|
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � (Re: adil amin)
|
تسمية الخلاف بين الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر السوداني بالمكاجرة أو صراع الأطفال هو بصراحة تسطيح شديد للموضوع، فالأمر في جوهره وعمقه لمن لا يراه، هو صراع بين إسقاط النظام واقتلاعه من جذوره وتصفيته، وهو ما يمثله الحزب الشيوعي وقوى الإجماع الوطني من جهة، وبين الهبوط الناعم الذي يمثله نداء السودان وخاصة حزب الأمة والمؤتمر السوداني من جهة أخرى، فبيان الحزب الشيوعي صحيح من حيث مضمونه وعلانيته وتوقيته، وهو جاء لمخاطبة الشعب السوداني وطلائعه الثورية المعتصمة في القيادة العامة، فالقضية مثار الخلاف التي ناقشها البيان هي قضية كل الشعب السوداني ولن تحل بالغطغطة، وخلوها مستورة والنقاش النخبوي في الصوالين المغلقة، أما بيان المؤتمر السوداني فقد أكد من حيث لا يحتسب ما أثاره الحزب الشيوعي في بيانه، فقد جاء البيان ضعيفاً من حيث المضمون والحجج التي ساقها لدحض ما جاء في بيان الحزب الشيوعي، ففي النقطة الثانية يقول البيان أنهم انتظروا ممثلي قوى الإجماع الوطني ساعة كاملة !، ياخي ما تنتظروا ساعة ولا ساعتين ولا يومين حتى، فالشعب السوداني قد انتظر 30 عاماً حتى لاح فجر الحرية، إنتوا لاحقين شنو؟، بعدين ناس قوى الإجماع ديل ما عاوزين يحضروا معاكم عشان كدا زاغوا وأغلقوا هواتفهم ولا شنو ؟!، طيب لماذا هذه اللفة الطويلة، فمنذ البداية كانوا قالوا ليكم أنحنا ما ماشين وانتهى الموضوع، وفي النقطة الثالثة يقول البيان " ولما فشلت كل المحاولات للاتصال بهما حيث كانت هواتفهم مغلقة، دخل الوفد مبنى القيادة والتأم جمعهم بقيادة الجيش " وهذا في الواقع يتناقض مع ما جاء في النقطة الثانية أنه " حسب إتصال هاتفي مع الأستاذ أمين سعد القيادي بقوى الإجماع الذي أفاد بوصولهم بوابة القيادة الجوية "، وهذا ما أكده بيان الحزب الشيوعي أن عضوي تحالف الإجماع الوطني كانا موجودين في نفس المكان، تحديداً أمام بوابة القيادة الجوية حسب الاتصال مع الأستاذ أمين سعد من قوى الإجماع، والسؤال هنا هل تم البحث عنهم أمام بوابة القيادة الجوية، هل تم ترك رسالة لهم ولو عند طرف ثالث، مثل حاملي مكبرات الصوت والمنصات الإعلامية داخل الاعتصام، يمكن أن يخطرهم أو يذيع نداء صوتي بأن يلتحقوا ببقية الوفد داخل القيادة ؟، وفي النقطة الرابعة يقول البيان " عند خروج الوفد كان في انتظاره جموع المعتصمين، حسب تكليف الوفد وحسب المنهج المتبع بتبليغ أصحاب الشأن ما يدور لحظة بلحظة، قرر الوفد تكليف عضوية عمر الدقير ومحمد ناجي الأصم بمخاطبة الجمهور "، وهنا يصل التهافت قمته، فكيف لوفد مكلف أن يطرح الأمر في منبر عام قبل الرجوع إلى من كلفوه، وتحديداً قوى الإجماع الوطني المغيبة عمداً ومع سبق الإصرار والترصد، كما لم أفهم عبارة " النهج المتبع "، حيث أن أبجديات العمل الجبهوي أن تطرح القضايا المتفق عليها بالإجماع وبتفويض كامل ورضا من كل الأطراف وخصوصاً الطرف المغيّب، أما طرح القضايا الخلافية وتبنيها من أي طرف، فهي تلزم ذلك الطرف فقط، وإلا فإن الأمر يعتبر مجرد مكاوشة وتغييب لرأي الآخرين فقط، ويمضي البيان ليقول " كما تم تكليف كل من مدني عباس وأحمد ربيع بالإتصال بقوى الإجماع وتمليكها ما دار وهو ما تم في مساء نفس اليوم "، حيث تحول الأمر هنا إلى مجرد إخطار، وليس مشاورة وأخذ رأي الجهة المعنية قبل اتخاذ أي خطوات، وهو قمة الاستخفاف والاستهتار. أفهم دوافع الكثيرين الحادبين على وحدة المعارضة ممن انتقدوا بيان الحزب الشيوعي، لتخوفهم من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف المعارضة، ولكنهم في الواقع لم ينتبهوا إلى أمر هام كان سيبدد مخاوفهم هذه للأبد، وهو أنه عندما اندلعت ثورة ديسمبر العظيمة، لم تكن المعارضة موحدة، بل كانت مشتتة وتدب بينها الخلافات، حيث أن نداء السودان كان حتى 14 ديسمبر 2018، أي قبل خمسة أيام فقط من اندلاع ثورة ديسمبر العظيمة، يرمي بكل ثقله في جبهة الهبوط الناعم، ويرتمي في حضن الفاسد ثامبو أمبيكي الذي يقود ما يُسمى بالآلية الأفريقية، كما كان حزب المؤتمر السوداني تحديداً، ممثلاً في رئيسه عمر الدقير يتوسل للمشاركة في محادثات أديس أبابا، حيث أن الفاسد أمبيكي ويا للمفارقة، أخبر الوفود المعارضة، أنه سيلتقي فقط التنظيمات الموقعة على خارطة الطريق، وليس بينها المؤتمر السوداني، والأدهى أنه علل قراره هذا، بأنه قرار الحكومة، أي أن نظام الإنقاذ المجرم كان هو الذي يرفض مشاركة حزب المؤتمر السوداني، وهو لعمري طريق الذلة كما وصفه الأستاذ فاروق أبو عيسى، بل هو طريق الذلة والمسكنة والخنوع والانكسار، وهو درس بالغ القسوة لكل من يفقد إيمانه بشعبه، بينما في المقابل، كان الحزب الشيوعي وقوى الإجماع الوطني يتمسكون بكل قوة وثقة في الشعب السوداني، بخطهم الثوري الرامي إلى الإطاحة بنظام الإنقاذ المجرم واقتلاعه من الجذور، وهو الخط الذي أكدت على صحته ثورة ديسمبر العظيمة، بينما ركلت بكل قوة وقسوة كل مخططات الهبوط الناعم إلى مزبلة التاريخ وللأبد، وكان فرع الحزب الشيوعي السوداني في العاصمة القومية، قد قاد ببسالة وحنكة هبة 16 يناير 2018 الهادرة في قلب الخرطوم، حيث مثلت بروفة وإرهاص مبكر لما حدث في ثورة 19 ديسمبر 2018، فقد كشفت مكامن القوة في الحركة الجماهيرية، وكسرت حاجز الخوف الذي خيم في سماء الثورة السودانية منذ هبة سبتمبر 2013 التي أُغرقت في الدم. مصداقية الأستاذ صديق يوسف تساوي عندي أضعاف ما يملكه عمر الدقير، فقد سبق للأستاذ فاروق أبو عيسى أن وصف الدقير بالكذب، بعد أن زعم الأخير أنه أرسل رسالة إلى قوى الإجماع الوطني، يطالب فيها بالتنسيق المشترك لمقاومة نظام الإنقاذ، وهو ما نفاه فاروق أبو عيسى، حيث طالبه بالتخلي عن الهبوط الناعم والآلية الأفريقية، قبل أي عمل مشترك، كما وصفه بالمستجد في الساحة السياسية، وهو وصف لا يخلو من صحة، حيث أن أداء عمر الدقير السياسي، وخصوصاً خلال أزمة الوفد التي قابل المجلس العسكري، يوحي لي وكأنه ما زال أسيراً لعقلية النشاط السياسي الطلابي في اتحاد جامعة الخرطوم في الثمانينات من القرن الماضي، فقبل أن يطالبنا حزب المؤتمر السوداني بتقديم نقد ذاتي مجاني، عليه أن يقدم نقد ذاتي واضح ومستقيم للشعب السوداني عن مخططات الهبوط الناعم، وأنه عاد إلى تبني خط الإطاحة بنظام الإنقاذ واقتلاعه من الجذور، بدل هذه العودة السكوتية، بل والهرولة إلى الصفوف الأمامية، ومحاولة إزاحة القوى التي يعتقد أنها تزاحمه، والتي لم تهادن النظام وسعيت دوما إلى الإطاحة به واقتلاعه من الجذور. خلاصة القول أن لا خوف على الثورة السودانية، حتى ولو وقفت ضدها كل مكونات نداء السودان، وهو ما أثبته الواقع، فقد اندلعت ثورة ديسمبر كما أسلفنا، وهذه القوى مشغولة بمحادثات الهبوط الناعم في أديس أبابا، مع ذلك فإن وحدة المعارضة مهمة، بل وضرورية، لكن ليس بأي ثمن.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي قابل ممثلي المجلس العسكري. | عبد الله حسين | 04-14-19, 06:54 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | عبد الله حسين | 04-14-19, 07:00 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Mohamed Doudi | 04-14-19, 07:05 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | كمال عباس | 04-14-19, 07:16 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | عبد الله حسين | 04-14-19, 07:18 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | sadig mirghani | 04-14-19, 07:18 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | عبداللطيف حسن علي | 04-14-19, 07:28 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | نادر الفضلى | 04-14-19, 09:16 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Arif Nashed | 04-14-19, 09:40 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Mohamed Doudi | 04-14-19, 09:59 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | عبدالمنعم الطيب حسن | 04-14-19, 10:52 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | نادر الفضلى | 04-14-19, 11:04 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | عبدالعظيم عثمان | 04-14-19, 10:59 PM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | amin siddig | 04-15-19, 00:30 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | adil amin | 04-15-19, 03:21 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Mohamed Doudi | 04-15-19, 03:42 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | عبدالمنعم الطيب حسن | 04-15-19, 04:46 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Mohamed Doudi | 04-15-19, 04:57 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Bashasha | 04-15-19, 05:17 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | جمال ود القوز | 04-15-19, 07:11 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Salah Zubeir | 04-15-19, 07:17 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | Nasr | 04-15-19, 07:22 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | اخلاص عبدالرحمن المشرف | 04-15-19, 07:29 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | adil amin | 04-15-19, 07:34 AM |
Re: الحزب الشيوعي: لم نكن جزءاً من الوفد الذي � | عبد الله حسين | 04-20-19, 05:48 PM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|