|
Re: زائدة الأفعال الدودية (Re: ابو جهينة)
|
لت لها : ما رأيك في غواية حواء لآدم ؟
قالت بعد إعتدلتْ في جلستها :
تجتاحني عدة أسئلة في هذا الأمر كيف عرف إبليس أن نقطة ضعف حواء هي الرغبة في الخلود ؟ فقد وسوس لها أولاً .. ثم وسوس لآدم .. ثم عاد فوسوس لأمنا .. التي أقنعتْ آدم بأكل الثمرة المحرمة ..
تُرى أي أسلوب من أساليب الدلال إستعملتْ ؟
قلت لها : هل ملَلْتِ أساليب الدلال و الغنج الحديثة و تودين معرفة أسلوب حواء الذي جعلنا نهبط من جنة الرب ؟ ماذا تنوين ؟
قالت مبتسمة : لا تقود أفكاري لأبعد من مقاصدي .. إنه مجرد فضول .. قلت : الفضول أظنه كان الضلع الأعوج .. هاتي بقية أسئلتك .. قالت و هي تحدجني بنظرة لها مغزاها : أتساءل .. لقد بدتْ لهما سوءاتهما بعد أن أكلا الفاكهة المحرمة .. فهل ظهور هذه السوءات بداية صفة العورة أم بداية أدوات التناسل ؟
قلت لها : الإثنين معاً .. لأن الله خلقهما لعمارة الأرض .. و لولا أنهما أكلا منها لكان الإنجاب دون إلتفات البشر إلى السوءات و العورات .. كانت ستظل مجرد أعضاء تتدلدل كالأصابع و حلمة الأذن و الشفاه .. مجرد أعضاء لا تثير الغرائز و ربما كنا سنكون كالأنعام لا نغطيها .. كانت نتيجة مخالفة أمر الله أعظم من الهبوط للأرض .. فالهبوط للأرض كان وارد الحدوث .. و لكن الأمانة التي أشفقت الملائكة و الجبال من حِمْلها .. حملها الإنسان الظلوم الجهول ..
قالت : أراك تريد أن تجعل من حواء صاحبة النصيب الأكبر في الغواية . ... أسأل نفسك : لم تداعتْ دفاعات آدم أمام توسلات حواء ؟ إنها رغبته في الخلود أيضاً ..
قلت لها : نعم .. هذا صحيح تماماً .. و لكن أنظري للأمر من جانب آخر .. فالحدث يظهر لنا بأن حواء في كل الأزمنة و الأمكنة دائماً تحول بين آدم و أشياء جميلة .. رغم أنها تكون إلى جانبه تقود عملية إستمرارية الحياة .. بالطبع ليس كل النساء .. فهناك نساء لهن الفضل الأول و الأخير في تغيير مسار بعض الرجال تماما .. و التاريخ ذاخر بالكثير .. أتحدث هنا عن سواد أعظم .. قالت : هذا فيه ظلم .. بل ظلم بيِّن و واضح .. فالرجال هم الذين يمسكون بدفة سفينة المرأة .. في أيديهم فقط تكمن حقيقة إنقلاب المرأة ضد رغباتهم المجنونة .. هل توافقني بأن بوصلة المرأة حتى في أوج حبها قد ترصد خيانة الرجل و إنحرافه عن جادة السبيل ؟ قلت : نعم .. لنعد لموضوعك .. قالت : أعذرني .. سنواصل فيما بعد ..
فتركتها تذهب .. و في الخاطر بقايا معركة ممتدة ..
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|