Quote: محمد الجزولى; تمام سعادتك ربنا يرزقك ويعلي مراتبك ويزيدك كمان وكمان ويديم لنا هذا القلم ( الساحر ) بقدر ما أمتعنا بمداده وبقدر ما وسع مداركنا وتعظيم سلام ليك يا عابر سبيل يا اخوي
|
● تسلم يا أغلى من غالي و شكراً جميلاً على أريحية
باقات الثناء هذه التي هي من حسن ظنك بي فقط ليس إلا.
و هو إن دل فإنما على نقاوة الإناء الذي ظل ينضح به. طبعاً الليلة
الخميس و أخوك ما شديد في الكتابة علا بالكيبورد و ح يكون بعيد مني.
و بما إني لا زلت عند وعدي لتلبية طلبك لتناول الانتفاضة باستفاضة.
● فسوف أجملها لك هنا ضمن وقفات سريعة (رؤوس أقلام/ وش ملاح).
لحدت ما نجي نفصل بمشيئة الله. وصولاً إلى محطة الرمق الأخير من حياة
عمك أبعاج و نظامه الذي ساد ثم باد؛ مروراً بمحاولاته منذ نعومة أظافر صباه
لانقلابات فاشلة و إحالاته للإستيداع. و قفذات تحوله من مناضل اشتراكي إلى
إمام عالم ثم إلى قائدٍ ملهمة ؛ و كذلك من مجرد / جعفرٍ نميريٍّ إلى إبي جعفرٍ
منصور!؟ إلى أن انتهى به المطاف إلى درويش متصوف يصافح الملائكة كفاحاً.
● فبعد انقضاء أربعة عقود من الزمان من سجلات أعمارنا و لا يزال غبار الذاكرة
عالقاً به الكثير المثير من حادثات عظميات يحفل بها داخلياً و خارجياً مرصد تاريخ
أمثال هؤلاء و أرشيفنا نحن كأمة ما هم سوى فلذات أكبات تخلقوا في رحمها. فبعد ثلاثة عشر سنة فقط من نيل البلاد عتقها ظهر لنا النظام المايوي كوقع الحافر على الحافر على
اثر تجربة (عسكر)سابقة كانت قد جاءت كواسطة العقد بين تجربتين لديمقراطية (حرامية) أحداهما فاشلة سبقتها و أخرى أفشل منها قد أعقبتها. و كانت كلاها تجارب على علاتها و لا سِيَّما مايون حافلةً بتحولاتٍ جسامٍ قلبت كيان المجتمع عقباً على رأسه و قد أفرزت متغيرات فكرية و أيدولوجية مذبذبة بين أقصى اليسار إلى أقصى اليمين مروراً بالأواسط والعودة إلى مربعٍ هجينٍ و مجهول الهوية.و لعبت تلك التقلبات دوراً في الدربكة السياسية و إحداث انقلابات عسكرية فاشلة عدا انتفاضة أبريل لسنة 1985م التي وإن في وفقت في الإطاحة بالنظام المايوي و عزل مفاصله، و كشح رماده إلا أنها أخفقت كالعادة
في تعقيم(قدحه) بسبع غسلات،إحداهنَّ بالتراب. و لم ييأس بعض سدنة
النظام من السعي لكي ينبتوا له ريشا نعامٍ من جديد بلا فائدة .
**************************
● و سوف نتطرق لِماماً إلى بعض الخلفيات المهمة ،
كنشأة تنظيمٍ لضباطنا الأحرار كنسخة طبق الأصل من تنظيم مماثلٍ
قام على مقربة ليقود ثورة 23 يوليو المصرية 1952م. حيث حصل
افتتانٌ شديدٌ لضباطنا الشباب بما جرى في شمال بزعامة رجل معروف هناك
بأنه (بطل الهزائم) لكنه اشتهر بقراراته الثورية النارية التي قضت شكلياً فقط على
النظام الطبقي الإقطاعي دون المساس بباشاواتها و بكواتها ؛ ثم دحره و لو صورياً
لعدوانثلاثي في اكتوبر 1956 قادته إسرائيل و بريطانيا و فرنسا،. أما علىصعيدنا هنا،
فقد برزت نزعة تعطش اليوزباشي/ جعفر نميري للوصول لحكم السودان عقب ورد اسمه
متلبسا في دور(كومبارس) ضمن مغامرة انقلابية شبابية فاشلة قادها الضابط/
عبد الرحمن كبيدة إلا أن المحاولة كشفت وقضى عليها في مهدها.
و فضل أبعاج عالم سافوته بمشاركساته غير الموفقة ،
رغم عزله و إحالته للاستيداع.
*************
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