منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في السودان المتمثلة في الحراك المجتمعى ظل مشهد العلاقات الخارجية السودانية في ضبابية قاتمة حيث قل حراك المسؤولين السودانيين بشكل ملحوظ وكان أبرز التحركات زيارات رئيس الجمهورية لدولة قطر ومصر ثم أثيوبيا وكانت أول زيارة خارجية للنائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول عوض محمد أحمد أبنعوف هي زيارته الخاطفة لمصر والتي رافقه فيها مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق صلاح عبدالله قوش لكن الثابت بأن الخرطوم لم تجد مساندة حقيقية في أزمتها الإقتصادية وأن الوقوف بجانبها من بعض الدول الشقيقة لم يتعد العبارات الدبلوماسية وعبارات المجاملة والدليل على ذلك بأن الأزمة الإقتصادية لم تبرح مكانها ولكن رئيس الوزراء الجديد فاجأ الأوساط بأن أول زيارة خارجية له كانت لدولة قطر، وإن كان على رأس وفد لجنة مرتبة مسبقا إلا أن لها دلالة توحي بأن العلاقات بين السودان وقطر أقرب الى ان تكون طبيعية كما جاء في نص الخبر الذي يقول : تلتئم بالعاصمة القطرية الدوحة اجتماعات اللجنة العليا السودانية القطرية المشتركة برئاسة رئيس مجلس الوزراء السوداني، الدكتور محمد طاهر أيلا، ورئيس مجلس الوزراء القطري، عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وذلك خلال 21-24 مارس الجاري. وقال سفير السودان بالدوحة، فتح الرحمن علي، لـ"شبكة الشروق"، إن الاجتماعات تأتي بمشاركة عدد من الوزراء من الجانبين، وستناقش جملة من القضايا وبرامج العمل دعماً لمسيرة علاقات البلدين المتطورة وتحقيق المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين. وأضاف السفير "في ختام الاجتماعات سيتم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية". وعلمت "شبكة الشروق"، أن الاجتماعات ستبدأ بلجان الخبراء نهاية هذا الأسبوع لمراجعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية المقدمة أمام اللجنة العليا. يُشار إلى أن مشاركة رئيس مجلس الوزراء، محمد طاهر أيلا، في الاجتماعات المشتركة بين السودان وقطر، تأتي تعزيزاً للعلاقات الثنائية المتطورة. كما أن زيارته للدوحة هي الأولى لخارج البلاد، عقب توليه منصب رئاسة الحكومة الشهر المنصرم. ولقراءة ما يجري صرح لـ(الوطن ) السفير الرشيد أبوشامة قائلا : زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد طاهر أيلا لدولة قطر تأتي على رأس وفد حكومي لحضور إجتماعات للجنة المشتركة بين الخرطوم والدوحة وهذه اللجنة تنعقد من حين الى آخر تارة في الخرطوم وتارة أخرى في الدوحة، وأيلا هو رئيس الوفد هذه المرة، وهذه تعتبر المرة الأولى له يمارس فيها عمل دبلوماسي وتأتي هذه الزيارة عقب نفي قطر الأنباء المتواترة بأنها سحبت سفيرها من الخرطوم، وهذه الزيارة تشير الى أن العلاقات طبيعية بين السودان ودولة قطر ، ومن جهة أخرى تعتبر هذه الزيارة فرصة ليثبت أيلا أنه محاور جيد ، وهذا الإجتماع الذي سينعقد يعد فرصةً لحصول السودان على دعم مادي عبر ودائع أو أي شكل من أشكال الدعم الإقتصادي لمواجهة الأزمة الماثلة التي تعاني منها الحكومة ، وفي سياق آخر قال أبوشامة بأنه لا يتوقع بأن تؤثر زيارة أيلا للدوحة على علاقة السودان بمحور السعودية، الإمارات ،مصر ، مشيراً الى موقف السودان الثابت بأنه على الحياد ويكفي هذا المحور كما اشار ابوشامة الى الجنود السودانيين الذين يقاتلون في اليمن ولا داعي للضغط عليه في جانب آخر . اما عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني القيادي بالحزب الإتحادي الديمقراطي البروفيسور عابدين شريف قال أنه لايتوقع بأن تأتي زيارة أيلا لقطر بنتائج إيجابية تساهم في حل الأزمة الماثلة في السودان ووصف هذه الزيارة بأنها بمثابة (حرث في البحر ) وقال انه يجب بأن تكون مثل هذه الزيارات الى دول خارج نطاق دول الخليج كالدول الأوربية أو الأفريقية والأسيوية واضاف بقوله :(أعتقد ان مؤشر هذه الزيارة غير جيد، اما في ما يتعلق بشخصية أيلا والكاريزما التي يتمتع بها لا أعتقد بأن الجوانب الشخصية ستخدم قضية فى اطار سياسة الدول سيما أن العلاقات الخارجية في السودان تحتاج بأن يحدث تحول كلي للمشهد). مرسلة بواسطة صحيفة الوطن في 6:44 ص
03-20-2019, 05:38 PM
زهير عثمان حمد
زهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة