π قَـــرْعُ نَعْلَيْنِ لأغبش فِي بلاط أروقةِ القَصْـــر£

# قلبي لم يَعُدْ لي .. كما هو ليس لأحد سواي.لكنه استقلَّ ‏عني ، دون أن يصبح جلمود صخرٍ.
‏أحقاً هل يُدْرِكُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه بالتكبير: (الله أكبر) أو بالهيللة: (هي لله) ، ‏ أنه
كافرٌ بدين هذا النبي الأمي، إذ إنه يرى الله على صورته شخصياً؟!!: كأبشع كائنٍ بشريٍّ سويِّ!؟
قد يُخفِى الأسير، الطامحُ إلى وراثة زنزانة حبسه الانفرادي،ابتسامةَ النصر عن عين ‏الكاميرا، لكنه
لن يُفْلِح في كفكفة دموع الفرح منثالةً من عينيه ؛ فيما قد يحسبُالجلاد رقصه طرباً كالطير يرقص ذبيحاً
من فرط وطأة الألم. فما حاجتنا للنرجس، ما دمنا ‏ عُرُباً أتراباً و أشد كفراً و نفاقاًً و أجدُ ألا نعرف حدود
الله . و ما دام قائدنا يقاتل أخاه بجحافلَ جرارةٍ أغلبهم لا يعرفون طظ من سبحن الله؛ و لا يفرزون الناقة
من ولدها البعير فكله عنهم صابون ؛و ما دمنا لا نعرف ؛ الفرق بين الجامع و الجامعة ، فكلاهما مشتقتان
من جذر ‏لغوي واحد،ثُمَّ ما حاجتنا لدولة من اساسه ، ما دامت هي و الأيام دولاً يتداولها شِرارُ الناس في ما
بينهم بينما يقيمون الحدود على خيارهم !؟. لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ كُتِبَ عليها :نرحب بأبناء
عمومتنا العربان و العائدين لِتَوِّهِم من ساحات الفداء .فالدخول إلى هنا مجاناً! و نبيذنا ليس مُسكراً!.

# ألا أستطيع الدفاع عن حقي في ‏العمل، كماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة.لأن من حقّ زبائني أن يعتبروني
لصَّ أحذية ـ ‏هكذا قال لي أستاذ جامعي!.:>‏أنا والغريب على ابن عمِّي.. ثم أنا وابن ‏عمِّي على أَخي. و أَنا
وشيخي على ىشخصي الضعيف. ‏ هذا هو الدرس الأول في ما تبقى من تربيتنا الوطنية ‏العصرية، في أقبية
الظلام. ‏من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم ‏مَنْ سقط مردياً قتيلاً برصاصٍةمنشنةٍ من فوهة
بندقية أخيه!؟بعض رجالات دين فقه الواقع ربما يقولون : كماأنه رُبَّ إبليسٍ قد يصدُقُك و هو كذوبٌ
؛ فكذا رُبَّ عَدُوٍّ لدودٍ لك خيرٌ لك و أكثر وُدَّاً و أجدى نفعاً من أخٍ شقيقٍ ولدته لك أمّك. !إنه ‏لا
يغيظني الأصوليون، فهم مؤمنون على طريقتهم الخاصة. ولكن، - يغيظني أنصارهم
‏العلمانيونوالملاحدة الذين لا يؤمنون إلاّ بدين وحيد: صورهم في ‏التلفزيون!.‏

# سألني سائلٌ منهم : هل ينبغي لحارسٌ جائع الدفاع عن دارٍ سافر
صاحبها المتخم ،لقضاء إجازته ‏الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية، لا
فرق؟‏ قُلْتُ: لا يجوز! ثم عاد يسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟ ‏قلت: لا ،بل أنت
و أنت أقلُّ من واحد! لا ‏أَخجل من إبراز هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف.
ولكنني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن ‏خلدون. ‏أنت، منذ الآن،
فصاعداً لستَ أنت ، و إنما هو مسخٌ مشوهٌ و زوال شبح قرينك!!

قد يرى بعض الفلاسفة في الحنين إلى الماضي على أنه استرجاع للفصل الأجمل
المرتجل بكفاءة بدهية عالية من سلسلة من قصص و تجارب مستقاة من مدرسة
الحياة و بهذا المنطق فكأن لا بد للحنين أن يو من كل حادئة جميلة و لا يولد من
جرح عنيد لا يندمل فليس الحنينذكرى بل هو ما ينتقى من متحف الذاكرة و هو
حالةمنحالات التجلي الاسترعراضي لشريط الذكرياتو قد (فُلْتِرَتْ) منالشوائب.
و هذا بالطبع رأي صائبٌ جداً و لا غُبار عليه و لكن...؟!!

# لكن رما كان الأصوب من ذلك على أالأقل من وجهة نظرٍ شخصيةٍ
بحتةٍ هو أن أصدق اصواتالحنين ربما تلك التي يعود بنا صداها القهقرى
إلى إلى لحظاتٍ و تجارب ربما كانت قاسيةً جداً في حياتنا خاصةً ، إذا
صار دافعنا لهذا هو مرورنا بإوضاعٍ سيئة غير مسبوقةٍ بمعنى أن يوماً قد
تبكي منه حتى يأتيتك اليومٌ الذي يُبكيك عليه .فقد يتولد الحنين من الحنين
منم ندبة في القلب، كوشمة نار على الجِلْد لشخصٍ ما أو بلدٍ ما كم تقلتَعلى
صفيح لظى حبه العذري الذي قد لا يُنْجِبُ أطفالاً و لكنهعلى أية حالٍ يرضى
معاه يتعذب . فَلِمَ لا يحن أحدنا مثلاًإلى جرحٍ كم كان يتحالى له الشعور ببطٍ
اندمالهأو لا يحن إلى وجع أو كابوس كم كان يسعد بوجوده وهو يراوده ذات
كلٍ ليُآنس وحدته فيُبَدِِّدَ ساعات أرقه التي تقض مضجعه.لا ، بل لِمَ لا نَحَنُّ
إلى زمان استمراء ألم الحرمان من الملذات المترائية لنا كفقاقيع الصابون
تنطلق ذاهبةً مع الريح؟!!و للحنين أعراضٌ جانبية ٌ و ممتعةٌ شتىربما من
أمتعها إدمان الخيال و إطالة النظرإلى ما وراءدواخل الذات و الحرج
من رفع الكلفة مع الممكن و مع لإفراط في اقتباس حاضرنا على أنه
نسخة كربونية من ماضينا. و بما أن يومنا وغدنا هما أجنةٌ من
سلالة أمسنا، فلطالما كان الأمس زمناً جميلاً فلم لا نسعى
استنساخ صناعة غدنا و قبله حاضرنا لكي ياتيا تماماً
كشبلين من ذاك الأسد؛ لكونمن شابه أباه فما ظـــلم؟!!

كانت تلك فضفضة بطعم همس الذات للذات مع الوريف /
عصام سعيد حيث كتب مقتبساً: (فلطالما أن يومنا وغدنا هما أجنةٌ
من سلالة أمسنا، كان الأمس زمناً جميلاً فلم لا نسعى لاستنساخ صناعة
غدنا و قبله حاضرنا لياتيانتماماً كشبلين من ذاك الأسد؛لكون من شابه أباه
فما ظـــلم؟!! ) فوالله يا ود الأصيل،من كثر ما يحمل هذا المقطع من تفاؤل
بدأت أحلم بأن القادم أحلى ،و إن توجست خيفة من لفظة ( نصنع ) و التي
( فرملت ) جرعة التفاؤل فينا لحين شروعنا- بجد في إحداث هَبَة ريح
التغيير الذي لا يأتي كما تقول إلا بجهد تصنعه أيدينا و إن شئت فقل
و سنان رماحنا) فكيف السبيل والسفر طويل والعقبة كؤود والزاد
قليل ،وقد منع منا الكيل بل وطفح بنا الكي ل وبلغ السيل
الزُّبى ..ألا ترى يا صاحب السجن أني أقل تفاؤلاً منك

بل أنت يأ صديقثي العزيز ، الأقوى مني عضداً و أمضى سهماً و أصوب نبلاً ،
و لكن (رماحنا)، دي ياريت نخليها شوية حتى تشتد السواعد ، أقلو لغاية ما نشوف
رياح الربيع هذه هابة على وين و قد تضاءل نفحها و برد نفسها، بعد أن رأينا رؤوساً
أينعت و جرى قطافها، ثم ما لبثنا أن بدأنا نقرع سن الندم و نقول ألا ليتناتركنا كل رأس
على جتتهو كل حب في سنبلهفلم يقطع ليخلفه من خلفه..أحيانا ننتشي في زمان ليس
بزمان الانتشاء و كثيراً ما نُضْطََرُّ قسراً لنكتب ما يخالج الصدر
وَ قَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر

[](((ثقوب في ثوب الحاضر)))[]
ما بال أقوام يحاولون عبثاً إسقاط بعضاً سهواً من جمال الحاضر
و يتباكون على أيام قد خلت و أصبح لونها مائياً لا يكاد يتراءى بالعين
المجردة إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً،حتى إذا دنا منه لم يجده
شيئاً!! بينما الحاضر حاضر بشناته و رناته بين ظهرانينا و فيه الكثير
المثير من الجماليات و لكن هذا قد لا يمنع من وجود بعض الثقوب التى
تشوه قشابة ثوب الحاضر..و هي ثقوب عليناأن نتعاهدها بالرفاية و
الرتق بشئ من قيم الماضى ليبقى الحاضر قابلاً للهضم أيضاً. و بما
أن اليوم شبل من سلالةالأمس، فإن كان الأمس جميلاً فلم لا نصنع
حاضرنا لياتي مشابهاً لأبيه، أو أجمل؟؟

# فلكأني بك يا صديقي ذاهب بنا بحديثك الاستثائي إلى
مضابط سجالٍ عبثيٍّ مفتعلٍ و ساخنٍ و مفتعل ما بين
الماضي التليد و الحاضر و العنيد.عموماً لا أدعي السريالية
و لكن جينات من الماضىربما تغلب قسراً على سمتي و سوف
أنقل إليك خواطري بصدق ، إذاً ،عليك أن تصغي لهذه
الثرثرة و لعلها تكون في المليان:--

[]+++++((((+++))))+++++[/
] وقف الماضي مزهوا بما في جعبته
من أطلال و قال:أي هذا الحاضر أما
آن لك أن تنتحــــرْ إني أراك تحتضـــر!!
أن يمسح النحر العار عنك فهو الطريق،
إذاً، فلتختصرْ!! تماثل الحاضر للبكاء ثم سأل:
يا أخي : ما يميزك عني، ألست أعبد ربي مثلما
تفعل و أصيح بأعلى صوتي: أن الله أكبر..و..؟؟؟
قاطعة الماضي بشموخ ثم ارتجل:
لا، لست مثلي فزماني لونه
تضمخ حباً،و لون زمانك شابه الضجرْ
بزماني هام قيس بليلى
فقضى نحبه،و جميل بثينة قد انتظرْ
و في زمانك يموت العشق
بلحظة، و ترجم الصبابة بالحجـرْ
و توأد في أكمامها أجنة الزَّهَـــرْ
و المرء للحم أخيه آكل بدم بارد ، و تحسبونه الذي انتصرْ.
ثم عاد نيرون لحرق روما ، و جيوش النشامى جرارة تنحسرْ
و نصف الأرض تصير ملكاً،لِقَُيْيَصرٍ جديد ٍمن أشَتَاتُ (الغجرْ)
زمامك آخذة به آلةٌ من الحقد الممنهج .. فـــلا تبقي و لا تذرْ!!
و إخوان فاطنة لا حياة لمن تنادي، فهم في مواتِ ضميرٍ مُسْتَتَرْ
تطرحُهم مطارقُ العِصِيِّ و يجمعُهم سندان الجزرْ
سبع سنابل في حقل حسابك المكشوف،
و مائة حبة لي في بيادر القمرْ
فأي شأو بيني و بينك شاسعٌ، فكفى لقد
ضقت ذرعاً بجدالك ألا يا حاضر الذل والقهرْ
و ليت شعري شيئاً واحداً في ثناياك يَسُرّْ
بيد أني لا ألومنَّ صنواً، إذ إنَّ
كلانا قطبان لما يسمى زهرةَ العُمُرْ
و حرام صبُّ جام اللَّعْنِ على أيام الدهرْ..!"

«« توقيع ود الأصيل »»

«« قف.. تأمل !!!»»
¶ هل شَاهَدْتُمْ يَوْمَاً كَلْبَاً يلهث عَضَّ يَدَاً تَرْعَاهْ؟
¶ أَمْ هَلْ قابلتُمْ يوما ذِئْبَاً فِي الْبَرِّيَّةِ أَكَلَ أَخَاهْ؟
¶ لَا، بَلْ هَلْ عِاشِرْتُمْ فِيلَاً يَكْذِب، ينهب، يَسْرِقُ,
¶ يَزْنِي ، يَشْهَدُ زُوْرَاً ، يُنْكِرُ حَقَّاً، يُفْشِي سِرَّاً،
¶ يَمْشِيْ مَغْرُوْرَاً بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَاهْ؟!.. فَهَذَا
¶ لَعَمْرِيْ أَقْرَبُ مَا يَنْطَبِقُ عَلَىْ مَأْسَاةِ
¶ {مشروع اخْتِطَافِ بَلَدٍ بِحَالِهَا)
¶ .. ثُمَّ مَاذَا بَعْدُ؟!!!!!
¶ ود الحيشان التلاتة.

[} صدقتَ و الله عمو عادل يا أمير الناس .
رغم أن شهادتك بحقي تعتبر مجروحةٌ بل مردودةٌ.تعرف لماذا؟
لأنك بتَّ من القلائل ممن يهيمون معي برحابعالمي المسحور؛ منزلقاً
على حافة جدار الخاطرة. فإن شُعُورِيحيالَ كل مَنْ يَقْرَؤنِي عن كثبٍ هكذا
أنه يظل مني و أنا منه، علىمقربةِ ما بين جفنَي ع ينين كمِرْآتَيْ رهانٍ، لا،
بل هي مرآةٌ واحدة ٌ، و قد قسمتها عصا ترحالنا نصفَينِ، لِتَعْكَسَ لي، عن
بعدٍ سحيقٍ، تفاصيلَ فسيفساءَ بواطن أمري، گأقرب ما توهمني فتوحي به
إلي أضغاث أحلامي، و تهاويم بعض ظني، حد تلاقُح بنات أفكاري و تشابه
مرابطأبقاري حدتشابك حنابل أمطاري و تلاطم أمواج بحاري.

[} ومصادقاً لحدسك أن ما : أكتبه هنا كأنما ينفثه تنين من
جوفه ناراً أو تمليه عليَّ عفاريتُ من مردة الجن و (بنات بليس) اللعين،
أن شلة من أصدقائي القدامى و بدافع الغيرة من عداد قراء صفحتي اليباب
هذه، على قلة فئرانها، أنهم قالوا لي ذات مرة :إن بوستاتي لا يكاد يأتيها
الزوار من بين يديلها و لا من خلفها أللهم إلا يكون هؤلاء من الزينين
سراي الليل الفي الأوراد شادين الحيل ياخ لدرجة إني
مرات زاتي بلاوز و أنا داخل أقول بسم الله.

[} عمومن أخوك مشبع بروح سيريالية و حنينٍ يشدني بإصرار غريب
إلى ما وراء عالم طفولتي و أيام نعومة أظفاري. و مهماأوغل برفقٍ في وصف
الحنين جواي فلكأني على متن منطاد جوي، يطير بي بلا جناحين ليعود بنا القهقرى
على جدران غوابر أزماننا، فكلما دنوناا تلسعنا ألسنة رعشة الخوف من الدجال، شرِّ
غائبٍ يُنتظر، أو الساعة و هي في تلك الساعة لعلها تكون هي الأدهى و أمر.

[} فعلُ المضارع حائرٌ مترددٌ، و فعل الماضي ناقصٌ و معلقٌ بقشة
على شفا صيرورة دايناميكا منطق الأشياء ؛ كشأن سروبةٍ أو نخلة
حمقاء أو حرازة عطشى منذ جافاها هطل المطر بوادي عبقر حتى
أسلمتْ روحها لتموت واقفة بساقها راسخةً على تلة زعتر
بوادي عبقر ٍ، و تدثرت بمعطف اخضرارها الزيتوني الداكن؛
ثم أرخت سمعها المرهف إلى صوت طواحين الأنين :

[} أجل، إن للحنين صوت هو صوت هوج الرياح:
و كلما توغلت في وحدتك ، گالنسر فوق الصخرة
الشماء، يأخذك الحنين ليهدهدگ برفقٍ أموميٍّ إلى
بلده المصنوع من بلور شفاف و قابل للگسر.

[} أجل فللحنين بلد و عائلة و رائحةٌ ذكيةٌ و ذوق رفيعٌ
في تصفيف الأزهار البرية ؛ و له زمن منتقىً بعناية إلهية لا
متناهية، زمن أسطوري هادئ ينضج فيه التين الشوكي على
مهلٍ ، و ينام فيه الظبي بكل طمأنينة بحضن الذئب ، إلى جانب
الحمل الوديع ، گما في مخيلة طفل قريرٍ لم يشاهد الحق قطُّ في
ساحة مجزرة .و يطوف بك الحنين ، كدليل جنة بربوةٍ سياحيةٍ ،
في أنحاء بلاده ، و يصعد بك إلى هضابٍ و رضابٍ كنت قد
تأوي إليه و تتمرغ في بيادر ملأى بسنابل النباتات الاستوائية
حتى تتشرب مِلأ مسام جلدك المرهف بنكهة أزهار المريمية
لك ودي يا صاحب ؛ و أي حاجة.

@ و بالعودة إلى أجواء البلاط الرئاسي ، و قبل ما أنسى كان هناك رابعٌ للغُبُش زي حلاتي ،
الكان ذكرنا بانهم الوحيديدين الجايين للمكتب الرئاسي بقاعة لصداقة ( مكان (صقر) الجديان الملزوق
لا يوم الليلعة ) صفونا بعد غربلة شديدة عبر لجنة الأختيار للخدمة العامةهم عبد الله الشيخ نور الدين
بديري من جيهة الغابة ، الشيخ طويل دنقلاوي أقصر من البعيو, العبد الفقير الله من أهل العوض ورابعنا،
بل هو أقدمنا ، حكان السيد/ عوض جاد الرب زول من جيهتكم ، لاكنو أسود من الليل الكالح غلا يكون
(عب شايقية) .تم تعيينه وزيراً لحقيبةٍ بلا صلاحياتٍ سموها وزارة دفع، أو ( رفع) المظالم، كما كان يحلو
له تسميتها بلهجة ﻻ تخلو من سخرية و قلة أدب على مبطنة خفيف. و لو أنها لم تفتح ملفاً واحداً مواطن
واحدٍ من مظاليم مايو) حيث كان الظالم السائد ليشمل الجميع دونما فرزٍ ، كان بحد ذاته يُعدُّ نوعاً من
العدالة الناجزة في توزيع الفرص و كان من ضمن مرؤسيه فيها: العم/ وديدي، الأخوان /الصادق أشقر،
محجوب مرغني (من عوائل طباخي البلاط الرئاسي الجمهوري) ، و من النواعم / رشيدة حسن سعيد ودي
( حنكوشة بت أخت للسيد نائب رئيس الجمهورية دكتوربهاء الدين محمد إدريس و هذا الأخير كان للمفارقة
و الغرابة أيضاً ضليعاً في علم الأحياء و متخصصاً في تشريح الأعضاء التناسلية لأنثى الناموس؛ و موش
عارف ماذا هداه ليصير نأئباً أولَ لأبعاج أخوي.و ليلى المك (مذيعة ربط في تلفزيون السودان برضو كان
مشغلنها معانا) ؛ ومطعمنهم باتنين كدا من السجل العام للكتبة لزوم كف العين هما/ العمة خديحة حسين
من ختمية بحري و عائشة عبد الصمد(من جيهة أم ضبَّان بشرق النيل ) . فكنا هايمين على و جوهنا
في جوٍ ترفيٍّلا يتناسب أبداَ و مسامات جلودنا الخشنة، كما الحملان الوديعة في وكرٍ للذئاب.

# عمومن، ناسٌ كلها جعبات طرية و ليها ضهرٌ قويٌّ و لعل القاسم المشترك الأعظم بينهم جميعاً،
عدا من رحم ربي تعرف جيداً من أين تؤكل الكتوف و متى تُربَّى أو تُحْلقُ الدقون، و كيف و لمن تُمسح
الأجواخ و تملأ الأريق و تحرق ثم تطلق البخور. ياخ أساميٌّ ظاطو ما أنزل الله بها من سلطان. شيء أقباط
و شيء بواقي شركس و مواليد سلاجقةأتراك.التقول بالله نحن في عزبة الخديوي إسماعيل ، و لا في(حرملك)
السلطان سليمان القانوني: كان هناك نديم عدوي، نبيل مراد، عز الدين خاطر ، كمال مغربي، و نجوى شفيق
شوقي، و إخلاص بيومي (دي من أملاك بحري) و كمان واحدة من المسالمة صارمة جداًرجل أسمها / ليلى
إبراهيم إسرائيل! و لا وجود طبعاَ البتة لأي من أسامي ناس أهل العوض ، تلك التي تملأ الخشم لمان يدفٍّق .
(ناس بلة و تاي الله و العيشة على الله) هناك ، حيث كانت تُوزَّع الحقائب الوزارية، و تُقلَّد أعلى المناصب
الحكومية و من هناك كانت تخصَّصُ أراضي كافوري و المنشية ؛ و إلى هناك تُجلَب أشهى الوجبات
من هلتون و أراك و تلعلع الحلاقيم مترعةً بالقهقهات تسمعها مجلجلة لآخر و أبيخ نكتة تنقال
في شخص سيادتو شخصياً / أبعاج أخوي يا دراج المحن/ رئيس الجمهورية.

# في لقطة طريفة عن البنية الحلبية الحنكوشة رشيدة كانت غشسمة بتاعت ثانية ساي
و عشمانة بالواساطة والسماحة تتنقل يشغلوها زي سكرتيرة مسلن مع عمكعوض جاد
الرب في مكتبه الناشئ و بحاجة فعلن لموظفين فيوم جات تسألو بكل براءةو عفوية: ياعمو
وعوض إنتو مكتبكم حق رفع المظالم دا لسة ما عينتو ناسو؟! فعمك لقى ملكتو يهبشا في
جوة التنك ، إتنحنح و قالليها يا بت الناس أول حاجة هو الشي ما ( رفع) قلنا الشي (دفع)

(جــــو ..هـــنـــدي) فترةٌ قصيرةٌ جداً أمضيتها في حالة توهانٍ و انعدام وزنٍ تامٍ . و بالذات بداياتها مرررت
(لحظات و كمان ساعات)كأنها سنين ضوئية. طبعاً ليس لأنها كانت مملَّةٌ!! لا بالعكس تماماً؛ ز لكن . دي كانت
زي حلمةٍ ورديةٍ جميلةٍ ، و لكن لصعوبة تأقلم مسام جلدي الشديدة مع وسطيالجديد في محاولاتٍ بأئسةٍ و يائسةٍ
كتلك التي يعكف عليها الأخ /كبسور و رفاقه على مدى ثلات رمضانات لانتزاعنا عبثاً من ثوبنا السوداني ليضعونا
كل مرة في أجواء غير مألوفة، هذه المرة ( كان جو اً هندياً) و قبله مضى جوٌ خليجيُّ ، و قبل ما قبله جوُّ أمريكيُّ.
و أنا مُوش فاهم أبداًما هي الرسالة بالظبط من وراء كل هذا المال و الوقت و الجهد المضني المهدر سدىً. ما علينا.

# ما كان يهمني أنني وجدت نفسي فجأة في ورطةٍ حقيقيةٍ أعوص من حال فأر مسكين و جائع وضعوا له قطعة جبن رومي
بين فكي مصيدة. فأول محنةٍ كان صادفتني حين وضعوني رابعاً لثلاث أو خامساً لأربع أو ربما سابعاً لست(ستات) و الأحـرى
كـان معظمهن بنات هن زميلات. كانت على رؤوسهن وداد مصطفى الهادي (دي الكان عملت لي المعاينة في لجنة الاختيار)
فتحية عثمان صالح (بنت عمة للريس أبعاج)،رحمة صالح العبيد( أبوها رأس ماليةٍ وطنيةٍ)، نجوى شفيق شوقي (و دي بت
مدير قاعة الصداقة)، و نوالمبارك سنادة (من نسايب ناس نميري: ابوها وزير إسكانه، و أخوها سامي كان مصوره الخاص) .

# أضف إلى ذلك ثالثة الأثافي ممثلةً في معاناتي مع جماعة حامية القصر و الحرس الجمهوري في البوابتين الشمالية
و الغربية المفروض عليَّ الدخول منهما رغم توجسي من نظراتهم ليشذراً ،ياخي لدرجةكنت لامن أجي داخل بجنبهم لمان
شعرة جلدي تَكَلِّب), لحدت ما نشأت بيني و بينهم زي عقدة كراهيةٍ غرباء مَرَضِيَّةٍ (زينوفوبيا) ؛ زي البين (عسكر وحرامية).
فكان بعضهم يستوقفني من دون خلق الله كل صباحٍ و أنا جاي داخل للتحقق من هويتي، و لا يخلصني منهم إلا مسؤولي المباشر
السيد/ عبد الله الشيخ بعد ما يعرفني ليهم تلفونياًبأنني واحدٌ صحفيٌ زائرٌ جاي ليهم ألقط لي شوية أخبار. حتىين يا الله يفسحوا
لي سونكيات بنادقهم حتين أقدر أمربين أيديهم بسلامٍ . # غ لى أن جاء اليوم الأخيراً شكوت حالي هذا لأساتذتي بالجامعة.

# و بالفعل حضر رئيس شعبة الفرنساوي البروف / قسم السيد آدم بلة و برفقته أستاذي و المشرف على رسالة بحثي
لتمهيدي الماجستير البروف/ ألان سبور. جاءا ل للتوصل لصغية تفاهم مع ناس رئاسة الجخهوية وإدارة القاعة لضمان
عودتي إلى الجامعة لمواصلة دراساتي العليا.على أن يتم تقسيم وقتي بين من هنا : دوامٍ صباحيٍّ : عبر دهاليز مدرجات
(شعبة الفرنساوي بكلية الآداب ، و (رواق) الداون تاون و ركن الثقافة الفرنسية (C.D.U.S.T) و من هناك مسائي :
حين يتجه كل زملائي الطلاب إلى البركس و لتناول الغداء بسفرة ال(Main)، تلقاني الوحيد ا للاهث متل كلب الحر
طائر فللي بنمرة (11) لا ألوي على شيءٍ في رحلاتٍ مكوكيةٍ عبر شارع الجامعة، قاصداً قصر الشعب لأبدأ مشوار
عملي غاتساً في كيمان الملفات المردومة لي فوق طربيزة مكتتي، بينما طرابيز (صويحباتي) الحنكوشات فاضياتٌ
تماماً لمان يصوصن!! فكان جو معاناة مرهق للغاية و لاكنو ممتع شديد.
***************************
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

♡هناك حيث كان أستاذي المأسوف على شبابه و الأنيق
في كل شيءٍ: خِلقةً و خُلُقاً و قلباً و قالباً و شكلاً و مضموناً، المغفور له بإذن الله الدكتور/ خالد عبد المجيد مرسي ، و الذي تلقينَا على يديه روائع سردٍية و لا أمتع عن مسيرة رواد الحركة الزنجية بصفة عامة ، و بخاصةٍ الأدب الزنجي الناطق بلسانٍ أفرنجيٍّ ، و الذي من أبرز أيقوناته و عرابيه في بلاد الشتات الواسعة سواء أكانوا في مجاهل أفريقيا السمراء أو في أميركا اللاتينية و أحراش حوض الأمازون و الكاريبي أمثال إيمي زيزير و أﻻن داماس ، و السنغاليين سامبين عثمان و ليو بول دسيدار سينغور، و التنزاني/ يوليوس نايريري ، و النيجيري/ شيخ حميدو كين و مواطنهشيخهم جميعاً ، تشنوا أتشيبي، و قمة متعتنا مع أشيائه المتتداعية جانباً( Things Fall Apart) التي ضمنها ملحمةً دراميةً اجتماعية غايةً في الإبداع الإدهاش

♤ كنت تاسعاً لثمانية زملاءً و زميلاتٍ في دفعتي تلك.
منهم ثلاثة من النسور الخُشُن هم :وأحمد الجعلي ، الريح
عبد القادر ، و محمد المهدي محمد هاشم ؛ و خمسُ حمائمَ
نواعمَ هن : نهى عثمان ، أمال عثمان، هويدا أبو بكر ، القبطية
سيلفيا نجيب (كنت صادفتها ذات يومٍ و أنا مارق طافش إلى غير رجعة بقفذةٍ غير محسوبةٍ في جنح الظلام ؛ وجدتها تعمل مسؤولة بأحدى الخطوط الجوية.أو وكالات السفر و السياحة) . و خاتمة المسك ، ست البنات لي حدهن حشمة و رزانة كانت شادية إبراهيم الخواض و هي كانت تمثل واسطة العقد بينهن. و قد نظم فيها أحد مجانين ليلي قصيدةً عصماءَ بعنوان " نار إبراهيم" حيث قال فيها خبراً وتثر دُرَراَ؛ و ذلك مع فارق أن
نار سيدنا إبراهيم علبه السلام كانت برداً سلاماً عليه).

♤ كنت أشدهم إصغاءً لذاك الدكتور الخالد العبد المجيد
لدرجة لا أذكر أنني احتجت يوماً لمذاكرة أي نصٍّ أو مفردة سمعتها منه ، بل لدرجة أن أمينة مكتبة الشعبة عندنا و في
ركن الثقافة الفرنسية (C.D.U.S.T) أختنا / سوسن عبد المجيد كانت تتهمني بين ممازحةٍ و جادَّةٍ؛ أو بين حاسدةٍ و بغرانةٍ لا أدري، بأنني كنت أتقمص شخصية أستاذي فأقلد بهندام لبسي و بتسريحة شعري و حتى في سواقة خطواتي الضائعة كوقع الحافر على الحافر ، حيث لم تدع لي مجالاً لإنكار تهمة لا أستطيع نفينا و شرفٍ لا أدعيه فأتخارج منها بتعليفي قائلاً: (اعتبريه ياخ في مقام و الدي , و طبعاً من شابه أباه فما ظلم).

♤ كذلك كان من بين من علموني حرفاً هنالك كانت أيضاً (أبلتي) في الترجمة ( فوري و تحريري) الصديقة اللدودة هي د/ سعدية الأمين ؛ و في مجال النقد الأدبي كان معنا زوجها الساخط بابكر علي ديومة؛ و في اللسانيات (Languistiques ) د/ سليمان على بلدو ؛ و في الصوتيات (Phonetique) النورماندي ألان سبور و المتعاون أستاذ زكريا. كما لا ننسى كذلك، دور عمنا د/ يونس الأمين واحد من أعيان جزيرة توتي
و لديه اهتمامات رياضية و هو الآن على ما أظن.يتقلد منصباً تشريفياً رفيعاً على قمة الرابطة الفرانكفونية في أفريقيا.
*****************************************
♤ و كان سطوح نادي الفلاسفة هناك بمثابة شُرفةٍ عالية. كان منتجعاً للخلط مع الشاي و اللقيمات و الخُصَل نطل منه على ما كان يعتمل خلف الكواليس من مخاضات سياسية عسيرةٍ و آيديولوجيات متلاطمةٍ خلف أسوار (الجميلة و مستحيلة).

فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

(حاشية ، و لا بد في المية منها)
لمن يتبادر له سؤالي و لو من باب الفضول :
أين كنت من كل ما كان يدورخلف أسوار و كواليس القصر؟!
أقول له: إن هذه شهادةٌ للأمانة و للتاريخ ، أنني كنت أدخل ضيفاً و أخرج كأي أجير.
كنت أنتظر كل آخر شهرٍ لأتقاضى أجري ، بعد أن يجف عرقي . كنت أترك كل النغنغات
الحاصلة، لأعبر الشارع غرباً إلى مبنى وزارة المالية أو البوسطة المجاورين، لأضرب ليك
طلب كسرة بلدي يومياً بملاح شرموط أبيض( خالدي) ، لدرجة أنني من كثرة تكراره مرات أتخيل
نفسي أمام حَلَّة قوز عملاقة بحجم (مصفاة الجيلي) و يغرفون لي منها كل مرة شوية بما يساوي مبلغاً
و قدره طرادة (25 قرشاً)؛و ألم باقي المويهية (صرة في خيت) و أقوم أوديها لناس أبوي الطاعن بالسن ،
ليعيش بيها (كوم لحم ) شُفّع تحته من زوحته الرابعة. بالنسبة للعطايا و المنح و المناوﻻت و التمريرات
من تحت الطربيزة ،فهذه شهادة لوجه الله، و أتحدى بها من أحياء القصر و أمواته كائناً من كان أن يدَّعِي
أنه رآني سجلت نفسي ذات مرةٍ ، و لو بقلم رصاص ، في أيٍ من دفاتر تلك المخصصات و التوزيعات
المشبوهة و الممرغة بغبار الملح من عرق الغﻻبة أمثالي و الكادحين من أهلي الحنان. بالجد دي كانت
طريقة تفكيرنا. علماً بإنو أراضي الفئويين لمان صارت حقاُ مشاعاً لكل خريج لقتني غادرت
تاركاً البلد بقضهاو قضيضها إلى غير رجعة ، و مرقنا منها (ملوص ، أباطنا و النحم).
و من هنا، بتحدى بذلك كل من يقدر يجادلني أو يخاصمني حول
أية إفادة مما أوردته هنا . كما أعتذر بشدة لكل من سقط
اسمه مني سهواً.، و بالتأكبد ليس عن عنمدٍ ولا قصدٍ.
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

قَــــــرْعُ نَـــعْـــــلَيْــــــنِ
لـــــعــــــــابِرِ سبـــــيــــــــلٍ
فِـي أروقـــــــــةِ الــــقَــــــصْـــــر!!
(حكــــاية وزيـــــــــرْ بلا حـــقيبة!!!)
شهرين كاملين أو يزيد ، لقد أمضيتهما في حالة توهان
بوصلةٍ و انعدام وزنٍ و توهان أعوص و أطول من رحلة مصطفى
محمود من غياهب شكه إلى يقين أيمانه ، و قد عاش فيها مراحلَ من عمره مع
(كذبات أمه الثمانية). لكنها بالنسبة لي و على المستوى الشخصيكانت لحظات حلمٍ
ورديٍ عشتها على أمتع ما يكون الأمتاع ، كنقلةٍ نوعيةٍ بوتيرةٍدراماتيكيةٍ عنيفةٍ ، لا بل
كانت طفرةً حضاريةً هائلةً ، من حال زول ضهاري ساي شاب شديد النحافة عظيم "التفة"
و شبه متلاشي ما بين المنكبين (بس قشة كبريت على رأسا زيتونة)في المدينة كبهلول في حواري
أسطنبول فقران لمَّان غلت و كملان من لحم الدنيا لدرجة كنت قاعد أضع كالشاة ، إلى آخر منجهاتٍ
عجيبة و خدماتٍ فندقيةٍ (5 نجوم) نبتت لي على أثرها كتيفاتٌ و عملت لي كمان تلاجة كريشةٍ ناطةٍ
ضقت بها ذرعاً و ضاق منها قميصٌ ل( تحرمني منك ) كانالون مان شو الكنت قاشر بيه طوالي حتى
انطفت معها حبوب كلف الشباب و زالت نموش المراهقة المعذبة من جضومي. و أما على مستوى الجو
المحيط الهادئ فكان بالجد جو هندي و كانت بالجد متاهة صعبة و اصطدام بخليط أحاسيس مضطربة
ممن حولي مابين دهشةٍ و ذهولٍ محفوفٍ بتحفظٍ و فتورٍ ، و بين حفاوةٍ مصطنعةٍ مشوبةٍ بنوع من
التوجس خيفةُ و محفوف بالريبة و الحذر ممن قد أكون ومن قد يكون وائي) أو الأحرى: من
تكون الواسطةالافتراضية المزعومة التي تقف وراء (رويعي غنم مثلي). كي تفتح ليأبواب
السعدعلى مصارعيها حتى أرتقي مرتقاً صعباً فأقتحم برجاً عاجياً بتلك المنزلة،
لأشغل أذهان الكل ممن حولي ، فأربك بروف ظهري الغامضة أوضاع
كافة أولئك المقيمينفيه و القائمين عليه من أسماهم إلى أدناهم.
*********#########*********
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

(حكــــايةُ وزيـــــــــرٍ بلا حـــقيبةٍ!!!)
طاقم القاعة المؤلف من السيد/ مامون/
مدير مكتب السكرتير الصحفي، و من السيدة/ منيرة قسم الله،
سكرتيرته الخاصة جداً ( و هذه بالذات كان حصل لي معاها مطب نواعم
طريف جدن و ليه فلم طويل عريض، برجع أحكيه بعدين في وقته المناسب).
فبدت هي و من معها محتارين في هذه البلية المتلتلة الجات محدوفةً عليهم من
السماء، فما كان منهم إلا أن اكتفوا بتحميلي بكتب و أناتيك تذكارية ، ثم ما لبثوا
أن أرسلوني عائداً ادراجي بخفَيْ حنين إلى حيث أتيتهم من ناس العم/ كامل محمود في
إدارة شؤون الموظفين و الذي انتظري لأجده مغلوباً على أمره و محتاراً في أمري هو الآخر.

# هذا على الرغم من اعتراف الجميع هنا و هناك بكوني موظفاً جديداً حقيقياً و بماهيةٍ محترمةٍ ، صحيح
أنها بدأت متواضعة بمبلغ و قدره/108 جنيهات فقط لا غير/ و لكنها سرعان ما قفزت إلى حسبة/358 جنيهاً /
بالإضافة طبعاً إلى مخصصات أخرى كبدل لبس , و حرباشات تانية عبارةٌ عن نثرياتٍ بمبلغ و قدره/115 دولار/
كانتتجيني(تميرات فوق راس فكي) بالعملة الصعبة من بنك السودان المركزي عن كل يوم أقضية في أية مهمة
خارجيةكوفد مقدمةٍ رئاسي أو كمرافقٍ للرئيس ، لأغراض الترجمة والرصد الإعلامي في أي من خرجاته.

# كما أرسلوني كذلك مزوداً بخطاب تكليفٍ رسميٍ لعناية السيد/ مهدي شريف الترزي المعتمد لدى مؤسستي
الرئاسة و مجلس الوزراء , و ذلك بمقره الكائن بعمارة محمد حسين بأمدرمان ، أو بمحل آخر له بالخرطوم نمرة (2)
(يمكن ناحية منزل الراحل / حسن عطية)؛ لكي يعتني ب(تدبيجي) بكذا طقم بِدَلٍ(فولسوت) كاملة و سفاريات مظبطة مما
جميعه، طبعاً لزوم تظبيط الهندام الذي لا بد أن يتناسب و هيبة المنصب الجعيص المخصص لي كبقية خلق الله هناك.
و لكن، أين سيكون المقر المحدد للوظيفة؟! فتلك كانت هي المعضلة العويصة و الورطة الحقيقة العجيبة اللي كان
واجهتني كجسمٍ غريب كان الكل يبحث لنفسه عن مخرج طوارئ من مجرد الاحتكاك معي خوفاً مني لاعلّيَّ

# إلى أن هداهم الله و هداني معهم لأن أطلب منهم إيصالي الجهة التي أجرت معي المعاينة في لجنة الاختيار
قبل أن تدفع بي إليهم . فكان ذلك بمثابة حبل (الإنقاذ) و طوق النجتاة لنا جميعاً ، أنا و هم . فسرعان ما أرسلوني
إلى حيث أتيتالسيد/عبد الله الشيخ نور الدين الرجل الرزين بكل ما تحمل المفردة من معنى حيث قام بنقلي إلى
قسمه الذي يراسه شخصياً بالسكرتارية و الترجمة التابع مباشرةً للمكتب السري للسيد رئيس الجمهورية. ثم قام
الراجل بعد ذلك بإطلاعي على كامل فصول تلك الدراما الهزلية المتمثلة في اختلاق كادرٍ وظيفيٍّ مفبركٍ تماماً
من ألفه إلى يائه لتوظيف شخصٍ أو (شخصة) بعينها محسوبة لشخصية من إياهم. و لكن الذي حصل أن الأمر
تحول بقدرة قادر إلى واقع صار مكتوباً له أن يعاش بحذافيره و بسيناريو مغايرٍ أتت رياحه بخلاف كل ما
قد كانت تشتهيه سُفُنُهم . ذلك أن دايناصوراً من عالمٍ آخرَ قد هبط أو (حطه السيل) من على رؤوسهم
مترجلاً من على ظهر طبقٍ طائرٍ إلى هناك، ثم بدأ قرع نعليه يُسمعُ جيئةً و ذهاباً ليس كوني
(عابر سبيلٍ) هذه المرة ، و إنما ليبقى جاثماً هناك على صدر ككانٍ من كان شاء
أو أبى ، و حائماً بين ظهرانيهم في قمة هرم السلطة بجمهورةي الموز الكاذب
*********^^^^^^^**********

حركة ماكوكية بين البركس و القصر
قَــــــرْعُ نَـــعْـــــلَيْــــــنِ
لـــــعــــــــابِرِ سبـــــيــــــــلٍ اغبش َ
فِـي أروقـــــــــةِ الــــقَــــــصْـــــر!!
موكــب زَفَّتي إلى حــدائق قصــر الرئاســة!!
@ حضرنا باكراً ذات يوم أثنين المرتقب لمراجعة آخر قوائم التصفيات
لتلك الفرصة النادرة لنجد مفاجأة صاعقة بأن الله جعلها من نصيب العبد الفقير
إلى الله.لدرجة طلبت من أحدهم أن يقرصني شدددييييد أو يفرك لي عيني ولا
يكشحني بي(كوز ) موية ( ساقط و بس ) ؛ ولا يدعك لي في نِخْريني بصلة
كلاب ، (على قولة أبو النور ) حتى أفيق من نبوة فرحتي المشوبة بحالة اندهاش
عجيبة ، ثم أصدق ، و قد تحلّق الناس حولي الحاسد منهم شايل البغران تحت قبة
لجنة الاختيار . و وجدتمن حملني إلى حيث سلموني بموجب ذلك مظروفــاً كاكيَّـــاً
مختوماً بالشمع الأحمر ، و بداخله كما قيل لي خطابٌ رسميٌ بتعييني رسمياً و شعبياً
مساعد رصدٍ صحفيٍّ و إعلاميٍّ بمكتب عمنا سعادة /محمد محجو بسليمان ، السكرتير
الصحفي للسيد رئيس الجمهورية ، و معنوناً إلى مقر الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية
بقصر الشعب.بعد ذلك طلعت من هنا متوجهاً إلى هناك لا أقول : تحملني قدماي ، بل
كأنما تحتويني حويصلات طيرٍ خضرٍ .. أو ترفرف بي أجنحة الفرح على متون
و صهوات الحَمَامات الزواجل. و تشيِّعُني جمهرةٌ. لا ،بل هي مظاهرةٌ هادرةٌ
ليست من أولئك المنافسين الذين انتزعت منبين مخالبهم مزعة لحمٍ كانوا قد
طبخوها و بهَّروها لمن كانوا يريدون ، و لكن خالقي و رازقي فعَّالٌ لما
يريد، و قد جعلها لقمةًسائغة من بين فرث و دم خالصة لمن يريد.
*****************************

إنما جاء يَزُفُّنِيْ رهطٌ صغيرٌ في خيالي وقد تعالت زغاريدُهثنَّ و تهالليهُم
صدحت بها حناجرُ و نشحتْ بها محابر و أزتْ بها منابرُ ؛ و تقافذت صور
صويحباتٍٍ و قرائبَ إلى ذهني عند أبواب القصر المنيف و انزلقت بي على جدران
الخاطرة و تزاحمت وجوههن لتمتطي بي شريط الذاكرة. وهناك رهط ٌ من أمهاتٍ لي
شتَّى كُلُّهُن َّ من الرضاعة حيث إنني و رغم تحدري من صلب أبٍ واحد، لكنني نشأت
مترعرعاً في أحضان مرضعاتٍ إن قمت أعُدُهُنَّ فهيهات أن أحصيهن عدداً ، بعد رحيل
والدتي تلك التي منذ جاءتْ بي لارى النور في ه ذا العالم الخَرِف ، أودعتني أمانة في
أعناقهن، ثم غيبها الموت مباشرةًبُعَيْدَ ولادتي. إثر علة حمُّىً صفراء لم تمهلها طويلاً.

# فَرُحْت (أفتِّش ليها في اللوحات..مَحَل الخاطر الما عاد..في شهقَة لون و تكيَة خط..
و في أحزان عيون الناس.. و في الضُّل الوقَف ما زاد.. بناديهَـا و بناديهالحدت ما ألاقيها).
جاءت تتقدم صفوف هؤلاء حبوبتي و مربيتي ، تلك المسنة العمياء التي اعتصرت لي خلاصاتٍ
من نخب حنانها كما لو كنت مولوداً من مصارين بطنها و فلذة ً عزيزةً من كبدها، و هي تلقنني
كلمات تقول قلبي علي جناي .. و قلب جناي علي حجر) ؛ يرافقها وجه أبوي المرحوم هو الآخر،
وقد وقف هناك كصورة مائية يناجيني .و أما أنت الآخر فكفاك اليوم عناء ٌ"يا أبتاه" أيُّ ذاك
الجنديالمطحون و الكم الهائل شبه المهمل والتقريباً آخر من يذكر. تجلس ساكناً مثل الضيف
و الباقين أصحاب الدار؛ تتناول حظك من الخبز الأسمر مع كويب من إقط محلول به دسم
قليلأ و منزوع أصلاً، و له طعم ماسخ أو لا طعم ؛ تتجرعه ولا تكاد تسيغه مع ثلاثة
أقراص بالألوان، مسخرةكل منها لتسكين نوبات من ألم مدفون, أو كي تمنع
جلطة محتومة ظلت تتربص بصاحبها كلَّ صباحٍ و كلَّ مطاح .

# وقبل أن تهم يابوي الشايب المسكين بترك مكانك صوب الباب
لتلهث خلف الرزق المقسوم. لقمة عيش تأتينا مشبعة بعرق جبينك المرفوع
و رغم الجوع، و ممرغة بتراب من زعفران شموخ الآباء والأسلاف، و لكن
يبدوأن هيهات.. في تلك اللحظات شرد أبي بذهنه و هام بعيداً في أغوار و شعاب
الذاكرة المحفورة و المأهولة بخواطر و كم أنات. بدأ بنفسه ، يناجيني و هو يقول:
كم كنت شقياً و سعيداً في آنٍ يا ولدي ، و لي صولات و لي جولات. و الأن ماذا
عساي إلا القول:هل ما أشبه البارحة بهذا اليوم؟ أم أين الآن هي تلك الأيام؟ حين
كنت أسرج (جحشتي) الصهباء كما الترتار، مطوعةً للتو كي تشيلني تسابق بي
الريح. حيث كتاتيب الصبيان. ثم أعود على متنها ذات كل مساء قبل أن أدلف
بها إلى حقلنا (في النجاض) لترتع ملياً،ثم تروح خميصاء بحفنة مما يحلو
لها من عشب قض أخضر و (كلاليق عدار) أو (سواس ) يابس،
لتجتر عليه مدار الليل (بنكهة محببة من لعوت أو سيال).

# ثم سرعان ماعاد اأيوي من سرحان يستعرض مشاهدَ عارضةً
عن باقي الأشخاص. أنتِ أيتها الرفيقة الرقيقة الودود الولود و الأم لأبنائي
الرؤوم . كم كنت في واقع الأمر حنكوشةً.. دلوعةً, مدللة جداً؛ كونك فلتة دهر
بين الأخوات من لَحِتِ قطار التعليم الفات. كانت عمتي وأمك إذا خرجت عن
طورهاولسعتك بسير من عاشميق،تأكل أظافرها ندماً و تنحر زوجاً من حمامات
البيت المحظورة على كائنٍ من كان، قالت قرباناً وعتبى إرضاءً لغرورك المخدوش
بكم نهرات و برضو معاها عصير شربات, تهيل عليه تلة سكر و كم ليمونة في
لحظات.أما الآن فما أبعد تلك الليلة عن بارحة الأقدار و ما أشبههما بذات الوقت

@لكأن طيفَ والدي حضر يذكرني بجدلية كل ما يدور في داناميكا منطق الاشياء:
(بين سنبلة و حبة) من حتمية للفناء مع البقاء، و أن ثنائية الأبوة و البنوة إنما تمثلان
(باءين لا يجتمعان طويلاً).فها أنا ذا أتدرج سلم الوظيفة و إذا بمن كان سبباً في وجودي
و عشت في كنفه عمراً يمارس معي فن المستحيل لأشب عن طودي قوياً، إذا به يستأذن
ليدير لي ظهره و أنا عاجز عن ممارسة حتى فن الممكن لكي أبقيه بجانبي، و لكن هيهات

# ثم لاحت لي من خلفهم تعاين بالرقراق فتاة أحلامي ، تتوارى متل (ضل الضحى :
اللي دخل القشو ما قال كش) و تمشي الهوينة على استحياء، و تتسلل كنسمة صيف باردة؛
تلك التي نسجت من خيوط مناديلها أسطورة (بقايا عِشقٍ عذريٍّ ظل صامداً في حطام
إنسانٍ ..و عاش جباراً عنيداً في وجه أعاصيرَ صراصرَ عاتيةٍ، و ضغوطٍ ملحاحةٍ كانت
تدفعه دفعاً ليموت واقفاً)،كما أوحت لي نظراتها بحكاية(حب في زنزانة و زفاف
خلف القضبان). ثم انضمإلى هؤلاء زمرة من رفاق دربي و أتراب فصول
دراستي ،أولئك الذينكنت استلهمتُ من وحي تداعي خواطري معهم
كشكوﻻ سميته: (مذكرات قرويٍّ في حواري باريس)!!
***************************

وصولي إلى بوابة القصــر الرئاســي!!
خرج معي كل هؤلاء في زخمٍ و هيلمانة غير مسبوقٍة في حياتي
و يمكن القول: إنها في مأمن تماماً من ملاحقات قوات مكافحة الشغب
و رجال الاحتياطي المركزي ، لسبب منطقي و بسيط جداً:هو أنها غير مرئية
لعين المجردة كون فعالياتها و عناصر رهطها مكونة من مجرد زوالات كلهم من صنع
خيالي عالي الخصوبة. حالهم أشبه ما يكون بهؤلاء (السادة الزوار) الذين يحلون ضيوفاً كراماً
على موائد أقسام و نفافيح هذا المنتدى على مدار الساعة في حالة غياب تام للسادة / أرباب المنزلِ
سواءٌ من أعضاء أصليين و مشرفيه مكلفين . ما علينا ، المهم أننا سلكنا ، يل أنني سكلتفَجِّي من
بوابة لجنة الاختيار الواقعة ناحية الشرق قليلاً الحتات الفيها بنك باركليز و مطعم سان جيمس .

رحت أجوب شوارع سيتي بانك المتعارض(Diagonal) ما بين شارعي الجمهورية و الجامعة ،
وهما متقاطعان بدروهمامع المك نمر. ثم عبرت متجهاَ شمالاً حتى وصلت مدخل البوابة الجنوبية
لما يعرف مجازاًب قصر الشعب)، كنوع من ذر الرماد في العيون، ليس إلا. و البوابة دي مشرفة على
حدائق القصر ومطلة أيضاًعلى مبانيوزارة الخارجية و محالت المفروشات المصرية على ما أذكر و متاخمة
من جوة لكنيسة غردون باشاً، ربما هي التي ذُبح فيها العلج و دفن تحت أنقاضها على يد أنصار جهادية المهدي
و خليفته التعايشي ود تور شين، و التي كانت تتخذ منها مراسم الدولة مكتبة عامرة و قسماً كبيراً لتجهيز و تغليف
الهداياً الرئاسية الصادرة من سن الفيل و جلود (الشاموا)، و حفظ تلك الواردة. و أنا لشيء في نفسي لجأت للدخول
خلسةً من هذهالبوابة بالذات(منذ أول وهلة و حتى مغادرتي للقصر و للبلاد برمتها إلى غير رجعة).كان ذلك تفادياً
للاقتراب من لبوابتين أخريين إحداهما مطلة على ضفاف النيل الأزرق و الثانيةفاتحة غرباً باتجاه وزارة المالية
و رئاسة البوستة. جربتهن الاتنين و لكني بصراحةكدا كَزَّيْت منهن و أو جست منهن خيفةُ عدييل، لأنو
موقفين على كل ركيزةحارس ببندقية طوييل(طول النخلة!) و مصبوب تماماً كالحجر الأسود،
لدرجة حتى و لا عينو دي حتى لو طبظتها ليهه بي عود ما بترمش و كمان غازين
ليه فوق راسو ريشتين نوع من ضكور النعام نادر و منقرض السلالة!!
****************************

☆كان ذالك بطبيعة الحال، لدي وصولي
أخيرن، راجلاً و شبه حافٍ و حاسراً رأسي
أمام تلب البوابة تلخطأ للقصر الجمهوري.

¤ بصراحة،ما كنت داير أتوقف طويلاً عند المحطة دي تجنباً للدخول
في تفاصيل و شكليات يمكن مملة ، لكنها لا تخلو من للقطات فيها طرافة
و تشويق ؛ كون بها دلالاتٌ لما بعدها سيأتي بعدنا. ففيي بوابة القصرالجنوبية،
لقيت حُرَّاس الأمن مصبوبين الواحد كما الحجر الأسود , و لكأنما حطَّ على
هامات رؤوسهم الطير، فلا يرمشون أو حتى يناحون الذباب عن جلودهم .

○سألني كبيرهم الذي علمهم الانشحاطة هناك (واحد مكرش يبدو أنه
من مريفيد الجيش اقدم مز البني كربو ، شبه حارس كافور الأخشيدي ،
من قال فيهم المتنبي لصدقه أبي يوسف، يوم اعترضهما ساعة خروجهما
خاليَي الوفاض عدا من خفي حنين ، من عند ذاك الفرخ لمملوكي الذي
آل إليه ملكُ مِصْرِ فرعونَ حتى صار إنسان عين زمانها بآخر ذاك الزمان:
أفاضل الناس أغراضٌ لذا الزمنِ.. يخلو من الهم أخلاهم من الفطنِ..و
حولي بكل مكانِ منهمُ خلقٌ تخطئ إذا جئت في استفهامهم بمن) .

♤ ماعلينا ، المهم أن ذاك العملاق المكرش انتهرني نهرةً كادت
ترتعد لها فرائص و لكن ما ارتعدت ، اماءا؟! ربما لشعورٍ قويٍّ خفيٍّ
بعزَّة الإثم اعتراني في تلك اللحظات الباقية العصيبة بأنني صاحب
حقٍّ و نثيبٍ في هذا الصرح الممرد و بالتالي فليس بمقدور أحدٍ كائناً
من كان سؤالي عن تلت التلاتة يكون كم . فهو قصرٌ يفترض جدلاً أنه
شهادة بحث ملكيته آيلةٌ، إن عاجلاً أم آجلاً إلى الشعب، و أنا زووول
و لدتني أمي حُرَّاً (أصيلاً ) ثم رحلتْ، كفردٍ من أبناء هذا الشعب.

تفرَّص كبير الحرس بوجهيملبَّاً وناداني مين اللي هناك وقف عندك! إلى أين؟
أنت فمان ردي له أنني تحسستُ أولاً تلك القُصاصة في جيبي و أخرجتها إليه :
إنه خطاب تعييني بالطبع؛ مددته بيدين راجفتين. قفذ الرجل إلى آخر الورقة
فالتوقيع ، دون أن يفقه شيئاً (كونه ربما أمي أصلاً ؛ فما هو بقارئ). لكن يبدو
أنه فهم بحاسة المؤمن السادسة أنني زول جاي سالط و بعينٍ قويةٍ . فنظر إلي
بحدة ثم عبس في خلقتي و بسر و قال:من الآخر كدا، واستطك منو ياخوي؟!
رددت عليه بإشارة إلى السماء. فهمني بسرعة مذهلة، ثم انتفض فجاة ليضرب
لي تعظيم سلام ثم أستعدل و ايتدرر و أمرني بأن أتبعه داخلاً بناحية كنيسة
غردون باشا(آلت إلى خرابة أثرية و مخزنٍ مهجورٍ لهدايا كبار زوار الدولة).

♤ و من هناك إلى مكاتب البيرسونيل حيث قال للجميع :
قوموا على حيلكم ، جاكم موظف(جعبة تخينة) و واستطه
فوق في الماء.لدهشتي، قام الكل و اصطفوا لتحيتيكقيامهم
لأجدع معلمٍ يوفُّونه التبجيلا. مع إني كنت شاباً شديدالنحافة
عظيم "التفة"و شبه متلاشي ما بين المنكبين ( بس قشة كبريت
على رأسا زيتونة). من ديك مكثنا شهراً أنا و هم في حيرةٍ و ريبةٍ
من أمري و غموضٍ شدؤدٍ كلانا يتهيب الآخر . المهم أن عربة تشريفات
مرسيدس بيضاء و أحيانا سوداء بدأت تأتي لتقلني كل صباح من و إلى
أوسخ أزقة في بحري (قايلين القبة تحتها الشيخ حمد ود أم مريوم ،
و لا خوجلي أبو الجاز) ، و هناك في القصر كانوا يحيطونني بحفاوة
تتناسب و الواسطة المهيبة المفترضة كما فهموها من هترشة حارس
البوابة؛ و لكن الظاهر سوء فهمهم جاء في صالحي برضو.و يلا هاك
يا جرايد عربي و أفرنجي و عصاير فيمتو و فطايرمن أراك هوتيل.
فسرعان ما نطَّن لي كضيمات يازول و أهلي الحُنان ؤا حليلم بهناك
الكريعات مغبشات للساق من المسوح بالليل و السرحة نهاراً) .

•الشاهد إني علمت لاحقاً أن دوامي مفروض في قاعة الصداقة .
ذهبت إليها مصدوماً (حضارياً)حيث سلمني كلٌّ من السيدة منيرة
قسم الله و زميلها السيد مأمون/ بمكتب سكراتارية السيد/ السكرتير
الصحفي لسيادة / رئيس الجمهورية، سلماني مقاليد وظيفتي عضواً جديداً
ضمن طاقم المترجمين الفوريين و الكائن تحديداً في مكتبٍ الملصوق على جدرانه،
و إلى يومنا هذا، شعار صقر الجديان. الشاهد تم استقبالي بحفاوةٍ زائدةٍ و أتحفتني
الأخت مدير ة مكتب السكرتارية بمجوعة منتقاة بعانية فائقة من الأناتيك والهدايا المغلفة بجلود الشامواه كان يُشرف على تصميمها فريق متخصص في مبنى كنيسة
غردون باشا التذكارية داخل مباني القصر؛ ذلك فضلاً نسخٍ منحي فاخرةٍ من كتبٍ
مثل (الرجل و التحدي) ,(النهج الإسلامي لماذ؟ا) و(النهج الإسلامي كيف؟)؛و كلها
من مؤلفات أب عاج أخوي يا دراج المحن و الذي تدرج بين ليلةٍ وضحاها، من قائدٍ
ثوريٍّ ملهم إلى أميرٍ للمؤمنين مبايَع ؛ و بعضها ينسب جزافاً لبنات أفكار مطبليه.

♡ كنت شاباً شديد النحافةعظيم "التفة" و شبه متلاشي ما بين المنكبين كغيري
من بقية مساحيق بلادي ممن صرفت عليهم الدولة دم قلب الترابلة(دا كان منتهى
الأنانية ، لنعترف بذلك!).فقد بدأت آثار المجدة و السعة و الدعة ترتسم على خلقتي
و كساني لحمٌ و شحم ٌ موبــــالغة. لدرجة أنني فوجئت بمن يصادفني المارة من
كورنجية مريخاب سرعان ما يتجمهرون و يشيعونني بالهتاف على أنني اللاعب
الخلوق الراحل/ سامي عزالدين ، طبعاً دا كان على الدهمة ساااه , و إلا فشتان
ما بين (قرداً يونسكزو غزالاً جافل) و الفارق طبعاً شاسعٌ كبعد المشرقين،
لمن يمعن النظر..حتي أهلي يظهر إنهم ودروا شكلي نهائي!!
****************************
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

♤بعودتي إلى أسوار الحرم الجامعي تم تسجيلي
مُجَدَّداً طالباً لتحضير درجة الماجستير بكلية الدراسات
العليا المتاخمة لدار النشر ، في ما كان يعرف حركياً، بمجمع
الداون تاون( Down Town) الواقع جنوب النشاط و معهدي
نقد الله الدسات الإضافية و الأفريقية و الاسيوية ال(Afro-asiian Studies) و مدرسة العلوم الرياضية.على أيام عميد الكلية البروف/ عبد الرحمن الأقرع و ذراعه اليُمنَى دكتورة/ سعاد حيمورة. و هنا لا بد من وقفةٍ لأدين بالفضل و التجلة لعمالقةٍ في مجالات اللغة و الأدب و فطاحلةٍ في الترجمة و التعريب و التأليف و النشر ، هم أساتذتنا الأجلاء أمثال : الدكتور يوسف الياس(من نجباء ودمدني هذه الودود
الولود) و أناس أغنياءٌ عن التعريف أمثال البروف /
محمد عمر بشير ؛ و هو الخبيرٌ الضالعٌ جداً في فقه اللغةالاجتماعي (Sociolinguistique) و مساعده
في اللسانيات/ عشاري ، فضلاً عن اثنين من ألمع أبناء
و رواد (غابة الأبنوس و عتامير الصحاري)هما لىوف/
على المك، و صديقه الأديب الأريب / محمد عبد الحي
( برضو كان واحداً من فلتات عدن النيل الأزرق ) .

♤كانت أطروحة رسالتي بعنوان "حركة الأدب الزنجي
الناطق بالفرنسية"بصفة خاصة. و لما كانت لها كورسات تمهيدية مصاحبة ، لهذا الغرض فقد تمإرسالي داخلاً للانضمام إلى نفس دفعتي بالسنة الخامسة فيشعبة اللغة الفرنسية بكلية الآداب. حيث كان مجيئي إلى هناك مجدداً ليس هذه المرة كما ترجع عرجاء إلى مراحها ؛ أو كمايعود كلبٌ ضالٌّ لاهثاً في قيئه ؛ أو حتي كما يعاود صاحب سوابقَ و مرتاد سجونٍ إلى أول مسرح لاقترافه أولى جرائمه ؛ و إنما بالعكس"لكأن موسى
قد أعيد لأمه و قميصَ يوسفَ قد اتى يعقوبا "

♡هناك حيث كان أستاذي المأسوف على شبابه و الأنيق
في كل شيءٍ: خِلقةً و خُلُقاً و قلباً و قالباً و شكلاً و مضموناً، المغفور له بإذن الله الدكتور/ خالد عبد المجيد مرسي ، و الذي تلقينَا على يديه روائع سردٍية و لا أمتع عن مسيرة رواد الحركة الزنجية بصفة عامة ، و بخاصةٍ الأدب الزنجي الناطق بلسانٍ أفرنجيٍّ ، و الذي من أبرز أيقوناته و عرابيه في بلاد الشتات الواسعة سواء أكانوا في مجاهل أفريقيا السمراء أو في أميركا اللاتينية و أحراش حوض الأمازون و الكاريبي أمثال إيمي زيزير و أﻻن داماس ، و السنغاليين سامبين عثمان و ليو بول دسيدار سينغور، و التنزاني/ يوليوس نايريري ، و النيجيري/ شيخ حميدو كين و مواطنهشيخهم جميعاً ، تشنوا أتشيبي، و قمة متعتنا مع أشيائه المتتداعية جانباً( Things Fall Apart) التي ضمنها ملحمةً دراميةً اجتماعية غايةً في الإبداع الإدهاش

♤ كنت تاسعاً لثمانية زملاءً و زميلاتٍ في دفعتي تلك.
منهم ثلاثة من النسور الخُشُن هم :وأحمد الجعلي ، الريح
عبد القادر ، و محمد المهدي محمد هاشم ؛ و خمسُ حمائمَ
نواعمَ هن : نهى عثمان ، أمال عثمان، هويدا أبو بكر ، القبطية
سيلفيا نجيب (كنت صادفتها ذات يومٍ و أنا مارق طافش إلى غير رجعة بقفذةٍ غير محسوبةٍ في جنح الظلام ؛ وجدتها تعمل مسؤولة بأحدى الخطوط الجوية.أو وكالات السفر و السياحة) . و خاتمة المسك ، ست البنات لي حدهن حشمة و رزانة كانت شادية إبراهيم الخواض و هي كانت تمثل واسطة العقد بينهن. و قد نظم فيها أحد مجانين ليلي قصيدةً عصماءَ بعنوان " نار إبراهيم" حيث قال فيها خبراً وتثر دُرَراَ؛ و ذلك مع فارق أن
نار سيدنا إبراهيم علبه السلام كانت برداً سلاماً عليه).

♤ كنت أشدهم إصغاءً لذاك الدكتور الخالد العبد المجيد
لدرجة لا أذكر أنني احتجت يوماً لمذاكرة أي نصٍّ أو مفردة سمعتها منه ، بل لدرجة أن أمينة مكتبة الشعبة عندنا و في
ركن الثقافة الفرنسية (C.D.U.S.T) أختنا / سوسن عبد المجيد كانت تتهمني بين ممازحةٍ و جادَّةٍ؛ أو بين حاسدةٍ و بغرانةٍ لا أدري، بأنني كنت أتقمص شخصية أستاذي فأقلد بهندام لبسي و بتسريحة شعري و حتى في سواقة خطواتي الضائعة كوقع الحافر على الحافر ، حيث لم تدع لي مجالاً لإنكار تهمة لا أستطيع نفينا و شرفٍ لا أدعيه فأتخارج منها بتعليفي قائلاً: (اعتبريه ياخ في مقام و الدي , و طبعاً من شابه أباه فما ظلم).

♤ كذلك كان من بين من علموني حرفاً هنالك كانت أيضاً (أبلتي) في الترجمة ( فوري و تحريري) الصديقة اللدودة هي د/ سعدية الأمين ؛ و في مجال النقد الأدبي كان معنا زوجها الساخط بابكر علي ديومة؛ و في اللسانيات (Languistiques ) د/ سليمان على بلدو ؛ و في الصوتيات (Phonetique) النورماندي ألان سبور و المتعاون أستاذ زكريا. كما لا ننسى كذلك، دور عمنا د/ يونس الأمين واحد من أعيان جزيرة توتي
و لديه اهتمامات رياضية و هو الآن على ما أظن.يتقلد منصباً تشريفياً رفيعاً على قمة الرابطة الفرانكفونية في أفريقيا.
*****************************************
♤ و كان سطوح نادي الفلاسفة هناك بمثابة شُرفةٍ عالية. كان منتجعاً للخلط مع الشاي و اللقيمات و الخُصَل نطل منه على ما كان يعتمل خلف الكواليس من مخاضات سياسية عسيرةٍ و آيديولوجيات متلاطمةٍ خلف أسوار (الجميلة و مستحيلة).

فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِفأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِلأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