لماذا حسر وفد قوي اعلان الحرية والتغيير التفاوضي مع المجلس العسكري سقف مطالب الثورة ؟ ومن فوضه لتقديم هذه التنازلات ؟
استمعنا لحديث المهندس عمر الدقير ممثل قوي نداء السودان والاستاذ حسن عبد العاطي ممثل القوي المدنية في قوي اعلان الحرية والتغيير وهم ينقلون خلاصة مادار بينهم والمجلس العسكري في اجتماع التفاوض الذي دعا له المجلس عصر اليوم ١٣ أبريل وقد بدا الحماس طاغيا من المتحدثين بانهما نقلا مطالب الثوار للمجلس الذي وعد بالاستجابة لها ، غير أن الملاحظ أن المطالب الثورية التي ظل يرددها الثوار طيلة الاربعة أشهر من عمر الثورة وقدم في سبيلها الشهداء والمعتقلين والانتهاكات لم تنقل كاملة وشابها نقص وقصور من قبل ناقليها دون أن يفهم السبب وقد تمثل ذلك التقزيم في الآتي : ١- تحدث المفاوضون عن مطلبهم بشأن جهاز الأمن أن تتم اعادة هيكلته بحيث يتوافق مع دوره الطبيعي في كل الدول ويقتصر علي نقل المعلومة وتحليلها وان يوقف ممارسات القتل والاعتقال والتعذيب . وفي هذا تنازل واضح وتحوير لأهم مطالب الثوار وهي حل جهاز الامن بالكامل وليس هيكلته ، كما لم يتحدثوا عن محاسبة منتسبيه عن جرائمهم في حق الشعب والثوار ، وعن قبول المجلس استقالة رئيس الجهاز صلاح قوش وضرورة اعتقاله قبل قبول استقالته لمسئوليته كرئيس للجهاز عن جرائم لا تزال قيد التحقيق حدثت في عهده منها مقتل الاستاذ احمد الخير ومحجوب التاج تحت ألة التعذيب ومن قضوا بالرصاص خلال الاحتجاجات ولديه افراد موقوفون يتحمل معهم المسئولية الجنائية بصفته المهنية .
٢- تحدث المفاوضون عن نقلهم للمطلب حول حزب المؤتمر الوطني الذي تسبب في دمار البلاد ونهب المال العام وطالبوا بمحاسبته بمصادرة دوره وايلولتها للشعب ، مختزلين جرم المؤتمر الوطني في حوائط وغرف من الطوب عليها لافتة الحزب من الخارج بينما المطلب الثوري الشعبي هو حل حزب المؤتمر الوطني وعزله سياسيا حتي لا يعود للمشاركة في الحياة السياسية مرة اخري ، خاصة وان الفريق زين العابدين رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري ابدي في مؤتمر صحفي بالامس عدم ممانعتهم في مشاركة حزب المؤتمر في المشهد السياسي وترحيبهم بحكمه مرة اخري اذا فاز في اي انتخابات تجري لاحقا .
٣- تحدث المفاوضون ايضا عن مليشيا الدفاع الشعبي ولم يوضحوا رايهم بشان مصيرها ، بينما أغفلوا الحديث عن حلها بالواضح وكذلك بقية المليشيات المسلحة للمؤتمر الوطني والاكثر خطورة من الدفاع الشعبي وهي كتائب الظل والامن الشعبي والامن الطلابي وجيش هارون وبقية القوي المتفلتة التي تهدد سلامة المواطنين وتشكل خطرا علي الامن ، والغريب انه اثناء الاجتماع نفذت احدي هذه المليشيات اعتداءا في محيط الاعتصام قرب كلية الهندسة جامعة الخرطوم واصابت مواطنين ، غير تعرضها في اوائل ايام الاعتصام لقتل مواطنين وافراد من القوات المسلحة .
٤- تحدث المفاوضون عن تفاوضهم في شكل الحكم وارتضوا بوجود المجلس العسكري شريكا في الحكم علي ان يتم تطعيمه بالمدنيين مناصفة ، بينما المطلب الثوري ان يمثل الجبش بممثل واحد في مجلس سيادة لجانب حكومة مدنية من قوي اعلان الحرية والتغيير .
٥- تحدث المفاوضون عن طلبهم الغاء القوانين المقيدة للحريات في جهل مطلبي بابسط اسس السياسة والقانون ، اذ كيف تطالب بتعديل قوانين في ظل الغاء الدستور ، ثم كيف تطالب بتعديل قوانين قبل ان تطالب باصلاح الاجهزة العدلية التي تعدل وتطبق هذه القوانين من جهاز القضاء ووزارة العدل والنيابة العامة وكان الاجدر المطالبة باصلاح واعادة هيكلة هذه الاجهزة وتصفيتها من المفسدين من منتسبي النظام السابق الذين حولوها لاداذ طيعة في يد السلطة التنفيذية واحدثوا اكبر انتهاك للقوانين والعدالة في تاريخ البلاد بشكل لم يحدث في التاريخ واعادة الاعتبار والهيبة لها .
٦- تحدث المفاوضون عن اجهزة الاعلام الرسمية وعدم بثها للاغاني الوطنية ونقل فعاليات الثورة . بينما المطلب الثوري هو اعادة هذه الاجهزة للمهنية والقومية وعدم احتكارها وتحريرها من كونها تحولت لمجرد بوق للنظام وذلك باعادة تاسيسها علي اسس قومية وكنس طاقمها الذي عينه النظام السابق علي اساس خدمته لخطه السياسي وذلك بابدال طاقمها ومن يديرها،
٧ - كل ما سبق يجتمع في مطلب اساسي يعد قاسما مشتركا في المطالب هو تصفية جهاز الدولة من منسوبي المؤتمر الوطني الذين ينفذون سياسته حيث لن يستقيم اي مطلب ولا تزال الوزارات والادارات وحكومات الولايات والاجهزة الدبلوماسية تدار بواسطة منسوبو المؤتمر الوطني .
خاتمة : لماذا انحسرت هذه المطالب بحيث يبدو تقديمها بهذا الشكل كانه ينم عن ضعف المفاوض ولماذا تقزمت سقوف طموحاته المطلبية علما بانه يملك قوة ضاربة تحت يده اسمها الشارع والاعتصام بالشكل الذي يجعله في مركز قوة لاملاء شروطه العادلة والمنطقية . هل احس بتعب الشارع واصابته بالملل ؟ هل اراد الاستراحة في قلب معركته متناسيا قول الشهيد عبد العظيم .؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر جبرونا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست