هل تتجه حكومة قحت الى اعادة صياغة اسس الدولة السودانية ؟ وهل هذا منطقي وممكن خلال فترة ثلاث سنوات؟ هل يمكن احداث تغيير في هوية الدولة فجأة والى الأبد؟ ربما التنقيح والتصحيح في الخطاب الاعلامي والتربوي التعليمي ممكن، أما التغيير الجذري فصعب بدون تراكم واستمرار نحن في فترة تعقبها انتخابات لابد ستأتي بقوى تؤمن ايمانا راسخا بما سبق من اسس تاريخية للدولة فما جدوى اهدار الوقت الذي نحتاج اليه فيما ينفع البلاد والعباد ( انعاش الاقتصاد واقامة دولة العدل والقانون والتنمية والسلام) انا لا اتحدث عن رأي شخصي وانما عن منطق الذي يستطيع ان يحدث تغييرا هيكليا في بنية الوعي والهوية ( معتقدا وتصورات ووجدانا وعقلا جمعيا وانتماءا الخ) هو فقط من لديه الوقت والسند الشعبي، وهو من يستطيع ان يفوز باغلبية مطلقة في انتخابات عامة حرة ونزيهة ولعدة دورات متتالية بما يعني توفر القناعة التامة والتأييد الشعبي لمشروعه. هذا الكلام سيعني فورا وبالضرورة أن مشروع الانقاذ الحضاري هو الآخر سوف تأخذه الريح، لأنه جاء بلا قناعة عامة ، جاء عنوة وبلا بانتخابات حرة نزيهة وبالتالي فلا يمثل ارادة الشعب في شيء. من هنا اوصي بالتعامل بواقعية ومنطق ومسؤولية لا معنى لأن تفعل شيئا أنت تعلم أنه سيتم شطبه بعد سنتين دون ان يبكي عليه احد سواك السودان سيظل كما هو ( مثل الطريقة الصوفية) وأفضل من فهم شعبه وفعل ما يناسبهم في التعليم والسياسة والقانون هم الانجليز عليكم بنموذج الانجليز كأقصى حد ولنعرف جيدا ما هي مهمة حكومة قحت المؤقتة ( انعاش الاقتصاد واقامة دولة العدل والقانون والتنمية والسلام بجانب كتابة الدستور واجراء الانتخابات العامة) وانها لمهام جسام لا تستبقي وقتا لارتكاب مغامرات تحاكي مغامرات الانقاذ التي لم تجد شيئا. الرومانسية يمكن ان نمارسها في الشعر لا في الشعب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة