بعد إستردآد نقابة عمال السكة حديد عطبرة بصدد تسيير قطار الشوق 2 للقيادة بالخرطوم ...

Quote: ذكريات اعتقال.... ... حريه سلام عداله.. هي دوما كلمات حينما تتفوه بها تطاردك بضراوه كلاب العسكر... ولكن هيهات... فليعلم الجلادون ان الثوره خيار الشعب... بدأت الروايه في اواخر شهر ديسمبر المجيد في مدينتي منجم النضال والثورات عطبره حي السياله القديمه حيث كنا نشكل تهديدا وقلقا بالغا لمليشيات جهاز الامن لما كنا نفعله بهم... نصبنا لهم الكمين تلو الاخر ولم نبخل عليهم بالحجاره بل اغدقنا لهم ( الردم ) حتي ان افراد منهم سمعنا بهم مؤخرا انهم تم نقلهم الي مستشفيات العاصمه لتلقي العلاج.. وفي يوم من ايام الثوره المجيده اشعل اطفالنا الصغار ( لستك) وكانوا قله قليله لايتجاوزوا عدد اصابع اليد . بعد لحظات دخلت السياله القديمه عدد 16 عربه تاتشر معبئه بالجنود ومسلحين.. ثم اخذوا يقذفوا اعيره البمبان والرصاص الحي حتي ان عبوات البمبان تساقطت داخل المنازل. انا كنت جالس بمنزلي وفجأه سمعت اصوات الطلقات الناريه والبمبان وسمعت اطفال جيراني ونساؤهم يصرخون... خرجت الي الشارع فإذا بي اري دخاخين البمبان تخرج من فناءات البيوت... دون ان اشعر وجدت نفسي اركض باقصي سرعه حتي ازرار قميصي كنت اقفل فيها وانا اجري نحو الشارع الرئيسي التي تتمركز به المليشيا... وظهرت لهم لحظه غفله من امرهم لان الشوارع كانت شبه فارغه تماما من الناس.. الا قله قليله .. اذكرهم جيدا وصلوا بعدي بمسافه سيارات الجهاز... تحدثوا ايضا عن القمع بكل شجاعه ورجوله... المهم... ركضت نحوهم.. ... ركضت نحوهم !!! اعتقد انهم انتابتهم الدهشه.. ولكنني لا استطيع ان اشعر بشي سوي الغضب الملتهب.. ركضت نحوهم بكل مالدي من قوه.. اقتربت منهم ولاحظت ان اخر سياره كانوا بها جنود مسلحين بكلاشات وكانوا مصوبين اسلحتهم نحوي مباشره وسمعت ( ثابت يازول... اقيف قبلك يازول... ثابت.. ثابت ) لم اعرهم ادني اهتمام ... ركضت نحوهم بكل قوه.. ثم اقتربت حتي بدأوا يسمعوني ( ده شنو يا وهم... بمبان جوه البيوت... والله انتو مارجال والله انتو ...تييييييت... تيييييت.. دي ياها رجالتكم تضربوا بمبان في حريمنا.... والله مافيكم راجل.. كلكم ل. تيييييت تيييييت) بعتذر لو كنت خدشت الحياء.. ولكنني اقسم بالله لم اكن اعي ما اقول لم اكن اشعر بنفسي.. المهم... ركضت حتي وصلتهم.. وهم في دهشه عارمه.. كانوا متيبسين وواقفين وبنادقهم مصوبه نحوي.. لحظتها انتابتني نشوه وعزه عندما ادركت ان اطلاق النار الكثيف ذاك الذي سمعته قد توقف.. لا ادعي البطوليه ولكن دعنا نفترض انهم اوقفوا الاطلاق فضولا منهم ليعرفوا نهايه هذا الشاب الذي يركض نحوهم دون توقف... المهم... وصلت اخر تاتشر... اتجهت مباشره للضابط الذي يجلس بالامام... ( يا سعاتك.. ده معناه شنو ؟؟ بمبان جوه البيوت وبلا مظاهرات.. دي ياها الرجوله... لاشي غير الصمت من الضابط الذي تسمر من هول صدمه الحقيقه) ثم... الملثمين... قرابه 20 شخص .. ( ده مالو ده... ارفعوا الزول ده... وكواريك شديده... ارفعوا الزول ده... دقوا الزول ده.. ) نزلت الهراوات والخراطيش وكانها مطر... اشتغل عقلي علي خيارين لا ثالث لهما... 1/ اما الهروب.... الجري بالواضح كدا... وده طبعا سابع المستحيلات. 2/ او الزعيق... بالدارجي كدا... الصريخ وااااااي خلوني... ههههههه دي طبعا في قائمه المستحيلات ماموجوده اصلا... دق يامعلم... قرابه 40 سوط والعدد يتدرج نحو الزياده... وهم يصرخون ( ارقد تحت يازول... ولكن لاحياة لمن تنادي... وااااااقف قنا.. وشتايم خلوها بس انتو ناس محترمين مابصح نكتب ليكم كدا... المهم واحد منهم شكلو الضابط قال.. ارمو الزول ده تحت.. والمدافره بدت... هم يصارعوا وانا اصارع.. في الاخر وهم زي خمسه نفر لملموني كدا فنن بي نفس واحد جدعوني جدع في التاتشر)ركبنا التاتشر وانا اصلا ماسكت ( والله انتو مافيكم راجل انتو كلكم gay ... مسكوا في الكلمه دي... تقول لينا............ ودق.. اتحركنا من السياله القديمه للناس الساكنه عطبره.. ومشينا لحدي المينا البري ولفينا بي شارع حي المطار لحدي الشمالي وتاني جو بالسياله القديمه ومشو لحدي مكاتب جهاز الامن كل المسافه دي بيضربوا بالهراوات والخراطيش وهم 6 نفر.. يعني لو كل واحد فيهم 20 سوط... عارفين الحساب براكم.. طبعا والله واقسم بالله ده اقل تقدير) دخلنا الي ساحه مكاتب الجهاز.. اول شي فعلوه هو ( كلموا واحد ضابط برتبه عقيد قالوا ليهو الزول ده قال لينا كلكم gay ) .. تعال شوف... تاني قرابه 200 سوط وصلعه بالموس طبعا ... وجردلين مويه في راسك.. اثناء الضرب بيطلبوا منك تصرخ... طبعا العدد وصل 200 سوط بسبب الصمت المطبق... المهم... جيبوا الزول البيشتم ويلاوي فينا ده.. ارموهوا جوه.. جاء واحد لابس ملكي كدا قال ( انت مصطفي تبو بتاع الفيس... عيييييك يااااخ.. والله الليله الا تسمع لي قصائد حميد كلها حتي تطلع) الشاعر القامه الراحل المقيم.. محمد الحسن سالم حميد.. اقشعر بدني... وتذكرت.. الزين ود حامد.. عيوشه... الرضيه والحسين وحرب الجنوب... عمنا الحاج ود عجبنا وحظر التجول... نورا والحلم المدردح... عم عبد الرحيم... الجابريه وسابع جامع... الضو وجهجهه التساب... يوسف الفي الجب... ناس ست نور... السره بت عوض الكريم... حمتو... طيبه عروس الطين... اااااه.... بردت كل السيطان... واصبحت الزنزانه مليون ميل مربع... ما اجمل ان تكون في ادني مستويات الاحباط والالم... ثم دونما قصد نفس الجلاد يذكر لك اسم من اسماء الرائعين... هههههه ههههههه تبسمت وعرفت انها نهايتكم ياكيزان يا اوغاد... طالما محمد الحسن سالم حميد حي وميت بتخافوا منو... !!! للقصه بقيه... اصلوا لما تجي سيره الرجل الوطني حميد كل الحروف بتجف!!! ولم تجف الدموع..... اااااه... لو كنت بيننا يا حميد لعرفت انهم سقطوا مرتين والتالته في الدرب... الهم... دخلنا المعتقل.. جاء واحد ماكن كدا ولابس لبس افلام افلام ههههه مفتكرني بخاف... قال لي انت من وين... يشهد الله لما قلت ليهو من السياله القديمه الزول ده اتغير تماما. واداني ليك بنيه في الصدر وقال ( يا ناس السياله القديمه طلعتوا ميتينا زاتو كرهتونا انتو مالكم معانا.... يازول شايف المساحه دي امبارح كانوا فيها 4 من السياله واول امبارح كم واحد من هناك... مالكم انتو ياناس دايرين تشغلوها لينا.. بعدد طلعت من المعتقل عرفت انو الزول ده برتبه رائد وهو المتحري... هههههه ههههه ياحبيبنا نحن شعارنا في الاستاد ياغالبين يا دقيين.... اشاوس الجنائن يا اصلي ماكلموك) دي دفعه معنويه زياده كمان... خههههه والله نمت نوم في المعتقل.... بسبب غباء الجلاد.. المهم... امش وتعال ومره يغطو ليك عيونك وكل مره من ضابط لي ضابط في النهايه اخدت يومين وطلعت... طبعا ما ح تصدقوا الحاجه الكانت سبب رئيسي في تخفيف العقاب... مبادره الحلاقه المجانيه للاخوه المكفوفين... ده طبعا بعد فتحوا صفحتي في الفيس.. التحيه للاخوه المستبصرين... لقوا بلاوي طبعا في الصفحه ... في ناس كتيره جدا سعوا سعي حثيث عشان انا اطلع... بحييهم جدا وهم كتار.. والتحيه لكل الثوار عامه.... ولاشاوس الجنائن خاصه... وللناس القابلتهم جوه في الفتره البسيطه جدا القضيناها سوا... وتسقط تالت ورابع الي ان ننعم بالحريه والديموقراطيه في ظل حكومه مدنيه رشيده