال سابق للأستاذ فتحي الضو في ذكرى الأستاذ عام 2017:
    وجاءت ذكرى من كان إياه يرهبون! بقلم فتحي الضَّووجاءت ذكرى من كان إياه يرهبون! بقلم فتحي الضَّو

    وجاءت ذكرى من كان إياه يرهبون! بقلم فتحي الضَّو


    02:22 PM January, 18 2017

    سودانيز اون لاين
    فتحي الضَّـو-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    وجاءت ذكرى من كان إياه يرهبون! بقلم فتحي الضَّو

    سألني أحد القراء الكرام قائلاً: لماذا تكتُب عن الأستاذ محمود محمد طه باستمرار وأنت لست جمهورياً؟ عجبت من قوله وأجبته إن ذلك صحيح جزئياً، فقد دأبت على الكتابة عنه بين الفينة والأخرى منذ استشهاده، وليتني استطيع أن أكتب عنه كل يوم، لعل ذلك يفيه بعض حقه علينا. قال: وما حقه علينا؟ قلت له إن نُخلِّد ذكراه كسوداني أولاً، لأنه علَّمنا ما لم نكن نعلم في حب الوطن، فقد استرخص روحه وافتداه. وكإنسان ثانياً، لأنه نذر نفسه للفكر الحر وأعمل العقل الذي ميَّز الله به بني آدم عن سائر خلقه تأملاً وتفكراً وتدبراً، ثمَّ سار على الدرب الذي سلكه الحلاج والجعد بن درهم والإمام أحمد بن حنبل والسهروردي وابن المقفع وابن رشد ولسان الدين بن الخطيب وابن الفارض.... وكبطل ثالثاً، لأنه أعاد علينا سيرة أبطال الأساطير الإغريقية الذين جسدوا ملحمتي الموت والحياة. وقلت له هكذا فعل أرسطو وهو يتجرع السم أمام تلاميذه بيمينه، ويحتضن (الأورجانون) الذي حوى مؤلفاته بشماله. وقلت له هكذا فعل السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وهو يواجه مؤامرات يهوذا الإسخريوطي ويتخطى (أسبوع الآلام) بإرادة جبارة ليواجه الموت صَلباً. وقلت له بل هكذا كان النبي الكريم محمد (ص) وهو يعاني عذاب أهل مكة، وعلى رأسهم عمه عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب) وهم يكيدون له كيداً!
    (2)
    ثمَّ قلت له أيضاً إنه على رغم الذي قرأته واستكثرته، فنحن ما نزال نشعر أن مثقفي أهل السودان لم يوفوه حقه بقدر ما أثرى الفكر الإنساني . ذلك لأن بعض حقه علينا أن يتبارى الفنانون والروائيون والتشكيليون والنحاتون والشعراء والكُتَّاب - كل ما وسعته موهبته - في توثيق حياة المعلم الأكبر بذات الزخم الذي اكتنفها، والتفرد الذي زانها والبهاء الذي لازمها (أثناء المحاكمة البائسة سأل القاضي المهلاوي الأستاذ محمود محمد طه عن مهنته فقال له معلم، وأرسطو كان يُكنى بالمعلم الأول، وكلاهما بها قَمِين) بل نحن نطمح أن نزيد من درجة وفائنا لشهيد الإنسانية في زمان غير هذا بدعوة المخلصين والأوفياء من سدنة الفكر والثقافة ليتنادوا بتضمين سيرته مقررات الطلب للأجيال اللاحقة، لعلهم يقفون على قيم البسالة وكيفية الثبات على المبدأ، وليتهم يستلهمون منها دروساً تعينهم على تنطع الجهلاء وترهات الرجرجة وتخرصات الدهماء من تجار الدين وسماسرة الوطن!
    (3)
    إن إحياء ذكرى المعلم الأكبر سنوياً واجب علينا، ولكنني والحق أقول إن المرء ليكاد يتوارى خجلاً فليس الشهيد ممن يذكرون لماماً. فيقيني أن ردهات التاريخ ستظل تردد صدى رحلة ثابر فيها الأستاذ على مدى أربعة عقود زمنية وهو يرفد الفكر الإنساني بآرائه وأفكاره وتعاليمه حتى آخر لحظات حياته عندما كان حبيس جدران سجن كوبر. سوف يتحدث الناس إلى أن يوم يُبعثون عن تلك الكلمات الصاخبة التي صدرت عنه في المحاكمة الجائرة، وهو يسلك أعلى مراقي الشجاعة، ويصدع بها في وجه السلطان الجائر. ولعمري ما يزال الناس حيارى وما هم بحيارى في تفسير تلك الابتسامة الوضيئة التي فتر بها ثغر المعلم الأكبر، عندما اعتلى منصة الإعدام وهو على شفا شبر من الموت، فأرهبت جلاديه وزادتهم ضعفاً على ضعف وهلعاً على هلع!
    (4)
    قلت للسائل لقد ظننت وهماً بأن الأستاذ حكر على الجمهوريين، وهذا لعمرى ظن آثم. صحيح أن الأستاذ هو فيلسوف الفكرة الجمهورية وحامل لوائها، وقد تمسك بمبادئه حتى دفع حياته ثمناً لها. ولأن الفكرة نفسها فكرة كونية أي ليست متعلقة بقضية دنيوية في رقعة جغرافية محددة، فمن الخطل أن نقول إنها مختصة بتلاميذه وحدهم (إناثاً وذكوراً) أو أنها تعنيهم دون غيرهم، ومن البله الأكبر الظن أن كل من يتناول سيرته يعدُّ متطفلاً. فتلك محض ترهات تشبه تماماً ترهات (الإخوان المسلمين) وتربصهم به في حياته إلى أن اقتادوه لحبل المشنقة، ظناً منهم أنهم سيطفئوا فكره وسيطووا سيرته. ولكن أنظر - يا رعاك الله - أكثر من ثلاثة عقود زمنية والناس يكتبون عنه، فلا جفت الأقلام ولا رفعت الصحف، تماماً مثلما كان الشهيد نفسه يطرح فكره على مدى أربعة عقود زمنية، فلا نضب المعين ولا أرهق الحادي طول السفر!
    (5)
    قلت له إن شئت فقل إنني أكتب عنه لأن له دين عليَّ. فأنا ألجأ إليه عند الملمات، عندما تتكالب عليَّ الهموم وتهاجمني جيوش التيئسيين والمُخذلين وتصبح قواي قاب قوسين أو أدنى من الخور، أهرع إليه لسماع تلك الخطبة العصماء التي نطق بها في محكمة التفتيش، متوسلاً فيها بعض زاد يُعين على المسير (إن هذه القوانين وضعت واستغلت لإرهاب الشعب، وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله) ثم يوجه سهامه مباشرة نحو الجلاد الجالس أمامه (إن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً من أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين) ثم يختم بكبرياء وإصرار فريد (من أجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر) فتأمل - يا هداك الله - كيف يمكن للكلمة أن تُصبح رصاصة، إنني على يقين بأن المهلاوي قاضي محكمة التفتيش تلك، كان يرتعد وهو جالس على كرسيه!
    (6)
    قلت له: ليست الشجاعة وحدها ما يمكن أن يستمدها طالبها من سيرة المعلم الأكبر، ولكن أنظر لحياة البساطة التي عاشها واتساقها مع أفكاره. لم تشغله الدنيا بكل ما فيها من ملذات برع جلادوه في التمتع بها بلا وازع أخلاقي عندما دالت لهم السلطة. لم يكن من الذين يتخيرون من الطعام أطيبه، ولا من الذين يرتدون من الملابس أزهاها، ولا من الذين يمتطون ظهور الفارهات من السيارات، ولا من الذين يبتنون القصور طابقاً عن طبق. كان يعيش حياة زاهدة تتماهى مع سلوكه وما يدعو له. وكان يعيش بين الناس ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، يعاود المرضى ويزور ذوي الحاجات في بيوتهم، حتى لا ينزع الحياء من وجوههم، وهم يسألون الناس إلحافاً أعطوهم أو منعوهم!
    (7)
    ليس دَيَنه على رقبتي وحدي أيها السائل، فللأستاذ الشهيد دَيَن على أهل السودان ينبغي أن يستذكروه وهم يعيشون سنوات المحنة التي تطاولت. فقد كان يُحذرنا من اللاهوتيين الجدد كأنه يعلم الغيب. قال لنا إن اللئام سيتداعون إلى موائدنا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قال لنا إنهم سيهبطون علينا بليل كما يهبط الجراد على أرض فيحيلها صعيداً جرزاً. قال لنا إنهم سوف يعوثون في السلطة فساداً ويختالون بين الناس استبداداً. قال لنا إننا سوف نذوق منهم الأمرين، ضنكاً في العيش وإهانة الكرامة السودانية. قال لنا إنهم سيفصلون الجنوب بعد أن جعلوا أعزة أهله أذلة، كمواطنين من الدرجة الثانية بفضل شريعتهم الشوهاء. قال لنا إن ديدنهم ازدراء الفكر وإذلال المفكرين. قال لنا إن ما أسموه المشروع الحضاري هو محض دجل، وما الدين الذي يدَّعون سوى آيات شيطانية من صنع أبالستهم!
    قلت لنا الكثير المثير العجب، يا أيها المعلم الأكبر، ولكننا أضعناك ولم ندخرك ليوم كريهة وسداد ثغر. لم نحسن الإصغاء لك لأن بآذننا وقر عصرئذٍ، فلم نستبن النصح إلا ضحى الغد!
    لكن سنكتب عنك ليس من باب الوفاء وحده، ولكن لأن الكتابة عنك توجعهم وترهقهم قتراً... فهم إياك يرهبون حياً وميتاً!
    آخر الكلام: لابد من الديمقراطية والمحاسبة وإن طال السفر!
    [email protected]

                  

01-23-2020, 07:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    وهذا مقال أسبق للأستاذ فتحي الضَّو في ذكرى الأستاذ محمود عام 2010، يعني قبل عشر سنوات:

    يا أيُها المبعُوث فِينا !! فتحي الضَّـو!! تب ما قصرت!! يا أيُها المبعُوث فِينا !! فتحي الضَّـو!! تب ما قصرت!!

    يا أيُها المبعُوث فِينا



    فتحي الضَّـو

    [email protected]



    يا أيها المبعوث فينا بالفكر الحُر، والمواقف الشجاعة، والسماحة النادرة، من ذا الذي غيرك يمكن أن يقول كلمة حق كهذه في وجه سلطان جائر (أنا أعلنت رأيي مراراً في قوانين سبتمبر 1983 من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام، وأكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة، وشوهت الاسلام، ونفرت عنه.. يضاف إلى ذلك إنها وُضعت وأُستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله.. كما أنها هددت وحدة البلاد..هذا من ناحية التنظير. أما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً.. عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الاسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين. ومن أجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحُر والتنكيل بالمعارضين السياسيين).

    يصادف اليوم مرور ربع قرن على صدور الحكم الجائر باغتيال شهيد الفكر الإنساني الاستاذ محمود محمد طه. جاء ذلك وفق ما هو معروف بعد محكمة هزيلة شيعت القانون إلى مثواه الأخير قبل أن يترجل الفقيد الراحل على منصة الاعدام، ومن قبل أن يفتر فمه عن ابتسامة وضيئة هزمت الانتصار الزائف لقوى الشر وخفافيش الظلام. لم تستغرق تلك المحاكمة المهزلة – كما أطلق عليها الأخوان الجمهوريون – سوى دقائق معدودات لمحاكمة فكر نذر الاستاذ محمود له حياته لِما يُناهز النصف قرن. بل حتى لو استغرقت تلك المحكمة دهراً ما كان ذلك ليغير شيئاً في مواقفه الشجاعة التي أبداها يومذاك، لأنها لم تكن عفو الخاطر ولا وليدة اللحظة، فهي عبارة عن تراكمات لمواقف مماثلة في وجه كل سلطان جائر، سواء كان من المستعمرين الذين جثموا على صدر البلاد، أو من الحكام الوطنيين الذي ضلوا الطريق، وأعمتهم السلطة وغررت بهم، فما عادوا يميزون بين الحق والباطل، بين النور والظلام، بين الكرامة والإهانة!

    أن يجهر إنسان بقول الحق في وجه سلطان جائر، ذلك لعمري يمثل أعلى سنام الشجاعة والتحدي. فما أقسى أن يقول المرء لجلاديه أنهم غير مؤهلين فنياً، وما أصعب أن يقول الضحية لقاتله إنه ضعيف أخلاقياً، وما أجرأ أن يصم البريء المذنب بأنه مجرد خاتم في أصبع سلطة غاشمة تقلبه حيث تشاء. ولهذا لم تكن الكلمات التي عبر بها الاستاذ محمود محمد طه عن موقفه حيال تلك القوانين سيئة الصيت، تعابير إنشائية أو سجع يسلو المرء به نفسه. فأنظر – يا من يكاد يصرعك العجب – قوة هذه الكلمات في اللغة (شوهت ونفرت وهددت وأستغلت) ثمَّ هل هناك سقفاً أعلى في ذات اللغة أكثر من أن يقول المرء أن تلك القوانين صممت من أجل (إهانة وإذلال وإرهاب وتنكيل) الشعب، من ذا الذي يمكن أن ينطق بقول كهذا وهو يعلم أن حاكماً جاهلاً بأمور دينه ودنياه يتربص به ليقتله. حاكم ضرس اللغة العربية وهو يكشف عن ذاك التربص في تعليقه المقتضب على البيان التاريخي (هذا أو الطوفان) فيكتب (إنشاء الله) هكذا، وهو بالطبع يقصد (إن شاء الله). وكان يمكن أن يكون هذا الخطأ غير ذي بال، لولا أنه قال (إنه قضى الليل كله يقرأ في المراجع الدينية، ولم يجد للاستاذ مخرجاً) هل هناك استهانة بالفكر والمفكرين أكثر من هذا، مواطن مفكر يفني العمر كله بحثاً عن المعرفة، وحاكم جاهل يقضى ليلة واحدة ليبحث له عن مخرج!

    نحن لا نجتر تلك الكلمات التاريخية بعد مرور ربع قرن عليها من أجل ذكرى فرضت نفسها في التاريخ السوداني فحسب، ولكننا نقرأها بعين الحاضر ونتمعن فيها دروس الماضي ونستلهم من خلالها رؤى المستقبل. فعندما يقول الاستاذ محمود (إن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنياً، وضعفوا أخلاقياً) لابد وأن يتساءل الذين لم يشهدوا ذاك التاريخ المظلم: أين الثلاثي الذي تولى تلك المهمة المخزية الآن؟ الذي نعلمه ويعلمه المتابعون أن أحدهم وهو السيد النيل أبو قرون كاد أن يشرب من نفس كأس التكفير، فقد أُتهم في بداية تسعينيات القرن الماضي بملابسات لا ندري كنهها، وإن ماثلت الردة التي ألصقها بشهيد الفكر الانساني، فما كان منه إلا وأن أصدر بياناً إعلانياً قرأه الناس في (صحيفة السودان الجديد أو الانقاذ الوطني، لم اعد أتذكرها) وفيه تبرأ مما نسب إليه واعلن توبته وإنزوى لركن قصي. وثانيهم المكاشفي طه الكباشي حامل أوزار المحاكمة المهزلة، فلم يكن بعسير عليه أن يستبدل كهفاً بكهف، فاستكان تحت ظل (سلطان جديد) بلسان لم يجرؤ حتى الآن على ذكر تلك القوانين في المجلس الذي احتمى بمظلته. أما السيدة بدرية سليمان، ثالثة الأثافي، فقد خلا لها الجو في عش العصبة ذوي البأس، فباضت وأصفرت، للدرجة التي لم تجد فيها حرجاً أن تسفر على رؤوس الأشهاد عن أنها كانت أحد منفذي الانقلاب المشؤوم. وبغض النظر عن هذه السابقة النادرة، هل يمكن لك يا عزيزي القاريء أن تتخيل ولو لبضع ثوان، سيدة قاضية تدثرت ببندقية كلاشنكوف بدلاً عن أن تتزمل بالقانون؟ أنظر كيف تكون الجريمة جريمتان والذنب ذنبان. قاضية تنتهك القانون عوضاً عن حمايته، ثم تتبختر بين الناس، كأنها جاءت بعرش بلقيس من قبل أن يرتد طرف سيدنا سليمان!

