|
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: الجرثومة الانقلابية التي لسعت الجيش
بقلم: محمد المكي إبراهيم
https://up.top4top.net/
هذا العنوان مستقى من محاضرة سياسية أقيمت للسيد الصادق المهدي في اسلام اباد قبل نيف وثلاثين عاما في خواتيم واحد من تلك المؤتمرات الإسلامية التي لا تنتهي واذكر ان المحاضرة كانت باللغة الإنجليزية وحسب المحاضر الجليل فإن الذي أصاب جيشنا منها لم يكن مكروبا أو فيروسا وانما بقة Bug من تلك الآفات السريرية التي تعذب الراقدين وتقلق مناماتهم.
وقد كان ذلك تدقيقا حميدا من المحاضر زود به اخوتنا الباكستانيين الذين كانوا يعيشون أياما قاسية في ظل دكتاتور مسلم يبرر حكمه هو الآخر بالرجوع الى تقاليد الإسلام العريقة ولا سبيل لتصور بهجتهم وهو يفتيهم بأن الإسلام لم يعرف ولا يعترف بفكرة الجيش البريتوري (أي الجيش المنظم على الطريقة الرومانية القديمة بما فيها من تراتبية مرصودة والذي يتلقى معاشه مقابل حمايته للدولة حتى لو كانت ممثلة بدكتاتور) وكان من رأيه ان الجيوش الإسلامية كانت تقوم على التطوع الذاتي وليس على الأعطية والرواتب.
إلا أن جيشنا السوداني نشأ على يد الاستعمار ونال نصيبه من الأعطية ولم تكن بالشيء القليل واستمات في الخدمة والتفريق بين ما هو عسكري- نظامي - رجولي وما هو ملكي- فوضوي- بلا مرجعية أو بلا انتساب الى أوامر القادة . وفي استخدامات الرتب الدنيا بالجيش يعني "شغل الملكية" الفوضى والتساهل والخيابة ومقدارا من شغل العوين بمعناه البلدي واذا بدا ذلك مبررا ومفهوما في سياقات كولونيالية، فإنه ليس ممارسا في جيوش البلدان المتقدمة التي استعمرت العالم الثالث وزودت جيوشه بتدريباتها الأساسية.
فهناك ميول على الأقل لدمقرطة الحياة العسكرية (إشاعة الديمقراطية فيها) خاصة بعد انضمام النساء الى الصفوف القتالية والمستقبل هو وحده الكفيل بتحديد معالم الديمقراطية الوافدة على جيوش البلدان المتقدمة وعبرها الى جيوش العالم الثالث.
من جهة أخرى يقدم الاقتصادي السوداني العظيم مأمون بحيري في كتاب ذكرياته الصادر بالإنجليزية ومترجما عنها الى العربية واقعة مبكرة للممارسة السياسية للعسكرية السودانية في الأيام الأولى للاستقلال وقبل أن يختطف العسكر السلطة السياسية في البلاد.
وتدور القصة في الأيام الأولى للاستقلال حين ذهب الزعيم الازهري الى باندونج ومنها الى الهند في زيارة هي أولى زيارات القيادة السودانية إلى الخارج ومعروف ما كان للهند من محبة وتقدير وأسبقية نضالية في نفوس الرعيل الأول من آباء الاستقلال والأزهري على وجه الخصوص.
وفي ختام الزيارة وافقت الهند على تزويد السودان بطاقم من المستشارين الهنود لمساعدته في مجال التخطيط الاقتصادي. وهنالك تفاصيل شيقة عن مقام الوفد الاقتصادي بالسودان ولكن الأمر الذي يهمنا هو استعانة أحد أعضاء الوفد بالسيد بحيري لتيسير لقاء بالزعيم الأزهري وهو أمر أكمله الاقتصادي السوداني على أحسن الوجوه وبموافقة فورية من الزعيم الكبير.
وحين خطا الزائر الهندي خارجا من مكتب الزعيم لاحظ وجود عدد من العسكريين السودانيين قي غرفة الانتظار فسأل من يكونون وأطلعه بحيري على هويتهم كقادة لجيش البلاد.
- وماذا يريدون من السيد الرئيس؟
أجابه السيد بحيري: - مكاتب سيخليها الجيش البريطاني عند الجلاء يريدونها لأنفسهم.
قال الخبير الهندي: - اذن دعني أعود للسيد الرئيس. عندي له كلمة تحذير مهمة.
ومن جديد استأذن له السيد بحيري فأذن الزعيم باستئناف المقابلة، وعاد الخبير الهندي يكاشف الزعيم بما يمثله العسكريون من خطر على الديمقراطية الوليدة.
-إنهم أناس خطرون ولقد شكمناهم في بلادنا ولكنهم خطرون إلى أبعد مدى وأريد أن أحذرك منهم يا سيدي الرئيس. إنهم يفعلون كل ما تتصور وما لا تتصور وبمقدورهم ان يعتقلوك يا سيدي الرئيس وأن يودعوك السجن.
وبالفعل وفي مدى سنوات قليلة وقع المحظور، وقام ضابط متقلب المزاج يمارس "مشية العقرب" في أوقات فراغه وبمساعدة من رئيس قضاء انقلابى وضعا رافع العلم وأبو الوطنية السودانية في الحديد، حيث مات محروق الحشا في قيود السجن والمهانة، دليلا على قدرة الشعوب الاستثنائية على النكران والجحود، وعض اليد التي تتقدم إليها بجميل الخدمة والاعزاز.
