معطيات: أولا: الوسيط الدولي ١. حدث من قبل إنقلاب عسكري في مصر وكذلك مذبحة. قام الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية مصر. في نهاية المطاف صار السيسي رئيسا للاتحاد الأفريقي. ٢. اندلعت الحرب في سوريا تغزيها أسلحة الجيران العرب والعطاء الروسي. قامت اجتماعات وانفضت. ظهرت مبادرات وخبت. المؤتمرات غطت الكرة الأرضية. لا زال بشار حكم ولازال السوريون يهيمون على وجوههم في الأرض الواسعة. ٣. اندلعت الحرب في ليبيا أيضا تغزيها أسلحة الجيران العرب. انقسمت البلد الي قسمين متحاربين. كل قسم يغزيه معسكر عربي. اندلعت الواسطات الأوربية والاممية. مرت السنوات ولازال الجرح الليبي ينزف ولازال العرب يغرسون سكاكين مصالحهم. ٤. اندلعت الحرب في اليمن تغزيها مصالح الجيران العرب وايران واجساد جنودنا التي صارت حطباً للمحرقة. انقسمت اليمن إلى معسكرين مثل ليبيا. تم تعيين مفوض دولي تغير عدة مرات. تفننت الأمم المتحدة في ابداء قلقها. تشرد اليمنيون في بلادهم واصقاع العالم. لازال سكرتير عام الأمم المتحدة يبدي قلقه. ثانيا: المجلس العسكري ١. تحرك طولا وعرضا في داخل البلاد وإنشاء اجساما هلامية متعددة تضفي عليه الشرعية. ولازال يقذف بجسم ويأتي بآخر دون كلل أو خجل أو وجل. ٢. تحرك خارج البلاد بعد أن حزم أمره بالوقوف في المحور الثلاثي مستمتعا بدعمهم ومنفذا لاجندتهم بعد أن تلقى ضمانات نرى نتائجها على الأرض تعنتا وإصرارا على البقاء في السلطة. ٣. يرتكب المجلس العسكري المذبحة تلو الأخرى ويعتقل من يشاء كيفما يشاء وقتما يشاء ويفض التجمعات والمظاهرات بعنف مفرط مع عسكرة كاملة لمظاهر الحياة وسلب للناس من وسائل التواصل. ثالثاً: محور الشتاء العربي ١. آل هذا المحور على نفسه إحباط كل محاولات التغيير الثوري في المنطقة: مصر، سوريا، ليبيا، اليمن. لم يحده في هذا المسعى وازع حتى لو كان الثمن حرق الشعوب وإعادة بلادهم للقرن الحجري. ببساطة جعل معادلة وجوده صفرية مع وجود تلك الدول. ٢. هذا المحور يملك المال الذي رأينا اثره الفاعل وسره الباتع في تسيير دهاليز السياسة الدولية في ظل وجود رئيس سمسار على رأس أكبر دول العالم مما جعله يتحرك كيفما يشاء دون كابح. ٣. هذا المحور تعود على وجود دولة سودانية ضعيفة تابعة منزوعة الإرادة تمده بالأرض والرجال وتحارب نيابة عنه ولن يقبل تغيير هذه المعادلة.
ثم ماذا؟ ١. اشفق على نفسي وعلى كل من يحاول الان وضع خارطة لطريق الخروج مستعينا بالاطراف المذكورة أعلاه. ٢. قوى الحرية والتغيير محاصرة بالعناصر أعلاه وهي كمن يبحر في محيط تتلاطمه هذه الأمواج. ٣. هل من المتوقع ان يصبح السودان اسنثناءً من دون هذه القائمة الطويلة من الوساطات الكسيحة؟
خلاصة: ١َ. في ظل تعود العالم كله على وجود دولة ذات موارد هائلة مع إرادة منعدمة تشكلت على ضوئها مجموعة من شبكات المصالح الدولية جعلت منه كيانا مستباحا من الجميع فهل نتوقع ان يستفيق ضمير العالم (إن وجد) ليقبل تغيير هذه المعطيات َوصياغة علاقات جديدة مع سودان مستقل الإرادة؟ ٢. قدر شعبنا ان يخوض معركته في وجه كل هذه القوى ان اراد ان يبني دولة مستقلة ذات سيادة أو أن يقبل سيادة منقوصة بعقد صفقة تستصحب معها المصالح الدولية المتقاطعة والمتناقضة. ٣. الثورات عبارة عن فعل يكسر حلقة المألوف ليصنع ويفرض واقعاً مختلفاً فهل نحن على استعداد لدفع تكلفتها الباهظة؟ ٤. قوى الحرية والتغيير أمام مفترق طرق: الثورة أو المساومة ولكل طريق ثمنه الباهظ فأي الأثمان ستتدفع؟
هذه هي المعطيات والخلاصات كما أراها دون عواطف أو تفكير رغبوي.
ببساطة: ١. ما حك جلدك مثل ظفرك. ٢. نصف ثورة تعني هزيمة كاملة. ٣. إن تكون قضيتك عادلة لا يعني ان يساندك العالم.
#تسقط_بس #مليونية١٣يوليو #عصيان١٤يوليو
07-03-2019, 11:49 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48825
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست