تناقلت وسائل اعلامية في وقتٍ سابق تنويراً لوزير المالية الدكتور ابراهيم البدوي انه غير مُستعد لتحمُل المسؤليه في حال لم يدعمه المؤتمر الاقتصادي المُزمع عقده في ابريل القادم لرفع الدعم الذي ظل مُتمسكاً به نزولاً عن رغبة مؤتمر المانحين لاشتراطه رفع الدعم السلعي مُقابل الحُصُول علي مُساعدات اقتصادية . واشار الخبر الي ان السيد الوزير سبق و أن (لوّحَ) بتقديم استقالته خلال العام الماضي . (برأيّ) ليس هُنالك ما يدعو للدهشة فماذا كُنا ننتظر من وزير حرق كل اوراق التفاوض في اول رحلة الي (واشنطن) ، ماذا ينتظر السُودان من وزير (سلّم) راسه لثلاثه (حلّاقين) علي كُرسي واحد ، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي و الامريكان ، ماذا كُنّا ننتظر من وزير يُبشرُنا فرحاً ان ميزانية (2020) سيدعمُها اصدقاء السودان فهل دعموها ايُها الوزير (الفالح) يا اخي استقيل اليوم قبل الغد و(بلاش) تلويح فاذنك معك وجوازك في جيبك ومطار الخرطوم (يفوّت جَمَل) . يا اخي منذ متي كان البنك الدولي يدعم بلا شروط ولا قُيُود مُذلّة؟ يا اخي لماذا تتصرف في القرار الوطني كاقطاعي يتصرف في مزرعته الخاصة ! يا اخي هل درست امكانيات وثروات هذا الوطن العظيم قبل أن تلهث خلف الدعم الخارجي الذي ما اتي علي اقتصاد دوله الا وجعل عاليها سافلها . يا سيدي هل تعلم شيئاً عن انتاجنا من القمح والصمغ العربي و الخضروات و الثروة الحيوانية والنفط؟ ام انك آثرت السلامة بالدولار الاخضر بدل (الصٌداع) و دراسة مكامن الخلل واستنهاض الهمم وفلاحة الارض و مُعالجة الاقتصاد المُترنح . فلماذا لا تجلس مع ابناء وطنك من الاقتصاديين والعُلماء واساتذه الجامعات علي الاقل لتسمع منهم ان الموارد والسُلُوك الغذائي وتقاليد الناس و حركتهم وعاداتهم الاجتماعية ونصيبهم من التعليم وطموحهم نحو التقانة هي ما يرسُم ملامح الاقتصاد ، و لعرفت منهُم يا سيدي انّ (دُبي) التي تحصُد ملايين الدولارات من تُزويد السُفُن و الدعم اللّوجستي و مياهُنا ببورتسودان راكضة (يتبطحُ) الناسُ علي رصيفُها يرتشفون القهوة ، و لعلمت أن مصرً تبيعُ كَوب (القهوة) للسياح بثمانية دولارات بشرم الشيخ علي شاطئ ذات البحر ! و لذُهلت لو علمت ان البرازيل تُصدر سنوياً لُحُوماً بضعف ميزانية السودان ! لو جلست معهُم يا سيدي لحدثوك أن الهُنُود يُصدروا البصل المُحمّر (الكُشنة) والاردن ولبنان يُصدران الملوخية الناشفة والامارات تُصدر الفول السوداني ومصر تُرسل لنا فيما تُرسل حلاوة السمسمية فمن أين لهؤلاء بهذه الموارد ! انها القيمة المُضافة يا سيدي . فلماذا اصبحنا (مَضّحكة) يتنترُ بنا العالم ؟ السودانيون اغنياء بمواردهم فُقراء بغبائهم (هكذا يقولون) . يا سيدي نداء منكم كان كافياً أن يتداعي له اهل الاقتصاد تحت ظل أي شجرة بالخرطوم وستجد منهم الراي والعون والمشورة والوطنية الصادقة فلماذا البنك الدولي يا رجل؟ ولماذا (مرمطة) ما تبقي من كرامتنا برفع الدعم السلعي ، يا سيدي الاقتصاد ينمو بالصناعات الصغيرة اوقفوا الجبايات و دعوا الناس يبتاعوا ويشتروا بلا رسوم فسيستقر السوق ، اوقفوا الشركات المُحتكرة لتصدير المواشي و المنتجات الزراعية ، انشئوا حاضنة واحدة تُصَدّر خلالها جميع مُنتجات السودان ، يا سيدي هَرمت اجيال وماتت اخري في الفقر والمسغبة بسبب تخبُط السياسات الاقتصادية السابقة فلم إعادة المُجرّب ، راهنوا علي شبابنا وعُلمائنا ، ثروتنا الحيوانية فقط لو احسنت ادارتها لكفتنا ، الذهب تجاوز انتاجنا (250) طن كثاني دولة في افريقيا و80% من انتاج العالم من الصمغ العربي هو بالسودان ومنتجات اخري ما زال السوق العالمي يتلقفها كالسمسم و الكركدي والحُبُوب الزيّتية و غيرها ، هل يعلم وزير المالية ان سعر طن الذهب يُقارب ال (45) مليون دولار؟ والصمغ العربي (7) الف دولار والسمسم (1700) دولار وحتي الليمون الناشف يا اخي له قيمة في الاسواق العالمية ؟ يا سيدي لدينا موارد فاين العٌقول! اما نستحي أنّ أفضل انعامنا تحتكرُها شركتان تُصدرانها لمصر (المحرُوسة) فتُذبح وتُغلّف و يُعاد تصديرها الي اوروبا كمًنتج مصري! و (نُلعْلع) نحنُ ان السودان يُشجْع القطاع الخاص !! ايّ قطاع خاص هذا الذي رهن بُطُوننا (لاسامة داؤد) ! يا سيدي اوقفوا هذه المهاذل ، الدولة هي التي يجب ان تُصدر و تستورد لا ان (تشحد) ، يا سيدي حل المُشكلة الاقتصادية بالداخل و ليس بالخارج فإن لم تستطع مُواجهتها فلا تُلوّح بالاستقالة (أبُوس إيدك) قدمها بكل شجاعة , فسوء الادارة لا يُبرر رهن الارادة . ودّمتُم بعافية ،،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة