أقباط السودان هل سمعت عنهم ..؟! طلحة جبريل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 11:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2019, 03:55 PM

خالد صهيبة
<aخالد صهيبة
تاريخ التسجيل: 03-26-2016
مجموع المشاركات: 66

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أقباط السودان هل سمعت عنهم ..؟! طلحة جبريل

    03:55 PM August, 06 2019

    سودانيز اون لاين
    خالد صهيبة-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    mailto:[email protected]@talhamusa.com

    هاجر الاقباط السودانيون إلى شتى الاصقاع يبحثون عن أوطان بديلة. عدد كبير من هؤلاء استقروا في برايتون في انجلترا ، وآخرون طوحت بهم الايام الى استراليا وكندا. في برايتون التقيت بعض الذين هاجروا الى هناك . اختاروا هذه المدينة الساحلية صدفة ، ذلك انهم اقتفوا أثر المجموعات الاولى التي ربما اختارت الاستقرار هناك. حمل المهاجرون الى برايتون كل عاداتهم وتقاليدهم السودانية وحتى موسيقاهم.

    ساد انطباع خاطئ مؤداه ان اقباط السودان هم امتداد لاقباط مصر. لكن هذا الانطباع ليس صحيحاً على الاطلاق . ربما يشترك الجانبان في الانتماء الى الكنيسة الارثوذكسية ، لكن عدا ذلك لا يجمع بينهما سوى ما يجمع السوداني والمصري بكيفية عامة سواء كان مسلماً أو قبطياً .

    الشواهد والدلائل كثيرة على ان أقباط السودان هم سودانيون أولاً وأخيراَ . ساكتفي بواقعة واحدة . في نوفمبر عام 2005 انعقد مؤتمر في واشنطن نظمه الاقباط المصريون تحت شعار " الديمقراطية في مصر للإسلاميين والمسيحيين " ، وخلال أربعة ايام ناقش المجتمعون قضايا بلا حصر تتعلق باوضاع الاقباط في مصر، وحقوق الانسان وتطبيق الشريعة الاسلامية على غير المسلمين تحدث مشاركون عن " اضطهاد الاقلية القبطية في مصر " وعن " إجبار فتيات صغيرات على الزواج من مسلمين" و "تهديم كنائس " وما الى ذلك من أمور لا يمكن الجزم بصحتها او خطأها.

    ما لفت انتباهي في ذلك المؤتمر أن قبطياً سودانياً واحداً لم يشارك فيه .كما لم يتطرق أحد أصلاً الى مشكلة الاقباط السودانيين. شاركت في المؤتمر منظمات تدافع عن حقوق الإنسان ، وشارك فيه ممثلون عن الأقلية النوبية في مصر ، وحتى يهود ليبيا، وأقباط من استراليا وكندا ومصر، بل وشارك فيه باحثون مسلمون معنيون بقضايا الديمقراطية وحقوق الأقليات .

    لم يجد أقباط مصر قبطاً سودانياً واحداً يشارك في مؤتمر واشنطن.ولعلهم حسناً فعلوا.

    أقباط السودان جزء أصيل من النسيج الاجتماعي في بلادنا . سودانيتهم لا يجوز ولا يمكن ان تبقى محل تساؤل . بل من المعيب أصلاً طرح هذا الامر سراً أو علناً . لا يجوز لاي سوداني سواء كان في السلطة او خارجها، ان يقرر من هو المواطن ومن هو ليس مواطناً . نحن جميعاً مواطنون على قدم المساواة . نحن جميعاً رضعنا الوطنية من ثدي امهاتنا .

    مساهمة الاقباط في الحياة السياسية في السودان واضحة وجلية . ساكتفي بالرموز . وإذ أحس أحد من خلال ما أكتب أن إعجابي ظاهر بحيوية هذه الشريحة من السودانيين، فهذا الإحساس صحيح ولست أداريه ولا أحاول وإنما أقر به منذ اللحظة الأولى لكي أريح نفسي وغيري .

    كان القانوني هنري رياض من أبرز القانونيين في تاريخ السودان المعاصر، رفد المكتبة بكتب مرجعية ، وترجمات ساهمت في تكوين وعي عدد لا يحصى من المتعلمين. كان شخصية وطنية من تلك الشخصيات التي يستظل الناس بظلالها الوارفة في لحظات الشدة.

    ضمت الاحزاب السودانية شخصيات قبطية وازنة . كان هناك عبدالله النجيب في قيادة الاتحاديين ، ولطيف صباغ في حزب الامة ، وسمير جرجس في الحزب الشيوعي . ثم كان هناك المحامي نبيل أديب في قيادة التجمع الوطني الديمقراطي .

    ثقة الناس في الاقباط جعلتهم يتولون عادة وظائف الصرافة والحسابات. عدد بلا حصر عملوا داخل الخدمة المدنية قبل أن يخربها جعفر نميري تخريباً متعمداً . كثيرون عملوا في هيئة السكك الحديدية ، وكانوا وراء الانضباط الاداري الصارم لهذا المرفق. قبل أن يحطمه نظام مايو البائس .عمل الاقباط في التجارة ، وكانوا أيضاً يحظون بثقة الناس في تعاملاتهم . انتشر الاقباط في جميع الارجاء والانحاء. في العاصمة والاقاليم ، وفي معظم المدن والقرى .

    مع بداية حقبة التسعينات راحت الامور تغيير ، ليس فقط بالنسبة للاقباط لكن مع جميع أهل السودان . نزلت على البلاد أجندة سياسية لتيار ظن ان بمقدوره بل من حقها " إعادة صياغة المجتمع السوداني " صياغة جديدة طبقاً " لتوجهات حضارية". لم يدرك اصحاب هذا التوجه أن هناك فرقاً كبيراً بين حق البشر في توجيه مقاديرهم وبين تجاسر بعض الناس على توهم صنع الكون .

    في آواخر ديسمبر عام 1989 تلقى الاقباط اول إشارة من إشارات التوجه الحضاري . كانت تلك الاشارة تقول لهم كلمة واحدة قاسية ومريرة : أرحلوا . كان بداية لليل طويل حالك. كان هناك من يريد أن يثبت فعالية البطش، وفي كل الاتجاهات.

    صدرت الاشارة من محكمة في الخرطوم . تلك المحكمة أطلق عليها " المحكمة الخاصة".

    مثل مساعد طيار سوداني يعمل في الخطوط السودانية يدعى جرجس القس بسطس امام تلك المحكمة . كانت التهمة هي تخريب الاقتصاد الوطني وخرق قانون التعامل بالنقد الاجنبي . قال الادعاء في المحكمة إن مساعد الطيار جرجس ضبط متلبساً بمحاولة تهريب حوالي 95 الف دولار مع شيكات بمبلغ 800 دولار ، وشيك آخر بمبلغ دولاراً 150 و175 ريالاً سعودياً و 840 جنيهاً مصرياً . لم تستغرق محاكمة جرجس طويلاً ، وصدر ضده حكم بالاعدام شنقاً حتى الموت . نفذ فيه حكم الاعدام فجراً في سجن كوبر في فبراير عام 1990 . تعرض جرجس الى إهانات بالغة وتعذيب قاسي خلال فترة اعتقاله ، كما تعرض لضغوط نفسية رهيبة ، حيث كان يستدعي عدة مرات على اساس ان ينفذ فيه حكم الاعدام لكنه يعاد الى زنزانته .

    ومرة اخرى كانت الرسالة واضحة وصريحة لجميع الاقباط : أرحلوا .

    شنت حملة نفسية تضغط على كثيرين ليس فقط بأن يبتعدوا عن الطريق وينزون في جحور ، بل يرحلون . كانت هناك مشاعر قلق آخذة في التزايد وسط الاقباط من ان البلاد في طريقها للانزلاق نحو حكم سيكون أقل تسامحاً . ولسوء الحظ كانت هذه المشاعر لها ما يبررها على ارض الواقع. بدأت مضايقات علنية واخرى تتم في الخفاء . لا أحد كان يدري لماذا استهدفت حملة التهجير القسري الاقباط على وجه التحديد . لكن ذلك قد حدث . حدث بكيفية واضحة لا لبس فيها . أجبر كثيرون على ترك وظائفهم وتجارتهم . واضطر كثيرون على بيع ممتلكاتهم باسعار بخسة . وخرج الاقباط موجة تلو موجة. وتشتتوا في جميع اصقاع الارض . لكن حنينهم الى وطنهم انتقل معهم الى حيث رحلوا . وشكلوا في كثير من الاحيان مجمتعات الشتات مع باقي ابناء وطنهم .

    الآن ، يقال للناس إن البلاد مقبلة على تجربة ديمقراطية ، وعلى الرغم من الشكوك التي تساورني من انه لم يحدث ان تطوع نظام شمولي تفكيك نفسه عبر صناديق الاقتراع ، فإن مسألة عودة الاقباط الى وطنهم أمر مرغوب ومطلوب بل هو حق لا يقبل اي نقاش . ولكن حتى تعود هذه الشريحة من المواطنين لابد من إزالة الغبن ، وحصر المظالم التي وقعت وتصحيح ما يمكن أن يصحح منها .

    الوطن الذي يضيق بابنائه على الرغم من اتساعه وترامي اطرافه ، ليس قطعاً هو الوطن الذي نحلم به ونعمل من أجله. سمعة اهلنا خارج بلادهم انهم اطيب الناس وأكثرهم تسامحاً .

    بربكم ، نريد فقط هذه الصفة .








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de