● كم هو مخيف أن يتقاعس بنا الحس الوطني لدرجة التحرُّف لصراع و التحيز لقبلية بل لخشوم بيوتٍ بين أبناء العمومة. مثلما يحدث بين الفينة و الفينةهنا و هناك لتروح ضحيته عشرات القتلى و الجرحى بفعل الشحن العاطفي بنعرات التمايز العرقي الذي يتنامى مع سبق الاصرار و الترصد عبر سنين (الأنقاض)البائدة.
● نعني بذلك مخلفات سياسات (الأنقاض) التي أذكت نار القبيلة على حساب الانتماء للوطن، و إستهدفت خاصة في نسيج لحمة لدالمجتمع الواحد مجتمعنا لتفريعات عرقية ما أنزل الله لها من سلطان مثل (عرب وزرقة) التي فاقمت النزاع في دارفور و اججت الصراع الجهوي المسلح .
● ثم انتقلت شحنات هذه الروح القبلية السالبة لتتفشى في حياتنا العامة وأصبح السؤال عن القبيلة فرض عين لاستخراج أية ثبوتيات وطنية و حتى للحصول على وظيفة ، فلا غرابةً في أن تظهر مطالب جهوية باقتطاع حواكير خاصة بها.
●لا مناص من التوعية بمخاطر هذه النعرات العنصرية على حساب الجهد الإنساني لمنظمات المجتمع المدني في ظل خروج المارد القبلي عن طوع القومية ليفت في عضض وحدة البلاد و التي تكمن في تنوعها.
● أكدنا مراراً أهمية تحقيق الوفاق القومي الذي يفسح المجال للحلول السلمية، لكن للاسف فإن عرًّابي الحروب و دعاة تهميش الآخر و محاولة اقصائه عنوةً و اقتداراً دفعوا هذا المقصى المهمش لخبير البحث عن ملاذ في تحالفات خرى .
● اثبتت التجارب العملية فشل الحلول العسكرية وردود فعلها العسكرية ، و أهل السودان لم يعودوا يحتملون النزاعات التي ارهقت كاهلهم الاقتصادي و هددت وجودهم الإنساني ، و هضمت حق التنعم بخيرات السلام والاستقرار بوطنهم.
● هذا يتطلب مزيداً من الانفراج السياسي لتهيئة مناخٍ سلمي قابل لشراكة اسياسية و مجتمعية جاية في صناعة مستقبل سودان جديد و انجاز دستورّ معافى ، و سوف لن يتأتى ذلك بتضييق الحريات و خنق الجهد المجتمعي السلمي الذي يعزز الانتماء للهوية السودانية كما عبر عنها عمنا العبادي : جعلي و دنقلاوي و شايقي شن فايداني غير جعلت خلاف خلت اخوي عاداني جعلوا نبانا يسري للبعيد والداني يكفي النيل أبونا والجنس سوداني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة