لا تروّج كل ما تسمع, بعض الشائعات بالونات اختبار!

Quote: الخرطوم ليست مستباحة كما يتم تصويرها. بل بالعكس تماما يسيطر عليها الثوار والثائرات بدرجة شبه كاملة، المتاريس تغلق أكثر من 99% من شوارع العاصمة المثلثة والحركة فيها مشلولة بشكل شبه كامل الا من بعض الطرق، قوات المجلس العسكري "جيش، دعم سريع، أمن، شرطة" مع انتشار مشترك للجيش والدعم السريع في اغلب الاحيان، تتحرك في مساحة محدودة جدا أقل من 1% من مجمل شوارع الخرطوم بكثير، لا توجد مدينة في العالم تم تتريسها وإغلاق شوارعها مثلما يحدث الآن في الخرطوم، من يعرف فاليقل لي. الصورة على الفيس بوك تختلف كثيرا عن الصورة في الواقع، حيث يمتلئ الفيس بوك والسوشيال ميديا بصورة غير حقيقية قوامها الأخبار الكاذبة والمفبركة، والاشاعات، وبوالين الاختبار التي تطلقها الاجهزة الأمنية واجهزة المخابرات السودانية وغير السودانية، علاوة على بعض الناشطين، لا تعكس الواقع ولا تقترب منه، إذ يمكن القول أن السيطرة على المدينة تميل إلى الثائرات والثوار، اذا استثنيا القوة العسكرية التي يمتلكها المجلس العسكري وتحركها تحت حماية السلاح، السيطرة الوحيدة لهم كانت عملية فض الاعتصام الغادرة، حيث حدثت مجمل الفظائع والانتهاكات. وحاليا يتم ضخ اخبار كاذبة واشاعات واختلاق احداث وتضخيمها لالهاء للرأي العام وتنفيسه تدريجيا، لشغل الناس عن مجزرة الاعتصام وتداعياتها، كأن يطلق خبر باشتباك بين الدعم السريع والجيش، أو دنوء مواجهة محتملة بينهما، بينما الواقع غير ذلك إذ تشاهد سيارات الجيش والدعم السريع ترتكز على مقربة من بعض، ويتبادلان الادوار في الشوارع، شاهدت اليوم اول ايام العيد ارتكاز سيارات الجيش في شارع الثورة بالنص وبالقرب من مسجد الهجرة بود نوباوي، وحتى شارع الاربعين بينما ترتكز وتسير سيارات الدعم السريع في شوارع اخرى. وسائل الإعلام العالمية، والمنظمات الحقوقية الدولية تتابع بقلق واهتمام لما يجري في السودان، وتجمع معلوماتها الاولية باستمرار "الحقيقي والكاذب منها" ثم تبدأ بالتحقق، الأخبار الكاذبة والمفبركها والاشاعات احد اغراضها جعل الحقيقة كابرة في كومة قش يصعب الوصول إليها الا بعد جهد شاق وإهدار للزمن، لذلك حقيقة الوضع مشوشة جدا خاصة لمن هم خارج السودان، مجازر في شارع الأربعين، لم تحدث أي مجزرة، اغتصاب أكثر من 40 فتاة مع قائمة بأسماء فتيات مغتصبات مزيفة في بيان باسم اسود البراري نفت لجان البراري اصداره، وتبين أن واقعة الاغتصاب الجماعية غير صحيحة، بينما الحقيقة حالة واحدة لم يتم التأكد منها تحرش ام اغتصاب، الاجندة وراء مثل هذه المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة كثيرة ولا أحد يعرفها ولا أحد يعرف مدى خطورتها واهدافها السياسية والاجتماعية والأمنية، قد تكون لضرب مصداقية الثورة والثوار، قد تكون لإخفاء الحقيقة، قد تكون لاغراق الرأي العام بأخبار مخيفة ومثيرة تشغله عن شئ آخر أهم، قد تكون لنشر الخوف والرعب وتحييد الفتيات من الخروج من المنازل والمشاركة الفاعلة في الثورة، ومثل هذا الخبر يجعل الأسر تتخوف من خروج بناتها، لدرجة أن تكون مشاركة الفتاة وخروجها يعني الاغتصاب، قد تكون لاسباب اخرى اشد خطورة كضرب النسيج الاجتماعي الخ... لذلك يجب الحذر من النشر واعادة النشر الا بعد التحقق من المعلومة والخبر، حتى لا تكون هناك فجوة كبيرة بين أرض الواقع وارض الفيس بوك والسوشيال ميديا، الأخبار الكاذبة دائما ما تكون طعم شهي يغريك بالتهامه وتصديقه بل واعادة نشره، بل وتكوين رأي واتخاذ قرار بناء عليها، وعادة ما يعيد الناس نشر الاخبار الكاذبة التي قد تتماشى مع قناعاتهم الدينية، أو أهدافهم السياسية او آرائهم وقناعتهم الشخصية، لذلك فهي مغرية، لكنها كحصان طروادة تحمل في داخلها سم زعاف، فاذا نشر احدهم خبر مهما كانت درجة اهميته تحقق منه "يلزمك ان يكون لديك قدر من ثقافة التحقق، وامتلاك ادوات التحقق من النصوص، والصور، والفيديوهات، والتسجيلات"، ولا بأس أن تبادر بطرح بعض الأسئلة، كأن تقول هل انت متأكد؟، هل كنت حاضرا؟، ما مصدر الخبر؟. ما صحة الفيديو/الصورة؟، هل الفيديو جديد؟ الخ.. التزام الثوار والثائرت وشباب المتاريس في الأحياء بتوجيهات تجمع المهنيين بصورة صارمة والتزام السلمية بصورة اشد صرامة في العصيان المدني وشل الحياة العادية باغلاق الطرق أمام وخلف قوات المجلس العسكري العسكري، إذ يعد السلاح السلمي الذي سيجعل المجلس وقواته محشورا في مساحة أقل من 1%، فضلا عن حفظ ارواح الثوار وهذا هو الاهم، الترس اذا ازيل سيعاد الى مكانه بعد ذهابهم مباشرة لا معنى لتعريض الارواح للخطر، خاصة بعد استدراج بعض الايادي الخبيثة للمعتصمين أمام القيادة العامة بالتوسع الى خارج ساحة الاعتصام، يظل الالتزام الصارم بالتوجيهات احد أهم عوامل نجاح العصيان المدني. المحك الحقيقي هو بعد إجازة العيد حيث يعود الناس من الولايات وتكتظ الخرطوم بالبشر، واذا سار الوضع على ما هو عليه ستختنق المدينة أكثر، وستتقلص حتى مساحة ال 1% التي تتحرك فيها قوات المجلس العسكري، جيشا كانت ام دعم سريع أو أمن أو شرطة. محمد المختار محمد