إقالة أحمد الشايقي

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم رجل من أقصى المدينة في العام ١٩٩٩م كنا نمر ومعي الأخ /أحمد الشايقي فلمحنا اللواء معاش /يوسف عبد الغني رحمه الله فتحسرنا على جلوس عالم وخبير على أطراف الطريق بحجة أنه معاش ولماذا لا تستفيد الدولة من زخيرته العلمية وقدراته المعرفية فهو خبير استراتيجي ومترجم للعديد من الكتب العسكرية أشهرها كتاب (سيف الله )عن خالد بن الوليد للكاتب الباكستاني أ .أكرم وتم طباعتها في سوريا ورفد بهما المكتبة السودانية غير كتابته عن تاريخ السودان . فلم يكل الشايقي أو يمل حتى تم استيعاب اللواء في كلية الأركان ومحاضر في معهد سلاح المدفعية عطبرة بل أقنع الاستاذ/غلام الدين عثمان الوالي حينها بالتعاقد مع اللواء يوسف عبدالغني لترجمة العديد من الدراسات الاقتصادية والسكانية والتنموية عن نهر النيل والتي أعدها برنامج الأمم المتحدة وظلت في أضابير أمانة الحكومة باللغة الانجليزية لكي تكون متاحة لكل العاملين بالوزارات المعنية . ولكم ان تتخيلوا الحيوية والنشاط الذين حفا سعادة اللواء وهو يقوم بهذه الأعباء وكأنه ابن العشرين . وأنا أحكي هذه القصة بالذات حتى نعلم أن الأخ/ أحمد الشايقي رجل دولة في المقام الأول وهو من أهدى نهر النيل رجل بقامة اللواء يوسف عبد الغني ليدلف الى العمل العام والنشاط الحزبي حتى ارتقى الى رئيس الحركة الشعبية نهر النيل وعين وزيرا للصحة فيها بعد اتفاقية نيفاشا للسلام .واستمرت صلالتنا معه حتى أتاه اليقين. أحمد الشايقي سفر لو أردت أن أحصي قصص عن عطفه واحترامه للناس لن أفي ولن أمل .وقد كان لي شرف أن أكون ثالث ثلاثة مكلفين باختيار مدير تنفيذي للهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة نهرالنيل ولم نفكر كثيرا وأجمعنا على الاستاذ/أحمد الشايقي وكتبناه أعلى القائمة المرشحة .فقد كانت سيرته في شركة نهر النيل للأمن الغذائي تملأ الآفاق فبإمكانيات شحيحة استطاع ان يساهم في حل كثيرمن ضائقة المعيشة في عطبرة ومحاربة الغلاء والاحتكار ولم يخب ظننا فيه فالرجل له من الطاقة وحيوية النشاط وبعد النظر ودربة ودراية ما جعلا الهيئة الخيرية قبلة لكل ذوي الحاجات واستعانت الولاية به وبها في انجاز كثير من المشروعات التي تعز على القطاع العام ويفر منها القطاع الخاص . ولأن الرجل لا ينام ولا يرتاح لأكثر من عشر سنين غادر الى الأردن مستشفيا في العام الفين فسأل الطبيب المعالج مرافقه ماذا يعمل هذا الرجل ؟ ونصحه بالركون الى الراحة وترك العمل العام نهائيا ويتفرغ لنفسه برهة حتى لا يضرها الضغط الذي يتعرض له . ولكن الرجل ملأه ايمان وتحمله عزيمة ويقوده اصرار فزاد اجتهاده وتوسع نشاطه فأسس شركة زادنا مع صنوه المرحوم المهندس/ محمد حسن المقلي .فشبت زادنا بأسنانها وكيف لا وخلفها فكر المقلي وأمامها دراية الشايقي .ولأنها صنعة الكبار لم تتجه زادنا الى التجارة والخدمات كما هو حال كثير من شركات الهيئات الاستراتيجية .فانجازات زادنا في البنى التحتية تحكي عنها الطرق والكباري ومشاريع الزراعة والاسكان الشعبي وكل هذا بأيادي وطنية وعملة محلية وبتكلفة أقل مما هو متوقع ومجاز. فأحمد الشايقي تعرفه كل قطاعات الشعب السوداني من خلال الفرص التي أتاحها بالطرق التي شقها وسواها والاستثمارات التي نشأت من حولها والخدمات على طولها التي سترت البيوت وملأت الجيوب بفرص التشغيل لآلاف الشباب من موظفين ومهندسين وفنيين وعمال من خلال الخبرات التي اكتسبوها في مجال المشروعات وتشغيل وصيانة الآليات الثقيلة والتقنيات الحديثة .ومن خلال تحديث المشاريع الزراعية وتوسعتها وبستنتها والانتاج الحيواني فيها والآن مشروعات زادي ١ وزادي٢ وهي مشروعات شخصيا أشفقت عليه من صراعات الإقليم وحرب المياه فهذه تتعدى قدراته الفردية وتحتاج لحماية الدولة من حرب المخابرات الأجنبية . أما أحمد الشايقي الذي تعرفه الخلاوي وحفظة القرآن وأسر الشهداء والبسطاء والفقراء والمساكين من أهل بلادي فأتركه لله يجزل له الثواب فهذه أعمال تحدث عن نفسها ولكنه رجل يعرفه جيرانه بحي الشمالي عطبره فقد عمل بوصية سيدنا جبريل عليه السلام للرسول (ص) بالجار وومد يده لأهله وعشيرته في نوري وكل ربوع السودان امتثلا لقول الرسول محمد (خيركم خيركم لأهله ) ويعرفه أهل العالياب فقد عز نسبهم وأكرم جوارهم، ويعرفه الإخوان فقد حفظ عهدهم ولم يتنكر لهم رغم الصراع وضراوة المفاصلة وسند عثرتهم فهو يعز العزيز وينزله منازله ويتواضع للمسكين كأنه واحد منهم . ويعرفه ضباط القوات المسلحة وجنودها فقد وفر قوتهم وجهز معيناتهم وأزال غبنهم . أما أحمد الشايقي ود البلد تعرفه عطبرة فقد عمر سكنها ورصف طرقها وفتح آفاق الاستثمار فيها وأضاف لها معالم عمرانية تحفة تميزها .ويكفي أن تعرف نفسك بعطبرة ليقف لك اجلالا واحتراما . أنا لم أجد أحدا يستقبلك في كل الأحوال مثل أحمد الشايقي يرحب بك وان كان مشغولا ويهتم لوجودك وان كان متعبا تحس جنبه أنك من خاصته كسيرة العظماء . أنا لا أنعي أحمد الشايقي فهو لازال قادرا على العطاء ويملك الكثير من الفكر والعمل ليقدمه لهذا الوطن فهو ابن السودان البار رغما عن اعتلال الصحة وضعف البصر فثقتي في عزمه وبصيرته ليشق بها الحجب . ولكن أشفق على زادنا من فقده وأشفق على خلفه من انجازاته وأشفق على الموظفين في زادنا من تحدياته فالوفاء للشايقي أن تظل زادنا قوية وتستكمل المشروعات التي بدأها .فزادنا أمانة بين أيديكم والوطن ضعوه في حدقات عيونكم وللشايقي رب يحميه. اسماعيل فرج الله ٧سبتمبر٢٠١٩