ثالوث الانعتاق: التعليم والإعلام ومنظمات المجتمع المدني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 02:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2019, 02:16 PM

Moutassim Elharith
<aMoutassim Elharith
تاريخ التسجيل: 03-15-2013
مجموع المشاركات: 1273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثالوث الانعتاق: التعليم والإعلام ومنظمات (Re: Moutassim Elharith)

    ثالوث الانعتاق: التعليم والإعلام ومنظمات المجتمع المدني (1- 3)
    معتصم الحارث الضوّي
    14 نوفمبر 2019

    المحور الأول: التعليم

    لعل من المُسلّمات البدهية لمن يرغب في استكناه الدولة الفاشلة (السودان حاليا) أن يُقرّ بأن مرحلة "الإنقاذ" المشؤومة لم تأتِ إلا تتويجا بُركانيا لتراكمات استمرت لعقود طويلة؛ بدأت بالسياسات الخبيثة التي اختطها الاستعمار، وتغذّت –كما ونوعا- على سياسات الكثير منها فارقته الحكمة بعد الاستقلال، وعبر مراحل الديمقراطيات والديكتاتوريات المتعاقبة.

    للأسف الشديد كان قطاع التعليم، عمود الخيمة وذروة السنام، أكبر ضحايا ذلك التخبط على الإطلاق، ولكي نتعرف على أبعاد الكارثة، نحاول تعريف الأسباب الرئيسة والنتائج المترتبة:

    1. التلاعب المتعمد بالمناهج الدراسية
    بدأت تلك الظاهرة في العهد الاستعماري بسياسات تستند بشكل أو آخر إلى حصاد تجربة دوغلاس دنلوب، مستشار المعارف في مصر، تحت قيادة اللورد كرومر، والتي أثّرت جزئيا على التجربة التعليمية في السودان أثناء عهد الاستعمار، واستمر العبث المؤدلِج خلال العقود التالية، وتُوّج –كما يعلم الجميع- بمناهج نظام "الإنقاذ"، وانظر مثالا ما فعلوه بالمرحلة الابتدائية، والتي تحول اسمها ومناهجها ومدتها وجوهرها أكثر من مرة أثناء عهدهم غير الميمون، ثم حاول بنفسك أن تُقدّر النتيجة!

    إن القاسم الأعظم بين كل تلك "الاجتهادات" هو التعنت الإيديولوجي، والسعي المحموم لإعادة تشكيل العقل الجمعي بوتيرة فورية/ قسرية لا تراعي تعقيدات المشهد اللغوي والعرقي والثقافي السوداني، ولا تستوعبها على الإطلاق في منطلقاتها ومحدداتها وتوجهاتها، بل جاءت –في معظمها- مبتسرة وفجة.
    علاوة على ذلك، اتسمت تلك "التجارب" بالفوقية، إذ لم تؤسس لها دراسات متأنية تنبع من المدرسين و المفتشين وواضعي المناهج أنفسهم، بل كانت تستند إلى قرارات سياسية عليا بناء على توصيات من بعض المنظّرين باتجاه هذه الإيديولوجيا أو تلك.

    من القواسم المشتركة أيضا أن المناهج الشائهة لم تواكب روح العصر، بل توقفت عند معطيات تاريخية ومحطات ثقافية لم تفارقها قيد أنملة، ومارست بذلك انتقائية تخالف المناهج العلمية.

    صبغ ذلك الأجيال المتتالية بتأسيس "مغسول الدماغ"؛ منبطح مبهور بالاستعمار، ثم سودانوية متعربة غير متسقة الخطاب ومتعجلة للنتائج، ثم مايوية جمعت روحا اشتراكية وديكتاتورية معا، ثم في عهد القتلة واللصوص إسلاموية مشوهة المرتكزات الفكرية وعشوائية في تخطيطها وتنفيذها.

    أدت تلك المقاربات الإيديولوجية المتباينة أيّما تباين إلى نشوء أجيال متعاقبة تحمل في دواخلها بذورا عقائدية متصارعة، وكانت إحدى نتائجة المباشرة الانفجار الهائل في صراع الأجيال؛ ولكن النتيجة الأبرز والأكثر إيلاما هي حالة التشظي الفكري والسياسي بالغة الحدة التي نراها الآن في بلد متخلف؛ يجدر بأهله أن يتواضعوا على ثوابت وطنية واضحة الأسس، جلية المعالم، لكي ينطلقوا في طريق التنمية والتطور دون إضاعة الوقت والجهد في الصراعات الإيديولوجية العبثية.
    وانظر يا رعاك الله، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كمية الحبر المسكوب والندوات والنقاشات حول عروبة وإفريقانية السودان، لتصاب بصداع يصاحبك ما بقيت على ظهر الفانية!

    2. التحجّر العلمي والمعرفي
    تدرج معظم دول العالم على مراجعة مناهجها التعليمية بصفة دورية، بل يلجأ بعضها لتعديل مناهجها سنويا لتضمن مواكبتها وتضمينها أحدث الحقائق والاكتشافات العلمية، ولتطبيق أحدث الطرائق التربوية والتدريسية. أما في سوداننا القابع تحت نير الديناصورية المعرفية، فلا تكاد المناهج التعليمية تشهد تغيّرا يُذكر، فعرّابو المعبد من متأسلمين وديوانيين يجتمعون في تصخّرهم ورفضهم للتطور!

    3. غياب أو عدم ملائمة الوسائط التعليمية المساندة
    تراجع بشكل مريع وجود وتجهيزات المختبرات في المدارس، واللوحات والرسومات التوضيحية في الفصول، والمُجسّمات المستخدمة في دروس العلوم والأحياء، وغيرها من وسائل الشرح والتبسيط لتوصيل المعلومة التعليمية إلى الطلاب.

    4. غياب أو تراجع المواد والنشاطات التكميلية أو غير الدراسية
    كانت الأيام الدراسية في السبعينيات من القرن المنصرم تتضمن التربية الوطنية، والتربية الريفية (دروس عملية لزراعة وتشذيب النباتات والزهور في حديقة المدرسة)، والمكتبة (حصة للقراءة الحرة من مكتبة المدرسة)، والموسيقا (تعليم وتدريب على الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها)، والرحلات المدرسية إلى المصانع والمزارع.. إلخ، والسينما المدرسية المتنقلة، والاحتفالات والمسابقات في عيد العلم والدورة المدرسية.. إلخ، وحصة الرياضة الأسبوعية.

    تلك الحزمة المتكاملة من الأنشطة المدروسة بعناية كانت تؤهل التلميذ للتطور بدنيا وفكريا ومعرفيا وذوقيا، وتُوسّع مداركه، كما أنها كانت تربطه بالبيئة التي يعيش فيها، وتُعلّمه حب الجمال، وتفتح آفاقه في سن مبكرة للتعرف على مجالات العمل التي يطرقها الراشدون.

    هذا من جانب الطالب، أما من ناحية المُعلّم فإنها كانت تُشبع لديه الروح التوّاقة للتربية وتدريب النشء على ما يفيدهم في مستقبل أيامهم، وتجعله يستشعر عظمة ونبل دوره في الحياة، ومساهمته في نهضة البلاد.

    5. تأهيل المدرسين وتدريبهم على الطرائق والوسائل التعليمية والتربوية الحديثة
    بسبب ضعف الموازنة المخصصة لوزارة التربية والتعليم في عهد الإنقاذ المشؤوم (نحو 3% تقريبا من الميزانية العامة للدولة في السنوات الماضية)، أصبح تأهيل المدرسين وتدريبهم يقبع في أدنى سلم الأولويات، وأضحى الأمر متروكا إلى المعلم الحادب ليؤهل نفسه، وبالعدم يتلقى التلميذ تعليمه على يد مُدرّس تجاوزه الزمن في المعارف والطرائق!

    6. التعليم التقليدي الجامد، ومحاربة روح الابتكار والتفكير الخلاق والإبداع، واستشراء التلقين والحفظ الببغائي واجترار المعلومات
    يرتبط تغييب روح التفكير الخلاق بعيب مشين في التربية السودانية التقليدية التي تجنح إلى خنق التفكير الإبداعي لدى الطفل، وتمج نزعته التلقائية إلى طرح أسئلة بريئة لاستكشاف الكون، ولذا تحارب استقلالية التفكير وتتعامل مع الطفل بسادية تتلذذ بإهانته اللفظية كلما رغب في التعبير عما يدور بخاطره (اسكت يا ولد)، وازدراء أفكاره (بالله شوف الحمار ده بيقول شنو؟)، وتسفيه عقله (ده كلام فارغ).. إلخ.

    7. روح القمع والعقاب المفرط، وحالة الإرهاب النفسي التي يعيشها التلميذ/ الطالب في بيئة المدرسة
    يُضاف إلى ما تقدم من عوامل الإرهاب النفسي اللجوء إلى الضرب المبرح بما لا يتناسب مع الخطأ أو التقصير إن وُجد، وهذا الأسلوب يزرع الخوف وعدم الثقة بالنفس في نفس التلميذ، وربما أدى إلى كراهيته العملية التعليمية بأكملها، ويذرع مدن السودان مئات الآلاف من الأشخاص من ذوي الذكاء والنباهة، ولكن تلك الممارسات السادية أدت إلى مغادرتهم مقاعد الدراسة في سن مبكرة، وخسر الوطن بذلك علماء ومخترعين وخبراء في مختلف المجالات كان بالوسع الاستفادة من إمكانياتهم.

    8. تحوّل العملية التعليمية إلى نشاط تجاري، وانتشار المدارس الخاصة بديلا للتعليم الحكومي
    وهذه من المخازي الكبرى لنظام الإنقاذ المدحور ونتيجة مباشرة لتقصيره في الصرف على التعليم الحكومي، حيث اضطر المقتدرون ماليا من أولياء الأمور إلى تحويل أبنائهم وبناتهم إلى المدارس الخاصة بحثا عن تأهيل أفضل، وبذلك تحولت العملية التعليمية على يد قراصنة التعليم الخاص إلى وسيلة مضمونة للإثراء السريع دون أدنى اعتبار لنبل التعليم، ورسالته المقدسة في خدمة الوطن والمجتمع وتهيئة النشء للمستقبل.
    أما تلك الفئة الأقل سعة من أولياء الأمور، فتضطر فلذات أكبادهم إلى المعاناة بين فصول متهالكة الجدران والتجهيزات في الحواضر، أو ما يُسمى اعتباطا "فصولا" في الأرياف والهامش، وقائمة الحزن والعار معلومة للجميع.

    لا انعتاق من ديجور التخلف دون إصلاح شامل وجذري للعملية التعليمية؛ بركانا يُفجّرُها من أصلها، ليُشيّد صرحا جديدا على أسس سليمة، ولنا في تجارب الأمم الأخرى خير معين إن أردنا التحفيز، أو بغينا الاسترشاد،


    ويبقى السؤال: متى سنبدأ؟!








                  

العنوان الكاتب Date
ثالوث الانعتاق: التعليم والإعلام ومنظمات المجتمع المدني Moutassim Elharith11-14-19, 02:14 PM
  Re: ثالوث الانعتاق: التعليم والإعلام ومنظمات Moutassim Elharith11-14-19, 02:16 PM
    Re: ثالوث الانعتاق: التعليم والإعلام ومنظمات Moutassim Elharith11-19-19, 12:32 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de