|
Re: جبهة الهيئات... تجمع قوى الانتفاضة...تجمع ا� (Re: Zakaria Fadel)
|
زكريا كيفك .. الى الان يبدو التشابه بين الثلاث اجسام تشابه شكلي فرضته ظروف محددة ، بمعنى من هي الجهة التي ستتولي ارجاع الامور الى نصابها هل هو الجيش ؟ وهل يمكن مقارنة جيش عبود المحترف بجيش البشير العقائدي بمليشياته الظاهرة والباطنة ؟ قطعا لا .. لابد من جسم ثوري ينقل البلد من الحالة الثورية الى الحالة المدنية والى الان اظن ان تجمع المهنيين ناجح تماما في كل ما فعله وعدم توصله الى النتائج التي يرجاها الثوار يرجع لسبب واحد اوضح من الشمس وهو تعنت المجلس العسكري او طمعه ربما في الانفراد بالحكم او على الاقل التوصل لمساومة من شأنها غسل خطايا المؤتمر الوطني ومن ثم اعادته للحياة السياسية بعد الفترة الانتقالية. تجمع المهنيين ليس لديه سلاح ولا مليشيات ولا يقف وراءه حزب لكنه يستند على تضامن ورغبة وقوة الثوار واصرارهم على نيل حقوقهم كاملة والى الان لم يظهر اي قدر من التهاون في سبيل ذلك. بالرجوع الى حالة 64 ثم 85 اعتقد ان الواقع والسياق الاجتماعي مختلف تماما عن السياق الذي انتج ثورة 2019 التي اعتبرها ثورة وعي شامل بكل المقاييس. لم تكن ثورات 64 و 85 ثورات شعبية بالفهم السوسيولوجي ، يمكن القول بأنها كانت ثورات الطبقة الوسطى والبرجوازية الصغيرة ، انا متأكد تماما بأن نسبة مقدرة من الشعب لم تسمع بثورة اكتوبر بتاتا واعني بهذا معاصريها في الاطراف الا بعدها بزمن وربما انطبق نفس الامر على ثورة 85 بدرجة اقل. الان لو اجرينا تحليلا بسيطا للمد الثوري والزخم الذي صاحب ثورة 2019 وقارناه بثورتي 64 و85 لتوصلنا الى استحالة المقارنة ، من ناحية كثافة التظاهرات وكمية المشاركين فيها وطول الفترة ومن ثم على مستويات الجندر و (الطبقة - الاثنية - الجهة الجغرافية) ، التعليم ، الطائفة الدينية ، الفئة العمرية ـ سنجد اختلافات مهولة جدا وستبرز حقيقة واضحة جدا : هذه الثورة ثورة وعي انتجها كل الشعب وشارك فيها الملايين في كل اصقاع السودان ولعل ما يعطيها بعدا اكثر ايجابية هو المشاركة الفاعلة للشباب والمرأة على عكس الثورات السابقة التي ارتكزت على الطبقة الوسطى كما اسلفت . فرق اخر هام جدا وجوهري هو تمدد الوعي ، لم تعد المعرفة محتكرة بواسطة فئة محددة او شريحة صغيرة تتحكم في تطلعات المجتمع ، لم يعد السودانيين ينتظرون "قطر حلفا" حتى يأتيهم بروز اليوسف وصباح الخير ومؤلفات العقاد وطه حسين وغيرهم من مثقفي مصر . المعرفة الان في متناول الجميع ، وسائل الحشد والتنوير تجاوزت مرحلة "مكنة الرونيو" ، كما ان العالم نفسه تغير كثيرا .. ولذا لا سبيل امام تجمع المهنيين غير التعبير عن رغبات الشعب ، انتهى عصر الكلفتة والوصاية والبطريركية .. اي خطوة يخطوها التجمع لابد ان يكون الشعب على علم بها في غضون ساعة فقط .. والحساب "وكتي" .. جرورة مافي .. هذه ثورة مختلفة تجمع المهنيين يمثلني ..
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|