وظني ان أحدا لم يستنكر موت النميري في داره وبين أهليه، ولا موت بابكر (والعوض على الله ) في القاهرة، وسط هذيانات الزهايمر ولوثات العمر المتقدم وقذاراته.
في استكمال ذلك التاريخ الأسود لا أدرى كيف أقول جاء عبود او جيء بعبود وهو رجل لاشك في كونه لطيفا ومحبوبا، وكان من واجبنا أن نحاكمه بالإعدام ثم ينال عفوا رئاسيا في اليوم التالي لصدور الحكم. ولكننا فضلنا أن نكون في موقع المحسن المتفضل. وعندما علم شبابنا العسكريون ان الحكاية ليس فيها محاكمة واعدام، اقبلوا على اللعبة الانقلابية بلا أدني خوف.
وليس أسوأ في حق الديمقراطية من العزة بالإثم والتمجد الذي مارسه النميري في نهايات عمره الشقي، مفتخرا بأنه حرق حشا الامة في محمود محمد طه وعبد الخالق محجوب، وآخرين لا تعلمونهم الله أعلم بهم.
وفي كل ذلك قال دعبل الخزاعي او لعله لم يقل: بنات زياد في القصور مصونة وبنت رسول الله في الفلوات
وزياد هو زياد ابن أبيه الذي استلحقه معاوية بن ابي سفيان كاخ له لأبيه من زانية معروفة، وبنت رسول الله المعنية هي السيدة زينب غفيرة مصر، حفيدة النبي وأخت الحسين. وثأرهما لا زال مطلوبا من قبل الشيعة الإيرانية بعد قريب من خمسة عشر قرنا على الجريمة.
واليوم ها هم العسكر ينازعون الشباب على مجد ثورتهم وينازعوننا كمواطنين سودانيين في حقنا في الترشح للمنصب العام وخوض انتخابات شفافة للوصول الى ذلك المنصب المطلوب. وهنا يحسن بنا ان نتريث قليلا. فمن أين للعسكر علم ذلك؟
لقد فتحوا أعينهم على زعيط ومعيط، ولم يروا الأزهري والمحجوب الا في الصور القديمة الباهتة باللونين الأبيض والأسود، ولم يدرسوا في معاهدهم عن عظمة الجيوش وهي ترفع راية الديمقراطية، وتنتصر لها أو تموت من أجلها، مرددة مع الرئيس لنكولن: ان حكومة الشعب للشعب بالشعب لن تبيد من وجه الأرض، ولن تختفي من الوجود.
من أين لهم و اكبرهم عمرا وبرهانا لم يسمع كثيرا عن أولئك الأعلام، ومبلغ علمه وعلمهم يقف عند المخلوع ورفيقه النميري. وما كلامهم وتصديهم الا تكرار ممجوج لخطابة المخلوع.
وغدا يرقصون رقصاته، وبذلك يذبحوننا على الطريقة الإسلامية، اختناقا بالضجر والسأم والملالة.
|
مجمد المكي ابراهيم تخطي وعي النخبة السودانية وادمان الفشل واللهاث لي مصر زمان وامريكا هسة ده افضل مقال كتب عن حالات الانقلابات في السودان والتدليس السياسي المستمر حتي الان دي كلها انقلابات 1958 و1969 و1989 و2019 مدعومة من مخابرات اقليمية ودولية من منظومة العالم الراسمالي الجشع والمتوحش التي تقوده امريكا وقرود السيرك الامريكي الخمسة في المنطقة مصر والسعودية والامارات × قطر وتركيا اقرو كلامو ده واستفيدو واجدعو علم مايو القبيح 1969 وفكونا من وجوهم الشائهة في النلفزويون والاذاعة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانسب للعمل بواشنطن | Osman Musa | 12-05-19, 01:17 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | نادر الفضلى | 12-05-19, 01:47 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | أمير فرح | 12-05-19, 02:28 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Osman Musa | 12-05-19, 02:39 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | نادر الفضلى | 12-05-19, 02:44 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | SAIF MUstafa | 12-05-19, 02:42 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | محمد البشرى الخضر | 12-05-19, 03:25 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Osman Musa | 12-05-19, 03:40 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | muntasir | 12-05-19, 08:41 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Ali Alkanzi | 12-05-19, 08:44 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | muntasir | 12-05-19, 08:48 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | محمد على طه الملك | 12-05-19, 09:01 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | adil amin | 12-06-19, 03:40 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Hafiz Bashir | 12-06-19, 04:55 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Deng | 12-06-19, 08:32 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Deng | 12-06-19, 08:33 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | ABDALLAH ABDALLAH | 12-08-19, 00:04 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | adil amin | 12-08-19, 04:26 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Deng | 12-08-19, 07:25 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | جلالدونا | 12-08-19, 07:46 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Deng | 12-08-19, 11:16 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | adil amin | 12-08-19, 11:59 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | adil amin | 12-08-19, 12:09 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | Deng | 12-08-19, 09:27 PM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | ABDALLAH ABDALLAH | 12-09-19, 01:07 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | adil amin | 12-09-19, 03:23 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | adil amin | 12-09-19, 03:33 AM |
Re: الشاعر محمد المكي ابراهيم هو السفير الانس | adil amin | 12-10-19, 03:49 AM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|