جن جا ويد ١- بقلم أكرام بركية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-21-2019, 02:13 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جن جا ويد ١- بقلم أكرام بركية

    02:13 PM June, 21 2019

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    جن جا ويد ١

    لقد دخلنا العاصمة قبل قليل ، صحيح انها جميلة لكني تخيلتها اجمل . لقد صورها لنا رفاقنا الذين سبقونا اليها وكأنها جنة الفردوس ،نعم بها الكثير من الخضرة والاشجار والحدائق والمباني الفخمة . وبها بعض الاحياء الراقية التي يسكنها اناس منعمون تبرق عيونهم بالعافية ، اجسادهم لا تري الشمس كثيرا ، يرتدون ملابس لم ارى مثلها في اي من مناطقنا التى تربينا فيها ، انني اشعر ان حياتنا كانت صفرا كبيرا على اليسار ،تلك الملابس الرثة التى لم تكن لتقينا برد الشتاء ولا حر الصيف ،رائحة الخراف الملتصقة باجسادنا و التي لا نكل من الركض خلفها ،العابنا الغبية التي لا تسلينا كثيرا لكننا نظل نلعبها لنملا ذاك الفراغ الواسع في الوقت ، اذكر ان اجمل شيء فعلناه هو ترقب الفتيات ومتابعة تحركاتهن
    الفتيات هنا اجمل وهن نظيفات متعطرات على الدوام ، لكن لا تبالي احداهن بمن يعاكسهن بل يمضين في طريقهن وكأن شيئا لا يحدث ، لقد اثرن غريزتي كثيرا لمجرد رؤيتهن ،يبدو اننا سوف نستمتع كثيرا اذا كنا سنفعل ما فعلناه في مناطق اخرى قريبة من ديارنا ،قيل لنا يومها ،انهم اعدائنا . ويجب علينا ان نزيل قراهم من الوجود ، كي تصفو لنا الحياة ،لكننا لم نستمتع كثيرا فالفتيات اللاتي كنا نأخذهن لنفعل بهن ما نشاء كانوا مثل فتيات قريتنا لا يلبسن ملابس لامعة معطرة كما هنا بل كانت تفوح من ملابسهن ايضا روائح المرعى والعشب وروث الحيوانات ،لكني لن انسى تلك الفتاة ذات البشرة الداكنة والشعر الاجعد التي كانت من نصيبي بعد الغارة التي قمنا بها ذات ليلة ،برغم ذلك كانت تحمل تقاسيم وجه نادرة ،وبرغم الدموع ادركت ان ليها عينان رائعتان .
    كانت رائحتها خليط من زنخ العرق والعشب المحروق التي ملأت سماء القرية ،والتصقت بنا جميعا ،لم تكن فوهة سلاحي كافية كي تذهب معي بعيدا عن النار لاطفي شبقي المستعر للجنس ،بل تمسكت بالارض وهي تصرخ وامسكت بكل شيء في طريقها وانا اجرها مثل نعجة تساق الى الذبح ،لقد اصابتني باظافرها الحادة فضربتها بعقب بندقيتي حتى نزفت وغابت عن الوعي فارقدتها ،ومع سكونها فعلت كل ما خطر بخيالي تلك اللحظة ،وددت ان اجرها معي الى المعسكر لكن صوت القائد وهو ينادي علينا للتجمع ايقظني من امنياتي فهرولت اليه وانا ارفع سروالي واصلح من امري مع ان الجميع فعل مثل فعلتي ،ولكنهم كن يتهامسن حولي وانا اركض باتجاههم .عرفت ذلك من ابتساماتهم الساخرة ،ربما لاني تأخرت كثيرا وانا اتمرق في جسد تلك الفتاة .
    يا الهي يبدو ان القاىد احضرنا الي هنا وهو لا يدرك حجم من سنقابلهم ،انهم قوم من عالم آخر ،هذه الوجوه الشابة التي تبدو عليها المعرفة والذكاء وتلك النظرات الصارمة والحناجر القوية لقد اهتزت الارض من تحتنا من هتافاتهم ،انا لا افهم كل ما يقولون لكن حتما ليست رغباتهم مثل تلك التي لدينا والتي لا تتجاوز الجنس والطعام ، هنا الفتيات يتقدمن الصفوف تبدو الجسارة عليهن حتى ان احداهن ممكن ان تخيفنا وتهزمنا بمجرد النظرات .لولا هذه الاسلحة باركها الله لكنا الان نركض نبتغي النجاة ،يا الهي كيف احصل على احداهن ،انهن مثل الحور .
    الطعام جيد وقد حصلنا على الكثير من المال الذي امر به القائد كي نواجه المجرمين الذين اخبرونا عنهم رغم اني لم ارى بعد احدهم فكل من رايتهم يساعدون بعضهم ويطفح الحب من وجوههم .فتذكرت كلمات لجدتي ان من يجدون الحب لا ينبت الشر في ارواحهم ، لقد كانت جدتي حكيمة وربما احزنها ان ارث من ابي قسوته وجبروته كما قالت لي مرارا
    انت مثل ابيك تماما ايها الشقي لوددت لو اني استطيع ان اعيدك الى العدم لكنك هنا وتخجلنا بما تفعله مع الاخرين حتى قبل ان تبلغ الرشد ،
    ستقتل مثل ابيك اعدك بذلك ،
    الهتاف اضحى اقوى و الحشود باتت اضخم واصبحنا مرهقين من الكر والفر هؤلاء لا يتعبون هم لا يحملون اسلحة ،ولكن لا نرى خوفا يكتسي ملامحهم عندما نقترب ، بل يزداد التصاقهم ببعضهم ويجعلون اجسامهم تماما كالتروس التي يصنعونها .
    كان القائد يخبرنا بأن هزيمة هؤلاء لن تستغرق وقتأ فأسلحتنا فتاكة وذخيرتنا وافرة ،لكنه لم يخبرنا انهم لا يخشون الموت وان احدنا تخيفه حتى الاصوات التي تنطلق من افواههم هادرة كالرعود ،قوية فالصخر
    ٦ولم يقل لنا انهم الكل في واحد والواحد في الكل ،لم يقل لنا انهم يحبون الوطن اكثر من ارواحهم ،ولم يقل ايضا انهم يصنعون الجمال في كل شيء يلمسونه لقد احالوا الجدران الي لوحات مدهشة وحولوا الارض القذرة الي حدائق غناء ،وتغيرت ملامح الحزن والياس التي كانت تكسو الوجوه الي وجوه تعلوها البشر ويزينها الابتسام ، يغنون معا يرقصون تتناغم اصواتهم وحركاتهم وكأنها اضخم فرقة جوالة لم يرى العالم لها مثيلا .لقد حسدتهم نعم لقد اشعلت فرحتهم دواخلي بالغيرة كيف يمتلكون كل هذا الفرح وجيوبه تكاد تكون خالية من النقود ،يا ليتني كنت منهم لكني مجرد قاتل ويجب علي ان اسعد القائد بقوتي ومقدرتي على تنفيذ الاوامر
    في ذلك الفجر كانوا كعادتهم يضحكون يتسامرون يهزجون ويهتفون يصنعون الطعام للاخرين يرسمون ويحلمون احلاما تشبه وجههم الرائعة وكأنهم ملائكة هبطت من السماء . فكرت قائلا لن يأتي اليوم الذي اكون مثلهم عالمي ليس عالمهم وليست لدي القدرة على الحلم او الحب .اذن فلنهدم المعبد على رؤسهم .هبطنا عليهم كالغربان السوداء والذئاب الجائعة على ان انهي كل ما احمله من ذخيرة صوت الرصاص ينعشني اكثر ما اسهل ان تقتل ،التذ برؤية دمائهم تسيل على الارض تروي عطشنا احدهم كان قريبا جدا بحيث تناثرت الدماء على بذلتي فأثارني ،مشهد اتساخ بدلتي الرسمية فانتقمت من رفاقه الذين اتو راكضين لانقاذه .فتناثروا امامي وصرخ اصدقائي مستحسنين وانتشيت وتعاظمت نفسي ولم تتوقف بندقيتي حتى آخر رصاصة في جعبتي .لقد سكتت اصواتهم جميعا الان آن لنا ان ننام الان فالجمال الذي كان يعكر قبحنا قد زال الان .
    لكن ما هذا انهم يغنون بل يهتفون لا واراهم يرقصون واصواتهم تهدر كالسيل . لا لم يموتوا
    اللعنة قد خدعنا القائد قد خدعنا لم نقتل ارواحهم بل قتلنا نحن فالحب والجمال يقتلنا الف مرة ولا يموت .

    اكرام بركية








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de