إلى زميلاتنا وزملائنا الدراميين إلى السينمائيين والتشكيليين والموسيقيين والكتاب والشعراء والمبدعين في مختلف المجالات إلى لجان المقاومة الثورية الباسلة وجماهير الشعب السوداني عامة
لقد تابعتم جميعاً ممارسات الإرهاب الفكري والحملة الظلامية المنظّمة ضد فيلم "ستموت في العشرين" المقرر عرضه لأول مرة في السودان خلال شهر ديسمبر الجاري، بدعوى محاكمته أخلاقياً مسبقاً استناداً إلى مشهدين منزوعين من سياق الفيلم ورؤيته السينمائية الكاملة، قيل أنهما خادشان للحياء العام لاحتوائهما على مشاهد خليعة وألفاظ نابية.
من يقف وراء هذه الحملة التي تتربص بالفن والفنانين وتحرص على قمعه بأي ذريعة كانت، هم أنفسهم أعداء الفن في أمسِ الإنقاذ الكالح التعيس الذي دكّ عرش طغيانه شعبنا بأرواح شهدائه الطاهرة وهتافات ثورته الباسلة في ديسمبر 2018 بعد ثلاثين عاما من القهر والاستبداد.
ففي مجال السينما وحده، لم يكتف هؤلاء بتصفية مؤسسة الدولة للسينما في عام 1991، وإلغاء قسم السينما التابع لمصلحة الثقافة وحل وحدة أفلام السودان في هيئة الإذاعة والتلفزيون فحسب، بل ذهب بهم خيالهم المريض المعادي للفن أساساً إلى منع عرض فيلم توثيقي عن الحياة البرية بحجة أن أرداف النعامة المصورة في الفيلم "موحية"!!
هذه هي العقلية التي حوّلت دور السينما في مختلف أنحاء السودان إلى خرائب مهجورة للقطط والكلاب الضالة، بل آلت على يدها دار السينما الوطنية في أم درمان إلى مرابط للحمير ومواقف لعربات الكارو.
وقِس على ذلك ما فعلته آلة دمارهم في مجالات المسرح والتشكيل والموسيقى والكتابة الإبداعية بجميع ألوانها وأشكالها.
إن معركة استعادة الحريات العامة، التي منها حرية الإبداع الفني، معركة واحدة لا تنفصل ولا تتجزأ. وكذا الدفاع عن ديمقراطية الثقافة بوصفها جزءاً لا يتجزأ من معركة الدفاع عن القيم والحقوق الديمقراطية العامة وتعافي الفضاء العام للحياة السودانية من سموم نظام الإنقاذ وظلاميته الخانقة القابضة للأنفاس والحياة.
لقد حظي فيلم "ستموت في العشرين" بحفاوة عشاق السينما ومحبيها ومؤسساتها ومهرجاناتها خارج الوطن وحصد 9 جوائز عالمية مرموقة. فأي عارٍ وبخسٍ للذات أن يُحرم من مشاهدته جمهور السينما وعشاق الفن في وطنه الأم السودان. أحرامٌ على بلابلهِ الدوحُ حلالٌ على الطيرِ من كل جنسِ؟
وقوفاً في وجه هذه الحملة الظلامية المستبدة التي تحاول مواصلة فرض الوصاية الأخلاقية للنظام البائد على الفنون والإبداع، نرى أهمية تنظيم وقفة احتجاجية بمشاركة الفنانين والكتاب في جميع المجالات، فضلا عن لجان المقاومة وجماهيرالشعب السوداني كافة. ومن الضروري أيضا تخصيص برامج إذاعية وتلفزيونية وكتابات صحفية لفضحها والتنديد بها وكبح جماحها.
ومن واجبنا جميعاً توفير الحماية اللازمة لعرض الفيلم وللمشاركين فيه، وخاصة الممثلات اللائي تستهدفهن هذه الحملة الإرهابية الرعناء.
ولئن تقاعسنا عن النهوض بهذا الواجب سيقع فأس الظلاميين أعداء الفن في رؤوسنا جميعاً، سينمائيين ومسرحيين وموسيقيين وتشكيليين وشعراء وروائيين وكتاب قص وجمهوراً فنياً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة