أستعير العنوان من كتاب المفكر الفرنسي ريجي دوبريه ” ثورة في الثورة ” الذي صدر في نهاية الستينيات من القرن الماضي . ولقد أسعفني في الدعوة لثورة داخل ثورتنا العظيمة .
فأنا أرى مثل زرقاء اليمامة،أشجارا تتحرك من بعيد ،وهي فلول الثورة المضادة والفلول الاسلاموية تطبق بنجاح خطة أختراق الثورة والتخريب من داخلها بالنفخ على خلافات بسيطة ولكنها تتكاثر بين قوى “الحرية والتغيير” وفي منتهى السذاجة والغفلة ينفذ الثوار خطة الكيزان يريد الاخونجية إكثار وتوسيع الخلافات والتناقضات بين بعض عناصر الثورة وإبعاد المتعاطفين معها وللأسف يبتلع بعض الثوار الطعم ويستبطنوا خطط الكيزان وينفذونها شعوريأ أو في غمرة الحماس والاندفاع . يفترض في الثوري أن يكون بالضرورة مبدعأ وصاحب خيال وقدرة هائلة على الفهم والتوقع والتنبؤ ،والدليل على ذلك رفضه للأمر الواقع وبحثه عن بديل أفضل أو تبنيه لمثل هذا البديل والسعي لتطبيقه .
الثورة علم وفن . ومن أبجديات القدرة على حشد وتعبئة الجماهير، والأهم القدرة على استمرار وتطوير هذا الحشد وألا يكون موسميا أو مؤقتا . وفي تعامل الثوري مع الجماهير والناس يعمل على كسب مؤيدين، وتحييد مترددين، وردع وعزل الاعداء والخصوم، وأكبر فئة في هذا التصنيف هم المترددون أوالحائرون وهذا مايستحق الجهد والعمل بهمة وسطهم، والقاعدة الهامة في هذا السياق هي تحديد العدو الاستراتيجي والأول مقابل الثانوي أو الجانبي، ويختلف العمل تجاه كل مجموعة .
من المهم ألا يغلب الثوار خلافاتهم الثانوية ويقومون بتضخيمها والتركيز عليها وأظهارها والاعلان عنها والترويج لها، فهذه نقطة ضعف خطيرة لصالح الخصوم . والأن يردد اعداء الثورة : أن :قوى الحرية والتغيير” غير متفقه وبالتالي السلطة المدنية يدوها منو؟
ولا أدري لماذا تصر فصائل داخل كيان واحد وتلتقي يوميا ، على إصدار بيانات وتعقد المؤتمرات الصحفيه لإعلان أختلافاتها وأن تنقل النقاشات الداخلية إلى العلن!
عرف عن الحزب الشيوعي السوداني دوره التاريخي في المساهمة الايجابية في قيادة الثورات ضد الدكتاتوريات وكانت له باستمرار رؤية وبصيرة وإدراك لمهام المرحلة الثورية وكان متقدمأ على الجميع . وأطلقوا على أنفسهم صفة الكليتون( Clayton) هوقاطرة صغيرة في السكة الحديد ادخلها إداري بريطاني بهذا الاسم وهذه القاطرة الصغيرة كانت تجر القاطرات الكبيرة الفخمة في عملية المناورات داخل المحطات . وهذا إنجاز يعني قدرتهم على تحريك أعداد كبيرة رغم حجمهم العددي الصغير . ولكنني هذه المرة أري الكليتون شاذأ في كل مواقفه ويصر على إظهار خلافاته مع الآخرين، وفاقدا للصبر والتأني .أخشى أن يعزل نفسه عن التيار ويبقي شاذا ومنفردأ
هناك ايضأ تيار داخل حزب الأمة وكأنه يقلب معادلة مطلب : انحياز الجيش لصالح الشعب وينادي بانحياز الشعب للجيش! حين يطلب زعيمه عدم استفزاز الجيش، بينما الجيش هو المستفز . وحين يقول بأن هذه الثورة لم تكن لتنجح لولأ الجيش والذي ظهر بعد خمسة شهور من الاحتجاجات والاعتصامات .
والكارثة الحقيقية هي خروج الحزبيين الكبيرين بالخلافات إلى العلن وتبادل الاتهامات، وتخترح للثورة المضادة وتطل من القنوات الفضائية متحدثة عن خلافات “قوى الحرية والتغيير”.
ضمن مماطلة المجلس العسكري وتنافس الثوار يحضر الكيزان لانقلاب العودة، وتجهيز المشانق للثوار بدون فرز وقفأ للإقصاء الموهوم الذي مارسه الثوارعليهم حسب أدعائهم .
أكرر ضرورة اليقظة والحذر وأن يبادر الثوار بالهجوم المستمر على الثورة المضادة / الكيزان ولا نعطيهم فرصة للراحة والاسترخاء والتفكير بهدوء وأن ننشر وسطهم القلق والتوجس واستمرار المطالبة بالعدالة الانتقالية وتشكيل المحاكم أولأ لكل من خطط وساعد وشارك في تقويض النظام الديمقراطي والانقلاب عليه.
ثانيأ مراجعة كل الوظائف العليا والمهمة في جهاز الخدمة المدنية وإبعاد كل المتسلقين بسبب الولاء وليس الكفأءة وهذه المهمة يقوم بها عناصر كل وزارة ومصلحة وهيئة ومجلس وتقديم البلاغات دون انتظار قرارات عليا أوحكومة انتقالية.
هذه ثورة شعبية والشعب مصدر السلطات وعلى الشعب أن يقوم في كل الاحياء والمدن بمراقبة تحركات الكيزان – أي الرصد والترصد بقصد شل حركتهم وأن يدركوا أنهم مراقبون وأن نشاطهم مكشوف، هذه مهمة لا تحتاج لعنف ولاتعني سلب سلطة الشرطة او أخذ القانون باليد بل هي حماية مشروعه استباقية ووقائية تستوجبها مهام أي ثورة شعبية لحماية نفسها دون انتظار الحماية الرسمية .
تسبب المجلس العسكري في أزمة ثقة ، لذلك المجلس مطالب ببناء وإعادة المصدقية له من قبل الثوار ، وذلك من خلال قرارات ثورية حازمة وصادقة حسب المبدأ العسكري: الضبط والربط وعدم التسيب من خلال محاكمات علنية سياسية وفساد مالي وأنتهاكات حقوق الانسان . كما يجب تفكيك جهازالدولة القديم بكنس كل الطاقم الانقاذي وتعيين كفاءات وطنية مخلصة وقادرة .
تحتاج ثورة الثورة للتنظيم الدقيق وعدم العفوية والعشوائية خاصة بين المعتصمين، لابد أن ينظموا أنفسهم مركزيا ، ولا بد من تقسيم العمل .
الحراك الإعلامي ليس في مستوي الحدث ومتروك لعناصر كثيرة لا تعبر جيدأعن نبض الشارع وتطلعاته .
لابد من ردع العناصر الانتهازية التي هرعت إلى تكوين تنظيمات وجهات بقصد التشويش وتشتيت الجهود ومنع أناس مثل علي الحاج ومبارك الفاضل وغازي صلاح الدين وابوقرده ،وميادة وغيرهم من نفايات النظام البائد ، من مخاطبة الاعلام وأعتلاء المنصات . ثورة حتى النصر وسحقأ للمترددين والانتهازيين والكذبة الغشاشين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة