يا ثوار السودان أشرف ليكم تشيلوا السلاح .. فيديو خادش للحياء وجارح للشرف!!!

Quote: حميدتى والفخ !! حميدتى والفخ !! 06-20-2019 09:52 AM مناظير - زهير السراج * قبل ساعات من فض الاعتصام، أبلغ رئيس المجلس العسكري قوى الحرية والتغيير أن المجلس جاهز لتوقيع اتفاق نهائي إذا كانوا موافقين على أن تكون نسبة المشاركة في المجلس العسكري بالتساوي (خمسة لكل طرف) ورئاسة دورية، تكون في السنة ونصف الأولى للمجلس العسكري. قوى الحرية والتغيير لم تأخذ وقتًا طويلا في التشاور لتعلن موافقتها، وتبلغ المجلس بذلك، وتم الاتفاق على أن يكون التوقيع في الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم التالي (التاسع والعشرون من رمضان، الموافق الثالث من يونيو). قبل أن يحل هذا الموعد بساعات وقعت جريمة فض الاعتصام التي قتل وأصيب واغتصب فيها المئات، وكان واضحًا أن الهدف هو قطع الطريق نهائيًّا أمام أي اتفاق بين الطرفين!! * إذا وضعنا هذه الحقيقة جنبا إلى جنب مع حقيقة أن فكرة فض الاعتصام نبعت من هواجس البعض بان استمرار الاعتصام سيجعل الثورة في حالة اشتعال ربما يقود إلى مفاجآت تهدد بقاءهم ومصالحهم، يتأكد لنا أن الهدف من ارتكاب جريمة فض الاعتصام هو إعاقة وصول المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير إلى اتفاق سيكون وبالا على الكثيرين!! * بنظرة سريعة إلى المشهد السياسى في البلاد قبل وبعد واقعة الاعتصام يمكننا أن نتبين جهتين يضيرهما حدوث اتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير: قائد قوات الدعم السريع وفلول النظام القديم اللذين كونا حلفاً مؤقتًا لحماية بعضهما البعض!! * قبل أن ندلف إلى هذا الحلف وتحليل الوقائع، نستدل من رسالة البرهان لقوى الحرية والتغيير عن استعداد المجلس العسكري للتوقيع على اتفاق نهائي مع قوى الحرية والتغيير، ووقوع جريمة فض الاعتصام لقطع الطريق على هذا الاتفاق، أن هنالك خلافات عميقة داخل المجلس العسكري حول الشريك الذى يفاوضونه، ومن تصريحات وخطب (حميدتي) الكثيرة التى تهاجم قوى الحرية والتغيير (في الرايحة والجاية) أن (حميدتي) في جانب وبقية المجلس العسكري في جانب آخر فيما يتعلق بقوى الحرية والتغيير.. ولكن لماذا العداء بين حميدتي وقوى الحرية والتغيير؟! * الإجابة سهلة.. (حميدتي) يخشى على وضعه ومصالحه الشخصية وقواته من قوى الحرية والتغيير إذا وصلت إلى السلطة. سبب الخوف هو الإشارات السالبة التى وصلته من بعض مكوناتها بعد سقوط المخلوع بأنها لن تسمح باستمرار الوضع الخاطئ الذى أوجده النظام السابق له، وهى تعني بذلك الوضع الشاذ لقوات الدعم السريع ومشاركتها في حرب اليمن. في نظر (حميدتي) أن أي مساس بهذين الأمرين تهديد لمصالحه الخاصة المباشرة، وهو لن يسمح به. * في حقيقة الأمر، فإن الذي بدأ الحرب ضده هم فلول النظام القديم لإحداث فتنة بينه وبين الثوار ومن ثم قلب الطاولة على خصومهم والاصطياد في الماء العكر، وهو ما حدث بالضبط، فمن حليف للثوار وعدو للفلول انقلب الحال بـ(حميدتي)، وساعد على ذلك الإشارات السالبة التى وصلته من بعض مكونات قوى الحرية والتغيير، والهجمات المتبادلة بينه وبين الثوار وقوى الحرية والتغيير فيما بعد مما سرَّع تكوين حلف مصلحي بينه وبين الفلول لإعاقة أي اتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.. وهنا يمكننا أن نقرأ بوضوح خفايا جريمة فض الاعتصام واعترافات (حميدتي) اللاحقة بأن فض الاعتصام فخ نصب لقواته، وعلى كل حال لو كان فخًّا، أو لو لم يكن فلن يعفيه ذلك مع المجلس العسكري من مسؤولية هذه الجريمة البشعة. * أمس دخلت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في الصورة لأول مرة بعد فض الاعتصام وطالبت في تصريح رسمي المجلس العسكري بحماية أرواح المدنيين. رويدًا رويدًا ستتحول هذه التصريحات إلى فتح ملفات جنائية ضد مرتكبي جريمة فض الاعتصام، وأوامر قبض وملاحقات.. إلخ، سيناريو شبيه بمطاردة المخلوع المتهم دوليًّا بارتكاب جرائم في دارفور!! * يتساءل البعض ما هو مصير الحلف المؤقت الهش بين (حميدتي) وفلول النظام القديم الذي ولد من رحم الخلافات بينه وبين قوى الحرية والتغيير؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن في ثنايا العلاقة بين قوى الحرية والتغيير و(حميدتي) وعودة الثقة إلى الطرفين في بعضهما البعض، فإذا تحسنت العلاقة انفض الحلف بينه وبين الفول، وإذا تأزمت ظل قائمًا يهدد الاستقرار والأمن، فهل يستطيع الطرفان بمساعدة القوى الوطنية والإقليمية والدولية استعادة الصفاء والتوصل إلى اتفاق؟! * الإجابة تكمن في سؤالين آخرين: الأول، هل يمكن تجاوز جريمة فض الاعتصام، وكيف.. والثاني ماذا سيكون وضع قوات الدعم السريع ومشاركتها في حرب اليمن إذا انتقلت السلطة إلى قوى الحرية والتغيير؟ الإجابة على الشق الثاني من السؤال الثاني لا تهم (حميدتي) فقط وإنما قوى إقليمية مهمة جدًّا (السعودية والأمارات) يهمها جدا أن تعرف الإجابة قبل أن تحدد موقفها بشكل نهائي من انتقال السلطة إلى قوى الحرية والتغيير.. فهل تستطيع قوى الحرية والتغيير اجتذاب تلك القوى لصالحها على الأقل في الوقت الرهن؟! الجريدة