Quote: لم يكن غريباً على دولة جنوب السودان ان تكون اولى الدول التي ترسل مبعوثاً للوقوف على تطورات الاحداث بالسودان في اعقاب الحراك السياسي الذي ادى خلع الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني عن سدة الحكم بعد ثلاثين عاماً في إدارة حكم السودان . لم تقف تحركات حكومة دولة جنوب السودان عند محطة الاطمئنان على ما يدور في الشمال فقط ، فقد شهدت الفترة قبل – فض الاعتصام – زيارات متبادلة بين المسؤوليين في البلدين ، انتهت بزيارة رئيس المجلس العسكري الفريق اول عبد الفتاح البرهان الى جوبا ولقاءه بالرئيس سلفاكير في إطار التحركات الاقليمية لرئيس المجلس العسكري لتطورات الاوضاع الداخلية والمشاورات مع الدول ذات المصالح المشتركة والاكثر تأثراً بالاوضاع في السودان . في تصريحات للمستشار توت قلواك ، رئيس وفد جنوب السودان للصحافة السودانية ، أن مبادرتهم لا تشبه مبادرات الآخرين ، وفي حقيقتها هي مبادرة أهل الدار واهل البيت ، فلا نستأذن أحد لتقديمها ولسنا في حاجة لميادرة إقليمية اول دولية ، فهي مبادرة من الداخل الى الداخل . لم تستثني لقاءات وفد الجنوب احد من القوى السياسية الا المؤتمر الوطني ، فكانت مع الصادق المهدي الذي عركته الحياة السياسية ، كذلك مع تكتلات مجموعات التجاني السيسي وموسى محمد احمد ، وهم يحملون بقايا إتفاق الشرق ودارفور ، وكانت مع منبر النيل الازرق في شخص دكنور فرح ابراهيم عقار ، كما كانت مع قوى الحرية والتغيير ، ثم مع قيادات المجلس العسكري – شريك قوى الحرية والتغيير – والضامن للإستقرار في السودان . هذه اللقاءات وجدت قبولاً واستحساناً من كل القوى السياسية بإعتباره عملاً متميزاً من قبل دولة جنوب السودان . لا يميز مبادرة " اهل الدار " انها من الداخل فقط ، بل انها كانت مبادرة شاملة لقضايا الحرب والسلام التي أقعدت السودان لفترات طويلة ، فقد احيت جهود حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام بين الحركة الشعبية شمال – وحركات دارفور المسلحة مع الحكومة في السودان ، ولعل قرار رئيس المجلس العسكري بتشكيل لجنة من المجلس العسكري تختص برعاية التفاوض مع الحركات المسلحة مؤشراً لمبادرة أهل الدار ، وقد أظهرت هذه الحركات المسلحة وطنية وبعد نظر أنه بالرغم من تأييدها للثورة والتغيير الا انها لم تستقل الازمة التي تعاني منها البلاد للقيام بأي عمليات عسكرية او إختراقات امنية في جبهات القتال المختلفة ، بل حافظت على تعهداتها بوقف إطلاق النار ، بل لمحت لتمديدها لفترات حتى تصل لتفاهمات مع الحكومة القادمة وتضع نهاية للحروب في السودان . على الرغم من توفر عوامل النجاح لمبادرة اهل الدار ، الا أن الطريق ليس ممهداً ومفروشاً بالورود – لا نقول ان الآمال منعقدة – على المبادرة فقط ، ولكنها مبادرة هامة في مسار تطور العلاقات بين البلدين والتأسيس لقاعدة جديدة في العلاقات بينهما ، تقوم على احقية البلدين في تبادل المصالح التي لا تزال – مشدودة – بجبال التاريخ والجغرافية والمصير المشترك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة