في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة المدنية الإنتقالية (1 - 100)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 10:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2019, 08:30 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة (Re: حسين أحمد حسين)

    في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة المدنية ( 8- 100)

    إعاقة دورة بناء الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة تضع البلد في حالة الانكشاف الاقتصادي

    مقدمة

    ذكرنا في المقال (4 -100 ) أنَّ سيطرة كليبتوقراط الإسلام السياسي على المال العام وموارده المتمثلة في صادرات البلد الحيوية وعائدات المؤسسات الحكومية الرابحة ومعهما الزكاة وإدارتها لصالحها خارج الموازنة العامة قد أعاقت دورة بناء الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة (وفرة الإنتاج من السلع والخدمات – صادرات تفوق الواردات – موازنة عامة بميزان تجاري موجب = قدرة الدولة على بناء احتياطي نقدي من العملات الصعبة تؤمن الحياة الاقتصادية الاجتماعية والسياسية للبلد)، ووضعت البلد في حالة الانكشاف الاقتصادي.
    ويجب أن نعلم أنَّ وضعية الانكشاف الاقتصادي مُنفرة للمستثمرين الأجانب والسودانيين العاملين بالخارج بصورة أكبر مما يفعل التضخم، وذلك لأنَّها ترتبط عضوياً بحلقات الفساد اللولبية لكليبتوقراط الإسلام السياسي، وبالتالي تُعيق إمكانية وجود توليفة مُثلى من عناصر الطلب الكلي وإدارتها بما يحقق المصلحة العامة للبلد ولسائر مواطنيه دون تمييز. وبالتالي على حكومتنا المدنية الموقرة الإسراع بعمل القليل اللاَّزم – كما وضحنا في مقالات سابقة وكما هو موضح في خاتمة هذا المقال - لتجاوز هذه المحنة بأسرع وقت ممكن.
    تعريف الانكشاف الاقتصادي

    الانكشاف الاقتصادي هو عدم قدرة الدولة على بناء احتياطي نقدي من العملات الصعبة يكفي لشراء واردات المواطنين والدولة من السلع والخدمات لمدة ستة أشهر على الأقل. وهذه الستة أشهر هي الزمن القياسي المرن الذي حدده الاقتصاديون لجلب الواردات التي تغطي الاستهلاك المحلي للمواطنين وللدولة من السلع والخدمات من أي مكان في العالم؛ الأمر الذي يجعل البلد بعد هذه النقطة الزمنية مكشوفة للأزمات، والمجاعات، الفوضى، والثورات.

    وقد حدث هذا فى سودان الانقاذ، ليس من انعدام موارد النقد الأجنبى ولكن، بسبب سرقة كليبتوقراط الإسلام السياسي لتلك الموارد من العملات الأجنبية بفِرية التمكين. فهم يحتكرون عائدات البترول والذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وحصائل صادرات البلد الزراعية والحيوانية والصناعات التجميعية لأتباع تنظيمهم، ويقيمون أود المواطنين المغلوبِ على أمرهم بالتسوُّل وبالهبات وبالبضائع المنتهية الصلاحية المجلوبة من الأسواق العالمية التافهة، وبيعها لهم بأثمان أعلى مِمَّا هى عليه فى أسواق العالم المتحضر.

    ومن الممكن أن يستمر هذا الانكشاف الاقتصادي في ظل حكومة السيد حمدوك ومن الممكن أن يسقطها حتى، إذا لم تتخذ حكومة حمدوك ووزارة المالية والاقتصاد الوطني الإجراءات اللازمة السريعة التي تجعلها قيَّومة على المال العام. وما يزيد من قابلية هذا الانكشاف للاستمرار هو امتناع المؤسسات المالية الدولية ودول الجوار الإقليمي (المنهكة بحروب رأس المال في المنطقة والمتشككة في حكومة حمدوك) عن منح الحكومة الانتقالية أي قروض أو هبات جديدة لذات سبب الانكشاف الاقتصادي، ولنزوع شريحة رأس المال المالي/كليبتوقراط الإسلام السياسي لافتعال الأزمات برمي المواد الغذائية والمحروقات وغيرها من السلع الضرورية في مياه النيل وبدفنها في مطاميرَ بالصحراء.

    وضعية الانكشاف الاقتصادي فى ظل حكومة الإنقاذ والحكومة الانتقالية

    إذا نظرنا إلى أرقام الإحتياطى النقدى لسنىِّ الإنقاذ وبنود التجارة الخارجية ومحصلتها فى الجدول أدناه، سنجد أنَّ السودان فى أغلب سنوات الإنقاذ، بالرغم من عائدات بترولها ومعادنها النفيسة المهولة وحصائل صادراتها الأخري، كان فى حالة انكشاف اقتصادى مستمرِّة ومزمنة فى بعض الأوقات، عدا فى السنوات 1995، 1996، 1997 التى كان فيها الشريف العفيف المرحوم د. عبد الوهاب عثمان وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني.

    ولعلَّ السبب المباشر لذلك هو النَّهب المتواصل لمقدَّرات الاقتصاد السودانى وسرقة موارده من العملات الصعبة، والافتقار للنظرة الاستراتيجية وعدم الاكتراث لبناء احتياطى نقدى من تلك العملات للاستفادة منه فى جذب المستثمرين الأجانب وتحويلات السودانيين العاملين بالخارج؛ الأمر الذي جعل كُلفة اجتذاب رؤوس أموال خارجية للعمل في السودان باهظة للغاية (والتأمين عليها باهظ جداً) وماسَّة لسيادة البلد.

    كما أنَّ البلد منذ عام 2006 إلى عام 2014 فى حالة انكشاف اقتصادى مزمنة وبدأت تأخذ طابعها الحرج منذ العام 2011 إلى 2014، وتكاد تعمل الحكومة بواقعٍ من "رزق – اليوم – باليوم". فالدولة لا تملك أىَّ غطاء نقدى من العملات الأجنبية يقابِل حتى الاستيراد الشهرى لمتطلبات المواطنين والدولة كما هو ظاهر بالجدول أدناه، دعك عن الستة أشهر. ولو لا ضخ الخليجيُّين لبعض المال فى دورة الاقتصاد السودانى فى عام 2015 و2016 لظلَّ الانكشاف الاقتصادى فى السودان فى حالته الحرجة تلك؛ حيث الاحتياطى النقدى لا يغطى الواردات الشهرية للدولة والمواطنين؛ ولسقط النظام وقتها.

    ولقد كان من غير المنظور أن يخرج السودان من حالة الانكشاف الحرجة والمزمنة مع دعم الخليجيين المتحفِّظ للإنقاذ بسبب عدم الثقة المطلقة فى البشير ونظامه، وبسبب الفساد الضارب بأطنابه لدى متنفذى الإنقاذ، وبسبب وقائع الحروب الرأسمالية التى تمولها دول الخليج فى المنطقة. ولذلك شهد العام 2017 والأشهر الأولى من العام 2018 عجز/امتناع الحكومة التام عن القيام بواجباتها من توفير السلع والخدمات لمواطنيها ولنفسها؛ وهى بعد تملك من عائدات الذهب والبترول والزراعة والثورة الحيوانية والصناعات التجميعية ما يغطى وارداتها ويزيد. ولكنَّها كانت تفضل تجييرها لصالح الرئيس السابق وزمرته لإدارتها خارج الدورة الإقتصادية للبلد، وحرمان بقية الشعب منها.

    هذا الواقع من عدم وجود الاحتياطى النقدى من العملات الصعبة، جعل الحكومة فى غاية التخبط: الانتقالات المُفاجئة الحادة بين الأحلاف، الدبلوماسية البذيئة والمناداة ابتزازاً بالتطبيع مع إسرائيل، رفع يد الدولة عن معظم الخدمات الاجتماعية، رفع الدعم عن المحروقات وفرض ضرائب عليها بالعملات الصعبة فوق سعرها فى الأسواق العالمية (فرض 16 دولار على برميل البترول مدفوعة من جيوب المواطنين حينما انخفضت أسعار البترول عالمياً وهي مستمرة إلى اليوم)، المناداة بخروج الدولة من الزراعة نهائياً، بيع ممتلكات الدولة للأجانب، وترك البلد (كل البلد) لرحمة قطاع خاص لا يرقبُ في المواطنين إلاَّ ولا ذِمَّة، ولا يتردد فى إغراق البلد بالبضائع الفاسدة والأدوية المنتهية الصلاحية.

    وتزداد طينة هذا الواقع بِلَّة حينما نجد أنَّ السودان - بكلِّ المقاييس المستقلة والمحايدة التى قامت بها بعض الأجهزة العالمية المختصة كمجموعة البنك الدولى فى عام 2016 - مازال واحداً من الدول الأكثر تعقيداً فى العالم من حيث البدء فى مشروعات استثمارية، ويحتل الرقم 146 من جملة 189 دولة فى العالم طُبقت ذات المعايير فى السنة الجارية (http://www.doingbusiness.org/data/exploreeconomies/sudan/http://www.doingbusiness.org/data/exploreeconomies/sudan/. كما أنَّ السودان من حيث الفساد وعدم الشفافية يحتل ثالث أسوأ المراكز فى العالم فى عام 2015، هو المركز 165من بين 167 دولة فى العالم (https://www.transparency.it/wp-content/uploads/2016/01/Corruption-Perceptions-Index-2015-report_EMBARGO.pdf. بالإضافة إلى ذلك فإنَّ السودان فى نظر كثير المراقبين الدوليين يُعتبر من أكثر الدولة عُرضةً للبلبلة السياسية، وبالتالى يصبح مكاناً غير جاذب للاستثمار (http://store.bmiresearch.com/sudan-and-south-sudan-country-risk-report.html. وعلاوة على ذلك فإنَّ السودان من حيث درجة الملاءة الإئتمانية هو رابع أسوأ دولة من بين 177 دولة فى العالم قامت بهذا الاختبار، ويحتل المركز رقم 174 (https://www.kpmg.com/Africa/en/KPMG-in-Africa/Documents/Sudan.pdfhttps://www.kpmg.com/Africa/en/KPMG-in-Africa/Documents/Sudan.pdf. ولا يختلف هذا الوضع فى السنوات 2017 و 2108 و2019، إذ أنَّه مازال مستمراً.

    مآلات المساس بالاحتياطى النقدى من العملات الصعبة

    إنَّ حقائق الانكشاف الاقتصادى المذكورة فى الجدول أدناه وتلك اللاحقة له، لهِيَ حقائق جد خطيرة، وتتمثل خطورتِها فى الآتى:

    1- إنَّ أهمية الغطاء النقدى من العملات الصعبة تكمن فى كونه غطاء العملة السودانية لدى الجمهور، وفى كونه رصيد الدولة للوفاء بالتزاماتها تجاه المستثمرين الأجانب والعالم الخارجى، ورصيدها لشراء السلع والخدمات التى يحتاجها المواطنون والدولة لأطول فترة زمنية ممكنة إذا، لا قدَّر الله، حدثت كارثة عطَّلت الحياة الاقتصادية بالكامل، ورصيدها لتمويل البعثات الدبلماسية السودانية والدارسين والمتعالجين فى الخارج.

    وبالتالى، فإنَّ المساس بالاحتياطى النقدى (جراء الجهل بالاستراتيجي) له أثر سلبى تراكمى وتراكبى على مستوى الاقتصاد والسياسة والعلاقات الخارجية. وما من دولة تسرِق/تهمل بناء احتياطيها النقدى من العملات الصعبة إلاَّ هجرها الاستثمار (الأجنبي والمحلي) الجاد المنتج الخلاَّق، وأصبحت بالتالي قبلة للأموال القذرة؛ وإلاَّ انهارت منظوماتها الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي ازدادت القابلية فيها لاشتعال الثورات.

    وهذا التحليل (مع عوامل أخري بطبيعة الحال) هو الذي جعلنا نقضي في 01/01/2018 في هذا المنبر الكريم ومن واقع تحليل موازنة العام 2018 نفسها، بأنَّ هذ العام هو عام اسقاط النظام. وقد كررنا نفس العبارة في يوم 12/12/2018 في مقال آخر بذات المنبر وقلنا فيه: "بالرغم من أنَّ المتبقي من موازنة 2018 بضعة أيام، إلاَّ أنَّنا مازلنا على قناعة تامة بأنَّ هذا العام هو عام اسقاط النظام". والحمد لله لم يخزِنا الله جلَّ جلاله في رؤيتنا وتحليلاتنا، ولم يخذلنا شعبنا فقد قام باقتداح الثورة في اليوم التالي لذلك المقال، أي في 13/12/2018.

    والآن نقول: على حكومتنا المدنية الانتقالية أن تنتبه إلى حقيقة أنَّها تسير على ذات المنوال إذا لم تتدارك نفسها بقرارات ثورية تجعلها قيومة على المال العام وقيومة على إدارته لصالح كل الشعب السوداني.

    2- إنَّ خطورة الانكشاف الاقتصادي تتمثل كذلك في عجز الدولة عن التأثير فى عرض النقود، وبالتالى عجزها عن التأثير فى سعر الصرف، والذى ينتهى بعجزها عن التأثير فى ضبط التضخم. فحين تعجز الدولة عن بناء احتياطيها النقدى من العملات الصعبة، فذلك يعنى أنَّ جزءاً من الطلب الكلى يجب التخلى عنه خاصةً ذلك المتعلق بالفقراء (ولا غرو أن وصل عدد وفيات ولاية الخرطوم وحدها 1700 متوفَّى يومياً)، لأنَّنا يجب أن نسحب المكوِّن المحلى للجزء الذى أخذته الدولة من الإحتياطى النقدى، وهنا يتعطل الاقتصاد وينكمش. وإذا لم نسحب المكون المحلى للاحتياطى النقدى الذى أُخِذ سيكون الاقتصاد فى حالة تضخم. وإذا زادت الدولة من سعر صرف عملتها للحد من الطلب عليها، هرع الجمهور إلى السوق الموازى ليشترى منه العملات الصعبة وغيرها (كان مدراء بعض البنوك يبيعون الكاش للجمهور بالتنازل عن 10% منه) لتلبية احتياجات الطلب الكلى من السلع والخدمات. وإذا أُغرِقَ السوق بسلع عالية الأثمان، ستضطرَّ الدولة إلى تخفيض وطباعة عملتها (دون غطاء من العملات الصعبة بطبيعة الحال) وبالتالى يزداد الأثر التضخمى أيضاً مع وجود سلع وخدمات لا يستطيع الجمهور شراءها، فيدخل الاقتصاد فى حالة ركود؛ وهذه الحالة من تزامن الركوض والتضخم تُسمَّى بالركود التضخمى (Stagflation).

    3- إنَّ إضعاف قدرة البنك المركزى على ضبط التضخم، يضطرَّه إلى مضاعفة أثر السياسة النقدية بالتغيير فيها من وقتٍ لآخر، وبالطبع يقع جلُّ أثر ذلك على القطاع الخاص، حيث يُعيق هذا النوع من المساس بالاحتياطى النقدى تنمية القطاع الخاص الذى عادة ما يكون شديد الحساسية تجاه عدم الاستقرار النقدى وضعف ملاءة الدولة المالية والإئتمانية. وكما هو معروف، فإنَّ هذا الأمر سيؤدى إلى مناخ غير ملائم للاستثمار على مستوى الاقتصاد القومى.

    4- إنَّ المساس بالإحتياطى النقدى يجعل الدولة ضعيفة الملاءة المالية والإئتمانية وغير قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه طالبى العملات الصعبة من المواطنين والأجانب لشتى الأغراض المشروعة كالعلاج بالخارج. ويُعزِّز من هذه الحقيقة أنَّ الدولة قد اضطرت فى بعض الأحيان أنْ تعطى بعض شركات البترول سلعاً للصادر بدلاً عن العملات الصعبة لأنَّها فى حالة انكشاف اقتصادى؛ ولكى ترغِّبَهم فى القبول بذلك فقد عفتهم حتى من ضريبة الصادر التى هى واحدة من أهم مصادر تمويل الخزانة العامة وبناء الاحتياطي النقدى ذات نفسه.
    ثم انظر قارئى الكريم إلى خطل أن تُطل فى أسواق صمغنا العربى العالمية، على سبيل المثال لا الحصر، شركة ماليزية أو صينية أو قطرية.

