|
Re: توثيق .. ماذا قالوا عن الراحل المقيم أحمد ل (Re: نادر الفضلى)
|
وكتب عنه عبد المنعم صالح القبانى:
عزيزي فضلي ما كتبه محمد عثمان داؤود هو قطرة من بحر أخي الأكبر لطفي. لقد أسعدني الحظ أن أعمل في الفترة من ٧٣ الي٧٥ في محطة الكهرباء بالدمازين وكان هو المدير الإداري في مكتب الروصيرص ولكن مسكنه كان بالدمازين بالقرب من ميز مهندسي الكهرباء وكنا نلتقي بصفة شبه يوميه.
وقد شهدت حلقات للنقاش في منزله لم تكن مرتبه ولكن لأن الكل كان يرتاد منزله للقائه والتحدث إليه والإستفادة من خبراته وتجاربه في كل ما يتصل بأمور الحياة من عمل عام وسياسه إلي الأعمال الإدارية التي برع فيها لدرجة أكسبته صيتا لا سابق له في الحكومات المحلية. إضافة إلي معرفة لصيقه بكل قيادات الإدارة الأهلية في اغلب مناطق السودان وقدرته الفائقة علي حل النزاعات بين الأطراف.
وكنا نستمتع بالنقاشات الصريحة والطرف التي يحكيها عن المواقف التي مرت بهم أثناء حل النزاعات. كان البعض يأتي من مناطق بعيده مثل الكرمك وسنجه وفي بعض الاحيان من سنار خصيصا لمقابلته والسمر معه والاستزادة من مخزونه الذي لا ينضب من الخبرات والتجارب والحكايات الطريفة التي تسر البال وتبهج الجميع وكانت زوجته الفاضله تقوم علي خدمة هذه الجموع من غير كلل أو تبرم طيلة أيام الأسبوع عموماً تساعدها بعض الجارات اللاتي يكون أزواجهن ضمن الحضور.
لقد سبق وتحدثت مع الإبن نادر عن حث لطفي لكتابة مذكراته وقلت له إن كانت الكتابة متعبه وصعبه في هذا العمر فمن الممكن مده بجهاز تسجيل وأشرطة ليحكي فيها المذكرات ومن ثم تفرغ بواسطة شخص آخر وتتم مراجعتها وتطبع. لا أدري ان كان يفكر في ذلك جديا. وصدقني أنا قرأت في الأيام القليلة الماضيه مذكرات إبراهيم منعم منصور وأعتقد إعتقادا جازماً بأن مذكرات لطفي إن قدر لها أن تكتب وتطبع ستكون أغني وأكثر تأثيرا من مذكرات إبراهيم منعم وستحدث دويا يظل صداه عالقاً ومؤثراً لعهد طويل. أرجو من الله ان يهبه الصحة والعافية ويسهل له أمره ويلهمه القدرة علي كتابة المذكرات.
مع تحياتي. وبالمناسبة في الديموقراطية الأخيرة عقد مؤتمر للحكومات المحليه وكان أحد المحاضرين لطفي وبعد فترة كنت في المشروع الكويتي للمحطات وجاءني أحد الزملاء مع قريب له تقدم لتوصيل كهرباء لمنزله تحت التشييد بالمهندسين وكانت هناك بعض العقبات فبحث عن وساطة لحلها فأحضره لي. وبعد التعارف سألني إن كانت لي قرابه مع أحمد بابكر القباني فأعلمته بانه ابن عمي وأخي الأكبر وصديقي فما كان منه إلا أن وقف من مقعده وأخذ يعدد مناقب لطفي التي اعرفها ثم قال لي" لم اعمل معه ولكن كنا نسمع عنه وعن تمكنه من كل جوانب الإدارة وسمعته الكبيرة في الوزارة إلي أن كنت من بين الذين حضروا المحاضرة التي ألقاها في المؤتمر الأخير للحكومة المحلية. لقد شنف آذاننا بكلام لم نسمعه في فصول الدراسه الجامعية ولا في المؤتمرات ولا في الدوريات العالمية المهتمه بمشاكل الإدارة خاصة في الدول الناميه وكان كلامه مرتجلاً لأكثر من ساعه ونصف الساعه وصفق له الحضور تصفيقاً لا مثيل له. وبعد ان بدأ الشخص الذي يليه الحديث بدا الحضور في التسرب من القاعة".
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|