يبدو أن الاختلاف هو سيد الموقف السياسي السوداني، في بداية تشكيل الدولة السودانية الحديثة اختلفت الأحزاب الاتحادية والداعية لاستقلال السودان وبشق الأنفس استقل السودان، وقبل تشكيل الحكومة اختلفت الأحزاب داخل البرلمان.. وكانت رؤيتها للسودان الجديد منقوصة، ونتاج ذلك ظهر تمرد الجنوب وحركة ألانانية في العام ١٩٥٥ ومازال السودان تحت الحكم الأجنبي.. في يوليو ١٩٥٦ تسلم السيد عبدالله خليل رئاسة الحكومة الأولى بعد الاستقلال التي ما فتأت الصراعات تشب فيها وتشل حركتها حتى قام بتسليمها للجيش بمباركة من السيد عبدالرحمن المهدي زعيم حزب الأمة انذك، في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨، معلنا نحر الديمقراطية الأولى في مهدها.. تكررت احباطات الديمقراطية في دورتها الثانية في عهد الزعيم الازهري والثالثة في عهد الصادق المهدي.. والان نشهد ولادة ديمقراطية جديدة نخشى ان تكون الولادة قيصرية والمولود منغولى.. مايدور الان في الساحة لا يبشر بخير كان منتظر لسنين.. دبت الخلافات في داخل الجسم المناط به تشكيل الحكومة.. وظهر قدامى المناضلين من الحركات المسلحة التي قاتلت الإنقاذ سنين عددا، ظهروا بوجهات نظر متباينة في كيفية إدارة الدولة.. وطلت جماعات سمت نفسها بالهامش بمطالب في رأيها اساسية لابناء مناطقها وقراها البعيدة عن المركز.. ثم انقلب مناضلي الأمس القريب.. النشطاء السياسيين.. الي اعداء ينهشون في سير بعضهم البعض ملوحين بكرت الخيانة تارة والكوزنة القديمة تارة أخرى.. وما حدث في قاعة الصداقة كان ثالثة الاسافي.. ان تصل حدة الخلاف العراك بالكراسي ومحاولة تحطيم راس الاخر وانفه.. هنا يزيغ البصر عن ديمقراطية مرتقبة.. ويبقى الاختلاف هو المسيطر في الساحة.. المجلس العسكري وان كانت في نيته المماطلة في تسليم السلطة للمدنيين،فانكم تتيحوا له ولكل المراقبين.. المحليين والعالميين.. فرصة التشبث بالسلطة.. لعدم توافق المدنيين.. لا تبحثوا عن مخرج لفشل الديمقراطية بأنها لم تجد الزمن الكافي لتحكم بعقل وتنجح (كيف تفكرون) وربما من الان نعمل على هذا المبدأ ونعلن فشل ديمقراطية واجهاضها بذات الحجة.. فيكم العلماء والمفكرين والاكاديميين والاقتصاديين وغيرهم .. ما يعني وجود كل مقومات الدولة السليمة الناجحة.. بشرط إلغاء مبدأ المخاصصة واحلال مبدأ المقدرة بحياد..
05-11-2019, 01:58 PM
Gafar Bashir
Gafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220
الشارع الان ملك للثوار مع وجود متربصين.. وبعض الساعين لتفتيت وحدته.. بخلق الفتن وصب الزيت على النار.. والشارع نفسه أصبح خطيرا اذا لم يحسن المدنيين فن التوافق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة