صديق لي، ظل يعمل لفترات متقطعة مع عدد من الوزراء في وظيفة المراسم، وهي وظيفة يبدو للوهلة الأولى أنها ضئيلة، ولكن من يمارسها يكون قريباً من تفاصيل المسؤولين الدقيقة والحساسة والخاصة. صديقي هذا قال لي: (والـله يا سهير وزراكم الجدد دييل ما بعرف غايتو) ؟ وكان يقصد وزراء (قحت) او الوزراء الذين جاءت بهم الثورة.
قلت له: مالهم ..!! أجابني :(يازولة الجماعة دييل خبرتهم ضعيفة جداً في العمل التنفيذي، لكن رغم ده عينهم ملانه وما حرامية، لأول مرة اتعامل لي مع وزير يشتري افطاره او احتياجاته من جذلانه الخاص). قلت له: هذا يكفينا نريد أشخاصاً أمناء على المال العام ومؤهلين. أما الخبرات فما دور المستشارين و وكلاء الوزارات إن لم يكن دورهم مد يد العون بالتنوير والاستشارة والمقترح. يكفينا مزيد من اللصوص، يكفينا مجموعة الحرامية الذين عاثوا فساداً في الديار، نحن ننوي بناء دولة الحرية والعدل والمساواة، ولن يتأتى هذا لو جئنا بخبراء برتبة لصوص . لن يعيب وزير خبرته، ولكن تعيبه السرقة، لن يعيبه اتخاذ قرار خاطئ، ولكن يعيبه تحويل المال العام لمنفعته الشخصية، لن يعيبه إعفاء كوز، ولكن يعيبه أن يعين نسابته وأصهاره ودفعته في الجامعة. أيضاً لن يعيب وزير إفطاره بفتة فول او ساندوتش طعمية، ولكن يعيبه وجود ضيافة في مكتبه من شكولاته الجلاكسي الفاخرة وعصير راني بالحبيبات ووجبات من اتموسفير في حين تشكو وزارته من ضعف التنمية. لاشيء يُقعد بنهضة الأمم مثل الفساد، والفساد له أبناء وبنات وقبيلة وعشيرة. وكلما استشرى الفساد، كلما ازدادت حاشيته وأقاربه من رشوة واختلاس وشراء ذمم ونفاق اجتماعي وتزوير وإعاقة للتنمية وتدهور في الاقتصاد وفشل في السياسات وتدمير للأخلاق. لذلك يا صديقي.. إن كان وزراء (قحت) كما قلت عينهم ملااانه لكن خبرتهم ضعيفة، فمرحباً ويا هلا بتلك الخبرات الضعيفة. الشرفاء في كل العالم يستطيعون وضع خارطة طريق واضحة المعالم للتنمية. إما اللصوص، فجميع طرقهم وعرة وزلقة وملتوية . خارج السور العين الملانه أهم.. وقديماً قالت جدتنا: المافي بيت أبوك بخلعك!!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة