|
♧ و تظل الكلمة أمانة £
|
11:08 AM December, 31 2019 سودانيز اون لاين دفع الله ود الأصيل- مكتبتى رابط مختصر
{1} ♤ و نحن نتكبد عناء الكتابة هنا، على يقين بأن الكلام بمجرد إطلاقه على عواهنه هكذا، يصبح من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً استرجاعه إلى حلوقنا ، تماماً كما يستحيل اللحاق بفقاقيع رغوة الصابون حينما تنطلق مع طلق تباريح الهوى الغلاب.
● فنعم، هي أمانة أولاً على ذمة راويها حين يلقيها .. ثم إنها أمانة من بعد ذلك في عنق من يسمعها بأذنيه وتجول في روعه فتصبح عبئاً ثقيلاً على عاتقه إما يبلعها و يسكت، أو يعمل بمقتضياتها أولايفعل ، أو يبلغها و يمضي ليكسب ثواباً..
and و قال حكيم: كم من كلمة كتمتها فملكتها حتى إذا نطقت بها ملكتني..
○ لايفوتنا قبل كل ذلك أن القرآن هو كلام الله، أنزله على قلب الكريم ليعرفنا بذاته العلية.. فقهاء علوم اللغات( Linguistiques) يرَون أن الكلام كائن اجتماعي يحمل ذات الصفات لبني الإنسان كافةً، فهو يحيا ويسقم ويموت. تماماً مثلما يفعلون .إلخ. وقد يصيب لغة القوم ما يصيب المجتمعات والحضارات الإنسانية من ازردهار واضمحلال أو اندثار وهكذا. ◇ فالكلمة تجدها مثلاً تتهلل و تطير أذناها طرباً حين تفلح في أخذ قارئها إلى معان مخبوءة وراء السطور، تماماً كحال الكاتب حينما يتمخض مخاضاً عسيراً فيلد عبارة جذلة تسوق معانيه إلى المتلقي سوقاً، ذلك المسكين الذي لا تقل محنته جراء صعوبة الاستنباط والفهم، إذ ليس الكل عباقرة.
¤ فقد تكون المعاني أحياناً مصبوبة كجلاميد صخر، تستعصي على التعاطي، أو يكون المغزى ضرباً من المطلق الفضفاض الذي يرهق العقل كالحق والسعادة والأفق والعدم.
♡ لكن كل ذاك يهون أمام سحرالعبارة النافذة التي تأخذ بشغاف القلوب وتشع بنورها في خلجات الأنفس وتسبر سبراً في مغاصات المقاصد البعيدة. الكلمة تملك ايضاً حيلاً أخرى كثيرة لتسعفها حينما يتعذرالتعبير كفاحاً.. فتلجأ مثلاً إلى التخفي وراء أستار الرمزية أوالإيماء.
▪ و لكن لا بد من ساعة احتفاء نادرة تعيشها المفردات مع مؤلفها لحظة التلذذ بحلاوة اللقاء و ولادة نص بكر، فالكلمات والنصوص لها أيضاً روابط اجتماعية ووشائج قربى، تماماً كما النفوس.. فما اجتمع منها يأتلف وما تنافر يختلف.. غير أنك كثيراً ماتجدنا نضيق ربما ذرعاً من تلك العلاقات النمطية المعتادة الناشئة بين عبارات يجمعها المؤلف كخردة حدادة فيدقها دقاً كالبراغي والأسافين في نعش نص تعيس فتخنق المضامين والمداليل خنقاً، وتفسد كل شيئ وربما أورثت مللاً و رتابة.
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|