    5- إنَّ المساس بالإحتياطى النقدى – بدلاً عن مضاعفته - فى ظل الظروف المحيطة بوطننا داخلياً وخارجياً، ينم عن عقلية إنقاذية فى غاية اللامبالاة واللامسئولية بأمر المواطن السودانى، وينم عن عقلية فى غاية السفه والجهل بأهمية الاستقرار المالى والاقتصادى والسياسى وكل ما هو استراتيجي للمستثمر المحلى والأجنبى والسودانى المغترب، خاصةً فى المدى القصير.

    فكيف يستثمر عندك الأجانب وأنتَ لا تملك غطاءاُ نقدياً من العُملات الصعبة يضمن لهم تحويل أرباحهم؟ كيف يستثمر عندك المغتربون السودانيون وأنتَم قد أدخلتَم الجيل الأول من تحويلاتهم فى مشروعات البترول والمعادن النَّفيسة وحرمتموهم من عائداتها ووزعتموها حِكراً على عناصر تنظيمكم؟ من الذى يُلْدَغُ من جُحْرِكم مرتين يا هؤلاء!

    6- هذا الأمر سيقود البلد إلى انتهاج دبلماسية مرهِقة (يا أستاذة أسماء)؛ تنافق العالم بأنَّ الوضع الاقتصادى فى السودان سيكون على ما يُرام، وربما بُذلت فى سبيل ذلك المشروع واللامشروع من الأقوال والأفعال. والعالم من حولنا يعلم تمام العلم من واقع احتياطينا النقدى من العملات الصعبة أنَّ البلد فى حالة انكشاف اقتصادى مزمن وحرج. ولكن الوفود تلو الوفود، ستسافر وستتفاوض وتتسول لسد رمق المواطنين شهراً بشهر، واسبوعاً بإسبوع؛ والأمر ذاته يُراوح مكانه.

    عليه يجب أن تنتبه حكومة السيد حمدوك إلي أنَّها لم تَرِث دولة، بل ورثت مسخاً مشوهاً من كل شئ: الهدر المؤسسي والعبث والفساد والفوضى منذ ميلاد سيئة الذكر الإنقاذ إلي يوم النَّاسِ هذا. وما لم تتدخل الحكومة المدنية الانتقالية بعملية جراحية شاملة لكل جسد الإنقاذ الآن؛ لا سيما جهاز أمن الساقط البشير، فإنَّ عاقبة أمرنا لن تكون حميدة مع هذا السرطان الإخوانوي.

    خاتمة

    للتذكير مرة ثانية، يجب مَرْكَزة الإيرادات والمصروفات العامة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني الاتحادية وتحريم وتجريم التجنيب، ويجب إخلاء طرف وزارات المالية الاتحادية وفي الولايات من الصرف على أكثر من 3000 منظمة إخوانوية هلامية ومشبوهة وتتطفل على المال العام، ويجب الامتناع عن الصرف على جيوش المؤقتين في كل الوزارات والوحدات الحكومية، ويجب أن تدفع كل الشركات المعفاة من الضرائب في فترة سيئة الذكر الإنقاذ كل ضرائبها وبأثر رجعي (ولنبدأ بشركة التأمين الاسلامي التي أصبحت بالإعفاءات أكبر مالك للعقارات في العاصمة المثلثة على الإطلاق) أُسوةً بأصحاب الدرداقات والأورنيشية والباعة المتجولين، ويجب أن تتبع كل شركات القوات النظامية وأشباهها إلى وزارة المالية والاقتصاد الوطني، ويجب إعادة النظر في المشاريع الحكومية التي تمت خصخصتها كلها وإرجاع حصائل أرباحها بأثر ارتدادي إلى الخزانة العامة، ويجب أن تُسيطر الحكومة على كل موارد البترول والذهب والمعادن الأخرى (النفيسة وغيرها) وأن تكون محتكرة للدولة إلى حين النظر في العقود الممنوحة للشركات الخاصة الأهلية والأجنبية منها، ويجب ضرب السوق الموازي في مقتل (تغيير العملة).

    كما يجب أن تتنصل وزارة المالية صراحةً من 173 ألف رسم ضريبي (ذكرها ديوان الحسابات) لا يتم تحصيلها بأورنيك 15، وذلك لأنَّها سرقةٌ صريحة وقد قصمت ظهر المواطن. كما يجب حل جهاز المخابرات العامة الحالي أو استبداله بالمفصولين تعسفياً من القوات النظامية إذا رغبوا في ذلك؛ فهو أُسُّ الفساد في فترة الانقاذ وأساسها.

    حالة الإنكشاف الإقتصادى فى ظل حكومة الإنقاذ

    (الأرقام بملايين الدولارات)

    حالة الإنكشاف الإحتياطى النقدى محصلة التجارة الخارجية صادرات واردات السنة

    - 15913142 - - - 1989

    - 11414227 - - - 1990

    - 7614304 - - - 1991

    يغطى أقل من 3 شهور. 27518807 +415000000 527000000 112000000 1992

    يغطى أقل من 4 شهور. 37430696 +469000000 585000000 116000000 1993

    يغطى أقل من 3 شهور. 78155913 +192000000 544000000 352000000 1994

    لا يوجد إنكشاف. 163360978 +209000000 435000000 226000000 1995

    لا يوجد إنكشاف. 106782703 +325000000 513000000 188000000 1996

    لا يوجد إنكشاف. 81564279 +242000000 364000000 122000000 1997

    أقل من 4 شهور. 90623305 +36000000 67000000 31000000 1998

    أقل من شهرين. 188738167 -820000000 580000000 1400000000 1999

    يغطى أقل من شهرٍ واحد. 137814239 +254000000 1807000000 1553000000 2000

    أقل من 3 شهور. 49736273 -602000000 1699000000 2301000000 2001

    أقل من شهرين. 248935516 -497000000 1949000000 2446000000 2002

    أقل من 5 شهور. 529445722 -340000000 2542000000 2882000000 2003

    أقل من 4 شهور. 1337996808 -297000000 3778000000 4075000000 2004

    يغطى 3 شهور. 1868587866 -2477690566 4971303329 7448993895 2005

    يغطى شهرين فقط. 1659926272 -3699976520 5930483790 9630460310 2006

    أقل من شهرين. 1377921603 -1014022945 9389652902 10403675847 2007

    أقل من شهرين. 1399041060 +1326815089 12087993690 10761178601 2008

    أقل من شهرين. 1094178603 -2047805936 8581142973 10628948909 2009

    يغطى شهراً واحداً. 1036243575 +274460811 11646421263 11371960452 2010

    أقل من شهر. 192529863 +23125000 10488424062 10465299062 2011

    أقل من شهر. 192632629 -4737082584 5536603930 10273686514 2012

    اقل من شهر. 192957046 -4709950986 6047707929 10757658915 2013

    أقل من شهر. 181457792 -4311170341 5855640063 10166810404 2014

    يغطى 3 شهور. 172400000 -3700000000 2900000000 6600000000 2015

    المصدر: الأرقام مجمعة من موقع البنك الدولى، وموقع المخابرات المركزية الأمريكية.

    الجدول أعلاه أوضح على الرابط التالي:
    (https://www.alrakoba.net/2269091/سرقة-الإحتياطى-النقدى-تضع-السودان-فى-ح/https://www.alrakoba.net/2269091/سرقة-الإحتياطى-النقدى-تضع-السودان-فى-ح/.









                  

العنوان الكاتب Date
في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة المدنية الإنتقالية (1 - 100) حسين أحمد حسين08-31-19, 05:36 PM
  Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-03-19, 06:43 PM
    Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-05-19, 08:56 PM
      Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-09-19, 07:16 PM
        Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-13-19, 04:51 AM
          Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-14-19, 11:11 AM
            Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-18-19, 09:15 PM
              Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-26-19, 08:08 AM
                Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين09-26-19, 11:41 PM
                  Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين10-05-19, 03:59 AM
                    Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين10-11-19, 08:30 PM
                      Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين10-24-19, 09:04 AM
                        Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين10-26-19, 10:57 AM
                          Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين11-07-19, 02:41 AM
                            Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة توفيق عيسى مكي11-07-19, 05:47 AM
                              Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين11-08-19, 00:36 AM
                                Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين12-26-19, 02:16 AM
                                  Re: في شأن تعضيد الاقتصاد المدني ودعم الحكومة حسين أحمد حسين12-28-19, 02:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de