    نحن لا نعيد استرجاع تلك الكلمات التاريخية بعد مرور ربع قرن من أجل ذكرى فرضت نفسها في التاريخ السوداني فحسب، ولكن نعيدها لنقول أن الاستاذ محمود محمد طه لم ينطق بها طلباً لمغنم أو بحثاً عن شهرة، فهو وإن فعل فإنما فعل ذلك من أجل أن يترك لنا إرثاً نستطيع به أن نواجه أنظمة الظلم والقهر والاستبداد.. قالها لنتزود بها في مواجهة الشمولية الغاشمة. كان يريد أن يعلمنا كيف يمكن أن نتحرر من الخوف والتردد واللامبالاة، ثمَّ نجسد الشجاعة في اسمى معانيها. أما هو فلم يكن ذلك بغريب عليه، فنحن نعلم من خلال مسيرة حياته الثرة مواقفه الوطنية التي لم تخلُ من شجاعة متميزة، فقد ذاق طعم السجون ومرارتها، وصبر على الأذي والاهانة كحال كل حامل رسالة سامية، وصمد أمام ترهات المهوسيين أعداء الفكر والانسانية. من عجب ونحن نحتفل باستقلال السودان مطلع كل عام جديد، والذي بينه وبين ذكرى اغتيال الاستاذ محمود نحو أسبوعين. فما أن تهل علينا هذه الذكرى حتى يتبارى القوم في ذكر محاسن الذين ضحوا وناضلوا واسهموا في صنع تاريخ الأمة، ثمَّ يغفلون - سهواً أو عمداً – سيان، سيرة الاستاذ محمود الذي كان أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية على يد الاستعمار البريطاني المصري في العام 1946، ليس هذا فحسب بل سجل له التاريخ إنه رفض أي مساومة هدفت إلى اطلاق سراحه، مقابل توقيعه على تعهد يقضي بعدم ممارسته أي نشاط سياسي!

    كنت قد ذكرت في مقال سابق ضرورة أن نعيد للاستاذ محمود إعتباره، ككل مفكر كان نبياً وسط قومه. كلنا يعلم أن المحكمة الدستورية العليا نقضت الحكم الجائر في العام 1986 وابطلت فرمانات المحكمة المهزلة، ولكن في تقديري كان ذلك جانب اجرائي لا ينبغي أن يصرف النخبة السودانية المثقفة عن القيام بدورها التاريخي، فإن في تقاعسها نذير بأنها يمكن أن تؤكل كما أكل الثور الأبيض ذات يوم. ينبغي أن نسرد سيرة الشهيد البطل لأبنائنا بفخر واعتزاز، نقول لهم أن سودانياً قحاً وبطلاً يشبه أبطال الاساطير الإغريقية، حلق في سماواتنا، ثمَّ مضى إلى الموت شامخاً كالطود الأشم، لم ترتعد له فريصة ولم يرمش له جفن. كان سلاحه الوحيد آنذاك ابتسامة غامضة أرهقت قاتليه، ولم يستطعوا أن يزيلوا ابهامها حتى اليوم. ليس أيسر على جموع المثقفين السودانيين أن يحيوا سيرة من ضحى بحياته لينير لهم الطريق، وذلك بتسمية الشوارع والميادين باسمه، وكذلك مراكز ومنظمات المجتمع المدني، دون تباطؤ يحيل ذلك إلى وقت معلوم. ولنا في كلماته أعلاه عظة وعبرة، فهو لم يقل لنفسه لم يحن الوقت، أو توخي ظرفاً لن يأتي من سلطة غاصبة!

    كما أن التحدى الحقيقي يجييء في ظل افتتاح مركز الشهيد محمود محمد طه الثقافي، فإلى جانب سعادتي التي لا توصف بهذا الانجاز الذي طال انتظاره، إلا أنه يحدوني أمل كبير أن يكون هذا المركز أكبر منارة تتواءم والسيرة العطرة للشهيد محمود محمد طه. فبالرغم من الرمزية التي رمى إليها القائمون بالأمر في تخصيص داره كمقر لهذا المركز، إلا أنه ينبغى أن يكون أكبر حجماً، ويتسع لكل قاصد، ثمَّ يتمدد وتنشأ له فروع في كل الولايات، ولنعد أنفسنا ليوم يتبارى فيه الفنانون النحاتون لإقامة تمثال يجسد شخصية الاستاذ محمود ويذكر الناس بعظمته وتاريخه التليد.. ويؤمه الذين آمنوا بالفكر حراً وبالحرية نبراساً وبالعدالة الاجتماعية غايةً!

    نتذكرك يا رائدنا أيها الشامخ كأشجار التبلدي، الراسخ كجبل مرة، الممتد عطاءً كنهر النيل. نتذكرك يا شهيد الفكر الانساني الحر كلما تلجلجت ألسنتنا عن قول الحق في وجه حاكم ظالم، نتذكرك حينما يتمدد الظلم ويتمادى الظالمون ونلوذ بالحياة خوفاً وطمعاً ورهبة. نتذكرك عندما يتقهقر منَّا الذين ينبغوا أن يتقدموا الصفوف فيولوا الأدبار، نتذكرك حينما نجعل الدنيا مبعث عيشنا وغاية همنا غير عابئين بحياة ذل وإهانة وإنكسار. نتذكرك حينما يفسد الفاسدون وينسوا أنك ارتديت من الثياب أبسطها وتخيرت من الطعام أفقره، نتذكرك حينما يقبلون على المال فيكنزوه ويستأثرون بالذهب فيلبسوه، وأنت الذي كان مالك أوراق بيضاء يقرأ فيها الناس أحاديث دينهم ودنياهم، وكان ذهبك صمتاً يتأمل دقائق الكون وسر الخلق وعظمة الخالق.

    في ذكرى رحيلك المفجع نكتب عنك يا سيدي، ما بقى في النفس شهيق من الحلم وزفير من الوجع. أكتب لأعزي نفسي بفعل يتقازم أمام فعلك، وهذا أضعف الايمان. فأنا لم أندم في حياتي على شيء، إلا على عين رمدت ولم تكتحل برؤياك، لم أفجع في شيء إلا على فم صام ولم يفطر بالحديث إليك. سنكتب عنك لأن الكتابة توجعهم وتذكرهم بسوء فعلتهم إن كانوا حقاً يشعرون. سنكتب عنك حتى نبث الرعب والخوف والهلع في نفوسهم، سنكتب عنك حتى يولوا الأدبار يوم الزحف العظيم. فنم قرير العين أيها المبعوث فينا...إن جئنا بالثأر المطاع!!

    عن صحيفة (الأحداث) 17/1/2010
                  

01-23-2020, 08:22 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

                  

01-23-2020, 10:21 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة ندوة دكتور النور في جامعة الخرطوم



                  

01-23-2020, 06:48 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: حوار حول مشروع الاستاذ محمود محمد طه - برنامج فضاءات حرة - تلفزيون السودان
    107 Aufrufe
    •Livestream vor 91 Minuten
    6
    0
    Teilen
    Speichern
    Alfikra
    5510 Abonnenten
    حوار حول مشروع الاستاذ محمود محمد طه - برنامج فضاءات حرة - تلفزيون السودان
    ضيوف الحلقة: الأستاذة أسماء محمود محمد طه والدكتور عبدالله الفكي البشير
                  

01-24-2020, 06:45 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود قائد الثورة السودانية الحق� (Re: Yasir Elsharif)



    من محاضرة الدستور الإسلامي المزيف ١٩٦٩
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de